حماس تبث تسجيلا لرهينتين، بينما يقول وزير الخارجية إن إسرائيل ستؤجل عمليتها في رفح إذا تم التوصل إلى صفقة
علامات الحياة لعومري ميران والمواطن الإسرائيلي-الأمريكي كيث سيغل تزيد الضغوط على الحكومة للموافقة على صفقة؛ والد ميران يحث السنوار على "إظهار بعض الانسانية"
أصدرت حركة حماس تسجيلا دعائيا جديدا يوم السبت يظهر علامات الحياة لرهينتين إسرائيليين – وهو المقطع الثاني من نوعه خلال ثلاثة أيام – مع تصاعد الضغوط على الحكومة للموافقة على صفقة لهدنة ولإطلاق سراح الرهائن. وينتظر الإسرائيليون رد الحركة على اقتراح الحكومة الأخير للتوصل إلى اتفاق بعد وساطة مصرية مكثفة.
وأظهر مقطع الفيديو الرهينتين كيث سيغل (64 عاما) وعومري ميران (46 عاما)، وهما مدنيان تم اختطافهما من بلدتيهما أثناء الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر.
ويبدو أن مقطع الفيديو الذي تم تحريره ومدته ثلاث دقائق موجه إلى الجمهور الإسرائيلي، حيث زعمت حماس أن الضغط العسكري فشل في إطلاق سراح الرهائن وأن الإسرائيليين يجب أن يستمروا في الضغط على قادتهم للتوصل إلى تسوية.
وفي المقطع، عرّف سيغل وميران عن نفسيهما، وخاطبا عائلتيهما، وقالا إنهما يأملان في التوصل إلى صفقة رهائن من شأنها أن تسمح لهما مع الرهائن الآخرين بالعودة إلى الوطن.
وانتهى مقطع الفيديو برسالة من الحركة الفلسطينية للجمهور الإسرائيلي قالت فيها: “زعمائكم النازيون لا يكترثون بمصير أبنائكم الأسرى ومشاعرهم. أدركوا قبل فوات الأوان”.
ولم يكن الفيديو مؤرخا، لكن ميران قال فيه إنه محتُجز منذ 202 يوما، وذكر سيغل عيد الفصح اليهودي، مما يشير إلى أن المقطع تم تصويره على الأرجح مؤخرا. الحرب في يومها الـ 205.
اختطف مسلحو حماس ميران من كيبوتس نير عوز خلال الهجوم، عندما قتل المسلحون حوالي 1200 شخص، واختطفوا 253 آخرين. سيغل، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية-الأمريكية المزدوجة، اختُطف مع زوجته من منزلهما في كيبوتس كفار عزة. تم إطلاق سراح زوجته أفيفا سيغل في صفقة نوفمبر التي شهدت الافراج عن 100 رهينة.
وكانت حماس قد أصدرت في السابق عدة مقاطع فيديو مماثلة لرهائن محتجزين، فيما تقول إسرائيل إنها حرب نفسية مشينة. آخر هذه الفيديوهات صدر يوم الأربعاء ويظهر فيه الرهينة الإسرائيلي الأمريكي هيرش غولدبرغ بولين وهو يحث الإسرائيليين على الضغط على حكومتهم للتوصل إلى اتفاق قريبا.
وتأتي هذه الزيادة في نشر مقاطع الفيديو في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل استعداداتها لهجوم متوقع منذ فترة طويلة على رفح، آخر معقل رئيسي لحماس في غزة.
معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما في ذلك “تايمز أوف إسرائيل”، لا تنشر عادة مقاطع الفيديو هذه، لكن عائلتي سيغل وميران منحتا الإذن يوم الأربعاء لوسائل الإعلام باستخدام الفيديو.
والد ميران، داني، علق على الفيديو مساء السبت، مخاطبا آلاف المتظاهرين في ساحة المختطفين في تل أبيب خلال مظاهرات أسبوعية تطالب بالتوصل إلى صفقة الرهائن، وقال: “آمل أن يتم التوصل إلى اتفاق بالفعل الآن”.
وقال داني عن نجله: “كما توقعت، لديه لحية. لأنه لا يوجد لديه ما يحلق به”، وأضاف “رأيت شيئا آخر: لقد قمت بفحص كل ميلمتر في الصورة، ورأيت أنه لا يقوم بفرك أسنانه أيضا”.
داني، الذي أطلق لحيته بنفسه منذ اختطاف ابنه، تعهد بحلقها مع نجله عند عودته.
كما دعا ميران يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة والمتهم بأنه العقل المدبر للفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر، إلى “اتخاذ خطوة صغيرة وتجنب إراقة الدماء لكلا الشعبين”. وتابع مخاطبا السنوار: “أظهر بعض الإنسانية وسوف ترد الحكومة [الإسرائيلية] بالمثل، وأنا متأكد من ذلك”.
وقال ميران لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكابينت الحرب: “إن الموافقة على أي صفقة – أي صفقة – هذا أمر ممكن. أناشدكم بطلب واحد: اتخذوا القرار الآن”.
ورد منتدى عائلات المختطفين والمفقودين – الهيئة الرئيسية التي تمثل عائلات الرهائن الـ 133 الذين ما زالوا محتجزين في غزة – على الفيديو بالقول إن علامات الحياة هي دليل على حاجة الحكومة “لبذل قصارى جهدها للموافقة على الصفقة لإعادة الرهائن قبل عيد الاستقلال: لإعادة تأهيل الأحياء، ودفن القتلى بكرامة”.
تحتفل إسرائيل بعيد استقلالها هذا العام في 14 مايو.
وأصدرت مجموعة منفصلة تقول إنها تمثل نحو 20 من عائلات الرهائن بيانا أكثر تشددا، معتبرة أن يتعين على الحكومة يتعين الآن أن تتخذ خيارا صارخا بين إعادة الرهائن أو مواصلة الحرب ضد حماس.
وفي بيان لوسائل الإعلام من تل أبيب، اتهمت المجموعة الضغط العسكري، الذي قالت الحكومة إنه أفضل طريق لإعادة أحبائهم إلى الوطن، بالفشل.
وجاء في بيانها “إذا كان السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق شامل بشأن الرهائن هو إنهاء الحرب، والاتفاق على دفع الثمن – أنهوا الحرب من أجل إعادة المختطفين إلى الوطن”.
واختتمت المجموعة البيان بالقول “على دولة إسرائيل أن تختار: المختطفون أو الحرب. الدخول إلى رفح سيؤدي إلى مقتل المزيد من المختطفين في الأسر، أو سيؤدي إلى موتهم في الحرب. دخول رفح سيكون طريقا آخر لموت المختطفين. على إسرائيل أن تختار إعادة المختطفين”.
كما دعت العائلات أعضاء كابينت الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت – اللذين انضم حزبهما “الوحدة الوطنية” إلى حكومة طوارئ بعد أيام قليلة من بدء الحرب – إلى السعي لاستبدال نتنياهو، بدعوى أن جهودهما للتأثير على الحكومة للتوصل إلى اتفاق فشلت حتى الآن.
ويُعتقد أن 129 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة. وتحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين الإسرائيليين، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015.
العلاقة بين رفح والرهائن
لقد وعد نتنياهو منذ أشهر بشن هجوم عسكري وشيك في رفح، التي يُعتقد أنها المكان الذي يُحتجز فيه معظم الرهائن المتبقين تحت الأرض ويختبئ فيه قادة حماس، ولكن أيضا المكان الذي يلجأ إليه أكثر من مليون من سكان غزة نتيجة للدمار الذي أحدثته الحرب في بقية أنحاء القطاع. ولقد أكدت إسرائيل للولايات المتحدة أنها ستعمل أولا على إخلاء المدنيين بأمان.
وكانت هناك ضغوط دولية مكثفة على إسرائيل لتجنب دخول رفح. ومع ذلك، قد يكون منصب نتنياهو على المحك إذا لم يتم تنفيذ العملية. ولطالما دعا زعيما اليمين المتطرف في الإئتلاف الحاكم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير – اللذان يعتبر حزباهما أساسيين لتحقيق الأغلبية البرلمانية لنتنياهو – إلى تكثيف الضغط العسكري على حماس، وهما يزعمان أيضا أن رئيس الوزراء يقوم بتهميشهما.
بحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان”، يوم الجمعة، هدد سموتريتش وبن غفير خلال جلسة للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) بأنه إذا تم إلغاء هجوم رفح، فقد يؤدي ذلك إلى انسحابهما من الحكومة. هيئة البث نقلت النبأ عن مصادر في المجلس الوزاري الأمني المصغر لم تسمها.
وذكرت أخبار القناة 12 يوم السبت أن سموتريش وبن غفير يعارضان أيضا الشروط الإسرائيلية الأخيرة، التي تم نقلها إلى حماس، بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن.
وقد ألمح سموتريش إلى ذلك علنا يوم الجمعة، فكتب على موقع X: “سيدي رئيس الوزراء، يجب أن يكون هذا واضحا تماما – ليس لديك تفويض للقيام بذلك! إن الاستسلام للنازيين لا يظهر في المبادئ الأساسية لحكومتنا”.
ومع ذلك، ومع استمرار المحادثات المكثفة بوساطة مصرية بشأن صفقة رهائن محتملة، قال وزير الخارجية يسرائيل كاتس للقناة 12 يوم السبت إنه إذا تم التوصل إلى صفقة، فإن إسرائيل ستؤجل عمليتها في رفح.
وبحسب تقارير، أشارت إسرائيل إلى أنها ستمضي قدما في الهجوم إذا أخرت حماس ردها أو رفضت العرض الأخير.
وقال كاتس خلال المقابلة: “الإفراج عن الرهائن هو الأولوية القصوى بالنسبة لنا”. وردا على سؤال عما إذا كان ذلك يشمل تأجيل العملية المخطط لها للقضاء على كتائب حماس في رفح، أجاب كاتس: “نعم”، ومضى يقول: “إذا كان هناك اتفاق فسوف نعلق العملية”.
وكرر زعيم المعارضة يائير لبيد ليلة السبت تعهده بتزويد الحكومة بالأصوات التي تحتاجها للموافقة على صفقة الرهائن إذا قام بن غفير وسموتريش بإخراج حزبيهما من ائتلاف نتنياهو ومعارضة الصفقة.
وكتب لبيد على منصة X، تويتر سابقا، “هناك أغلبية بين الناس وفي الكنيست للتوصل إلى اتفاق، وإذا كنتم بحاجة للتخلص من بن غفير وسموتريتش، سأعطيكم 24 صوتا في الحكومة”، في إشارة إلى عدد المقاعد البرلمانية التي يشغلها حزبه “يش عتيد”، وأضاف “يجب أن نعيد [الرهائن] إلى الوطن”.
المقترح الإسرائيلي
وفقا لتقارير يوم الجمعة حول الاقتراح الإسرائيلي الأخير، تتوقع إسرائيل أن تطلق حماس سراح 33 رهينة على قيد الحياة ممن يستوفون شروط ما يسمى بالتصنيف الإنساني – أي النساء والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما والمرضى – بينما تدعي حماس أنها تحتجز 20 رهينة فقط يلبون هذه المعايير.
وأضاف تقرير القناة 12 يوم السبت، دون ذكر مصدر ودون تفاصيل، أن الهدنة المصاحبة لإطلاق سراح الرهائن ستستمر يوما إضافيا لكل رهينة إضافي يتم إطلاق سراحه. ولم يكن من الواضح كيف سيرتبط ذلك بالتقارير التي صدرت في الأسابيع الأخيرة والتي أفادت بأن المرحلة الأولى من الاتفاق ستنص على هدنة مدتها 42 يوما.
وقال التقرير أيضا إن الشروط التي تم نقلها ستنص على مرحلة لاحقة من المفاوضات، حيث سيتم مناقشة إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين. وشدد التقرير على أن إسرائيل لن تضطر إلى الالتزام بإنهاء الحرب كشرط للإفراج الأولي عن الرهائن “الإنسانيين” الثلاثة والثلاثين.
ومنذ اتفاق نوفمبر، اشترطت حماس إطلاق سراح أي رهائن آخرين بإنهاء إسرائيل للحرب – وهو مطلب رفضه نتنياهو ووصفه بأنه وهمي.
ردا على التقرير التلفزيوني، قال مسؤول إسرائيلي كبير لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم السبت إن “إسرائيل لم توافق على إنهاء الحرب، أو الانسحاب من القطاع، أو المطالب الأخرى التي قدمتها حماس”.
وقال المسؤول: “لم تقبل إسرائيل المطالب المصرية، وعرضت شروطها الخاصة للتوصل إلى اتفاق”، دون التوسع في تفاصيل هذه الشروط.
وتتوقع إسرائيل ردا من حماس خلال الـ 48 ساعة المقبلة على مقترحاتها الأخيرة، حسبما أفادت القناة 12 مساء السبت.
وفي وقت سابق من اليوم، قال مسؤول كبير في حماس إن الحركة تراجع الاقتراح الإسرائيلي الجديد.
وقال خليل الحية، نائب رئيس الذراع السياسية لحركة حماس في غزة، في بيان، إن “حركة حماس تلقت اليوم رد الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة، والذي سلمته للوسطاء المصريين والقطريين في 13 إبريل”.
وأضاف أن “الحركة ستدرس هذا الاقتراح، وبعد الانتهاء من دراسته ستقدم ردها”.
ولم يذكر المسؤول تفاصيل العرض الإسرائيلي، لكنه قال إنه جاء ردا على اقتراح قدمته حماس قبل أسبوعين.
وفي وقت لاحق، قال مسؤول كبير في حماس لقناة “الميادين” الإخبارية اللبنانية المؤيدة لحزب الله إن الحركة ترى أن هناك فرص ضئيلة لقبول العرض الإسرائيلي الأخير دون “تعديلات جوهرية”.
وقال المسؤول “إن الاقتراح الإسرائيلي الذي تم تقديمه لا يعكس تغييرا جوهريا في الموقف الإسرائيلي. إنه لا يعطي إجابات واضحة على مسألة الانسحاب [من غزة] والوقف الكامل لإطلاق النار”. دون تقديم تفاصيل إضافية حول الاقتراح.
في هذه الأثناء، ادعى مسؤول قطري كبير يوم السبت أن كلا من إسرائيل وحماس يفتقران إلى الالتزام بالتوصل إلى اتفاق، معربا عن أسفه لأن الدولة الخليجية التي تعد الوسيط الرئيسي في محادثات الرهائن أصبحت، على مدى عدة أشهر من المحادثات الفاشلة، “كيس اللكم لأولئك الذين يحاولون حماية مستقبلهم السياسي”.
وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ومستشار رئيس الوزراء القطري، لصحيفة “هآرتس” أنه “في كل مرة نقترب من التوصل إلى اتفاق، هناك تخريب من كلا الجانبين”.
ساهمت في هذا التقرير تال شنايدر ووكالة رويترز