حماس تطلق سراح 14 إسرائيليا، بينهم 9 أطفال، في اليوم الثالث من صفقة الرهائن مقابل التهدئة
ومن بين المفرج عنهم ، المواطنة الإسرائيلية الأمريكية أفيغايل عيدان (4 سنوات) التي قُتل والداها؛ مواطن إسرائيلي-روسي أطلق سراحه بناء على طلب من بوتين؛ كما تم إطلاق سراح 3 تايلانديين

تم إطلاق سراح مجموعة ثالثة من الرهائن الإسرائيليين والأجانب من أسر حماس مساء الأحد ووصلت المجموعة إلى إسرائيل، ويبلغ عدد المفرج عنهم 17 شخصا – 14 إسرائيليا وثلاثة مواطنين تايلانديين.
وتم تسليم المجموعة إلى الصليب الأحمر حوالي الساعة الخامسة مساء، الذي سلمها بدوره إلى القوات الإسرائيلية.
ويضم الرهائن الإسرائيليون المفرج عنهم تسعة أطفال واثتنين من الأمهات وامرأتين أخريين ورجل واحد. وعلى الرغم من أن الصليب الأحمر قال إن الفحص الطبي الأولي يشير إلى أنهم جميعا في حالة جيدة، إلا أنه تم نقل إحدى الرهائن الإسرائيليات، وهي سيدة مسنة، مباشرة بواسطة مروحية إلى مركز سوروكا الطبي في بئر السبع.
ومن بين المفرج عنهم أفيغايل عيدان (4 سنوات) وهي مواطنة إسرائيلية أمريكية من كيبوتس كفار عزة، قُتل والديها على يد مسلحي حماس في 7، والتي تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن مرارا وتكرارا بإطلاق سراحه.
أما الرجل المفرج عنه، وهو روني كريفوي، فهو يحمل الجنسية الروسية الإسرائيلية المزدوجة، وتم إطلاق سراحه بناء على طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولم يتم إطلاق سراح كريفوي بموجب الإطار الحالي بين إسرائيل وحماس، والذي ينص على إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 إسرائيليا على مدار أربعة أيام، مع إعطاء الأولوية للأطفال وأمهاتهم والنساء الأخريات.
معظم المفرج عنهم تم اختطافهم من كيبوتس كفار عزة وكيبوتس ناحال عوز.
وتم إطلاق سراحهم في الوقت المحدد بعد مخاوف من أن تقوم حركة حماس بتعطيل الإجراءات مرة أخرى، كما فعلت يوم السبت عندما أخرت إطلاق سراح المجموعة الثانية لساعات، مما عرض اتفاق الهدنة المؤقتة للخطر.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية في وقت سابق الأحد إنها تستعد لإطلاق سراح 39 أسيرا أمنيا فلسطينيا كجزء من الصفقة. وتضم تلك المجموعة أحد سكان غزة لأول مرة. ولم يتضح ما إذا كان سيتم إرساله إلى غزة أو إلى الضفة الغربية.
وكان يوم الأحد هو الثالث من بين أربعة أيام من المتوقع أن تتم فيها مثل هذه التبادلات، مع احتمال وجود أيام إضافية من الهدوء إذا وافقت حماس على إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
ومع عبور الرهائن المفرج عنهم إلى إسرائيل، كان أقاربهم في انتظارهم في المستشفيات الإسرائيلية، بعد أن تلقوا إخطارا من الحكومة بأن أحبائهم كانوا على القائمة الأخيرة التي سلمتها قطر، التي تتوسط بين إسرائيل وحماس.
وطالبت إسرائيل بالإفراج عن الأطفال وأمهاتهم كأولوية في الصفقة الحالية.
العديد من الذين تم إطلاق سراحهم يوم الأحد سيكون لديهم عودة حلوة ومرّة، حيث قُتل أفراد من عائلاتهم في 7 أكتوبر أو ما زالوا محتجزين كرهائن في غزة.
الإسرائيليون الأربعة عشر الذين تم إطلاق سراحهم يوم الأحد هم:

أفيغايل عيدان (4 سنوات)، مواطنة إسرائيلية أمريكية من كيبوتس كفار عزة، قُتل والداها روعي وسمادار على يد مسلحي حماس في 7 أكتوبر. تم اختطافها بينما كانت مختبئة في منزل جيرانها، عائلة برودتش (انظر أدناه). وقد نجا شقيقاها، ميخائيل وأماليا، البالغان من العمر 9 و6 أعوام، بعد أن اختبآ لمدة 14 ساعة في خزانة، وهما الآن مع العم والعمة. وقد سلط الرئيس بايدن الضوء على محنة أفيغايل في مناسبات متعددة. بلغت أفيغايل الرابعة من عمرها في 24 نوفمبر، عندما كانت محتجزة في غزة.

هغار برودوتش (40 عاما)، مع أولادها الثلاثة عوفري (10 سنوات)، يوفال (9 سنوات) وأوريا (4 سنوات). وقد اختطف المسلحون الأربعة من منزلهم في كفار عزة، بالإضافة إلى أفيغايل عيدان التي كان مختبئة معهم (في الأعلى). كان أفيحاي برودوتش، الزوج والأب، يدافع عن الكيبوتس بينما كانت عائلته مختبئة في غرفتهم الآمنة. وعندما عاد جريحا بحثا عن عائلته، كانوا قد اختفوا وقد اعتقد أنهم قُتلوا، قبل أن يكتشف لاحقا أنه تم اختطافهم.

حين ألموغ غولدشتاين (48 عاما)، وأولادها أغام (17 عاما)، غال (11 عاما) وطال (9 سنوات). اختُطفوا من كفار عزة. قُتل زوج حين، نداف غولدشتاين-ألموغ، وابنتهما الكبرى، يام غولدشتاين-ألموج، في الغرفة الآمنة بمنزلهما. تعيش عائلتي الأجداد، ألموغ وغولدشتاين، في كفار عزة، لكنهما كانتا في رحلة في خارج البلاد. هم والعائلة الموسعة قاموا بدفن نداف ويام في 23 أكتوبر، في يوم عيد ميلاد حين.

الشقيقتان إيلا (8 سنوات) ودافنا (15 عاما)، اختُطفتا من ناحل عوز. وصلتا إلى الكيبوتس لقضاء عطلة عيد “سمحات توراة” مع والدهم نوعام إلياكيم وشريكته ديكلا عرافا وابن ديكلا تومر عرافا. قُتل الثلاثة على يد المسلحين. تعيش معيان زين، والدة الطفلتان، في كريات أونو في وسط إسرائيل. وُلدت كلتا الابنتين بعد علاجات خصوبة مكثفة بالتلقيح الاصطناعي. في مقال رأي لصحيفة “واشنطن بوست”، كتبت زين: “لم يتبق لدي ما أطلبه من هذا العالم سوى هذا: خذوني إلى ابنتاي. خذوني إلى غزة”.

– علما أفراهام (84 عاما)، اختُطفت من ناحل عوز. في 7 أكتوبر، أخبرت أفراهام ابنها أوري رافيتس أنها بمفردها في غرفتها الآمنة، لكنها لم تتمكن من قفل الباب لأنه كان ثقيلا جدا. ويعيش شقيق رافيتس أيضا في ناحال عوز، لكنه كان في غرفته الآمنة ولم يتمكن من الذهاب إلى والدتهما، ولقد نجا من الهجوم. تعيش أفراهام في ناحال عوز منذ عام 1974، وتم اختطافها بعد 49 عاما بالضبط من انتقالها إلى هناك.

– أفيفا سيغال (64 أعوام)، اختُطفت من كفار عزة مع زوجها، كيث سيغال. ابنتهما، شير سيغال، التي تعيش أيضا في كفار عزة، لم تكن موجودة في الكيبوتس في ذلك اليوم. كيث مواطن أمريكي وأفيفا، المعروفة أيضا باسم أدريان، وُلدت في جنوب أفريقيا وهاجرت إلى إسرائيل في سن الثامنة. ويعيش الزوجان في كيبوتس كفار عزة منذ 40 عاما. ويُعتقد أن كيث لا يزال رهينة في غزة. لدى الزوجين أربعة أولاد وخمسة أحفاد.

روني كريفوي (25 عاما)، من كرميئل ويحمل الجنسية الإسرائيلية-الروسية المزدوجة، وكان يعمل كفني صوت في حفل “سوبر نوفا” الموسيقي، حيث قتل المسلحون المئات. وقالت حماس إن إطلاق سراحه جاء “ردا على جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتقديرا للموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية”، وليس في إطار التبادل مع إسرائيل. وُلد كريفوي في إسرائيل، وهو الوحيد المولود في إسرائيل من أفراد عائلته، ويوصف بأنه شخص لا يهدأ ومحب للمغامرة.
ولم يتم الكشف على الفور عن هويات المواطنين التايلانديين الثلاثة المفرج عنهم.

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قد صرح لشبكة NBC قبل الافراج عن الدفعة الثالثة أن هناك “سببا للاعتقاد” أنه سيتم إطلاق سراح مواطن أمريكي، في إشارة على ما يبدو إلى عيدان. “نعتقد أن الوقت قد مضى منذ فترة طويلة لعودة هذه الطفلة الصغيرة، التي احتفلت للتو بعيد ميلادها الرابع، إلى المنزل مع عائلتها. بالطبع فقدت والديها بشكل مأساوي في هذا الهجوم الإرهابي الوحشي في 7 أكتوبر”.
تم اختطاف الرهائن في 7 أكتوبر، عندما اقتحم حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 240 رهينة من جميع الأعمار تحت غطاء سيل من الآلاف الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية.
وأعلنت إسرائيل بعد ظهر الأحد أن 200 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت غزة، وأن بعض الإمدادات تتجه إلى الجزء الشمالي من القطاع. وقامت السلطات الإسرائيلية بتفتيش الشاحنات عند معبر نيتسانا مع مصر، قبل التوجه إلى معبر رفح المصري لدخول غزة. وقال منسق أعمال الحكومة في المناطق إن عشرات الشاحنات وست سيارات إسعاف توجهت إلى شمال قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي لم يتم إخلاؤها، بموافقة إسرائيل.
وفي وقت لاحق قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إن حماس تمنع أو تؤخر دخول المساعدات إلى شمال غزة، ونشرت صورة لما قالت إنها نقطة تفتيش أقامتها الحركة. ولم توضح سبب قيام المنظمة بذلك.
This is what happened about an hour ago on the road leading to the northern Gaza Strip:
A Hamas checkpoint blocked the trucks delivering humanitarian aid to the residents of northern Gaza.
To Hamas, residents of Gaza are their last priority pic.twitter.com/S5Q4omFSL6— COGAT (@cogatonline) November 26, 2023
في وقت متأخر من ليلة السبت، عاد أخيرا 13 رهينة إسرائيليا احتجزتهم حماس – ثمانية أطفال وأربع أمهات وشابة – إلى إسرائيل بعد أن أخرت حماس إطلاق سراحهم لساعات طويلة، بدعوى أن إسرائيل لا تفي بالتزامات معينة بموجب الاتفاق، وهو تأكيد رفضته القدس. وقد رضخت حماس بعد تعرضها لضغوط مكثفة من قبل قطر ومصر والولايات المتحدة وأطلقت سراح الرهائن.

وأعلن الجناح العسكري لحركة حماس عن تعليق الافراج عن الرهائن إلى حين “التزام إسرائيل ببنود الاتفاق المتعلقة بدخول شاحنات المساعدات إلى شمال قطاع غزة، وبسبب عدم الالتزام بالمعايير المتفق عليها لإطلاق سراح الأسرى”.

ومع ذلك، سمحت إسرائيل بدخول 200 شاحنة إلى القطاع، كما هو مطلوب بموجب الصفقة، وأعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات) في وقت سابق أن 50 شاحنة على الأقل من تلك الشاحنات وصلت إلى شمال غزة، وهو ادعاء أكده الهلال الأحمر الفلسطيني.
وقال مصدر سياسي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن إسرائيل أوفت بجميع شروط الصفقة، وأضاف أن سلوك حماس مساء السبت “أحرج” الوسطاء القطريين والمصريين.
كما تم إطلاق سراح أربعة مواطنين تايلانديين يوم السبت كجزء من اتفاق منفصل تفاوضت عليه مصر، بمشاركة قطر وإيران أيضا، بعد تقارير أولية عن أنه من المقرر إطلاق سراح سبعة.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان وتال شنايدر.