حماس ترد على صفقة الرهائن وتطالب بإنهاء الحرب – الأمر الذي ترفضه إسرائيل
بايدن يصف رد الحركة على الاتفاق الإطاري بأنه “مبالغ فيه قليلا”؛ الموساد يراجع الصفقة؛ قطر "متفائلة"؛ رئيس الوزراء يصر على أن الحملة لن تنتهي قبل القصاء على حماس

قدمت حركة حماس يوم الثلاثاء ردها على إطار صفقة الرهائن الذي اقترحته قطر في الشهر الماضي، متمسكة على ما يبدو بمطلبها بوقف دائم لإطلاق النار، المرفوض تماما بالنسبة لإسرائيل التي تعهدت بتدمير الحركة.
ومع ذلك، قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إن الدوحة “متفائلة” بعد تلقي “الرد الإيجابي” من الفصيل الفلسطيني. لكن من ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن رد حماس كان “مبالغا فيه قليلا”، في حين أشار إلى استمرار المفاوضات.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن وكالة التجسس الإسرائيلية (الموساد) تلقت رد حماس عبر وسطاء قطريين وهي تراجع الاقتراح. ونقلت هيئة البث العامة “كان” عن مصدر حكومي لم يذكر اسمه قوله إن إسرائيل “لن تقبل أي شروط لإنهاء الحرب” التي ستدخل شهرها الخامس يوم الأربعاء. وقد أعلن نتنياهو مرارا أن الحرب لن تنتهي دون تحقيق النصر الكامل على حماس.
ونقلت أخبار القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: “معنى رد حماس هو رفض الصفقة”.
وبينما لم يتم نشر تفاصيل ردها، قالت حماس في بيان إنها ردت “بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى”.
واستغرقت حماس أكثر من أسبوع للرد على الإطار المقترح، الذي قدمه مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون وقطريون ومصريون في باريس في 28 يناير، وتم نقله إلى حماس من قبل قطر. ولم يتم نشر هذا الإطار رسميًا، لكن يُعتقد أنه ينص على وقف طويل للقتال مقابل إطلاق سراح تدريجي للرهائن الإسرائيليين الـ 136 المتبقين الذين تحتجزهم حماس في غزة وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين من قبل إسرائيل.
وبحسب ما ورد، وافقت إسرائيل على الاقتراح في 29 يناير، لكنه يمثل مجرد خطوط عريضة للمفاوضات. ولا يزال يتعين على الجانبين الاتفاق على قضايا شائكة، بما في ذلك مدة الهدنة وعدد الأسرى الأمنيين الذين يتعين على إسرائيل إطلاق سراحهم.
وقد يؤدي ذلك إلى انهيار ائتلاف نتنياهو، حيث أعرب الأعضاء اليمينيين عن معارضتهم لإطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، رغم تزايد الضغوط من عائلات الرهائن وقطاعات كبيرة من الجمهور على الحكومة للتوصل إلى اتفاق لإنقاذ الرهائن قبل فوات الأوان. وأكد الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين أن 31 على الأقل من بين 136 الهائن المحتجزين في غزة لم يعودوا على قيد الحياة. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن 20 آخرين قد يكونوا لقوا حتفهم. ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي ذلك.

وصدر رد حماس بينما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في خضم جولته الدبلوماسية الخامسة في الشرق الأوسط منذ بداية الحرب، التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي واحتجاز 253 شخصا آخر.
وشنت إسرائيل بعد ذلك هجوماً مضادا يهدف إلى القضاء على حماس وإعادة الرهائن. وقتل أكثر من 27 ألف فلسطيني في غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويعتقد أنها لا تميز بين المدنيين والمقاتلين وتشمل الوفيات الناجمة عن صواريخ الجماعات المسلحة في غزة. وتقول إسرائيل إنها قتلت 10آلاف من مسلحي حماس في غزة، بالإضافة إلى ألف مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 226 جنديا قتلوا في غزة.
وقال القيادي في حركة حماس غازي حمد لرويترز اليوم الثلاثاء إن الحركة لديها “توجه للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.
وقال حمد لرويترز: “نتنياهو يحاول إيهام الجميع أنه حقق أو سيحقق نصرا للحفاظ على ائتلافه الحكومي”، وأضاف إن “الكثير من القضايا في اتفاق الإطار لم تكن واضحة وغامضة ولذلك استغرقنا وقتا للرد عليها”.
وردا على سؤال عن تطور المحادثات في نهاية مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض بشأن مشروع قانون التمويل التكميلي العالق في الكونجرس، أكد بايدن أن هناك “بعض التحرك”.
وأضاف: “لقد كان هناك رد فعل من المعارضة… من حماس، ولكن يبدو أنه مبالغ فيه قليلا. هناك مفاوضات مستمرة الآن”.

وانتقد بايدن المشرعين الجمهوريين لرفضهم دعم حزمة الإنفاق المقدمة من الحزبين، مشيرا إلى أن مشروع القانون “يزود إسرائيل أيضًا بما تحتاجه لحماية شعبها والدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس، وسيوفر المساعدات الإنسانية الضرورية والمنقذة للحياة للشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “بمعارضتهم لمشروع القانون هذا، فإنهم يحرمون المساعدة للأشخاص الذين يعانون ويحتاجون بشدة إلى المساعدة”.
وكان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني أكثر تفاؤلا بشأن رد حماس. وقال في مؤتمر صحفي بالدوحة إلى جانب بلينكن إن “الرد يتضمن بعض الملاحظات، لكنه بشكل عام إيجابي”. ورفض الخوض في التفاصيل لكنه قال إن قطر “متفائلة”.
وقال بلينكن إن واشنطن تراجع الرد وأنه سيناقش رد حماس مع المسؤولين الإسرائيليين عندما يزور البلاد يوم الأربعاء.
وأضاف: “لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا ما زلنا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن، وضروري بالفعل”.
وكانت الدوحة هي المحطة الثالثة من بين خمس محطات سيزورها بلينكن في المنطقة هذا الأسبوع. والتقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة في وقت سابق من يوم الثلاثاء وجلس مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض يوم الاثنين. ووصل إلى إسرائيل في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء وسيعقد اجتماعات هناك وفي الضفة الغربية يومي الأربعاء والخميس قبل العودة إلى الولايات المتحدة.

ويستخدم بلينكن الرحلة لدفع صفقة الرهائن التي تعتمد عليها الكثير من سياسة الإدارة فيما يتعلق بالحرب. وتنظر الإدارة إلى الهدنة الطويلة المقترحة باعتبارها ضرورية لإنهاء الحرب، ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، والبدء في التخطيط لمن سيحكم المنطقة بعد الحرب، وإنشاء تحالفات إقليمية جديدة لمكافحة التهديد المتزايد من إيران بشكل أفضل.
والشراكة الأساسية التي تسعى إلى بنائها – كما فعلت في الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر – هي الشراكة بين إسرائيل والسعودية. وقال بلينكن في المؤتمر الصحفي بالدوحة إن بن سلمان أكد مجددا اهتمامه بالعلاقات مع إسرائيل خلال اجتماعهما في الرياض يوم الاثنين، لكنه يريد إنهاء الصراع في غزة وتمهيد الطريق إلى قيام دولة فلسطينية.