إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

حماس تصر على اتفاق ينهي الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة

الحركة لم ترد بعد على مقترح باريس الذي يشمل هدنة أطول وإطلاق سراح رهائن مقابل أسرى أمنيين فلسطينيين؛ خلافات بين وزراء الليكود حول شروط الاتفاق

إسرائيليون يشاركون في مظاهرة تطالب بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين من قبل مسلحي حماس في غزة، في “ساحة المخطوفين” في تل أبيب، 3 فبراير، 2024. (Miriam Alster/Flash90)
إسرائيليون يشاركون في مظاهرة تطالب بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين من قبل مسلحي حماس في غزة، في “ساحة المخطوفين” في تل أبيب، 3 فبراير، 2024. (Miriam Alster/Flash90)

بدا ليلة الأحد أن حماس تنوي رفض صفقة من شأنها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دون وقف كامل للحرب المستمرة منذ حوالي أربعة أشهر في غزة، حيث قال مسؤول كبير من الحركة لقناة “الجزيرة” إن الاتفاق المقترح لا يزال قيد المناقشة.

ونُقل عن مسؤول حماس قوله: “نحن في المرحلة النهائية للمشاورات الداخلية ومع الفصائل بشأن المقترح الذي تسلمناه، وسنرد عليه قريبا”.

وذكرت العديد من وسائل الإعلام العبرية أنه خلافا للتكهنات السابقة، من غير المرجح أن تقدم حماس ردا فوريا على الاقتراح، الذي طرحه مسؤولون كبار من إسرائيل وقطر ومصر والولايات المتحدة خلال محادثات في باريس الأسبوع الماضي.

وذكرت التقارير أن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار سيطالب بضمانات لإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية قبل إطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر – وهو ما رفضته إسرائيل.

وقال مصدر مقرب من حماس لشبكة “القدس” الإخبارية الفلسطينية إن الطرفين لم يقتربا من الاتفاق، وأكد أن حماس تطالب بوقف الحرب.

وذكرت القناة 12 أنه تم إخماد النقاش بين كبار مسؤولي حماس حول الاقتراح الحالي، مع اعتراف قادة الحركة خارج القطاع بأن القرار النهائي يقع على عاتق الشخص الذي لديه القدرة على تحرير الرهائن، أي السنوار.

من الأرشيف: يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، يرحب بأنصاره عند وصوله إلى اجتماع في قاعة على الجانب البحري من مدينة غزة، 30 أبريل، 2022. (AP Photo / Adel Hana)

وفي غضون ذلك، اجتمع كابينت الحرب الإسرائيلي مساء الأحد، حيث ناقش الوزراء ما إذا كان من الممكن العودة إلى العمليات القتالية الكاملة بعد توقف طويل، وضرورة أن يشمل أي اتفاق جميع الرهائن الـ 132 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية بموجب الصفقة، إضافة إلى أمور أخرى.

وقال مسؤول إسرائيلي للتايمز أوف إسرائيل أن وزير العدل من حزب الليكود ياريف ليفين، وزير التعليم يوآف كيش، وزيرة المواصلات ميري ريجيف، وزير الخارجية يسرائيل كاتس، ووزير الشتات عميحاي شيكلي أصروا خلال اجتماع مجلس الوزراء صباح الأحد على أن أي قرارات جوهرية بشأن صفقة الرهائن يجب أن تتم الموافقة عليها من قبل كامل أعضاء المجلس. وتضمن الطلب موافقة مجلس الوزراء الكامل على أي اجتماعات مستقبلية يجريها رئيس الموساد دافيد بارنياع مع وسطاء دوليين في الخارج.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للوزراء خلال الاجتماع إن إطلاق سراح ثلاثة أسرى أمنيين فلسطينيين مقابل كل رهينة – كما كان الحال في صفقة الرهائن في نوفمبر – يجب أن تكون مرجعا في أي اتفاقيات أخرى. وشهدت هدنة نوفمبر التي استمرت أسبوعا إطلاق سراح 105 رهائن إسرائيليين وأجانب، 80 منهم فقط ضمن بنود الصفقة، والإفراج عن 240 أسيرا أمنيا فلسطينيا من النساء والقاصرين.

وقال رئيس الوزراء بحسب تسريبات من الاجتماع: “إننا نبذل جهدا جبارا ونعمل بكل الوسائل لتحرير رهائننا، لكن ليس بأي ثمن”.

اجتماع كابينت الحرب في المقر العسكري للجيش الإسرائيلي “كيريا”، 25 يناير، 2024. (Amos Ben-Gershom/GPO)

وشدد على أن إسرائيل لن تنهي الحرب حتى تحقق جميع أهدافها – “القضاء على حماس، وإعادة جميع الرهائن، وضمان أن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديدا لإسرائيل”.

كما نفى التقارير الإعلامية التي أفادت بأن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين.

وقال مصدر في حماس إن اقتراح الهدنة الحالي المكون من ثلاث مراحل يتضمن وقفة أولية في القتال لمدة ستة أسابيع تشهد إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مع تمديد محتمل لوقف إطلاق النار المؤقت. لكن كانت هناك أيضا تقارير عديدة تشير إلى أن الاتفاق سيتضمن شروطا مختلفة.

وبحسب القناة 12، طالب وزير الاقتصاد نير بركات، وهو أيضا من حزب الليكود، بأن يشمل الاتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن في مرحلة واحدة، بدلا من مراحل تعتمد على شروط معينة. كما دعا إلى وقف المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة ما دامت الحرب مستمرة.

وفي الأسابيع الأخيرة، تجمع متظاهرون وبعض المشرعين ونشطاء اليمين المتطرف عند المعابر الحدودية وفي ميناء أشدود في محاولة لمنع الشاحنات المتجهة إلى غزة، مدعين أن أي خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط على المدنيين في غزة، بما في ذلك من خلال إيصال المساعدات الإنسانية، تخدم مصالح حماس.

الشرطة تمنع نشطاء من سد طريق شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عند معبر كيرم شالوم الحدودي بين إسرائيل وغزة، في جنوب إسرائيل، 29 يناير، 2024. (AP/Tsafrir Abayov)

ونُقل عن بركات قوله: “تقدمون الهدايا لحماس – والسنوار يحتفل”.

كما انتقد وزير الشتات شيكلي الخطة المرحلية في اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد، قائلا: “علينا أن ننظر إلى الحرب باعتبارها ماراثونا. التحدي الحقيقي ليس في البداية، بل ابتداء من الكيلومتر 36″.

“نحن في هذه النقطة. الاختبار الكبير الآن، وإذا أوقفنا القتال الآن لمدة شهر… فلن ننهي الماراثون ولن نتمكن من القتال بهذه القوة”.

ونقل موقع “واينت” عن أعضاء آخرين في الحكومة قولهم إن نتنياهو قام بتنسيق المعارضة لشروط صفقة الرهائن التي تم التعبير عنها خلال اجتماع مجلس الوزراء من أجل لإظهار أن يديه مقيدتان.

ونقل عن وزير التعليم كيش قوله: “إذا كان هذا ما أسمعه في وسائل الإعلام، فلن أكون قادرا على دعم الصفقة”.

واندلعت الحرب في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، عندما تسلل حوالي 3000 مسلح عبر الحدود إلى إسرائيل من غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

سيارات محترقة في موقع الهجوم الذي نفذه مسلحون فلسطينيون في موسيقى مهرجان “سوبرنوفا” بالقرب من كيبوتس “رعيم” في صحراء النقب في جنوب إسرائيل، 10 أكتوبر، 2023. (JACK GUEZ / AFP)

وشنت إسرائيل هجوما يهدف إلى إزاحة حماس عن السلطة في غزة وإطلاق سراح الرهائن ردا على ذلك.

وتجمع آلاف الإسرائيليين مرة أخرى في تل أبيب ليلة السبت للمشاركة في احتجاجات تنتقد طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب ومحنة الرهائن. ويطالب ذوو الرهائن، بدعم شعبي واسع، إسرائيل بالتوصل إلى اتفاق مع حماس لإعادتهم إلى وطنهم.

ويعتقد أن 132 من الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة. وتم إطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك، وأعادت القوات رهينة واحدة. كما تم انتشال جثث ثمانية رهائن وقتل الجيش ثلاثة رهائن عن طريق الخطأ.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 29 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. وتم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.

ساهم لازار بيرمان ووكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن