بدء سريان وقف إطلاق النار بعد أن أعلنت حماس عن أسماء النساء الثلاث المختطفات اللواتي سيتم إطلاق سراحهن الأحد
سيتم إطلاق سراح رومي غونين وإميلي دماري ودورون شتاينبرخر في اليوم الأول من الهدنة بعد أن أرجأت حماس الإعلان عن قائمة الأسماء؛ الثلاث سيلتقين بممثلين عن الجيش الإسرائيلي وأطباء وأخصائيين نفسيين
أعطت حركة حماس إسرائيل أسماء الرهائن الثلاث اللواتي سيتم إطلاق سراحهن في وقت لاحق من اليوم، مما سمح ببدء سريان وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره بعد تأخير قصير صباح الأحد.
وأكدت عائلات رومي غونين (24 عاما)، وإميلي دماري (28 عاما)، ودورون شتاينبرخر (24 عاما)، أنه سيتم إطلاق سراحهن بعد ظهر الأحد، في أول تبادل للرهائن منذ أواخر نوفمبر 2023، في حين لا يزال 94 شخصا تم اختطافهم من إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 في الأسر، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين محتجزين هناك منذ حوالي عشر سنوات.
وأكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ساعة متأخرة من صباح الأحد أنه تلقى قائمة الأسماء من حماس، وأعلن أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في الساعة 11:15 صباحا بعد أن راجع مسؤولو دفاع تفاصيل قائمة حماس.
في حين نشرت حماس الأسماء التي قالت إنها سلمتها لإسرائيل، طلب مكتب رئيس الوزراء في البداية من وسائل الإعلام الإسرائيلية عدم نشر هويات الرهائن الثلاث قبل الحصول على موافقة العائلات.
سيتوج وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المرتقب جهودا دولية استمرت عاما لحمل حماس وإسرائيل على الموافقة على صفقة تهدف إلى إنهاء الحرب التي اندلعت بسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر وإطلاق سراح بقية الرهائن، حيث من المقرر إطلاق سراح 33 رهينة خلال الأيام الـ 42 المقبلة في مقابل ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني.
ولكنه يمثل أيضا بداية لعملية مكونة من ثلاث مراحل محفوفة بالمخاطر لم يتم الانتهاء منها بالكامل بعد، حيث يخشى كثيرون في إسرائيل وغزة من أنها قد تنهار قبل الوصول إلى ما يسمى “اليوم التالي”، مما قد يترك العشرات في الأسر ويعيد القطاع إلى صراع مدمر.

عوائق أولية
لقد سبقت بدء وقف إطلاق النار ساعات متوترة، حيث فشلت حماس مرتين في الالتزام بالموعد النهائي لتسليم قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم ورفضت إسرائيل وقف إطلاق النار حتى تقدم الحركة الأسماء، مما أثار مخاوف من تعثر الاتفاق قبل أن يدخل حيز التنفيذ.
بموجب اتفاق إطلاق سراح الرهائن الذي تم توقيعه في الدوحة في وقت مبكر من يوم الجمعة وصادقت عليه إسرائيل فجر السبت، يتعين على حماس تقديم أسماء الرهائن قبل 24 ساعة على الأقل من إطلاق سراحهم – والذي من المتوقع أن يكون يوم الأحد حوالي الساعة 4:30 عصرا.
لكن الساعة الرابعة عصر يوم السبت مرت، وبحلول صباح الأحد، لم تؤكد الحركة أسماء الرهائن الثلاث من بين المختطفين البالغ عددهم 97 الذين من المقرر أن يتم إطلاق سراحهم في وقت لاحق من اليوم. أخيرا بعثت الحركة بقائمة الأسماء الثلاثة في حوالي الساعة 10 صباحا.

وكان نتنياهو قد حذر مساء السبت من أن إسرائيل ستواصل القتال حتى يتم استلام القائمة، وذلك بعد أن كان من المقرر أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة 8:30 صباحا.
وجاء في بيان أصدره مكتبه أن “إسرائيل لن تتسامح مع انتهاكات للاتفاق”، مضيفا أن “المسؤولية تقع على عاتق حماس وحدها”.
واستمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية في قصف القطاع صباح الأحد، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وفقا للسلطات الصحية التي تسيطر عليها حماس. ولم يتسن تأكيد حصيلة القتلى ولم يُعرف ما إذا كان الثمانية من المقاتلين أم المدنيين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري، في الوقت الذي كان من المقرر أن يبدأ فيه وقف إطلاق النار: “إن جيش الدفاع يواصل الضرب الآن في غزة، طالما أن حماس لا تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق”.
وقال مصدر من داخل حماس لموقع “واينت” صباح الأحد إن التأخير في تسليم الأسماء جاء “لأسباب فنية” بحتة، مضيفا أن القائمة يجب أن يوافق عليها زعيم حماس محمد السنوار.
وبحسب المصدر فإن عناصر حماس يتواصلون “جسديا عبر مبعوثين ويستغرق الاتفاق على أسماء الرهائن وموقعهم وقتا عندما تكون طائرات الجيش الإسرائيلي فوقهم”.
وتوقعت إسرائيل أن تفسد اللحظات التي سبقت وقف إطلاق النار وابلا من الصواريخ التي قد تطلقها حماس على إسرائيل، كما حدث في الماضي. ولم ترد أنباء عن إطلاق صواريخ، رغم أن صفارات الإنذار انطلقت مرتين في البلدات القريبة من غزة بسبب إنذارات كاذبة، حسبما قال الجيش الإسرائيلي.
عملية إطلاق سراح الرهائن
وفي أعقاب الكشف عن الأسماء، تحدث غال هيرش، المسؤول الحكومي المكلف بملف الرهائن، مع عائلات الرهائن الثلاث المتوقع عودتهن يوم الأحد، بحسب مكتب رئيس الوزراء.
بمجرد أن يتم إطلاق سراحهن، سيتم نقل الرهائن إلى واحد من ثلاثة مجمعات بالقرب من حدود غزة، في قاعدة رعيم ومعبر كيرم شالوم ومعبر إيرز، اعتماد على مكان إطلاق سراحهن.
عند وصولهن، سيلتقين بممثلي الجيش وأطباء وأخصائيين نفسيين ومسؤولين في مجال الصحة النفسية، وسيتلقين العلاج الأولي.
ومن هناك، سيرافقهن الجيش الإسرائيلي إلى المستشفيات، حيث سيلتقين بعائلاتهن.
بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي فإن الأمر سيستغرق نحو ساعتين من لحظة تسليم الصليب الأحمر للرهائن إلى القوات في غزة، وحتى لحظة خروجهن من مرافق الجيش إلى المستشفى.
ثلاث نساء مدنيات
اختُطفت غونين من مهرجان “نوفا” الموسيقي أثناء محاولتها الفرار من الهجوم. ولقد أخبرت والدتها أنها تعرضت لإطلاق نار قبل أن تفقد الاتصال بها. وكتبت شقيقة غونين، شاحف غونين، على وسائل التواصل الاجتماعي بعد وقت قصير من نشر القائمة، “لقد أصبح الأمر رسميا. رومي على القائمة. حظا سعيدا لنا جميعا”.

في السابع من أكتوبر، اختطف عناصر حماس دماري واحتجزوها كرهينة بعد أن هاجموا كيبوتس كفار عزة، فقتلوا واعتدوا على العشرات واختطفوا آخرين ونقلوهم إلى غزة. دماري هي مواطنة بريطانية إسرائيلية مزدوجة الجنسية، وكانت آخر رسالة لها في حوالي الساعة العاشرة صباحا من يوم السابع من أكتوبر، عندما كتبت أن مسلحين يتواجدون في حيها ويطلقون النار في محيط شقتها.

ومثل دماري، تم اختطاف شتاينبرخر، وهي ممرضة بيطرية، من كفار عزة.

وفي إطار استعداداته لوقف إطلاق النار، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت منطقة معبر نيتسانا على الحدود المصرية الإسرائيلية منطقة عسكرية مغلقة، وأعلن أن المنطقتين العسكريتين ياد مردخاي وكيريم شالوم ستظلان كذلك حتى 24 يناير على الأقل.
المزيد من المساعدات لغزة
وفي الساعات التي سبقت بدء الاتفاق، أفادت وسائل إعلام تابعة لحماس أن القوات الإسرائيلية تنسحب من معبر رفح في غزة، الذي لديه معبر حدودي مشترك مع مصر، استعدادا لبدء وقف إطلاق النار.
وورد أن القوات تعيد تجميع صفوفها على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
ولم يصدر تعليق عن الجيش الإسرائيلي على التقارير.

وكانت مئات الشاحنات تنتظر على حدود غزة قبل يوم الأحد، استعدادا للدخول من مصر بمجرد حصولها على الضوء الأخضر لتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع الفلسطيني.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن 600 شاحنة يوميا ستدخل غزة بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، بما في ذلك 50 شاحنة تحمل الوقود.
لقد نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب الحرب، أكثر من مرة. ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي في يوليو، كان نحو 1.9 مليون شخص يقيمون في “المنطقة الإنسانية” التي حددتها إسرائيل.
الإفراج عن نحو 95 أسيرا فلسطينيا الأحد
ولن يتم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الافراج عنهم مقابل الرهائن الثلاثة قبل عودة أول الرهائن إلى إسرائيل. ومن المقرر إطلاق سراح نحو 95 أسيرا مقابل النساء الإسرائيليات الثلاث.
في مقابل جميع الرهائن الـ 33، ستسلم إسرائيل بحلول نهاية المرحلة الأولى ما يصل إلى 1904 أسرى ومعتقلين فلسطينيين، بما في ذلك العديد منهم الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة لهجمات مميتة وجرائم قتل.
وقّع المفاوضون الإسرائيليون وممثلو حماس على صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في الدوحة في الساعات الأولى من صباح الجمعة. تم الإعلان عن الصفقة الناجحة في البداية يوم الأربعاء، لكن فرق التفاوض واصلت اجتماعاتها بعد ذلك من أجل وضع تفاصيل التنفيذ النهائية.
بعد ذلك صادق المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الإسرائيلي على الاتفاق بعد ظهر يوم الجمعة، ثم وافقت عليه الحكومة بكامل هيئتها ليلى الجمعة، في مناقشة وتصويت استمر لساعات طويلة حتى وقت متأخر من الليل.
من بين 251 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، يُعتقد أن 94 لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 34 قتيلا على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وأُطلق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثماني رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 40 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
كما تحتجز حماس مدنييّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثة جندي إسرائيلي قُتل في عام 2014. واستعادت إسرائيل مؤخرا من غزة جثة جندي آخر، قُتل هو أيضا في عام 2014، في عملية سرية للجيش الإسرائيلي.
دور ترامب
في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة الأسبوع الماضي، أشار البعض إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هو الذي أحدث الفارق في المفاوضات، بعد أن أرسل مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى المنطقة في وقت سابق من يناير.
وقد ترددت شائعات عن أن ويتكوف قد ضغط بشدة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتمهيد الطريق لتحقيق اختراق في المفاوضات.
وقال مصدر مطلع على المحادثات بين ويتكوف ونتنياهو لصحيفة “وول ستريت جورنال” يوم السبت إن ويتكوف ذكّر رئيس الوزراء بأن ترامب “صديق عظيم لإسرائيل”، وأشار إلى أنه “حان الوقت الآن ليكون [نتنياهو] صديقا في المقابل”.
ووفقا لنفس التقرير، فإن التهديدات المتكررة لترامب بوجود “جحيم سيُدفع ثمنه” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول الوقت الذي يدخل فيه البيت الأبيض في 20 يناير لم تكن موجهة فقط إلى حماس، بل إلى نتنياهو أيضا.

وقال ترامب، يوم السبت، لبرنامج “قابل الصحافة” على قناة NBC إنه يتوقع صمود صفقة الرهائن طوال مراحلها الثلاث التي تستغرق عدة أسابيع.
وعندما سُئل عما إذا كان واثقا من أنه سيتم إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس قريبا، قال ترامب “سنرى قريبا”، وحذر من أن الاتفاق “من الأفضل أن يصمد”.
وقال إنه عندما تحدث إلى نتنياهو، قال لرئيس الوزراء، “فقط استمر في فعل ما عليك فعله. عليك أن تنهي هذه الأزمة. نريدها أن تنتهي، والاستمرار في فعل ما يجب القيام به”.
ووفقا لتقرير نُشر يوم السبت، أخبر مستشاره الجديد للأمن القومي مايك والتز العائلات خلال اجتماع أن إدارة ترامب ستتأكد من تنفيذ جميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بعد أن أعربت العائلات عن قلقها من أن حكومة نتنياهو ستستأنف القتال بعد المرحلة الأولى من الاتفاق التي ستستمر لـ 42 يوما، مما يعرض حياة أقاربهم المقرر إطلاق سراحهم في المرحلتين الثانية والثالثة للخطر.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري إن المخاوف نبعت من تصريحات أدلى بها وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي زعم أنه تلقى تأكيدات من نتنياهو بأن إسرائيل ستستأنف القتال بعد المرحلة الأولى.
نتنياهو: وقف إطلاق نار مؤقت
وفي تصريحات أدلى بها مساء السبت، تجنب نتنياهو الاشارة إلى المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، والتي من المقرر خلالها إطلاق سراح الرهائن الـ65 المتبقين وفرض وقف إطلاق نار دائم في غزة.

وبدلا من ذلك، أشار رئيس الوزراء في مقطع فيديو سُجل مسبقا مدته 10 دقائق إلى المرحلة الأولى من الاتفاق باعتبارها “وقف إطلاق نار مؤقت”، وأكد أن بايدن وترامب أكدا أن إسرائيل قد تعود إلى القتال في غزة إذا لم تتحقق المراحل التالية من الاتفاق.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع إن أكثر من 46 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من هذا الرقم وهو لا يفرق بين المدنيين والمقاتلين.
وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 18 ألف مقاتل في المعارك حتى نوفمبر، وألف مسلح آخر داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول حدود القطاع 407 قتيلا. وتشمل هذه الحصيلة ضابط شرطة قُتل في مهمة إنقاذ رهائن، ومقاولا مدنيا عمل مع وزارة الدفاع