حماس تتحدث عن انتخابات محلية في غزة – في دفعة على ما يبدو لإجراء انتخابات فلسطينية عامة
أثناء وجود رئيس السلطة الفلسطينية عباس في مصر لحضور قمة إقليمية، تتصاعد الضغوط في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية لإنهاء "ثقافة المراسيم" وإجراء الانتخابات
نظمت حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة يوم الإثنين “لقاء تشاوريا” لمناقشة الانتخابات المحلية في القطاع الفلسطيني. وحضر الاجتماع عشرات الشخصيات السياسية والمدنية، للتأكيد على أهمية الخطوة، بحسب موقع “شهاب” الإخباري الموالي لحركة حماس.
وأشارت حماس إلى أنها تعتبر الخطوة مقدمة لإجراء انتخابات عامة في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، كما طالبت بها مرارا في السنوات الماضية – وآخرها في اجتماع مصالحة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مصر.
وأعلن زكريا أبو معمر، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حماس، في اجتماع يوم الاثنين أن “حماس اليوم وبهذا اللقاء الوطني الجامع تتطلع إلى توافق وطني، ودعم شعبي وفصائلي وحقوقي وأهلي لإجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة”.
وأضاف إن هذه الانتخابات ستكون “محطة مهمة ومفصلية للبناء عليها نحو توافقات وطنية أكبر، ترسخ وحدة الشعب الفلسطيني، ووحدة أراضيه”.
وقال: “لقد تحفظنا سابقا بسبب إلغاء الانتخابات العامة، والذهاب إلى الانتخابات المحلية بديلا عنها وغطاء لقرار الإلغاء، ومنذ ذلك الحين ونحن في حالة تشاور مع جميع الفصائل والمكونات ولجنة الانتخابات، لنصل إلى موقف يُعبر عن الموقف الوطني العام”، مشيرا إلى الانتخابات البرمانية التي ألغاها عباس في أبريل 2021.
وتدرك حماس أنه حسب استطلاعات الرأي، إذا أجريت انتخابات عامة اليوم، فمن المرجح أن يفوز زعيمها إسماعيل هنية بهامش كبير على محمود عباس، بالنظر إلى الاستياء المتزايد من حكم الأخير.
وقد استسلم عباس ببطء للضغوط الداخلية والخارجية لزيادة المشاركة الديمقراطية داخل السلطة الفلسطينية ووضع حد لما وصفه أحد مساعديه السابقين بـ”ثقافة المراسيم”، حيث يتخذ عباس قرارات سياسية في الضفة الغربية بحكم استبدادي وبدون استشارة شعبية.
وأمر عباس يوم الخميس الماضي بإقالة محافظين من أصل 16 محافظا إقليميا في الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان للمحافظين الأربعة الذين أقيلوا في قطاع غزة منصب رمزي فقط، حيث طردت حماس السلطة الفلسطينية بعنف من القطاع الساحلي في عام 2007.
لكن في الضفة الغربية، أمر عباس بإقالة ثمانية محافظين – محافظي جنين ونابلس وقلقيلية وطولكرم وبيت لحم والخليل وطوباس وأريحا. وقال أكرم رجوب، محافظ جنين المعزول، لتايمز أوف إسرائيل إن المحافظين خرجوا إلى التقاعد بأمر الرئيس في “قرار طبيعي تماما ضمن اختصاصاته”. كما أشاد رجوب بالانتخابات المعلنة في قطاع غزة ووصفها بأنها “تطور إيجابي” إذا سمح لمرشحي فتح بالمشاركة.
ويشكك العديد من المراقبين بإقالة المحافظين واعتبروا الخطوة إلى حد كبير قرارا شعبويا. وقال المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب لموقع “عرب نيوز” باللغة الانجليزية: “إنه يعطي السلطة وجها جديدا، وهو أمر مهم، خاصة وأن المحافظين هم المسؤولون عن الشؤون الأمنية. لكنه لن يغير أي شيء حقا. يحاول عباس إعادة بناء بعض الثقة، لكن الأمر سيستغرق أكثر من ذلك بكثير”.
وكتب حسن عصفور، المساعد السابق لعباس والمحرر الحالي لموقع “أمد” السياسي الفلسطيني، في مقال رأي أن معظم الناس لا تعرف أسماء المحافظين المفصولين، كما لا تعرف إنجازاتهم خلال ولاياتهم – التي كانت ضعف الفترة المنصوص عليها.
من أجل تجنب تعيين “شخص قد يكون فاقد المقدرة على معرفة واقع المسؤولية التي يجب القيام بها”، دعا عصفور إلى “إعادة التفكير في آليات” التعيين، والبحث عن خيار ديمقراطي يكون لأهل المحافظة الحق في اختيار الشخص الذي يراد له أن يكون حاكما عاما عليهم”، مثل الكثير من البلدان الأخرى.
وكتب عصفور “انتخاب المحافظ، هو أكثر أهمية للمواطن، من أي انتخابات أخرى، ويفوق كثيرا انتخابات البرلمان ذاتها”.
“انتخاب المحافظين، وبالتالي اختيار الحاكم من الشعب مباشرة، يضعه أمام المساءلة المباشرة من الناخب، ويصبح مسؤوليته الشخصية أعلى بكثير من تلك التي تكون نتاج مرسوم رئاسي”، وسيؤدي إلى استبدال “ثقافة المراسيم” بـ”ثقافة الانتخاب”.
وفي خطوة محتملة أخرى تهدف لتعزيز شعبيته، صدرت شائعات الأسبوع الماضي مفادها أن عباس يفكر في تعديل حكومي محتمل وتعيين رئيس وزراء جديد ليحل محل الرئيس الحالي محمد اشتية، الذي يتراجع التأييد له.
وحدثت هذه التطورات المحلية بينما كان عباس مشغولا بقضايا إقليمية أوسع في الخارج. ويتواجد عباس منذ يوم الأحد في مدينة العلمين الساحلية المصرية لحضور قمة ثلاثية مصرية أردنية فلسطينية. ويهدف الاجتماع، الذي يجمع عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، رسميا إلى التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر فلسطينية قولها إن الزعماء الثلاثة سيسعون أيضا إلى تنسيق الرد على المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية بشأن اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل.
وبحسب ما ورد، يحاول عباس صياغة رسالة موحدة مع مصر والأردن، للتأكيد على أن أي صفقة بين إسرائيل والسعودية يجب أن تتضمن خطوات مهمة تجاه الفلسطينيين.
كما أفاد مكتب عباس باحتمال مشاركة مسؤول سعودي كبير في القمة، أو تقديم نتائج الاجتماع إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.