حماس تشير إلى أنها سترفض عرض صفقة الرهائن الأخير، لكنها تقول إن المحادثات ستستمر
أسامة حمدان، المقيم في لبنان، يقول إن اقتراح الوسطاء الأخير هو "سلبي"، ويحذر من أن عملية رفح ستؤدي إلى انهيار المحادثات، في الوقت الذي قالت فيه الحركة الفلسطينية إنها مستعدة لتقديم مخطط معدل خاص بها
بدا أن حماس تستعد مساء الأربعاء لرفض مقترح صفقة الرهائن الأخير الذي صاغه وسطاء وحصل على الضوء الأخضر من إسرائيل.
وقال أسامة حمدان، مسؤول حماس المقيم في لبنان، لقناة “المنار” اللبنانية التابعة لحزب الله، إن “موقفنا من ورقة التفاوض الحالية سلبي”.
وأوضح المكتب الصحفي لحماس في وقت لاحق أن “الموقف السلبي لا يعني توقف المفاوضات. هناك مسألة أخذ ورد”.
وبحسب ما ورد، كان من المقرر أن تقدم الحركة يوم الخميس اقتراحا معدلا للاقتراح الذي صاغه وسطاء قطريون ومصريون وأمريكيون.
ولكن من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستكون مستعدة لإظهار المزيد من المرونة بعد أن وافقت بالفعل على إطلاق سراح 33 رهينة من النساء وكبار السن والمرضى في المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة بعد رفض حماس للاقتراح السابق الذي نص على إطلاق سراح 40 من الرهائن الأكثر ضعفا.
وقال دبلوماسي عربي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن معارضة حماس للعرض الأخير تنبع من اعتقادها بأن الاقتراح لا يذهب إلى حد ضمان إنهاء الحرب. وبدلا من ذلك، فإنه يتصور أن يتمسك الجانبان خلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع بوقف دائم لإطلاق النار.
رفضت إسرائيل الالتزام بإنهاء الحرب، وأبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الزائر يوم الأربعاء أن الجيش الإسرائيلي سيشن اجتياحا شاملا لرفح لتفكيك كتائب حماس المتبقية في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة بغض النظر عما إذا كانت هناك صفقة رهائن أم لا، بحسب مسؤول إسرائيلي.
وحذر حمدان من أن حماس ستنسحب من المفاوضات إذا شنت إسرائيل عمليتها التي تتوعد بها منذ فترة طويلة في رفح.
من جانبه، واصل بلينكن التعبير عن موقف إدارة بايدن بأن حماس هي الجهة التي تمنع صفقة الرهائن.
وقال خلال مؤتمر صحفي أثناء زيارته لميناء أشدود الذي بدأت إسرائيل في استخدامه الشهر الماضي لنقل المساعدات بشكل مباشر إلى غزة، إن “إسرائيل قدمت تنازلات مهمة للغاية في الاقتراح المطروح على الطاولة، مما يدل على رغبتها واستعدادها لإتمام هذا الاتفاق”.
وأضاف: “الآن، كما قلنا، الأمر يتعلق بحماس. ويتعين على حماس أن تقرر ما إذا كانت ستقبل هذه الصفقة وستعمل فعليا على تحسين وضع الناس الذين تدعي أنها تهتم بهم في غزة. لا يوجد وقت للتأخير”.
كما كرر بلينكن معارضة واشنطن لاجتياح بري كبير للجيش الإسرائيلي في رفح “في غياب خطة فعالة للتأكد من عدم تعرض المدنيين للأذى” – وهي خطة قال إن إسرائيل لم تقدمها بعد.
وأضاف: “هناك طرق أفضل للتعامل مع التحدي الحقيقي المستمر الذي تمثله حماس، والتي لا تتضمن أو تتطلب عملية عسكرية كبيرة في رفح”.
وفي حين وافق فريق التفاوض الإسرائيلي على الصفقة التي يبدو أن حماس سترفضها، لم يتضح ما إذا كانت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعدة لإعطاء مصادقتها النهائية.
وانتقدت أحزاب الائتلاف اليمينية المتطرفة مرارا الاقتراح ووصفته بأنه استسلام لمطالب الحركة وتخلي عن هدف الحرب الأولي المتمثل في القضاء على قدرات حكم حماس في غزة، وهددت علنا بإسقاط الحكومة إذا تمت الموافقة عليه.
وتطالب هذه الأحزاب بهجوم فوري في رفح، وهو ما تعد به الحكومة منذ أشهر.
في وقت سابق الأربعاء، نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية ما قالت أنه نص عرض الهدنة الذي عُرض على حماس أواخر الأسبوع الماضي.
المرحلة الأولى من الصفقة المعروضة على حماس ستستمر 40 يوما، وستشمل انسحابا مرحليا للقوات الإسرائيلية من أجزاء من القطاع للسماح بحركة المساعدات الإنسانية وعودة المدنيين إلى منازلهم.
وينص الاتفاق المقترح على دخول 500 شاحنة، بما في ذلك 50 شاحنة وقود، إلى قطاع غزة يوميا إلى جانب الإمدادات المخصصة لإعادة تأهيل القطاع.
في الوقت نفسه، ستوقف إسرائيل الاستطلاع الجوي للقطاع لمدة ثماني ساعات في اليوم، أو 10 ساعات في الأيام التي يتم فيها إطلاق سراح رهائن.
وفي المقابل، ستكون حماس ملزمة بالافراح عن 33 رهينة حية – مدنيات ومجندات وأطفال تحت سن 19 عاما، وكبار السن والمرضى والجرحى.
مقابل كل جندية يتم إطلاق سراحها خلال المرحلة الأولى من الصفقة، ستطلق إسرائيل سراح 20 أسيرا أمنيا فلسطينيا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، و20 آخرين يقضون أحكاما بالسجن لمدة 10 سنوات على الأكثر، الذين قد يتم إطلاق سراحهم إلى غزة أو ترحيلهم إلى الخارج.
وستقدم حماس قائمة بأسماء الأسرى الذين تريد إطلاق سراحهم، تتضمن ما يصل إلى 20 اسما؛ وستحتفظ إسرائيل بحق النقض على الأسماء التي تقدمها حماس.
وذكر التقرير أنه اعتبارا من اليوم السادس عشر للهدنة، سيبدأ الجانبان مفاوضات غير مباشرة حول ترتيب لاستعادة الهدوء المستدام إلى غزة.
وستتضمن المرحلة الثانية من الصفقة – التي تستمر 42 يوما – استكمال الترتيبات المتفق عليها للهدوء المستدام، وخلالها سيتم إطلاق سراح ما تبقى من المدنيين والجنود الإسرائيليين، مقابل عدد معين من الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل لقوات الجيش الإسرائيلي من غزة.
أما المرحلة الثالثة، والتي ستستمر 42 يوما، فستتضمن تبادل الجثث من الجانبين وتنفيذ خطة إعادة تأهيل مدتها خمس سنوات لغزة، بما في ذلك بند ينص على أنه لا يجوز لحماس إعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية.
وتقدّر إسرائيل أن 129 من الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد هدنة نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأعادت القوات ثلاث رهائن أحياء. كما تم استعادة جثث 12 رهينة، من بينهم ثلاثة قتلوا عن طريق الخطأ على يد القوات الإسرائيلية. وأكد الجيش الإسرائيلي أيضا مقتل 34 ممن ما زالوا في الأسر.
بالإضافة إلى الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر، تحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين الإسرائيليين، وهما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و 2015 تباعا.