حماس تدعي أن الاحتجاجات المتزايدة في غزة ضد حكمها تستهدف إسرائيل في الواقع
في أول تعليق لها منذ بدأ سكان غزة بالخروج إلى الشوارع، الحركة تزعم أن المظاهرات يتم التلاعب بها من قبل ”العدو وأطراف أخرى ذات أجندات سياسية"

ردت حركة حماس يوم الخميس على الاحتجاجات الشعبية المتزايدة داخل غزة بالإصرار على أن المظاهرات موجهة ضد إسرائيل والحرب المستمرة، وليس ضد الجماعة التي تحكم القطاع.
وقد خرج الآلاف من سكان غزة إلى الشوارع هذا الأسبوع في مظاهرات نادرة للتعبير عن الغضب الشعبي ضد حماس، ورددوا هتافات تطالب بإنهاء حكم الحركة المستمر قرابة عقدين من الزمن بعد أن أغرقت القطاع في حرب بمهاجمة جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، وقيامها باختطاف مئات الرهائن الذين لا تزال تحتجز العديد منهم.
وقال المسؤول البارز في حماس باسم نعيم لقناة ”العربي“ القطرية إن ”المظاهرات متوقعة من الناس الذين يواجهون الإبادة، ضد الحرب والدمار“.
وعلى الرغم من التقارير الإعلامية المتعددة والصور ومقاطع الفيديو التي تناقلتها وسائل الإعلام من المظاهرات، وكذلك المقابلات الإعلامية مع أهالي غزة التي تؤكد عكس ذلك، إلا أن نعيم أكد أن المظاهرات يتم تحريفها وتصويرها على أنها تنتقد نظام الأمر الواقع الذي تديره حماس.
وقال ”الناس يطالبون بوقف العدوان، لكن العدو وأطراف أخرى ذات أجندات سياسية تحرف الاحتجاجات العفوية لخدمة أجندة الاحتلال وتحاول تصويرها وكأن المتظاهرين ضد المقاومة“ – في إشارة إلى حماس والفصائل المسلحة الأخرى في غزة.
وأضاف ”أولئك الذين يحاولون تصوير الاحتجاجات على أنها مظاهرات ضد حماس هم نفس الأشخاص الذين يقومون بذلك منذ سنوات من مدن عربية وأوروبية لخدمة مصالح (أجنبية)“، دون أن يحدد الجهات التي يشير إليها.

وزعم نعيم كذلك أن الجماعة الإسلامية السلطوية تسمح للسكان بإظهار المعارضة.
وقال ”نحن ندرك جيدًا أن شعبنا متنوع سياسيًا، ونحن نحمي الآراء ووجهات النظر المعارضة”، مضيفا ”لا يحق لأحد منع أي شخص من التعبير عن رأيه. ولكن الشعب خرج إلى الشوارع مطالبًا بوقف الحرب وإنهاء العدوان“.
وفي يوم الأربعاء، احتشد آلاف الأشخاص في جميع أنحاء قطاع غزة مرددين هتافات ”حماس برا برا“. وجاءت هذه المظاهرة بعد مظاهرة أصغر حجماً في اليوم السابق في بيت لاهيا، شمال مدينة غزة، والتي جذبت اهتماماً إعلامياً واسعاً.
وفي يوم الأربعاء، احتشد آلاف الأشخاص في أنحاء قطاع غزة مرددين هتافات ”حماس برا برا“. وجاءت هذه المظاهرة بعد مظاهرة أصغر حجمًا في اليوم السابق في بيت لاهيا، شمال مدينة غزة، والتي جذبت اهتمامًا إعلاميًا واسعًا.
وتحدث بعض المشاركين في المظاهرة مباشرة إلى وسائل الإعلام يوم الأربعاء، منتقدين حماس بسبب الحرب.

وقال رجل من غزة يدعى سامي عبيد لموقع ”واينت“ الإخباري الإسرائيلي: ”لقد جعلوا من السكان أرانب، والآن تحرروا [السكان] من الخوف لأنه ليس لديهم ما يخسرونه“.
وأضاف ”السكان ليس لديهم ماء أو كهرباء. حماس تدمر غزة وتحولنا إلى حجارة، يجب إبعادهم عن السلطة. لن نتوقف عن التظاهر، يجب على حماس أن تظهر مرونة وتطلق سراح الرهائن“.
وشوهد متظاهرون يحملون لافتات مكتوب عليها ”حماس لا تمثلنا“ في مظاهرة في مدينة غزة وبلدة بيت لاهيا في شمال القطاع.
وفي بيت لاهيا، حيث جرت مظاهرة مماثلة ولكن أصغر حجما بكثير يوم الثلاثاء، تظاهر حوالي 3 آلاف شخص، وهتف العديد منهم ”الشعب يريد إسقاط حماس“. وفي حي الشجاعية الذي تضرر بشدة في مدينة غزة، هتف العشرات من الرجال ”ارحلوا ارحلوا ارحلوا! يا حماس ارحلوا!“

وفي بعض الحوادث، حثّ المتظاهرون في بعض المظاهرات حركة حماس على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم للتعجيل بإنهاء الحرب التي دمرت معظم مناطق غزة، مما جعل الظروف قاسية على السكان.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت حماس نحو 5 آلاف مسلح لاجتياح جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1,200 شخص، وخطف 251 رهينة إلى قطاع غزة.
وردّت إسرائيل بحملة عسكرية لتدمير حماس وإنقاذ الرهائن. وقد بدأ وقف إطلاق النار المعقد المكون من ثلاث مراحل والذي تضمن إطلاق سراح الرهائن على دفعات في 19 يناير، لكنه انهار بعد مرحلته الأولى مع تجديد إسرائيل غاراتها الجوية وسط اتهامات متبادلة بارتكاب انتهاكات ومع توقف حماس عن إطلاق سراح الرهائن.
وقد قامت الحركة بقمع الاحتجاجات السابقة بعنف. هذه المرة، لم يظهر أي تدخل صريح، وهو ما اعتبره البعض علامة على تراجع قوتها في أعقاب الحملة العسكرية الإسرائيلية. كما يُعتقد أن العناصر المسلحة التابعة للجماعة تتوارى عن الأنظار منذ استئناف إسرائيل العمل العسكري في غزة في وقت سابق من هذا الشهر بعد وقف إطلاق النار الذي دام شهرين.
تُعتبر الاحتجاجات من الأحداث النادرة نسبيًا في غزة، خاصةً ضد حركة حماس التي تحكم بقبضة من حديد على القطاع منذ أن طردت السلطة الفلسطينية بعنف من القطاع في عام 2007.
وفي حين كان هناك المزيد من التصريحات العلنية من قبل أفراد في غزة ضد حكم حماس منذ بدء الحرب، إلا أن المظاهرات الواسعة النطاق ضد الحركة كانت شبه معدومة.
وقد جرت آخر مظاهرة موثقة في القطاع ضد حماس في يناير 2024، عندما دعا الفلسطينيون في دير البلح وخان يونس إلى إنهاء الحرب وإنهاء حكم الحركة على غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

قبل الحرب، كانت الاحتجاجات المناهضة لحماس نادرة نسبيًا أيضًا، وغالبًا ما كانت الجماعة تقمعها بعنف.
وقد تعهدت إسرائيل بتصعيد الحرب إلى أن تعيد حماس الرهائن الـ 59 الذين لا تزال تحتجزهم – 24 منهم يُعتقد أنهم على قيد الحياة. كما تطالب إسرائيل الحركة بالتخلي عن السلطة ونزع سلاحها وإرسال قادتها إلى المنفى.
وقالت حماس إنها لن تفرج عن الرهائن المتبقين إلا مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين وإنهاء الحرب بشكل كامل وانسحاب إسرائيلي من غزة.
وتقول جماعات حقوقية إن السلطة الفلسطينية وحماس تقمعان المعارضة بعنف، وتقمعان الاحتجاجات في المناطق التي تسيطران عليها وتسجنان وتعذبان المنتقدين.