حشود يائسة من أجل صفقة رهائن وغاضبة من رئيس الوزراء تخرج إلى الشوارع احتجاجا
إسرائيل ”رهينة لدى نتنياهو“، تقول والدة أحد الرهائن؛ اعتقال شخصين في اشتباكات مع الشرطة؛ رئيس بلدية تل أبيب يتوعد بإغلاق البلاد إذا تم تجاهل أحكام المحكمة العليا

احتشد عشرات الآلاف من الأشخاص مرة أخرى في تل أبيب وفي جميع أنحاء إسرائيل ليلة السبت للمطالبة بعودة الرهائن الـ 59 الذين ما زالوا محتجزين في غزة والاحتجاج على جهود الحكومة لإضعاف القضاء وإقالة رئيس الشاباك والمستشارة القضائية للحكومة.
في التظاهرات الرئيسية في تل أبيب، تجمعت الجماهير في الساحات العامة والشوارع للاستماع إلى خطابات الرهائن السابقين وعائلات الرهائن الذين ما زالوا في الأسر، وكذلك رئيس بلدية تل أبيب رون حولدئي.
بدأت الاحتجاجات بعد ساعات من نشر حركة حماس تسجيلا للرهينة إلكانا بوحبوط وهو يتوسل من أجل إطلاق سراحه. وكان هذا ثاني فيديو لبوحبوط تنشره الحركة في الأسبوع الماضي، بعد أن نشرت مقطع فيديو له ولزميله الرهينة يوسف حاييم أوحانا قبل خمسة أيام.
بعد نشر الفيديو، حث منتدى عائلات المختطفين ”جميع الإسرائيليين، من كل الخلفيات ووجهات النظر السياسية“ على المشاركة في احتجاجات ليلة السبت دعما ”لاتفاق شامل يعيد جميع الرهائن إلى الوطن في الحال، دون تأخير“.
ومع انطلاق الفعاليات الليلية، بدأ الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة بالتجمع في ميدان هبيما في تل أبيب، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية وحاملين ملصقات تطالب بالإفراج عن الرهائن ومكتوب عليها شعارات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته. ونُظمت فعاليات مماثلة في المدن ومفارق الطرق في جميع أنحاء البلاد في نفس الوقت.
وبينما مرت الأحداث في معظمها دون وقوع حوادث، اشتبك بعض المتظاهرين مع الشرطة في نهاية الليل، وتم تصوير أفراد الشرطة وهم يجرون المتظاهرين بعنف ويعتقلونهم.

واتهمت عيناف تسانغاوكر، والدة الرهينة ماتان تسانغاوكر، في حديثها إلى المتظاهرين في ميدان هبيما، الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ ”اغتيال مستهدف“ ضد ابنها، بعد أن شنت إسرائيل هجومًا جويًا مفاجئًا على غزة الأسبوع الماضي، أعقبه هجوم بري متجدد في الأيام التي تلت ذلك، مما أدى إلى نسف وقف إطلاق النار الهش وصفقة الرهائن مع حماس.
وقالت تسانغاكر ”لقد قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قصف ماتان بدلاً من إنقاذه وإعادته إلى الوطن“.
وأضافت: ”نتنياهو يعلم أن ماتان مقيد بالسلاسل وجائع ويتعرض للضرب ، بلا هواء أو ضوء أو أمل، ومع ذلك قرر الاستمرار في التخلي عنه“، وتابعت ”المختطفون رهائن لدى حماس، وأمة إسرائيل بأكملها رهينة لدى نتنياهو“.
كما اتهمت تسانغاوكر نتنياهو بعدم إعطاء الأولوية للرهائن بينما قام بتمرير ميزانية الدولة لعام 2025، وانتقدت جهوده للإطاحة برئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف-ميارا. ”نتنياهو، لا يمكنك التهرب من ذنبك في مجزرة 7 أكتوبر. الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها تخفيف عقابك هي التوصل إلى صفقة شاملة الآن لجميع المختطفين الـ 59 وإنهاء الحرب“.

وقال رئيس بلدية تل أبيب، حولدئي، الذي اعتلى المنصة بعد تسانغاوكر، إنه ”من الصعب التحدث بعد عيناف، التي يمكنها التعبير عن الألم بهذه القوة والروح“.
وقال حولدئي للحضور إن الدولة في حالة حرب، ولكن هذه الحرب ”ليست عودة الدخول العبثي الذي يهدد حياة المختطفين ويتخلى عنهم، بل نحن في حالة حرب لأن الحكومة تحاول هدم الأرض التي نقف عليها منذ ما يقارب من 80 عاما“.
وقال أنه في حال حكمت المحكمة العليا ضد قرار الحكومة بإقالة بار، وتجاهلت الحكومة الحكم، ”نحن في البلديات سنعرف أيضًا كيف ننقض ونعرقل الحياة اليومية التي تتصور الحكومة أنها ستستمر“.
بعد الخطابات، امتدت الحشود من ميدان هبيما وسارت باتجاه المظاهرة على طريق بيغن، أمام مقر قيادة الجيش الإسرائيلي، حيث كانت عائلات الرهائن التي تبنت بشكل أكبر لهجة سياسية مقارنة بالمظاهرات الأسبوعية في ميدان المختطفين ضد الحكومة.
وصرح يوتام كوهين، شقيق الجندي المختطف نيمرود كوهين، إن “الحكومة تفضل المختطفين موتى. المختطفون الموتى يتحدثون أقل. ولا يدلون بمقابلات صحفية، أو يتوجهون إلى [لقاء الرئيس الأمريكي دونالد] ترامب”، مضيفا أنه إذا لم تنجح الحكومة “في قتلهم بالضغط العسكري، فسوف تقتلهم بطرق ملتوية”.
وذكّر كوهين أمام الحشد بأنه عندما اتسعت الاحتجاجات في طريق بيغن في سبتمبر بعد مقتل ستة رهائن في الأسر، اتهم مكتب نتنياهو المتظاهرين بتشجيع حماس.

وقال إن هذا الرد مشابه لتصريح حماس بأن المتظاهرين ضد الحركة في غزة هذا الأسبوع هم ”أصدقاء العدو الصهيوني“ ويطالبون بتنازلات غير مقبولة.
وقال كوهين: ”يستخدم نتنياهو وحماس نفس الخطاب ونفس الإرهاب النفسي للقمع والإسكات. إن التماثل مثير للاشمئزاز“.
كما ادعى أيضا أنه سمع من رهائن سابقين كانوا محتجزين مع شقيقه أن خاطفيهم ”امتنعوا عن كشفهم لوسائل الإعلام الإسرائيلية، وعندما سأل المختطفون عن السبب، أجابوا ’لحمايتهم‘”.
وقال كوهين: ”لحمايتهم من تصريحات [وزير الأمن القومي إيتمار] بن غفير الإرهابي، و[وزيرة المستوطنات والمهام القومية] أوريت ستروك، و[وزير المالية بتسلئيل] سموتريتش ونتنياهو“، في إشارة إلى وزراء اليمين المتطرف الذين يعارضون صفقة الرهائن.
وقال للحشد: ”مقابل كل تغريدة شعبوية من بن غفير حول المساعدات الإنسانية، يتم تجويع رهينة آخر. مقابل كل تهديد من [وزير الدفاع الإسرائيلي] كاتس، يتم ضرب رهينة آخر. ومقابل كل تصريح لنتنياهو، يفقد رهينة آخر الأمل في إعادته إلى الديار”.

عبر الشارع المقابل في ميدان المختطفين، ناشد الرهينة السابق يائير هورن، الذي لا يزال شقيقه الأصغر إيتان في الأسر، كبير المفاوضين الإسرائيليين في ملف الرهائن، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أن يجتمع به وبعائلته و”يشرح لنا لماذا لا توقّعون على اتفاق، كما يطلب المجتمع الإسرائيلي كله، وتضعون حدًا لهذا الكابوس الذي بدأ قبل 540 يوما“.
وسأل: ”اشرح لنا لماذا سنقيم عشاء عيد فصح آخر بدون إيتان؟ أرجو أن تشرح لنا لماذا لا يزال إيتان، الذي لا يزال مريضًا جدًا بمرض جلدي صعب، في الأنفاق“.
وقال هورن: ”يجب أن تكون إعادة المختطفين على رأس سلم الأولويات الوطنية، ولكن لا يوجد أي تقدم في المفاوضات. لقد استأنفنا القتال – القتال الذي يعرض المختطفين للخطر. لقد كنت هناك، أقول لكم، لقد سمعت الدبابات تتدحرج فوقي، لقد ركضت في الأنفاق أثناء القصف، لقد سحبت إيتان من ذراعه عندما لم يعد لديه الطاقة على الحركة – صرخت عليه: ’لن أتركك هنا’“.
”أعرف أن هناك من يستطيع أن يسحب أحدهم من ذراعه لإخراج جميع الرهائن الآن… قبل أن يصبحوا أضرارًا جانبية“، داعيًا الحكومة إلى التوصل إلى اتفاق بحلول عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ في 12 أبريل.
وأضاف هورن، الذي أُطلق سراحه في 15 فبراير كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إلغاؤه الآن مع حماس، إنه قضى ”498 يومًا تحت الأرض، دون ماء، دون أن أرى الشمس، دون أن أتنفس هواءً نقيًا“.
”لقد سئمت من كوني ‘بدون’. من الآن فصاعدًا، أريد أن أكون ‘مع’. لقد اقترب عيد الفصح، عيد الحرية. أتمنى أن نكون في عيد الفصح ‘مع’ – مع المختطفين الأحياء الذين يجب أن يعودوا إلى ديارهم، مع الذين سقطوا الذين يجب أن يُدفنوا“.

وتحدثت بار غودارد أيضا في المظاهرة في ميدان هبيما أمام الحشد، وقالت إن الجيش حاول وفشل في استعادة جثة والدها، ماني غودارد، الذي قُتل وتم اختطاف جثته إلى غزة في 7 أكتوبر 2023.
وقالت إن ضابطا من الجيش الإسرائيلي أخبر عائلتها عن ”العملية الجريئة والجنود الشجعان الذين حاولوا إنقاذ والدي“، وعلى الرغم من عدم تمكنهم من ذلك، فقد صادروا ثلاجة تحتوي على أدلة تخصه.
وقالت إن الضابط قال لها إنه ”آسف جدا“، مشيدًة بتحمله المسؤولية عن العملية الفاشلة.
ومضت قائلة: ”لم يسعني إلا أن أفكر في شخص آخر لم يتحمل مسؤولية أي شيء منذ 7 أكتوبر“، في إشارة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ”فقط لو كان يجرؤ على المجيء إلى نير عوز أو بئيري والنظر في أعيننا“.
بعد انتهاء المظاهرات الرئيسية، سار المتظاهرون إلى تقاطع كابلان-بيغن في وسط تل أبيب، حيث واجه بعضهم خيالة الشرطة الذين حاولوا السيطرة على الحشود.
وهتف المتظاهرون ”بن غفير إرهابي!“، بينما قام رجال الشرطة بدفعهم غربًا، في شارع كابلان وبعيدًا عن طريق أيالون، وبينما شكل خيالة الشرطة خطًا على الحافة الشرقية للتقاطع.
وتم اعتقال شخصين.
كما تم تصوير النائب من حزب “الديمقراطيون” غلعاد كاريف وهو يصرخ في وجه أفراد الشرطة من خلال مكبر صوت، متهمًا إياهم باقتحام الحشد على الرغم من عدم وجود عنف من قبل المتظاهرين.
שוטרים נכנסים לתוך קהל ודוחפים מפגינות ומפגינים
תל אביב 29/03/2025 pic.twitter.com/dfc6dRmvWv
— אלימות ישראל (@Alimut_Israel) March 29, 2025
كما تم تصوير الشرطة وهي تسحب متظاهرًا بعنف بعد أن طلبت من المتظاهرين إخلاء الطريق أمام مدخل شارع كابلان المؤدي إلى مقر قيادة الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن المتظاهر كان يقف على جزيرة مرورية في منتصف الشارع، إلا أن الشرطي اتهمه بعدم إخلاء الطريق والتوجه إلى الرصيف. وعندما اعترض المتظاهر بأنه ابتعد عن الطريق بالفعل، قام الشرطي بالامساك به وجره بعيدًا.
A police officer in Tel Aviv puts an anti-government protester in a chokehold after accusing him of failing to clear the road, although the protester was standing on an island in the middle of the street. pic.twitter.com/C1EuOOM6Dz
— Noam Lehmann (@noamlehmann) March 29, 2025
وفي بيان صدر بعد المظاهرة، قالت الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة أعلنت أن المظاهرة ”غير قانونية“ من خلال عناصرها في المكان، لكن المتظاهرين مع ذلك ”استمروا في الإخلال بالنظام وحاولوا إغلاق مسارات المرور“.
“الرهائن لا تهم نتنياهو”
وفي القدس، خرج الآلاف من المتظاهرين الذين طالبوا بإطلاق سراح الرهائن في مسيرة إلى مقر إقامة رئيس الوزراء في شارع عزة,
وحمل بعض المتظاهرين لافتة كتب عليها ”ديرمر، 59 أو الاستقالة”، في إشارة إلى الرهائن الـ59 الذين ما زالوا محتجزين في غزة وفريق التفاوض الذي يرأسه.

في المظاهرة أمام منزل رئيس الوزراء، قال جد الرهينة المحررة نعمة ليفي للحشد إنه فقد الثقة في القيادة السياسية الإسرائيلية وإنه يطالب بإقالة نتنياهو.
وقال مخاطبا رئيس الوزراء مباشرة: ”لقد تخليت عنهم [الرهائن] في 7 أكتوبر وأنت تواصل التخلي عنهم الآن أيضًا“.
واتهم نتنياهو بالامتناع عن المضي قدمًا في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار المتفق عليه مع حماس لصالح كسب بن غفير وحزبه اليميني المتطرف ”عوتسما يهوديت“، الذي كان استقال من الائتلاف احتجاجًا على الاتفاق.
وتابع ”في الأيام القليلة الماضية، جددتم الحرب في لبنان لأنهم انتهكوا وقف إطلاق النار. ما الذي يمنعكم من وقف الحرب في غزة، وإعادة جميع المختطفين، وإذا انتهكوا وقف إطلاق النار،العودة إلى الحرب؟ ”، وأضاف: ”الرهائن لا تهم نتنياهو، ربما هم مجرد فبركة، ولا يوجد شيء اسمه مواطنون أو جنود أو مختطفون ما زالوا عالقين في غزة“.
לא נעצור! כולם צריכים לחזור! ירושלים הערב pic.twitter.com/HSM57d7Ljm
— amos schurr (@AmosSchurr) March 29, 2025
وتحدث بعد ذلك جحا إنغل، الذي تم تحرير حفيده أوفير في صفقة تحرير الرهائن في نوفمبر 2023، حيث وصف نتنياهو بشكل متكرر بـ ”سيد التخلي“.
وقال إنغل: ”لقد أودى استخدام القوة بحياة 41 رهينة… دماؤهم تلطخ أيدي جميع وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست“.

ونظمت المظاهرات الحاشدة يوم السبت على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت في المفاوضات بشأن الرهائن وسط استئناف القتال في غزة، وكذلك تمرير الحكومة لتشريعات قضائية رئيسية وخطواتها المثيرة للجدل للغاية بإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف-ميارا.
وأظهر استطلاع للرأي بثته القناة 12 يوم الجمعة أن 69٪ من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل اتفاق يطلق سراح جميع الرهائن المتبقين في غزة، مقابل 21٪ الذين يعارضون مثل هذا الاتفاق. وحتى بين ناخبي الائتلاف، تؤيد أغلبية (54٪) مثل هذه الخطوة مقابل 32٪ الذين يعارضونها.

ويُعتقد أن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا في مظاهرات في جميع أنحاء إسرائيل يوم السبت الماضي، في أكبر يوم من الاحتجاجات منذ شهور، حيث اشتد الغضب على فشل الحكومة في التوصل إلى اتفاق لتحرير المزيد من الرهائن، وتفاقم الغضب بسبب تحركات نتنياهو لإقالة مسؤولين رئيسيين في محاولة لتأكيد سيطرته على مقاليد السلطة.
وتواصلت الاحتجاجات طوال الأسبوع الماضي، لا سيما في القدس، حيث احتشد آلاف المتظاهرين ضد التحركات الأخيرة للحكومة، بما في ذلك التقدم في خطة الإصلاح القضائي وتصويت الكنيست على ميزانية الدولة المثيرة للجدل لعام 2025.
كما دعت الاحتجاجات في القدس إلى إطلاق سراح الرهائن الـ 59 المتبقين الذين تحتجزهم الفصائل المسلحة في غزة، والذين أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 35 منهم.