حظر ناشط يساري من دخول الخليل ووضعه رهن الحبس المنزلي بعد إعتداء جندي إسرائيلي عليه – تقرير
ثلاثة من نشطاء "كسر الصمت" مشتبه بهم بالاعتداء على مسؤول حكومي والتورط في سلوك من شأنه الإخلال بالنظام
أفاد تقرير أن ناشط يسار كان تعرض للاعتداء من قبل جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية يوم الجمعة مُنع من دخول المدينة لمدة 14 يوما وتم وضعه رهن الحبس المنزلي لخمسة أيام.
في الإجمال، خضع ثلاثة من نشطاء منظمة “كسر الصمت” اليسارية للتحقيق من قبل الشرطة عدة مرات منذ يوم الجمعة لضلوعهم في مواجهة عنيفة مع جنود تمركزوا في المدينة المضطربة، حسبما أفادت صحيفة “هآرتس”.
وذكرت الصحيفة يوم الأحد أن اثنين من النشطاء، من بينهما الناشط الذي تعرض للضرب من قبل الجندي، مشتبه بهما بالاعتداء على مسؤول حكومي والتورط في سلوك من شأنه الإخلال بالنظام. كما زعمت الشرطة أن الناشط الذي تعرض للضرب حاول الإفلات من الاعتقال.
كما مُنع ناشط ثالث كان حاضرا خلال الحادثة من دخول المدينة لمدة أسبوعين ولكن لم يتم وضعه رهن الحبس المنزلي. وأفاد التقرير أن الشرطة قامت أيضا بمصادرة هواتف النشطاء.
في مقطع فيديو نشرته “كسر الصمت”، وهي منظمة غير حكومية تقوم بجمع ونشر شهادات مجهولة المصدر بمعظمها لجنود مقاتلين سابقين في الجيش الإسرائيلي بشأن انتهاكات حقوق انسان مزعومة ضد الفلسطينيين، بالإمكان رؤية أحد الجنود وهو يطرح أحد النشطاء أرضا ويوجه له اللكمات.
وأفاد التقرير أن الناشط أصيب بكسر بالوجه جراء ذلك.
واتهمت الشرطة النشطاء بانتهاك أمر عسكري بدخولهم إلى منطقة خاضعة للسيطرة الفلسطينية، بحسب غونين بن يتسحاق، المحامي الذي يمثل الناشط الذي تعرض للاعتداء.
يزعم الناشط أنه وصل إلى المدينة ذات الأغلبية الفلسطينية مع مجموعة أكبر ولم يكن على دراية بالقيود. وقالت “كسر الصمت” إن المجموعة وصلت إلى الخليل للقاء عائلات فلسطينية محلية.
وقال بن يتسحاق إن موكله ينفي الاعتداء على الجندي. وقالت رهام نصرة، وهي محامية تمثل الناشطين الآخرين، إن الشرطة تحاول إدانة موكليها على الرغم من الأدلة الواضحة التي تشير إلى عكس ذلك.
وقالت نصرة: “على الرغم من مقاطع الفيديو التي توثق من المعتدي ومن الضحية، خضع الناشطان للتحقيق بشكل مكثف. لقد أضافت الشرطة اتهامات جديدة بهدف واضح وهو تصوير الضحيتين على أنهما مذنبان وتشويه صورة النضال السلمي. أحدهما تعرض للدفع عدة مرات من قبل الجنود وتم وضعه رهن الحبس المنزلي”.
وأضافت: “يبدو أن روح الوزير المكلف محسوسة بالفعل على الأرض”، في إشارة إلى التعيين المرتقب للنائب اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وزيرا للأمن القومي.
في مقطع فيديو منفصل، يظهر جندي من نفس الفرقة وهو يواجه ناشطا ويشيد بعضو الكنيست اليميني المتطرف قائلا إن “بن غفير سيقوم بتنظيم الأمور في هذا المكان. لقد انتهى الأمر. لقد خسرتم يا رفاق… انتهى وقت المتعة”.
يوم الخميس، دعا محامون يمثلون الجنود سلطات القانون إلى محاكمة الناشطين.
وقال المحامي عادي كيدار إن “الصورة التي يتم تصويرها جزئية ومخادعة. لقد كان الجندي يحاول اعتقال مواطن بعد أن تدخل هو وآخرون في مهمته وقاموا بتوجيه الشتائم للجنود والاعتداء عليهم”.
في أعقاب حادثة يوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن الجنديين المتورطين في الحادثة، وهما من لواء المشاة “غفعاتي”، تم إيقافهما عن الخدمة. الجندي الذي شوهد وهو يعتدي جسديا على الناشط أوقف عن الخدمة لمدة 28 يوما. ولم يتضح على الفور إلى متى تم تعليق خدمة الجندي الثاني.
وقال الميجر جنرال المتقاعد يسرائيل زيف، وهو قائد سابق لإدارة العمليات في الجيش الإسرائيلي، “هذه مخالفات خطيرة للغاية. مثل هذه الحوادث تضر بأهم ركائز جيش الدفاع. بمجرد ارتداء الزي الرسمي، تصبح كيانا رسميا خاضعا للسلطة ويُتوقع منك أن تفي بواجبك بناء على الأوامر وليس بالاستناد على حكمك الشخصي”.
متحدثا لقناة “كان” العامة، قال والد أحد الجنديين إن ابنه “بطل”.
وقال: “كل الجنود الذين كانوا حاضرين أثناء الحادثة هم أبطال. لقد رأينا أنشطتهم في الخليل لأكثر من ستة أشهر، وشهدنا على جهودهم. لسوء الحظ، قرر أناركيون ازعاجهم أثناء قيامهم بعمل الرب… جاؤوا لمضايقتهم، لكن لن تروا ذلك في مقاطع الفيديو”.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان وتوبياس سيغال