إسرائيل في حالة حرب - اليوم 494

بحث

مسعفون يمنيون: حصيلة الغارات الإسرائيلية على الحديدة ارتفعت إلى 6 قتلى و80 جريحا

بينما تعمل طواقم الإطفاء للسيطرة على الحريق الهائل في مرفأ يسيطر عليه الحوثيون في غرب اليمن، المتحدث العسكري باسم الجماعة المدعومة من إيران يقول إن الرد "قادم لا محالة وسيكون كبيرا وعظيما"

اندلاع حريق ضخم في منشأة لتخزين النفط في أعقاب الغارات الإسرائيلية على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، في 20 يوليو، 2024. (AFP)
اندلاع حريق ضخم في منشأة لتخزين النفط في أعقاب الغارات الإسرائيلية على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، في 20 يوليو، 2024. (AFP)

قالت مصادر طبية في اليمن لوكالة “رويترز” يوم الأحد إن 6 أشخاص قُتلوا وأصيب 80 آخرين في الغارات الإسرائيلية على المرفأ الذي يديره الحوثيون في الحديدة غرب اليمن يوم السبت.

ولم يرد ذكر ما إذا كان القتلى من المدنيين أو أعضاء في الجماعة التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد قصف المرفأ بعد يوم من انفجار مسيّرة أطلقها الحوثيون في تل أبيب، مما أسفر عن مقتل إسرائيلي. وهذه العملية هي الأولى التي تقوم من خلالها إسرائيل بتنفيذ ضربات في اليمن.

وهدفت ضربة سلاح الجو الإسرائيلي على الميناء إلى منع الحوثيين من استيراد الأسلحة الإيرانية، فضلا عن إلحاق أضرار مالية بالمتمردين المدعومين من إيران. وقال الجيش الإسرائيلي أنه تم استخدام الميناء في المدينة التي يسيطر عليها الحوثيون مرارا لجلب الأسلحة من إيران، وبالتالي اعتبرته إسرائيل هدفا عسكريا مشروعا.

يوم الأحد، أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن “الرد على العدوان الإسرائيلي على بلدنا قادم لا محالة وسيكون كبيرا وعظيما باذن الله”.

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بمزيد من العمليات ضد الحوثيين “إذا تجرأوا على مهاجمة” إسرائيل.

إطلاق صاروخ اعتراضي فوق جنوب إسرائيل باتجاه صاروخ أطلقه الحوثيون في اليمن، 21 يوليو، 2024. (Screen grab/Twitter used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

في أعقاب الغارة الإسرائيلية، قال الجيش أنه اعترض صاروخا تم إطلاقه من اليمن باتجاه مدينة إيلات على ساحل البحر الأحمر في وقت مبكر من صباح الأحد، مشيرا إلى أن “القذيفة لم تدخل الأراضي الإسرائيلية”.

وأكد سريع أن المتمردين أطلقوا صواريخ بالستية على إيلات، في أحدث محاولة في سلسلة من محاولات الحوثيين لضرب المدينة الساحلية.

وفقا للجيش، أطلق الحوثيون في اليمن خلال الأشهر التسعة الماضية أكثر من 220 صاروخا بالستيا وصواريخ كروز ومسيّرات على إسرائيل – معظمها باتجاه مدينة إيلات في أقصى الجنوب – تضامنا مع قطاع غزة، حيث تخوض إسرائيل حربا ضد حركة حماس.

وجاء إعلان المتمردين الحوثيين في الوقت الذي تكافح فيه طواقم الإطفاء احتواء الحريق في مرفأ الحديدة، حيث غطت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود سماء المدينة، بحسب ما أفاد مراسل وكالة “فرانس برس” في المنطقة.

استهدفت الغارة الجوية مستودعات نفط ومواقع مرتبطة بالطاقة ومنشآت أخرى في الميناء. وأظهرت صور ومقاطع فيديو ألسنة اللهب الهائلة والدخان يتصاعد منه.

وقال أحد موظفي مرفأ الحديدة إن صهاريج تخزين الوقود ومحطة توليد الكهرباء في الميناء ما زالت مشتعلة وسط جهود “بطيئة” لمكافحة الحرائق.

تصاعد عمود ضخم من النيران في أعقاب الغارات الإسرائيلية على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، في 20 يوليو، 2024. (AFP)

وقال موظف الميناء، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن احتواء الحريق قد يستغرق أياما، الأمر الذي أكده أيضا الخبراء في شؤون اليمن.

وقال محمد الباشا، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط في مجموعة “نافانتي” ومقرها الولايات المتحدة، إن “هناك مخاوف من أن رجال الإطفاء سيئي التجهيز قد لا يتمكنون من احتواء النيران المنتشرة التي قد تستمر لأيام”، محذرا من أن النيران قد تصل إلى مرافق تخزين المواد الغذائية في المرفأ.

ظل مرفأ الحديدة، وهو نقطة دخول حيوية لواردات الوقود والمساعدات الدولية للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون في اليمن، بمنأى عن القتال إلى حد كبير خلال الحرب المستمرة منذ عقد من الزمان بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من الجارة السعودية.

ويسيطر الحوثيون على مساحات واسعة من اليمن، بما في ذلك جزء كبير من ساحل البحر الأحمر، وقد تركت الحرب ملايين اليمنيين يعتمدون على المساعدات القادمة عبر الميناء.

وعلى الرغم من تأكيدات الحوثيين بتوفير مخزون كاف من الوقود، إلا أن ضربة يوم السبت أثارت مخاوف من تفاقم النقص، وهو الأمر الذي لا يستطيع اليمنيون الذين أنهكتهم الحرب التعامل معه.

وكتب نيكولاس برومفيلد الخبير في اليمن على منصة “اكس” أن الهجوم “قد تكون له تداعيات إنسانية كارثية على ملايين اليمنيين”.

وقال المحلل إن ذلك سيرفع أسعار الوقود وأيضا أي بضائع تنقلها الشاحنات.

أنصار الحوثي يحضرون مسيرة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء، اليمن، 19 يوليو، 2024. (AP Photo/Osamah Abdrahman)

وأدانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والتي تقاتل الحوثيين منذ ما يقارب من عقد من الزمن، الهجوم.

وقال بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية إن الحكومة اليمنية تحمّل “الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات ناجمة عن ضرباته الجوية بما في ذلك تفاقم الأزمة الإنسانية”.

وحذرت الحوثيين من “استمرار رهن مصير اليمن وأبناء شعبه والزج بهم في معارك الجماعة العبثية، خدمة لمصالح النظام الإيراني ومشروعه التوسعي في المنطقة”.

اقرأ المزيد عن