إسرائيل في حالة حرب - اليوم 571

بحث

حماس التي أصبحت أكثر مرونة منفتحة على وجود مؤقت للجيش الإسرائيلي على حدود غزة ومصر – تقرير

مع تكثيف المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة، نيويورك تايمز تقول إن الحركة قد تتنازل عن مطالب جوهرية بعد أن "بدأت في استيعاب الواقع" في أعقاب مقتل السنوار والهدنة في لبنان

محور فيلادلفيا، منطقة الحدود بين مصر وغزة في رفح جنوب غزة، 20 أكتوبر، 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
محور فيلادلفيا، منطقة الحدود بين مصر وغزة في رفح جنوب غزة، 20 أكتوبر، 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

ذكرت تقارير يوم الخميس أن حماس تظهر مرونة متزايدة في المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بشأن صفقة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن التي طال انتظارها في قطاع غزة، وقد توافق على بقاءالجيش الإسرائيلي مؤقتا على حدود القطاع مع مصر.

نقلا عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الحركة الفلسطينية قد تتنازل عن مطالب أساسية وقد تقبل باتفاق لوقف إطلاق النار يمكن لإسرائيل أن تدعمه.

ووفقا للصحيفة فإنه حتى قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل هذا الأسبوع، قال مسؤولون فلسطينيون وأميركيون إنهم يعتقدون أن حماس مستعدة للتخلي عن الاستراتيجية التي أعلنها الزعيم الذي قتل يحيى السنوار والتحرك نحو التوصل إلى اتفاق.

قبل وقت قصير من مقتله، قال السنوار لقيادة حماس إن الحرب الطويلة ضد إسرائيل مفيدة: “كلما طالت الحرب، كلما اقتربنا من التحرير”، كما روى المسؤول الكبير في حماس أسامة حمدان.

ونقل التقرير عن شخصين مطلعين على تفكير الحركة قولهما إن قادتها كانوا يناقشون السماح لإسرائيل بالحفاظ على وجود مؤقت في محور فيلادلفيا، المنطقة الحدودية الاستراتيجية بين مصر وغزة التي تعهدت قيادة إسرائيل بعدم الانسحاب منها.

وتصر اسرائيل على بقاء قواتها في غزة لمنع تهريب الأسلحة من مصر، وقالت إنها مستعدة فقط لوقف مؤقت في حملتها العسكرية التي تهدف إلى القضاء على حماس.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة يوم الخميس إنه سيوافق على وقف القتال في غزة “عندما نعتقد أننا نستطيع تحقيق إطلاق سراح الرهائن”، لكنه لن يقبل بإنهاء الحرب.

بحسب التقرير في “نيويورك تايمز” فإن حماس “بدأت في استيعاب الواقع” بعد مقتل السنوار في أكتوبر، وأصبح من الواضح لها أن إيران لا تتطلع إلى فتح صراع مباشر مع إسرائيل، وأن حزب الله يتعرض لضربات شديدة من الجيش الإسرائيلي. وكانت حماس تأمل أن يظل حلفاؤها في المحور الإيراني في القتال وأن يجبروا إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار بشروط حماس.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في 27 نوفمبر، 2024، وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس. (Eyad Baba / AFP)

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن قادة حماس منقسمون حول الدور الذي ينبغي أن تلعبه الحركة بعد الحرب وحول التنازلات التي ينبغي لها أن تقدمها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وتعوق عملية اتخاذ القرار حقيقة أن حماس لم تختر زعيما ليحل محل السنوار.

وقال عضو حماس صلاح الدين العواودة للصحيفة: “إن الحل لخسائر حماس العسكرية أبسط – هناك هرم قيادي ويمكن استبدال كل قائد أو جندي. لكن على المستوى السياسي، فإن الأمور أكثر تعقيدا بكثير. ستكون هناك حاجة في نهاية المطاف إلى انتخابات. هناك فصائل مختلفة وموازين قوى. كل هذا يجعل من الصعب التنبؤ”.

وعلاوة على ذلك، يعتقد المسؤولون الأميركيون أن نتنياهو ينتظر تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في يناير قبل اتخاذ أي قرارات بشأن مواقفه بشأن اتفاق مع حماس، بحسب ما ذكرته الصحيفة، وهو ما يردد ما جاء في تقرير لـ”تايمز أوف إسرائيل”.

وأفاد تقرير أن وفدا أمنيا مصريا وصل إلى إسرائيل يوم الخميس لاستئناف المحادثات لتأمين اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ولعرض “تصور كامل” لاتفاق على إسرائيل.

بحسب تقرير في صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الخميس، فإن المسؤولين المصريين كانوا على اتصال مع طاقم ترامب لمعرفة ما إذا كان بإمكانه تحقيق تقدم في تليين المواقف الإسرائيلية في المفاوضات، وتحديدا فيما يتعلق بالسيطرة على الحدود بين غزة ومصر وإنشاء منطقة عازلة بين إسرائيل وقطاع غزة.

زعيم حماس يحيى السنوار يتحدث خلال مؤتمر صحفي في مدينة غزة في 30 مايو، 2019. (Mohammed Abed / AFP)

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين المصريين سعوا على ما يبدو إلى تليين موقف حماس، حيث أبلغوا الحركة أن موقفها التفاوضي قد ضعف لكونها “معزولة” في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وقال المسؤولون للمنظمة إنه من غير المرجح أن تكون قادرة على الاستمرار في الإصرار على انسحاب إسرائيلي كامل، بحسب التقرير.

منذ انسحاب قطر من الوساطة وطرد قادة حماس من الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر، برزت مصر كقناة رئيسية محتملة بين الطرفين المتحاربين، إلى جانب تركيا، حيث انتقلت معظم القيادة العليا لحماس.

يوم الخميس، أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن وفدا من حماس من المقرر أن يتوجه إلى القاهرة في المستقبل القريب لمناقشة اتفاق محتمل.

بحسب تقرير في وقت متأخر من يوم الأربعاء، ضغط الرئيس الأميركي جو بايدن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية هذا الأسبوع لتحويل الانتباه بشكل فوري إلى غزة مجددا مع انتهاء القتال في لبنان. في غضون ذلك، أفاد تقرير أيضا أنه تم التواصل مع إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادمة بشأن الضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق.

وأشارت حماس يوم الأربعاء إلى أنها مستعدة للتوصل إلى هدنة في غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان مع حزب الله المدعوم من إيران، والذي هاجم إسرائيل دعما لحليفته حماس ابتداء من 8 أكتوبر، 2023، مما أدى إلى رد مضاد إسرائيلي تلته حملة عسكرية مكثفة للجيش الإسرائيلي التي قضت على جزء كبير من الجماعة.

أعرب مسؤولون عن أملهم في أن يساعد إبعاد الحليف الرئيسي لحماس عن ساحة المعركة في دفع الحركة في غزة نحو اتفاق ينهي الحرب ويطلق سراح الرهائن مقابل أسرى أمنيين فلسطينيين.

متظاهرون في مسيرة تطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، في القدس، 27 نوفمبر، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

توقفت المحادثات غير المباشرة التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح 101 رهينة محتجزين في غزة وإنهاء نحو 14 شهرا من القتال هناك منذ الصيف، بعد فشل عدة جولات من المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر في التقريب بين الجانبين.

وتطالب حماس بأن يؤدي أي اتفاق إلى وقف كامل للحرب في غزة، إلى جانب انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع. كما تسعى إلى إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن، الذين كانوا من بين 251 شخصا تم اختطافهم خلال الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل؛ كما قُتل نحو 1200 شخص خلال الهجوم الذي أدى إلى نشوب الحرب.

ويُعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 34 رهينة على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما أطلقت سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات ثماني رهائن أحياء، كما تم استعادة جثث 37 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا بالخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.

كما تحتجز حماس مواطنَين إسرائيليَين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثث جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

إسرائيل تستعرض مساعداتها لغزة

في هذه الأثناء، عرض الجيش الإسرائيل يوم الخميس على وسائل الإعلام الأجنبية المساعدات التي تصل إلى غزة عبر معبر رئيسي لتبديد الاتهامات بأن إسرائيل تمنع المساعدات من الوصول إلى القطاع.

صورة التقطت خلال جولة نظمها الجيش الإسرائيلي تظهر عاملاً فلسطينيا يفرغ مساعدات إنسانية لقطاع غزة من شاحنة بالقرب من معبر كيرم شالوم في 28 نوفمبر، 2024. (Jack Guez / AFP)

ولقد حذرت منظمة الصحة العالمية الخميس من نقص حاد في الأدوية والغذاء والمأوى والوقود في غزة، وخاصة في الشمال، ووصفت الوضع بأنه “كارثي” على الأرض وطالبت إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات وتسهيل العمليات الإنسانية. وألقت منظمات الإغاثة الدولية مرارا بالمسؤولية على إسرائيل، قائلة إن المدنيين يتضورون جوعا وأن شحنات المساعدات أصبحت الآن أقل من أي وقت مضى منذ أكتوبر 2023 عندما هاجمت حماس جنوب إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.

وتلقي إسرائيل باللوم على عدم قدرة منظمات الإغاثة على التعامل مع كميات كبيرة من المساعدات وتوزيعها.

خلال أول زيارة إعلامية للجانب الغزّي من معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)، وهو الأكبر للمساعدات الإنسانية، رأى الصحفيون شاحنات تحمل مساعدات بشكل رئيسي من مصر والأردن والضفة الغربية وإسرائيل.

وتأتي المساعدات أيضا من اليونيسيف ومنظمة رحمة العالمية ومطبخ الغذاء العالمي. ويتم تنظيم التوزيع من قبل وكالات الإغاثة الدولية التي تستأجر خدمات سائقي شاحنات محليين.

وقال العقيد عبد الله حلبي، الذي يرأس قسم غزة في وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوحدة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الإشراف على الاحتياجات الإنسانية في غزة: “اليوم لدينا أكثر من 800 شاحنة محملة بالطعام تنتظر المجتمع الدولي لنقلها وتسليمها إلى الناس داخل غزة”.

وقال إن البضائع تنتظر في كثير من الأحيان على الجانب الغزي من معبر كيرم شالوم، وهو نقطة الدخول الجنوبية من إسرائيل، “أشهرا”.

ورفض حلبي الادعاءات بأن إسرائيل لا تسمح للشاحنات بالدخول، قائلا أنه لا توجد قيود على الشاحنات أو كمية المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة.

اقرأ المزيد عن