إسرائيل في حالة حرب - اليوم 344

بحث

حشود تشارك في مظاهرة للمطالبة بصفقة رهائن في القدس وسط تصاعد المشاعر المناهضة للحكومة

المظاهرة التي ضمت حوالي 50,000 شخص خارج الكنيست تميزت بانتقادات لنتنياهو من المتحدثين والحشود، على الرغم من محاولات منتدى عائلات المختطفين التزام الحياد

متظاهرون يدعون إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة منذ مذبحة حماس في 7 أكتوبر، خلال مظاهرة في القدس، 7 أبريل، 2024. (Ahikam Seri/AFPTV/AFP)
متظاهرون يدعون إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة منذ مذبحة حماس في 7 أكتوبر، خلال مظاهرة في القدس، 7 أبريل، 2024. (Ahikam Seri/AFPTV/AFP)

تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص في القدس يوم الأحد للمطالبة بالعودة الفورية لـ 133 رهينة محتجزين في غزة مع إحياء إسرائيل ذكرى مرور ستة أشهر على الهجوم الذي شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل.

إلى جانب ما يقدر بـ 50 ألف مشارك الذين تظاهروا خارج الكنيست، وفقا لمنظمين من مجموعة تمثل عائلات الرهائن، تجمع آلاف الأشخاص الآخرين في مسيرات مع أقارب الأسرى في مدن غربية، بما في ذلك في نيويورك وبرلين ولندن وواشنطن العاصمة.

وأقيمت الأحداث في الوقت الذي بعثت فيه إسرائيل وحماس مسؤولين إلى القاهرة للمشاركة في مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق يبدو بعيد المنال لوقف القتال وتحرير الرهائن مقابل أسرى أمنيين فلسطينيين.

وتحدث رهائن مفرج عنهم وأقارب لأشخاص ما زالوا في أسر حماس وأهالي جنود قتلى في مظاهرة ليلة الأحد في القدس. وحملت الحشود التي احتشدت في شارع كابلان في القدس لافتات عليها صور أولئك الذين اختطفتهم حماس ووضعوا الشريط الأصفر الأيقوني الذي يرمز إلى محنة الرهائن، أمام الكنيست المضاء باللون الأصفر تكريما لهم.

وطالب الكثيرون من الحشد بالتوصل إلى اتفاق فوري بشأن الرهائن، وهتفوا: “لا يوجد ما هو أكثر أهمية، كل رهينة يجب أن تعود”.

متظاهرون يطالبون الحكومة بتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، خلال مظاهرة بمناسبة مرور ستة أشهر على اندلاع الحرب ضد حماس، خارج الكنيست، القدس، 7 أبريل، 2024. (AP Photo/Leo Correa)

وانتهى التجمع بصورة سلمية، حيث سارع المشاركون الذين وصلوا على متن حافلات من جميع أنحاء البلاد نظمها منتدى عائلات المختطفين إلى العودة إلى منازلهم، على عكس المظاهرات الأخيرة في المدينة وأماكن أخرى والتي شهدت مناوشات فوضوية بين النشطاء والشرطة.

ومع ذلك، كانت أجواء المظاهرة مشحونة بالشكوك العميقة بشأن قيادة البلاد. خلال المظاهرة، أطلقت شرائح كبيرة من الحشد مرارا وتكرارا هتافات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متجنبة رفض المنظمين الشديد اتخاذ مواقف سياسية، وعكست الهتافات الإحباط المتزايد بين الكثيرين بشأن عدم قدرة الحكومة على التفاوض بشأن إطلاق سراح الأسرى – 129 من هؤلاءتم اختطافه في 7 أكتوبر، بينما تحتجز حماس أربعة آخرين منذ ما يقرب من عقد من الزمن. ويشمل العدد رفات أكثر من عشرين رهينة تعتقد إسرائيل أنهم لم يعودوا على قيد الحياة.

خلال خطاب ألقاه رئيس بلدية القدس موشيه ليون، أغرق المتظاهرون  الكلمة بصرخات “صفقة الآن!”

وقال ليون “نصف عام هو نصف عام أكثر من اللازم بالنسبة لكل واحد من الرهائن”.

آلاف المتظاهرين يحتشدون للمطالبة بصفقة الرهائن بعد مرور نصف عام على 7 أكتوبر، في مظاهرة حاشدة خارج الكنيست في القدس، 7 أبريل، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)

واشتدت اللهجة المناهضة للحكومة عندما قام يهودا كوهين، والد الجندي الأسير نمرود كوهين، بمهاجمة الحكومة، ودعا نتنياهو إلى الاستقالة. وأطلقت أعداد كبيرة من الجمهور صيحات الاستهجان في كل مرة ذُكر فيها اسم نتنياهو.

وقال كوهين “نحن نواجه حكومة مجرمة لا تفعل شيئا من أجل عودة أحبائنا”، وسط ترديد الحشد لصيحات “عار”.

يهودا كوهين، والد نمرود كوهين، الجندي الذي اختطفته حماس في 7 أكتوبر، يتحدث في تجمع لعائلات الرهائن خارج الكنيست في القدس، 7 أبريل، 2024. (Paulina Patimer/Hostages and Missing Families Forum)

كوهين، وهو منتقد صريح لنتنياهو والذي اختطف مسلحون ابنه من كيبوتس ناحل عوز في 7 أكتوبر، قال للحشد إنه سأل رئيس الوزراء خلال اجتماع في الأسبوع الماضي عن الثمن الذي ترغب إسرائيل في دفعه لإعادة ابنه، لكنه لم يتلق أي إجابة .

عائلة كوهين هي واحدة من عدة عائلات من عائلات الرهائن التي قررت مؤخرا ألا تكون جزءا من التزام منتدى عائلات المختطفين بالحياد، وشاركت بدلا من ذلك في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تسارعت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة. وطالب المتظاهرون في القدس وتل أبيب بإجراء انتخابات مبكرة، متهمين قيادة البلاد بالفشل في مواصلة الحرب بشكل فعال، وتحرير الرهائن، والتعامل مع إنعاش جنوب البلاد ومع الأعمال العدائية على الحدود الشمالية، والحفاظ على الدعم الدولي.

آلاف الإسرائيليين يشاركون في مظاهرة في القدس للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، 7 أبريل، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

على الرغم من الانقسام فإن المنتدى، الذي يمثل أيضا عائلات تدعم الحكومة، سعى إلى تجنب أن يتم النظر إليه على أنه متحيز سياسيا. في أعقاب خطاب كوهين، ذكر الممثل ليئور أشكنازي، عريف الحدث، الحشد بالتزام المنتدى بالحيادية.

وقال بحذر: “الغضب والألم له آراء عديدة”، مكررا الشعار الذي استخدمه في بداية المظاهرة: “الرهائن ليس لديهم حزب، ولا يقومون بإجراء استطلاعات رأي”.

واتهمت حاغيت حين، التي يعد ابنها إيتاي حين، وهو مواطن يحمل الجنسية الأمريكي الإسرائيلي المزودجة، أحد الضحايا الـ 34 الذين تحتجز الجماعات المسلحة في القطاع رفاتهم، الحكومة بالتخلي عنهم.

الممثل ليئور أشكنازي، عريف حدث نظمته عائلات الرهائن خارج مبنى الكنيست في القدس، 7 أبريل، 2024. (Paulina Patimer/Hostages and Missing Families Forum)

وقالت والدموع في عينيها “كيف يعقل أنه بعد مرور ستة أشهر لم يقوموا [الحكومة] بإعادتك”، ودعت إلى التوصل إلى اتفاق. وقوبل ذكر اسم نتنياهو بجولة أخرى من صيحات الاستهجان من الجمهور.

وعلى الجانب الآخر من الجانب السياسي، أعرب الممثل والحاخام حاغاي لوبر، الذي قُتل نجله يوناتان لوبر خلال القتال في قطاع غزة في ديسمبر، عن الموقف الذي يتبناه بعض أقارب الرهائن وهو أنه بدلاً من الفوز بالحرية من خلال إنهاء الحملة العسكرية في غزة، يتعين على إسرائيل أن تواصل هجومها العسكري حتى يتم إنقاذ الرهائن أو إطلاق سراحهم، وهو الموقف الذي تبنته الحكومة إلى حد كبير.

قال: “لدي ثلاثة أبناء [ما زالوا على قيد الحياة]. إذا كانت هناك فرصة ضئيلة لأن يتمكن أي منهم من دخول غزة مرة أخرى وإنقاذ إخواننا الأحباء… لإنقاذ جثة وإحضارها لدفنها في إسرائيل، فأنا أقول لكم إنني سأرسلهم جميعا”.

حغاي لوبر، الذي قُتل ابنه يوناتان لوبر في القتال في قطاع غزة في ديسمبر، يتحدث في تجمع لعائلات الرهائن خارج الكنيست في القدس، 7 أبريل، 2024. (Paulina Patimer/Hostages and Missing Families Forum)

وقبل إلقاء الخطابات، وقفت مجموعة من أفراد عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس بصمت على خشبة المسرح لبضع دقائق، حاملين صور أحبائهم. تم تغطية أفواه النساء بأشرطة لاصقة تحمل الرقم 184 – عدد الأيام التي مرت منذ 7 أكتوبر، عندما اجتاح مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف 253 آخرين.

ثم قام الأقارب المفجوعين بنزع الشريط عن أفواههم وأطلقوا صرخة طويلة مروعة، رد عليها الجمهور بالصراخ.

أفراد عائلة رهائن في مظاهرة بمناسبة مرور ستة أشهر على 7 أكتوبر خارج مبنى الكنيست في القدس، 7 أبريل 2024. (Paulina Patimer/Hostages and Missing Families Forum)

وتذكر إيتاي ريغيف، الذي كان من بين 105 رهائن تم إطلاق سراحهم كجزء من اتفاق هدنة قصير الأمد في أواخر نوفمبر، التعذيب النفسي الذي تعرض له هو ورهائن آخرون في غزة.

وأضاف أن حماس “تحاول إقناع الرهائن بأن الحكومة تخلت عنهم. بالنيابة عن إخواننا وأخواتنا، أريد أن أسأل قادتنا، هل هذا صحيح؟ هل تخليتم عنهم؟”

وألقى إعلان الجيش الإسرائيلي مؤخرا عن استعاد جثة الرهينة إلعاد كتسير، الذي قُتل في منتصف يناير على يد حركة الجهاد الإسلامي، بظلاله حيث ذكر بالخطر المستمر الذي يواجهه أولئك الذين ما زالوا في الأسر.

وأعربت عوفري بيباس ليفي، التي تم اختطاف شقيقها ياردن بيباس في غزة مع زوجته وولديه الصغيرين، بما في ذلك طفل رضيع، عن مخاوفها من أن أحبائها قد لا يعودوا إلى ديارهم أحياء.

وقالت: “لقد مر نصف عام وكل لحظة يمكن أن تكون الأخيرة، وربما كانت كذلك بالفعل. تم اختطاف [كتسير] حيا وقُتل في الأسر. لقد تم اختطافه حيا مثل أريئل وكفير وشيري وياردين والكثيرون غيرهم، ولقي مصيرا لا أستطيع إلا أن أدعو الله ألا يصيب الآخرين هناك”.

وجاءت المظاهرة والمسيرات الداعمة في جميع أنحاء العالم في الوقت الذي أرسلت فيه إسرائيل وحماس وفدين إلى القاهرة لإجراء جولة جديدة من المحادثات، حيث نقلت تقارير إعلامية باللغة العبرية عن مسؤولين إسرائيليين تعبيرهم عن تفاؤل حذر بشأن التوصل إلى هدنة واتفاق إطلاق سراح الرهائن.

أشخاص يشاركون في تجمع نظمه المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF) للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر التي قادتها حماس على إسرائيل، في ساحة تروكاديرو وبرج إيفل في الخلفية في باريس، في 7 أبريل، 2024. (Thomas Samson/AFP)

وذكرت صحيفة “هآرتس” أن الولايات المتحدة ستقدم مسودة اقتراح جديدة إلى الطرفين.

ويحضر المحادثات مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى جانب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات العامة المصرية عباس كامل. ومن بين المسؤولين الإسرائيليين المتوقع حضورهم رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار.

وفي وقت مبكر من يوم الاثنين، ذكرت قناة “القاهرة” الإخبارية المصرية نقلا عن مصدر مصري رفيع المستوى أن وفدي حماس وقطر غادرا القاهرة بعد ساعات من وصولهما مع وعد بالعودة خلال يومين للتوصل إلى بنود نهائية للاتفاق.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالة رويترز.

اقرأ المزيد عن