إسرائيل في حالة حرب - اليوم 395

بحث

حزب الله يقصف شمال اسرائيل بعشرات الصواريخ بعد مقتل قيادي في المنظمة بواسطة مسيّرة إسرائيلية

الجيش يقول إنه قتل ضابط عمليات مسؤول عن إحدى الوحدات الإقليمية التابعة لحزب الله؛ إطلاق 45 صاروخا على الجليل الغربي، دون التسبب بوقوع إصابات

شرطي إسرائيلي يتفقد موقع سقوط صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان في كريات شمونة في شمال إسرائيل، 19 يونيو، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)
شرطي إسرائيلي يتفقد موقع سقوط صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان في كريات شمونة في شمال إسرائيل، 19 يونيو، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)

قصف حزب الله شمال إسرائيل بحوالي 45 صاروخا يوم الخميس بعد أن أدت غارة إسرائيلية بمسيّرة إلى مقتل أحد القادة الميدانيين للحزب.

وأدت المناوشات الأخيرة إلى إبقاء التوترات على الحدود المضطربة مشدودة، بعد أن هدد الأمين العام للمنظمة المدعومة من إيران في اليوم السابق بتصعيد الهجمات في الوقت الذي اجتمع فيه كبار قادة الجيش الإسرائيلي للتخطيط لمواجهة التهديد المتزايد للمسيّرات التي يطلقها حزب الله.

في بيان يوم الخميس، ادعى حزب الله أنه أطلق عشرات الصواريخ على قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقرب من بلدة زرعيت.

وقالت إن القصف جاء ردا على مقتل عباس إبراهيم حمزة حمادة في بلدة دير كيفا بجنوب لبنان في وقت سابق يوم الخميس.

وقال الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق 25 صاروخا على الجليل الغربي حوالي الساعة 2:30 ظهرا، مما أدى إلى انطلاق صفارات الانذار في عدد من البلدات. وبعد مرور ساعة تم إطلاق 20 صاروخا آخر على المنطقة ذاتها، سقطت جميعها في مناطق مفتوحة، بحسب الجيش.

ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار مادية في الهجمات.

بحسب الجيش فإن حمادة كان ضابط عمليات لوحدة إقليمية تابعة لحزب الله متمركزة في منطقة جويا بجنوب لبنان، وهي بلدة قريبة من دير كيفا.

وقال الجيش إن حمادة كان مسؤولا عن التخطيط وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل بينما قاد القوات البرية لحزب الله في جويا، على بعد حوالي 11 كيلومترا شرقي صور.

في الأشهر الاخيرة، قال الجيش إن حمادة “عزز ترسيخ حزب الله في جنوب لبنان، أثناء محاولته تحسين القتال البري للمنظمة”.

وأعلن حزب الله عن مقتله لكنه لم يذكر أنه كان قياديا.

الناشط في حزب الله عباس إبراهيم حمزة حمادة في ملصق تم نشره في 20 يونيو، 2024. (Hezbollah media office)

بالتزامن مع الغارة بالطائرة المسيّرة التي أسفرت عن مقتل ضابط العمليات، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة قصفت منصة إطلاق صواريخ أرض-جو تابعة لحزب الله في قرية الريحان بجنوب لبنان، والتي قالت إنها شكلت تهديدا على الطائرات الإسرائيلية.

منذ 8 أكتوبر، قامت القوات التي يقودها حزب الله بمهاجمة البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب هناك. وفي الأسابيع الأخيرة، بدا أن الجانبين يقتربان من شفا حرب شاملة، حيث أطلق حزب الله المزيد من القذائف على إسرائيل واستهدف مناطق أبعد عن الحدود، حيث تركز معظم القتال.

في خطاب تلفزيوني ألقاه مساء الأربعاء، ادعى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن منظمته تمتلك أسلحة جديدة وقدرات استخباراتية يمكن أن تساعدها على استهداف مواقع أكثر أهمية داخل إسرائيل في حالة نشوب حرب شاملة.

وقال: “لدينا الآن أسلحة جديدة. لكنني لن أقول ما هي (…) عندما يتم اتخاذ القرار، سيتم رؤيتها على الخطوط الأمامية”.

مع ارتفاع صوت طبول الحرب على ما يبدو، التقى وزير الدفاع يوآف غالات مساء الأربعاء مع رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل هرتسي هليفي لمناقشة التهديد من لبنان.

وقالت وزارة الدفاع إن تم وضع “تركيز خاص” على التهديد المتمثل بمسيّرات حزب الله وعلى الطرق التي يمكن لإسرائيل تحسينها في مواجهتها. ولقد استخدمت المنظمة اللبنانية في الأشهر الأخيرة المسيّرات المفخخة بشكل متزايد، إلى جانب الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والقصف الصاروخي.

يوم الثلاثاء، نشر حزب الله صورا مما قال إنها إحدى مسيّرات الاستطلاع الخاصة به التي حلقت فوق شمال إسرائيل، بما في ذلك فوق ميناء حيفا.

وقال مكتب غالانت إنه تم إطلاع وزير الدفاع على “آخر التطورات في القتال ضد حزب الله”.

وشارك في الاجتماع أيضا الذي عُقد في مقر القيادة الشمالية في صفد قائد القيادة الشمالية الميجر جنرال أوري غوردين، وقائد سلاح الجو الإسرائيلي الميجر جنرال تومر بار، وقائد قيادة الجبهة الداخلية الميجر جنرال رافي ميلو، ورئيس هيئة الأركان العامة الميجر جنرال دافيد زيني، من بين ضباط آخرين.

وزير الدفاع يوآف غالانت (الثاني من اليمين) يجري تقييما مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي (الثاني من اليسار)، وقائد القيادة الشمالية الميجر جنرال أوري جوردين (من اليسار)، وقائد سلاح الجو الإسرائيلي، الميجر جنرال تومر بار (على يمين الصورة) في مقر القيادة الشمالية في صفد، 19 يونيو، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

وطلب غالانت من الجنرالات أن يكونوا “على استعداد تام لجميع الاحتمالات”.

ونُقل عن غالانت قوله في بيان للوزارة: “نحن نستكمل الاستعداد البري والجوي ونعزز الأنظمة الاستخباراتية ونستعد لأي احتمال”.

“نحن ملتزمون بتغيير الوضع في الشمال وإعادة المواطنين بأمان إلى منازلهم، وسنجد الطريقة للقيام بهذا الإجراء”، في إشارة إلى عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين شردتهم هجمات حزب الله.

وقال هليفي لغالانت في الاجتماع إن الجيش “عازم للغاية، وجاهز اليوم على مستوى عال جدا من الجاهزية” ومستعد “لاتخاذ القرارات الصحيحة”.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يتحدث مع القوات في موقع لبطارية “القبة الحديدية” في شمال إسرائيل، 19 يونيو، 2024. (Israel Defense Forces)

في وقت سابق الأربعاء، قال هليفي إن الجيش “يمتلك قدرات قوية لا يعرف عنها العدو سوى القليل”.

وقال هليفي للقوات في موقع لبطارية “القبة الحديدية” للدفاع الجوي في شمال إسرائيل: “أصدر حزب الله بالأمس مقطع فيديو بقدرة نحن على دراية بها، ونحن نستعد ونبني حلولا للتعامل مع مثل هذه القدرات وغيرها من القدرات”.

وأضاف: “نحن بالطبع نمتلك قدرات أقوى بلا حدود، والتي أعتقد أن العدو لا يعرف عنها سوى القليل، وسيواجهها عند الضرورة وفي الوقت المناسب”.

حتى الآن، أدت المناوشات شبه اليومية على الحدود إلى مقتل 10 مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 15 جنديا واحتياطيا في الجيش الإسرائيلي. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

وقد أعلن حزب الله أسماء 349 عضوا قُتلوا على يد إسرائيل خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. وفي لبنان، قُتل 63 مسلحا من جماعات مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

اقرأ المزيد عن