إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

حماس تخشى أن يسمح ترامب لإسرائيل باستئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من صفقة الرهائن

مصادر مطلعة على المحادثات تقول إن حماس تتنازل عن شروط انسحاب الجيش الإسرائيلي لكنها لا تزال تصر على وقف إطلاق النار الدائم، خوفًا من انهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عهد بايدن في عهد ترامب

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يلتقط صورا مع أفراد عائلة الرهينة المحتجز لدى حماس عيدان ألكسندر، بعد زيارة قبر الحاخام مناحيم مندل شنيرسون في نيويورك، 7 أكتوبر، 2024. (AP Photo / Yuki Iwamura)
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يلتقط صورا مع أفراد عائلة الرهينة المحتجز لدى حماس عيدان ألكسندر، بعد زيارة قبر الحاخام مناحيم مندل شنيرسون في نيويورك، 7 أكتوبر، 2024. (AP Photo / Yuki Iwamura)

واشنطن – قالت أربعة مصادر مطلعة لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن حركة حماس تخشى من أن يسمح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإسرائيل باستئناف الحرب في غزة بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل والذي هو حاليا في مرحلة متقدمة من المفاوضات.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأسبوع الماضي إن إدارة بايدن تعمل على التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية ديسمبر، لكن هذا يعني أن ترامب سيكون مسؤولا عن متابعة تنفيذ المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع وما بعدها.

وقال ترامب مرة أخرى هذا الأسبوع إنه يريد أن تنتهي الحرب في غزة، لكن مسؤولا إسرائيليا قال لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتقد أنه سيكون لديه المزيد من المرونة تحت قيادة ترامب لاستئناف القتال بعد المرحلة الأولى مقارنة بما سيكون عليه تحت قيادة بايدن.

وأجرت حماس التقييم نفسه، وبناء على ذلك تسعى للحصول على تأكيدات بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى، وفقا لدبلوماسيين عربيين ومسؤول إسرائيلي ومسؤول أميركي مطلع على المحادثات.

وشروط اتفاق وقف إطلاق النار هي المسألة الشائكة الرئيسية في المحادثات، حيث تطالب حماس بإنهاء دائم للقتال إلى جانب انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، في حين تسعى إسرائيل إلى التوصل إلى وقفة مؤقتة يتم خلالها إطلاق سراح بعض الرهائن ثم استئناف القتال من أجل الانتهاء من تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكمية.

وقال نتنياهو الأسبوع الماضي: “إذا أنهينا الحرب الآن، فإن حماس ستعود وتتعافى وتعيد بناء نفسها وتهاجمنا مرة أخرى… لا نريد العودة إلى هذا [الوضع]”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يسار الصورة) يلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في القدس، 12 ديسمبر، 2024. (Amos Ben Gershom/GPO)

وفي شهر مايو، وافق نتنياهو على إطار عمل من ثلاث مراحل يهدف إلى سد الفجوات بين إسرائيل وحماس، ويشمل أيضا بعض الغموض بشأن الانتقال من مرحلة إلى أخرى من أجل إرضاء الجانبين.

وعمل الوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون منذ ذلك الحين على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بوقف إطلاق نار أولي من شأنه أن يشهد إطلاق سراح ما تبقى من الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بنسبة ثلاثة إلى واحد تقريبا.

وخلال هذه المرحلة الأولى، سيتم تكليف الجانبين بإجراء مفاوضات بشأن شروط المرحلتين الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار، والتي يتم خلالهما إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين وجثث الرهائن القتلى على التوالي.

وقالت المصادر المطلعة على المحادثات إن المفاوضات أحرزت تقدما كبيرا في الأسابيع الأخيرة، حيث وافقت حماس على إعادة التواصل مع الوسطاء بعد جمود دام أشهرا.

والأمر الحاسم هو أن الحركة أظهرت مرونة بخصوص شروط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وأشارت إلى أنها مستعدة للسماح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في محوري فيلادلفيا ونيتساريم الرئيسيان خلال المرحلة الأولى من الاتفاق بعد أن طالبت لفترة طويلة بانسحابها الفوري من تلك المحاور، التي تقع على طول الحدود بين غزة ومصر وتمر بوسط القطاع على التوالي، بحسب المسؤولين العرب والإسرائيليين.

وقال أحد الدبلوماسيين العرب، في معرض تفسيره للتحول في موقف الحركة، إن حماس في أضعف موقف لها حتى الآن، و”أخبرناهم أنه كلما طال انتظارهم، كلما كانت الشروط أسوأ”.

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب (يسار) يحيي أندريه كوسلوف، الإسرائيلي الذي احتجزته حماس كرهينة في 7 أكتوبر 2023، وأنقذته القوات الخاصة الإسرائيلية في 8 يونيو 2024، في القمة الوطنية للمجلس الإسرائيلي الأمريكي، 19 سبتمبر 2024، في واشنطن. (AP Photo/Evan Vucci)

لقد نجت حماس من الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، ولكن قد تم تفكيك بنيتها التحتية العسكرية فعليا، وقد تبدد الدعم الذي كانت تتلقاه من “محور المقاومة” بقيادة إيران على مدى الشهرين الماضيين وسط التطورات المذهلة في لبنان وسوريا.

لكن الدبلوماسي العربي أوضح أن هذا لا يعني أن حماس ستكون مستعدة لقبول أي اتفاق بأي شروط، وأضاف أن الحركة ليس لديها الآن الكثير ما تخسره ولا تزال تحتجز 100 رهينة لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق نار دائم.

ولكن على النقيض من التقارير الواردة في الصحافة الأميركية والعربية، فإن التقدم في المحادثات لم يشمل تسليم حماس للوسطاء قائمة منتظرة لأسماء الرهائن الذين تستعد لإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، حسبما قال الدبلوماسيان العربيان.

وتسعى إسرائيل إلى إطلاق سراح ما لا يقل عن 33 رهينة خلال هذه المرحلة، في حين أكدت حماس أنها لا تحتجز هذا العدد من الرهائن الأحياء الذين يندرجون ضمن الفئات “الإنسانية”، أي النساء وكبار السن والمرضى، بحسب مسؤول إسرائيلي.

وفي ظل استمرار هذه الفجوات، قال الدبلوماسي العربي الثاني إن الرغبات التي عبر عنها مسؤولو بايدن للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع من غير المرجح أن تتحقق.

وحتى إن تقدم حماس القائمة، فمن غير الواضح ما إذا كان أي من الجانبين مستعدًا للتنازل في مسألة شروط وقف إطلاق النار، حسبما ذكرت المصادر الأربعة.

والرهائن من بين 251 شخصا تم أسرهم خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، والذي أسفر أيضا عن مقتل نحو 1200 شخصا آخرين.

ويعتقد أن 96 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعًا في أواخر نوفمبر 2023، كما أطلقت سراح أربعة رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 38 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش أثناء محاولتهم الهروب من محتجزيهم.

وتحتجز حماس أيضا إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014.

اقرأ المزيد عن