حماس: التوصل لاتفاق للإفراج عن 4 رهائن قتلى وأسرى فلسطينيين “بالتزامن”
مسؤول إسرائيلي يؤكد الاتفاق ويقول إن رفات الرهائن ستعاد يوم الأربعاء؛مسؤول"تايمز أوف إسرائيل": إذا لم يتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن بحلول الثامن من مارس، فإن وقف إطلاق النار سينتهي

قالت حركة حماس وإسرائيل في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إنهما توصلتا إلى اتفاق للإفراج عن جثث أربعة رهائن إسرائيليين و602 أسير أمني فلسطيني، وهو ما من شأنه أن ينهي الجمود الذي يهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار متعدد المراحل قبل اكتمال مرحلته الأولى.
وقالت حماس في بيان “تم التوصل إلى اتفاق لحل قضية الإفراج المتأخر عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المفترض إطلاق سراحهم في الدفعة الأخيرة… سيتم إطلاق سراحهم بالتزامن مع جثث الأسرى الإسرائيليين المتفق على نقلها خلال المرحلة الأولى، بالإضافة إلى عدد مماثل من النساء والأطفال الفلسطينيين”.
وقال المسؤول الإسرائيلي الذي أكد الاتفاق إن عملية الإفراج ستتم عبر مصر يوم الأربعاء، على الرغم من أن تقارير أخرى ذكرت أن ذلك لن يتم حتى وقت ما من يوم الخميس.
وكان من المفترض أن تطلق إسرائيل سراح الرهائن الفلسطينيين يوم السبت، لكنها رفضت ذلك، بسبب ما قالت إنها انتهاكات حماس للاتفاق أثناء إعادة رفات أفراد عائلة بيباس الثلاثة، فضلا عن مراسم الدعاية التي أقامتها طوال عمليات إطلاق سراح الرهائن حتى الآن في المرحلة الأولى.
في وقت سابق الثلاثاء، قال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن حماس وافقت على عدم تنظيم مراسم خلال إطلاق سراح الرهائن القتلى الأربعة، لكن تم تقديم تطمينات مماثلة قبل الافراج عن جثامين عائلة بيباس وعوديد ليفيتس ولم يتم الالتزام بها، مما دفع القدس إلى رفض إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين قبل الافراج عن الرهائن.
وبحسب حماس، فإن الاتفاق تم التوصل إليه خلال لقاءات عقدها وفدها برئاسة خليل الحية في القاهرة مع مسؤولين مصريين.
وأضاف بيان الحركة أن “وفد قيادة حماس أكد موقفه الواضح بضرورة الالتزام الكامل والدقيق بكل بنوده ومراحل الاتفاق”.

ورغم الإعلان عن الاتفاق، فإن مستقبل وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن ظل غير مؤكد.
وقد أوقف الاتفاق المكون من ثلاث مراحل، والذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، نحو 15 شهرا من القتال الذي اندلعت شرارته بعد اقتحام الحركة لإسرائيل في 7 أكتوبر 2023، عندما قتل مسلحون بقيادة حماس نحو 1200 شخص واختفطوا 251 آخرين.
ويتطلب الاتفاق من حماس إطلاق سراح جميع الرهائن، وإطلاق سراح آلاف الأسرى الأمنيين الفلسطينيين – بما في ذلك مئات يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة – ووقف القتال في القطاع، يليه مفاوضات من أجل “هدوء مستدام” وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
وقال مسؤول إسرائيلي أنه بمجرد حدوث الإفراج النهائي عن الرهائن المنصوص عليه في المرحلة الأولى، فإن حماس لديها ثلاثة خيارات. يمكنها الموافقة على شروط إسرائيل – نزع سلاحها، وخروج قادتها إلى المنفى، والتخلي عن أي سيطرة مدنية على غزة – ثم تنتقل إسرائيل إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي ستشهد إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب.
كما يمكن لحماس أن تستمر في إطلاق سراح الرهائن وتمديد وقف إطلاق النار.
أو، كما قال المسؤول لتايمز أوف إسرائيل، يمكن لحماس أن تختار نهاية وقف إطلاق النار، وهو ما يعني العودة إلى الحرب الشاملة.
وقال المسؤول: “سيكون الأمر مختلفا” عن القتال الماضي خلال عهد إدارة بايدن السابقة في واشنطن. “وزير دفاع جديد، ورئيس أركان جديد، وكل الأسلحة التي نحتاجها، والشرعية الكاملة، مائة بالمائة، من إدارة ترامب”، على حد قوله.
وأضاف “ستُفتح أبواب الجحيم، كما يقولون”، مستخدما التهديد الذي كثيرا ما تتبادله إسرائيل وحماس.

وتنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تشمل وقف إطلاق النار الجاري، يوم السبت.
وقال المسؤول أنه بعد الإفراج عن الجثث يوم الخميس، ستمنح إسرائيل حماس بعض الوقت لتقرر ما تريد القيام به. ولكن إذا لم يحدث إطلاق سراح المزيد من الرهائن بحلول يوم السبت المقبل، 8 مارس – وهو ما يشير إلى استمرار المرحلة الأولى – فإن إسرائيل ستعتبر وقف إطلاق النار منتهيا.
وتتوقع إسرائيل أن يصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى إسرائيل في الأيام المقبلة، بعد أن أرجأ زيارته المقررة يوم الأربعاء. وأكد المسؤول “إنه ينتظر أن تنضج الأمور قليلا”.
وقال ويتكوف، في حديث خلال فعالية في واشنطن نظمتها اللجنة اليهودية الأمريكية، إن المفاوضين الإسرائيليين سيسافرون إلى قطر أو مصر هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن المضي قدما في الاتفاق.
وقال: “إننا نحرز تقدما كبيرا، إن إسرائيل ترسل فريقا الآن بينما نتحدث”.
وأضاف أن التركيز في المحادثات الجديدة سيكون على “وضع المرحلة الثانية على المسار الصحيح وإطلاق سراح بعض الرهائن الإضافيين – ونحن نعتقد أن هذا احتمال حقيقي”.
وقال ويتكوف أنه “قد” ينضم إلى المفاوضات يوم الأحد “إذا سارت الأمور على ما يرام”. وكان قد تحدث في وقت سابق عن السفر إلى المنطقة هذا الأسبوع، وهي الرحلة التي أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري أنه أرجأها للتركيز على الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإيجاد نهاية للحرب بين روسيا وأوكرانيا عن طريق التفاوض.

في حديث مع البرامج الصباحية في الشبكات التلفزيونية الأمريكية يوم الأحد، قال ويتكوف إنه قد يصل إلى المنطقة للحديث عن تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق بين إسرائيل وحماس، ومناقشة المرحلة الثانية.
وقد التقى ويتكوف بوزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو من كبار المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في واشنطن في الأيام الأخيرة لمناقشة المحادثات.
الرهائن المحررون يناضلون من أجل إطلاق سراح المختطفين المتبقين
في غضون ذلك، كتب أربعة من الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم مؤخرا رسالة لنتنياهو ناشدوا فيها الحكومة بـ”إعادة الآباء إلى أبنائهم”.
في الرسالة، أوضح أور ليفي، وساغي ديكل حين، وعوفر كالديرون، وطال شوهم “لم نكن الوحيدين الذين مروا بالمصاعب والاضطرابات خلال هذه الفترة. عانت عائلاتنا وأولادنا [وما زالوا يعانون] من الصدمات المستمرة، وفي ذلك الوقت، عدم اليقين والشوق اللامتناهي”.
وقال الأربعة “كان الضرر الذي لحق بهم في غيابنا كبيرا”، مضيفين أن أولادهم يحتاجون الآن إلى “إعادة تأهيل طويلة الأمد ودعم مستمر” للتعافي مما تحملوه.
وأشاروا إلى أن الصدمة التي لحقت ببعض العائلات -بما في ذلك عائلة شوهم- تفاقمت بسبب حقيقة أن أطفالهم أيضا أُخذوا كرهائن وتم إطلاق سراحهم خلال هدنة نوفمبر 2023، بينما تُرك آباؤهم وراءهم. وقالوا إن آخرين شهدوا “الأحداث المروعة” لهجمات 7 أكتوبر 2023 وهم الآن “مجبرون على تحمل المزيد من الأذى في شكل تأخير إعادة آبائهم المختطفين إلى إسرائيل”.
وتابعت الرسالة “إن دولة إسرائيل ملزمة بوضع رفاهية الأطفال ورفاهية العائلات في المقام الأول، وبذل كل ما في وسعها حتى يعود الآباء المختطفين، الذين قُتل بعضهم… في أقرب وقت ممكن”.

وقالوا إن أبناء الرهائن يستحقون إجابة مطلقة “حول السؤال الأساسي: أين أبي؟”
وكتبوا “هذا أقل ما يمكن فعله من أجلنا. هذا هو جوهر التضامن والاهتمام بالآخرين والتفكير في الجيل القادم”.
يوم الأربعاء أيضا، تحدثت نوعا أرغماني، التي تم إنقاذها من أسر حماس في يونيو 2024، في الجلسة الشهرية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وطلبت من أعضائه الضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
وقالت “لقد اختطفني إرهابيو حماس في السابع من أكتوبر من مهرجان نوفا الموسيقي مع شريكي أفيناتان أور”، وأخرجت صورة لشريكها الذي لا يزال محتجزا في غزة. “لقد تم أخذنا بالقوة إلى غزة، وتم احتجازنا في خوف شديد، وكنا نعيش في كابوس”.
وأضافت “بعد 8 أشهر في الأسر، أنقذني الجنود الإسرائيليون. وجودي هنا اليوم هو معجزة. لكنني هنا اليوم لأخبركم أنه ليس لدينا وقت. بينما أتحدث، لا يزال هناك 63 رهينة يعيشون في كابوس”.
وقالت للمجلس “لا يمكن أن تستمر حياتنا بدونهم”، مضيفة “يجب أن يستمر الاتفاق بالكامل… من المفترض أن يتم إطلاق سراح شريكي والعديد من الرهائن الآخرين في المرحلة الثانية من الاتفاق فقط”.

وفي مرافعتها لطلب المساعدة من المجتمع الدولي، قالت أرغماني إنها تتحدث عن “أناس أبرياء انتُزِعوا من أسرهم، ومن حفلة رقص، ومن حياتهم البسيطة، إلى جحيم خالص”.
وأردفت قائلة “لا تحتاجون إليّ لأخبركم عن كفير البالغ من العمر 9 أشهر، وأريئل البالغ من العمر 4 سنوات ووالدتهما شيري. لقد قُتلت أم وطفليها بوحشية في الأسر. الجريمة لا يمكن تصورها. لا يمكننا تخيلها. لكنها حدثت”.
وقالت أرغماني، التي كانت واحدة من النساء القليلات اللائي لم يُفرج عنهن خلال الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر 2023: “أعرف كيف يشعر المرء عندما يتم التخلي عنه، أو يشاهد إطلاق سراح رهائن آخرين إلى عائلاتهم”.
ومضت قائلة “أثناء وجودي في غزة، كنت محتجزة مع فتاتين صغيرتين – هيلا روتيم وإميلي هاند. في ذلك الوقت، كانت إميلي تبلغ من العمر 8 سنوات وهيلا 12 عاما”، مضيفة “كان علي أن أكون شجاعة، ليس فقط من أجل نفسي ولكن أيضا من أجل الطفلتين”.
وتابعت “أُطلق سراح هيلا وإميلي في أول صفقة رهائن بعد 50 يوما. لقد شاهدتهما، وامرأتين أخريين كانتا معي في الأسر عند عودتهن إلى عائلاتهن بينما بقيت أنا… لا أستطيع حتى أن أبدأ في شرح شعوري بأنني الشخص الذي تم التخلي عنه”.
“لكن يمكنني أن أخبركم أن هذا هو بالضبط ما يشعر به المختطفون اليوم. تخلّى عنهم العالم”، كما قالت أرغماني للمجلس.
وروت كيف تم احتجازها في وقت لاحق من أسرها مع يوسي شرعبي وإيتاي سفيرسكي، وكلاهما قُتل في غزة – شرعبي في غارة للجيش الإسرائيلي، وسفيرسكي على يد الخاطفين.
وقالت “كنا في منطقة حرب، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. كان الأمر مرعبا، كل يوم، وكل ثانية”، متذكرة كيف سمعت شرعبي يصرخ قبل أن يصمت بعد أن أسقطت غارة للجيش الإسرائيلي الأنقاض عليهم.
وقالت نوعا “منذ تلك اللحظة، كنت وحدي”.

وناشدت المجلس “العمل من أجل النور وضد الظلام”، وحذرت من أنه “بدون اتخاذ إجراءات فورية، سيُقتل المزيد من الأبرياء”.
وقالت “ما أبقاني على قيد الحياة في الأسر، وحتى هذه اللحظة، كان شيئا اعتادت والدتي أن تقوله لي: ’كوني لطيفة دائمًا’””
“لذا، دعوني أنهي حديثي في هذا المنتدى،” كما قالت نوعا مضيفة “كونوا لطفاء مع بعضكم البعض، ومن فضلكم، أعيدوهم جميعا إلى الوطن الآن”.
تحتجز الفصائل المسلحة في قطاع غزة 63 رهينة، بما في ذلك 62 من أصل 251 اختطفهم المسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023. ويشمل هذا الدد جثث ما لا يقل عن 36 قتيلا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
أفرجت حماس حتى الآن عن 30 رهينة – 20 مدنيا إسرائيليا وخمس مجندات وخمسة مواطنين تايلانديين؛ وجثامين أربعة رهائن إسرائيليين – شيري وأريئل وكفير بيباس وعوديد ليفشيتس – خلال وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير.
وأطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، كما أُطلق سراح أربع رهائن قبل ذلك في الأسابيع الأولى من الحرب.
وحررت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، كما تم استعادة رفات 41 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم، ورفات جندي قُتل في عام 2014. ولا تزال رفات هدار غولدين، وهو جندي آخر قُتل في عام 2014، محتجزة لدى حماس، وهو مدرج في قائمة الرهائن الـ 63.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في هذا التقرير