إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

حماس تنشر لأول مرة فيديو للرهينة زانغاوكر، بينما يتظاهر آلاف الإسرائيليين من أجل اتفاق

نتنياهو يتحدث إلى والدة الأسير ماتان زانغاوكر، أحد أبرز الأصوات المناهضة للحكومة، بعد أن أصدرت حركة حماس مقطع لابنها يحث فيه على التوصل إلى اتفاق؛ عقد عدة احتجاجات في تل أبيب وأماكن أخرى

متظاهرون يرفعون لافتات، بما في ذلك لافتة تُظهر صورة كبيرة لماتان زانغاوكر، ويلوحون بالأعلام خلال احتجاج مناهض للحكومة يطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، في تل أبيب في 7 ديسمبر 2024. (Jack GUEZ / AFP)
متظاهرون يرفعون لافتات، بما في ذلك لافتة تُظهر صورة كبيرة لماتان زانغاوكر، ويلوحون بالأعلام خلال احتجاج مناهض للحكومة يطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، في تل أبيب في 7 ديسمبر 2024. (Jack GUEZ / AFP)

تجمع آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في تل أبيب ومناطق أخرى مساء السبت للمطالبة بصفقة لإطلاق سراح الرهائن في غزة، بعد إحياء المظاهرات في أعقاب الزخم الجديد نحو اتفاق بوساطة دولية وفيديو يظهر رهينة أصبحت والدته صوتا بارزا داخل حركة الاحتجاج.

مع استئناف المفاوضات المتقطعة مع حركة حماس عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان والضغوط من جانب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ناشدت عيناف زانغاوكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق مع الحركة لضمان إطلاق سراح ابنها ماتان زانغاوكر وبقية الرهائن.

وقالت في بيان صحفي “حقيقة أن ماتان على قيد الحياة لا تعني أنه سينجو من الشتاء أو استمرار الحملة العسكرية. إعادة ماتان والجميع إلى ديارهم لا يمكن أن يتم إلا من خلال صفقة”.

وكان مقطع الفيديو الذي نشرته حماس يوم السبت هو أول إشارة على أن زانغاوكر (25 عاما) على قيد الحياة منذ اختطافه من منزله في كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي.

ويبلغ طول الفيديو ثلاث دقائق ونصف ولم يحمل تاريخًا، على الرغم من أن زانغاوكر يقول فيه أنه محتجز منذ أكثر من 420 يوما، مما يشير إلى أنه تم تصويره مؤخرا.

وفي المقطع، يعرّف زانغاوكر عن نفسه ويدعو الجمهور الإسرائيلي إلى مواصلة الاحتجاجات دعماً للاتفاق مع حماس.

وقالت عيناف زانغاوكر: “لقد نجا ابني البطل من الأسر رغم كل الصعوبات، لكن علامة الحياة من ماتان تثبت أنه لن يبقى على قيد الحياة لفترة أطول – والرهائن في خطر وشيك”.

وكانت حماس قد نشرت في وقت سابق مقاطع فيديو مماثلة لرهائن تحتجزهم، فيما تقول إسرائيل إنه شكل من أشكال الحرب النفسية.

وفي كلمة وجهتها إلى ابنها خلال احتجاج في تل أبيب، انتقدت زانغاوكر حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف في الائتلاف، الذين سعوا إلى عرقلة صفقة الرهائن التي تتضمن وقف إطلاق النار في غزة. وقالت “لن أسمح لأحد أن يحرمني من عناقك – ليس رئيس الوزراء، ولا [وزير الأمن القومي إيتامار] بن غفير، ولا [وزير المالية بتسلئيل] سموتريتش”.

عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر، تتحدث إلى وسائل الإعلام في تل أبيب في 7 ديسمبر 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وأصبحت زانغاوكر، المؤيدة السابقة لحزب الليكود، إلى واحدة من أشد منتقدي الحكومة، وتتهم نتنياهو وآخرين برفض الصفقة لأسباب سياسية في الوقت الذي يتدهور فيه وضع ابنها في غزة.

وقال مكتب نتنياهو في بيان صدر مساء السبت إن رئيس الوزراء تحدث مع زانغاوكر وأخبرها أنه “يتفهم تماما المعاناة الشديدة التي يمر بها ماتان وجميع الرهائن وعائلاتهم”.

وقال نتنياهو لزانغاوكر إن إسرائيل تعمل على “استغلال كل فرصة تتاح للتقدم في المفاوضات”، وتعهد ببذل كل ما في وسعه لإعادة ماتان وبقية الرهائن إلى ديارهم، بحسب مكتبه.

وقالت صديقة ماتان إيلانا غريتسويسكي، التي اختطفت معه ولكن تم إطلاق سراحها خلال هدنة استمرت لمدة أسبوع مع حماس في نوفمبر 2023، خلال التظاهرة المناهضة للحكومة في تل أبيب إن رؤية الفيديو أعاد إليها ذكريات اختطافها.

“عندما أشاهد مقطع الفيديو الذي يظهر ماتان، لا أراه أسيرًا فحسب، بل أعيش تجربة أسري مرة أخرى. أعلم ما يمر به، في كل لحظة، وفي كل دقيقة. أعلم كيف يشعر المرء عندما يكون بعيدًا عن العالم، وعن الأسرة، وعن النور. إنه شعور بالوقوع في كابوس لا ينتهي”، قالت غريتسويسكي.

إسرائيليون يشاركون في مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، في ساحة الرهائن في تل أبيب، 7 ديسمبر 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وكانت هذه المظاهرة واحدة من عدة مظاهرات أقيمت في وسط تل أبيب مساء السبت، بما في ذلك احتجاج ثانٍ مناهض للحكومة ومظاهرة غير حزبية من أجل الرهائن. وكانت المظاهرات من أجل الرهائن والمناهضة للحكومة تقام أسبوعيًا، لكنها توقفت لمدة شهرين تقريبًا بسبب القيود المفروضة على التجمعات العامة، في ظل تصاعد القتال مع حزب الله والذي انتهى في أواخر الشهر الماضي.

وقالت الشرطة إنها اعتقلت خمسة أشخاص خلال الاحتجاجات بتهم مهاجمة ضابط، واختراق حواجز الشرطة، وإغلاق طريق بيغين، ومحاولة الدخول إلى طريق أيالون.

وقال المحامي وعضو الكنيست السابق عن حزب “ميرتس” غابي لاسكي، الذي يمثل المحتجين، إن ثلاثة قاصرين اعتقلوا أيضا لكن أطلق سراحهم لاحقا.

وفي ما يسمى “ساحة الديمقراطية”، عند تقاطع طريق شارعي بيغين وكابلان، تجمع ما يبدو أنه أكثر من ألف متظاهر، يحمل العديد منهم الأعلام الإسرائيلية، في منطقة طوقتها الشرطة بشاحنات.

وكانت الشرطة قد وافقت على “مسيرة الديمقراطية” إلى تقاطع ساحة هابيما، لكنها لم توافق على الاحتجاجات في ساحة الديمقراطية نفسها، قائلة إن الإقبال كان منخفضا للغاية في الأسبوع السابق لتبرير إغلاق التقاطع.

وتحت لافتة كبيرة كتب عليها “وزير الجريمة” إلى جانس صورة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هتف المتظاهرون “لا مغفرة لعدو الدولة! لا مغفرة لملاك الموت!”.

إسرائيليون يحتجون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحكومة الحالية، في تل أبيب، في 7 ديسمبر 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وعلى بعد مسافة قصيرة إلى الشمال، شهدت مظاهرة أسبوعية أخرى حضور مئات الأشخاص خارج مقر الجيش الإسرائيلي، بقيادة أقارب الرهائن المعارضين للحكومة وبدعم من نشطاء يساريين. وكتبت عبارة “لا تقتل” على الورق المقوى الأبيض على الأرض.

وبين المظاهرتين، أقامت مجموعة تدعو إلى “العصيان المدني” “كشك تجنيد” لتجنيد الأشخاص الراغبين في المشاركة في العصيان المدني السلمي. وعقدت المجموعة للأسبوع الثاني على التوالي جلسة توضيحية حول تكتيكات العصيان المدني.

في غضون ذلك، شهدت المظاهرة الأسبوعية المركزية التي يقودها منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في ما يسمى بساحة الرهائن مشاركة بعض آلاف المتظاهرين.

وفي حديثه أمام الحشد، سأل أمنون شاحر نتنياهو عما إذا كان يفكر في حفيدته المخطوفة، نعمة ليفي (20 عاما)، “الخائفة، في نفق رطب؟”

“وماذا بعد ذلك يا بيبي؟ هل تكتم مشاعرك؟ هل تقول لنفسك إن عليك أن تتجاهل المعاناة من أجل إنقاذ شعب إسرائيل؟ ألا تشعر بالرعب البارد يتسلل إلى قلبك، بأنك قد تؤدي إلى نهاية شعب إسرائيل في صهيون؟”

وقال شاحر إن إسرائيل حققت نصرا عسكريا في غزة، لكن هذا النصر لا معنى له طالما أن الرهائن موجودون هناك، “اجعلوا هذا النصر كاملا”.

أمنون شاحر، جد الجندية الأسيرة نعمة ليفي، يتحدث خلال تجمع في “ساحة الرهائن” في تل أبيب، 7 ديسمبر 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وقالت تامي باروخ، والدة الرهينة المقتول ساهر باروخ (25 عاما)، إن العائلة كان ينبغي أن تحتفل بعيد ميلاده العبري السادس والعشرين اليوم.

وقالت إن “ساهر قُتل في الأسر عندما كان صغيراً جداً”.

ووصفت باروخ ابنها بأنه رحيم، حريص دائمًا على مشاركة حبه لأدب الخيال مع شقيقه الأصغر. وقالت “تبرع ساهر، الصبي ذو الشعر الطويل، بشعره عندما انضم إلى الجيش”.

وبين الكلمات، هتف الحشد “لست وحدك! نحن معك!”

وفي وقت لاحق من الليل، استخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد بعض المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين قاموا بإغلاق حركة المرور بالقرب من محطة قطار مركز سافيدور.

بالإضافة إلى المظاهرات في تل أبيب، أقيمت احتجاجات أيضا في القدس وبئر السبع وحيفا، وكذلك في بلدات أصغر ومفترقات في جميع أنحاء البلاد.

إسرائيليون يشاركون في مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس الإرهابية، في ساحة الرهائن في تل أبيب، 7 ديسمبر 2024. (Roi Boshi/Pro-Democracy Protest Movement)

وتأتي المظاهرات على خلفية الجهود المتجددة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أشهر من تعثر المحادثات.

وتخوض إسرائيل حربا ضد حركة حماس في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، والذي قُتل فيه نحو 1200 شخص واختطف 251 آخرون في هجوم غير مسبوق على جنوب إسرائيل. وتصاعدت الضغوط لإنهاء القتال على الصعيدين المحلي والدولي، دفعتها تهديدات ترامب بـ “الجحيم” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل توليه منصبه في 20 يناير.

وأكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني السبت أن بلاده ستستأنف وساطتها في المفاوضات بشأن اتفاق هدنة لإطلاق سراح الرهائن، مشيرا إلى “التشجيع” من إدارة ترامب القادمة.

وقال مصدر مقرب من مفاوضي حماس لوكالة “فرانس برس” السبت إن جولة جديدة من المحادثات قد تبدأ “على الأرجح” في الأسبوع المقبل في القاهرة.

وأبدى مساعدو نتنياهو تفاؤلا بشأن مقترح جديد لصفقة، قالوا إن مصر هي التي صاغته، بحسب تقارير إعلامية عبرية.

ويعتقد أن 96 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر، كما أفرجت عن أربعة رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 38 رهينة، بما في ذلك ثلاثة رهائن قتلوا بالخطأ على يد الجيش أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.

وتحتجز حماس أيضا إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014.

اقرأ المزيد عن