إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي بنزع سلاحها كجزء من هدنة تستمر 6 أسابيع

بحسب BBC فإن العرض يشترط إلقاء الحركة للسلاح، ولا يتضمن أي التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب؛ حماس تدعي أنها ”فقدت الاتصال“ مع المسؤولين عن حراسة الرهينة عيدان ألكسندر بعد غارة للجيش الإسرائيلي

أشخاص يمرون بجانب بركة مياه بجوار خيمة أقيمت بالقرب من أنقاض مبنى منهار في حي النصر غرب مدينة غزة في 15 أبريل، 2025. (Omar al-Gaza/AFP)
أشخاص يمرون بجانب بركة مياه بجوار خيمة أقيمت بالقرب من أنقاض مبنى منهار في حي النصر غرب مدينة غزة في 15 أبريل، 2025. (Omar al-Gaza/AFP)

رفضت حركة حماس عرضا إسرائيليا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي بموجبه كان سيُطلب من الحركة نزع سلاحها، وفقا لتقرير نُشر يوم الثلاثاء.

ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، تطالب إسرائيل بالإفراج عن نصف الرهائن الأحياء المتبقين مقابل هدنة لمدة ستة أسابيع ونزع سلاح حماس.

ونُقل عن مسؤول في الحركة قوله إن “الاقتراح الإسرائيلي الذي نُقل إلى الحركة عبر مصر دعا صراحة إلى نزع سلاح حماس دون أي التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب أو الانسحاب من غزة. ولذلك، رفضت حماس العرض برمته”.

وقد طالبت إسرائيل مرارا بأن تتخلى حماس عن السيطرة المدنية والأمنية على غزة، في حين تصر الحركة على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن ينهي الحرب ويحقق انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.

ولطالما رفضت حماس الحديث عن نزع السلاح، على الرغم من أن مسؤوليها أعربوا عن استعدادهم للتخلي عن السيطرة على القطاع لهيئة انتقالية من التكنوقراط المستقلين، مثل تلك المتوخاة في الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب التي تم الكشف عنها الشهر الماضي.

وردا على التقارير الأخيرة عن إحراز تقدم في محادثات وقف إطلاق النار، قال مسؤول من إحدى الدول العربية التي تقوم بالوساطة لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الاثنين إنه لا يوجد أي انفراج في الأفق حاليا وأن ”العناصر نفسها التي حالت دون التوصل إلى اتفاق حتى الآن لا تزال قائمة“.

أشخاص يسيرون بجوار بركة مياه بالقرب من ملاجئ الخيام التي أقيمت بالقرب من أنقاض المباني المنهارة في حي النصر غرب مدينة غزة في 15 أبريل، 2025. (Omar AL-QATTAA / AFP)

وقال المسؤول العربي إن ”حماس لن توافق على الاستسلام الكامل، لكن هذا ما تطالب به إسرائيل“، مكررا بذلك تصريحا سابقا للمسؤول البارز في حماس سامي أبو زهري.

وقال أبو زهري إن ”تسليم سلاح المقاومة هو مليون خط أحمر وغير خاضع للنظر، ناهيك عن النقاش“.

ومع ذلك، أكد على أن حماس ”مستعدة لتسليم الرهائن دفعة واحدة“ مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، مؤكدا ما قاله مسؤول كبير في حماس لتايمز أوف إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر.

عائلات الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في غزة وأنصارهم يتظاهرون من أجل إطلاق سراح الرهائن، خارج منزل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، في القدس، في 13 أبريل، 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وقًعت إسرائيل وحماس على اتفاق لوقف إطلاق النار على مراحل في شهر يناير والذي انهار بعد مرحلته الأولى. فقد أرادت حماس الانتقال إلى المرحلة الثانية كما هو منصوص عليه في الاتفاق، لكن إسرائيل سعت إلى إعادة صياغة الشروط لتحرير رهائن إضافيين دون الالتزام بإنهاء الحرب بشكل دائم، كما هو متصور في المرحلة الثانية. وبعد رفض حماس، استأنفت إسرائيل هجومها على غزة في 18 مارس.

ولطالما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب قبل تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكمية. وهو مدعوم من قبل العديد من شركائه المتشددين في الائتلاف الحكومي الذين هددوا بإسقاط حكومته إذا وافق على إنهاء الحرب التي أشعل شرارتها هجوم حماس في 7 أكتوبر.

ومع ذلك، أشارت استطلاعات الرأي المتتالية إلى أن الحكومة لا تتفق مع غالبية الإسرائيليين الذين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الـ 59 المتبقين – الذين يُعتقد أن 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة.

متظاهرون، يقودهم أفراد عائلات الأشخاص المحتجزين كرهائن في غزة، يحملون لافتات تظهر وجه الرهينة عيدان ألكسندر، بالقرب من منزل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في القدس، في 13 أبريل، 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

حماس: فقدنا الاتصال بالمجموعة التي تحتجز عيدان ألكسندر

في غضون ذلك، أعلنت حركة حماس يوم الثلاثاء عن فقدان الاتصال مع المجموعة التي تحتجز الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر في غزة.

وقال المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، حذيفة الكحلوت -المعروف باسمه الحركي أبو عبيدة – ”نعلن أننا فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان تواجدهم ولا زلنا نحاول الوصول إليهم”.

وأضاف أبو عبيدة: “تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمدا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا”.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه لا يشن غارات في المناطق التي يشتبه في وجود رهائن محتجزين فيها لدى حماس. وقال مسؤولون عسكريون مرارا وتكرارا إن كل غارة وعملية برية في غزة يتم التخطيط لها بعناية من أجل عدم تعريض الرهائن الإسرائيليين للخطر.

ألكسندر، الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، هو جندي كان متمركزا بالقرب من قطاع غزة صباح يوم 7 أكتوبر عندما تم أسره من قبل مسلحي حماس.

وباعتباره آخر مواطن أمريكي متبق محتجز كرهينة في غزة، فإن ألكسندر يُعتبر محورا رئيسيا في مفاوضات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الولايات المتحدة، حيث قال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف الشهر الماضي إن إطلاق سراحه يُعتبر ”أولوية قصوى بالنسبة لنا“.

الجندي الرهينة عيدان ألكسندر يظهر في مقطع فيديو دعائي نشرته حركة حماس في 12 أبريل، 2025. (Courtesy)

في الشهر الماضي، ادعت حماس أنها مستعدة للإفراج عن ألكسندر مع جثث أربعة مواطنين أمريكيين إسرائيليين آخرين مزدوجي الجنسية، وهو عرض انتقدته إسرائيل ووصفته بأنه ”تلاعب وحرب نفسية“ وقالت إنها لن توافق على صفقة لا تؤدي إلا إلى إطلاق سراح الأمريكيين.

وقد نشرت حماس مقطعي فيديو دعائيين لألكسندر، كان آخرهما يوم السبت، قال فيه الرهينة، الذي بدت عليه النحافة الواضحة، إنه سمع أن الحركة كانت على استعداد لإطلاق سراحه قبل ثلاثة أسابيع وأن الحكومة ونتنياهو ”رفضوا وتركوني هنا“. ومن شبه المؤكد أن خاطفيه قد أملوا عليه هذا التصريح.

رئيس الوزراء نتنياهو يصل غزة ويتوعد بأن تتلقى حماس “ضربات أكثر فأكثر”

يوم الثلاثاء، زار نتنياهو الجنود المتمركزين في شمال قطاع غزة، حيث قال لهم إن الحركة ستتلقى ”المزيد والمزيد من الضربات“ من قبل الجيش الإسرائيلي.

وقال نتنياهو للجنود المحتشدين بينما كانت الطائرات المسيّرة تحلق في سماء غزة: ”نحن نصر على إطلاق سراح رهائننا، ونصر على تحقيق جميع أهدافنا الحربية“.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يزور القوات في غزة، 15 أبريل، 2025. (Haim Zach/GPO)

وقال نتنياهو، وهو يحمل نسخة مطبوعة من منشور للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن الأخير يدعو مرة أخرى إلى تدمير إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء ”إنه يفعل ذلك خلال المفاوضات مع الأمريكيين“، في إشارة إلى المحادثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي، وهي عملية تتوجس إسرائيل منها بشدة.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي وقف إلى جانب نتنياهو، إن إسرائيل لن تسمح أبدا لحماس ”بتهديد مجتمعاتنا ومواطنينا، ولذلك، فإن العملية التي تجري حاليا هي الضغط على حماس للإفراج عن المختطفين أولا“.

وتابع كاتس قائلا ”كلما أصرت على رفضها، كلما كثفنا الضربات التي ستوجه لها حتى يتم هزيمتها وإعادة جميع المختطفين“.

وانضم إليهما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال إيال زمير، وقائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي اللواء يانيف عسور، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ومساعدين كبار آخرين.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال إيال زمير (إلى اليمين) وقائد القيادة الجنوبية اللواء يانيف عسور في حي الشجاعية في مدينة غزة، 15 أبريل، 2025. (Israel Defense Forces)

بدأت الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، عندما اجتاح مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل من القطاع وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين.

ولا تزال الجماعات المسلحة في قطاع غزة تحتجز 59 رهينة. ويُعتقد أن أربعة وعشرين من الرهائن على قيد الحياة، بينما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 35 رهينة. ومن بين الأخيرين جثة جندي قُتل في عام 2014.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 50 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا حتى الآن، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذه الحصيلة وهي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في المعركة حتى يناير و1600 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

وتصر إسرائيل على أنها تسعى لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وتؤكد أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من المناطق المدنية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل منذ بدأ عملياتها البرية ضد حماس في غزة وعملياتها العسكرية على طول الحدود مع القطاع 410 قتيلا.

اقرأ المزيد عن