إسرائيل في حالة حرب - اليوم 498

بحث

حماس تؤكد مقتل يحيى السنوار وتصر على أنه لن يتم إطلاق سراح الرهائن إلا إذا انتهت الحرب

بينما تحذر الحركة من أنها لن تلين موقفها بشأن صفقة، نتنياهو يجري مشاورات بشأن مستقبل الحملة العسكرية؛ إسرائيل تبدي "تفاؤلا حذرا" لكن البيت الأبيض يقول إن المحادثات لم تُستأنف بعد

يحيى السنوار، المسؤول الكبير في حماس في قطاع غزة، في مدينة غزة، 1 مايو، 2017. (Adel Hana/AP)
يحيى السنوار، المسؤول الكبير في حماس في قطاع غزة، في مدينة غزة، 1 مايو، 2017. (Adel Hana/AP)

أكدت حركة حماس يوم الجمعة مقتل قائدها يحيى السنوار بنيران الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء.

في الوقت نفسه، سعت الحركة إلى صب الماء البارد على الآمال الإسرائيلية في طريق أسهل للتوصل إلى اتفاق إطلاق سراح الرهائن الآن بعد رحيل الزعيم الفلسطيني، قائلة إن الرهائن الـ 101 الذين ما زالوا محتجزين في غزة لن يتم إطلاق سراحهم حتى تنتهي الحرب وحتى تنسحب إسرائيل بالكامل من الجيب.

في غضون ذلك، أعربت كل من القدس وواشنطن عن تفاؤل حذر بأن مقتل السنوار يمكن أن يعجل إطلاق سراح الرهائن. وأفادت تقارير اعلامية عبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان من المقرر أن يجري مشاورات يوم الجمعة بشأن مستقبل الحرب في غزة في أعقاب سقوط السنوار.

وفي الوقت نفسه، قال البيت الأبيض إن محادثات الهدنة المتوقفة منذ فترة طويلة لم تُستأنف بعد.

كما حذر مسؤول إسرائيلي من أن شقيق السنوار وخليفته المحتمل، محمد، ليس أقل تشددا من زعيم الحركة المقتول، واقترح أن تسعى إسرائيل إلى إبرام صفقات رهائن أصغر مع فصائل حماس المختلفة إذا لم تظهر قيادة مركزية بسرعة.

يوم الجمعة أيضا، نشر الجيش لقطات لدبابة تطلق النار على المبنى الذي اختبأ فيه السنوار. وقتلت إحدى قذائف الدبابة السنوار الذي شوهد وهو يتحرك في الحي مع اثنين من حراسه الشخصيين.

وأفادت القناة 12 أن ابن شقيق السنوار، الذي كان أحد الرجال الذين قُتلوا معه، كان يحمل العديد من الوثائق المتعلقة بشؤون زعيم حماس، والتي يمكن أن توفر معلومات استخباراتية أساسية لإسرائيل.

وفي بيان بالفيديو يوم الجمعة، قال خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطر، إن إسرائيل ستندم على قتل السنوار، مضيفا أن “استشهاده” لن يؤدي إلا إلى تقوية الحركة.

وقال المسؤول الكبير في حماس إن الرهائن “لن يعودوا… إلا إذا توقف العدوان على أهلنا في غزة”.

وتعهد الجناح العسكري لحركة حماس، في بيانه الخاص، بمواصلة القتال ضد إسرائيل حتى “تحرير فلسطين”، معربا عن حزنه على وفاة زعيم الحركة.

وقدمت جماعتا حزب الله اللبنانية والحوثيين في اليمن، المدعومتين من إيران، تعازيهما في وفاة السنوار وتعهدتا أيضا بمواصلة القتال.

وأشاد نتنياهو بعملية القتل في بيان بالفيديو يوم الخميس، وتعهد بمواصلة الضغط في غزة ولبنان. كما خاطب المسلحين الذين يحتجزون رهائن في غزة، قائلا إنه لن يتم التعرض لهم إذا ألقوا أسلحتهم وأطلقوا سراح الرهائن.

وكان من المقرر أن يجري نتنياهو مشاورات مع قادة الأمن في مقر الجيش الإسرائيلي، حسبما قال مسؤول إسرائيلي ل”تايمز أوف إسرائيل” في وقت سابق الجمعة. وقال المسؤول إنه سيكون هناك اجتماع منفصل لمناقشة مسألة الرهائن.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو التقى أيضا برئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ يوم الجمعة لمناقشة “نافذة الفرص” الجديدة التي فتحها مقتل السنوار.

وقال مكتب رئيس الوزراء إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصل بنتنياهو مساء الخميس لتهنئته بمقتل السنوار، وأن الزعيمين اتفقا على استغلال الفرصة الجديدة لإطلاق سراح الرهائن.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين في واشنطن إن السنوار كان عقبة رئيسية في المحادثات الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، وأن مقتله يشكل “نقطة انعطاف” في تحقيق تلك الأهداف. ومع ذلك، أشار كيربي إلى أن المحادثات لم تُستأنف بعد.

وقال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إن هناك “تفاؤل حذر” في اسرائيل الآن بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن، لكنه حذر من أن محمد السنوار، شقيق يحيى وخليفته المحتمل، “ليس أقل تطرفا من أخيه”، وأن حماس تظل “منظمة إرهابية إجرامية”.

ولم يصدر تعليق عن القيادة المتبقية لحركة حماس على التكهنات بأن محمد السنوار يستعد لتولي زمام الأمور في الحركة. وقال المسؤول الإسرائيلي إن القدس تدرس السعي إلى عقد صفقات منفصلة أصغر مع مختلف فصائل حماس التي تحتجز بعض الرهائن إذا لم تكن هناك قيادة مركزية للتفاوض معها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن السنوار قُتل في معركة بالأسلحة النارية في رفح بجنوب غزة يوم الأربعاء، ولم تكتشف القوات هوية القتيل إلا بعد الواقعة.

وعلم تايمز أوف إسرائيل أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن زعيم حماس اختبأ في خان يونس في وقت سابق من الحرب، لكنه خرج من هناك بسبب الضغط العسكري الإسرائيلي، الذي جعله يشعر بأنه محاصر ومجبر على تغيير مواقعه، والبقاء تحت الأرض قدر الإمكان.

وبعد قضاء بعض الوقت في رفح، يعتقد الجيش أن السنوار كان على الأرجح يحاول الوصول إلى منطقة المواصي الإنسانية على الساحل عندما اصطدم بالقوات الإسرائيلية.

وأفادت القناة 12 يوم الجمعة أن إسرائيل تعتقد أن عمليات الجيش الإسرائيلي في حي تل السلطان في رفح حرمت السنوار بشكل متزايد من المواقع التي يمكن أن يختبئ فيها، مما أجبره على الفرار.

رصدت القوات ثلاثة مسلحين ليلة الأربعاء، وأطلقت النار عليهم وأصابتهم. وقال الجيش إن اثنين منهما توجها إلى مبنى واحد، والثالث، الذي تبين لاحقا أنه السنوار، دخل إلى مبنى آخر. ثم فتحت الدبابات الإسرائيلية وقوات أخرى النار على كلا المبنيين.

بعد ذلك صعد السنوار إلى الطابق الثاني. وأطلقت دبابة قذيفة أخرى على المبنى، وتحركت فصيلة مشاة لتفتيشه. ألقى السنوار قنبلتين يدويتين انفجرت إحداهما. انسحب الجنود، وحلقت طائرة مسيرة لتفتيش الغرفة، وعثرت على رجل مصاب في ذراعه وملثم – السنوار – والذي ألقى عصا خشبية على المسيرة. وأظهر مقطع فيديو نشره الجيش يوم الخميس هذه اللحظة.

ثم أطلقت دبابة قذيفة أخرى على المبنى، مما أدى إلى مقتل زعيم حماس.

كان السنوار هو العقل المدبر لهجمات حماس في 7 أكتوبر، 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن، مما أشعل فتيل الحرب في غزة.

وأفاد موقع “واللا” الإخباري يوم الجمعة أنه تم نقل جثة السنوار إلى موقع سري داخل إسرائيل بعد أن خضعت لعملية تشريح في معهد أبو كبير للطب العدلي.

وبحسب التقرير، أكد تشريح الجثة أن السنوار قُتل برصاصة في الرأس وقذيفة.

وأضاف الموقع أن معهد الطب الشرعي ينتظر نتائج فحوصات إضافية لتحديد ما إذا كانت هناك مخدرات أو مواد غريبة أخرى في دمه وقت وفاته.

ساهمت وكالات في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن