إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

إطلاق 85 صاروخا على شمال البلاد يوم الأحد، مما أسفر عن إصابة 3 أشخاص؛ مقتل فتى في حادث سير أثناء إطلاق صفارات الإنذار

المنظمة اللبنانية تقول إنها استهدفت منشأة تابعة لشركة دفاعية؛ يُعاقد أن سائقا أصيب بالذعر عند سماع دوي صفارات الإنذار وفقد السيطرة على المركبة؛ الجيش الإسرائيلي: الضربات ’ستستمر وتتزايد‘

عمال إنقاذ إسرائيليون في موقع سقوط صاروخ أُطلق من لبنان على منازل وسيارات في كريات بياليك، شمال إسرائيل، 22 سبتمبر، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)
عمال إنقاذ إسرائيليون في موقع سقوط صاروخ أُطلق من لبنان على منازل وسيارات في كريات بياليك، شمال إسرائيل، 22 سبتمبر، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

أطلق حزب الله حوالي 85 صاروخا من لبنان على منطقة حيفا في شمال إسرائيل صباح الأحد، بعد إطلاقه ليلا صواريخ على منطقة مرج ابن عامر، وهو أعمق هجوم صاروخي للحزب على إسرائيل منذ بداية الحرب في أكتوبر.

وقُتل فتى في حادث سير وقع عند سماع دوي صفارات الإنذار في ساعات الفجر، وأصيب ثلاثة أشخاص على الأقل نتيجة إطلاق الصواريخ.

وقال الجيش إنه تم اعتراض بعض الصواريخ التي أطلقت باتجاه حيفا، بينما سقط البعض الآخر في كريات بياليك، إحدى ضواحي المدينة الساحلية الشمالية، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص.

والضحايا هم رجل في السبعينات من عمره وحالته متوسطة، ورجل آخر سبعيني وفتاة تبلغ من العمر 16 عاما اللذان أصيبا بجروح طفيفة. وتم نقل الثلاثة إلى مركز “رمبام” الطبي في حيفا لتلقي العلاج.

وأصاب صاروخ منزلا في موريشت بالجليل الأسفل، مما تسبب في أضرار جسيمة دون وقوع إصابات.

كما دوت صفارات الإنذار في محيط بحيرة طبريا. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات هناك.

المستجيبون الأوائل وقوات الأمن يتجمعون وسط الحطام والمركبات المتفحمة في كريات بياليك في منطقة حيفا، في أعقاب هجوم صاروخي شنته منظمة حزب الله اللبنانية في 22 سبتمبر، 2024. (Jack GUEZ / AFP)

وزعم حزب الله في بيان له أن إطلاق الصواريخ استهدف منشأة لشركة “رفائيل” الدفاعية في منطقة حيفا.

وقالت المنظمة المدعومة من إيران إن الصواريخ جاءت ردا على انفجار أجهزة “البيجر” والاتصال اللاسلكي في لبنان في الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 30 عنصرا من الحزب وإصابة آلاف آخرين. ونُسب الهجوم إلى إسرائيل التي لم تعلق.

وقالت سيدة تعرض منزلها لضربة مباشرة في كريات بياليك “أكره التفكير فيما كان يمكن أن يحدث” لو لم تكن في غرفتها الآمنة أثناء سقوط الصاروخ.

وقالت زهافا صوفر للقناة 12 “هذه معجزة”.

زهافا صوفر، من سكان كريات بياليك في منطقة حيفا، تصف هجوم حزب الله الصاروخي الذي أصاب منزلها في 22 سبتمبر، 2024. (Channel 12 screenshot, used in accordance with clause 27a of the Copyright Law)

وروت صوفر إنها سمعت انفجارات مدوية من داخل الغرفة الآمنة، وأنها بقيت في مكانها حتى وصل عمال الإنقاذ لإخراجها.

وقالت “احترق كل شيء في الغرفتين في الطابق العلوي. لست متأكدة من بقية المنزل، ولم أتحقق منه بعد”.

وأضافت “لا يمكننا العيش بهذا الشكل أكثر. هذا يكفي. من حسن الحظ أنه لم يكن لدي أطفال صغار في المنزل”.

فجر الأحد، أطلق حزب الله 24 صاروخا على منطقة مرج أبن عامر، مما يمثل الهجوم الصاروخي الأعمق على إسرائيل منذ بداية الحرب في أكتوبر. بحسب الجيش الإسرائيلي، اعترضت الدفاعات الجوية جميع الصواريخ.

ومع ذلك، قُتل شاب يبلغ من العمر 17 عاما في حادث مروري بالقرب من رمات يشاي عندما انطلقت صفارات الإنذار خلال إحدى الرشقات الصاروخية في ساعات الفجر.

وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص آخرين كانوا في المركبة أصيبوا، من بينهم شاب يبلغ من العمر 20 عاما الذي أصيب بجروح خطيرة.

وبحسب ما ورد تعتقد الشرطة أن السائق أصيب بالذعر عندما انطلقت صفارات الإنذار، وفقد السيطرة على السيارة.

نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية” يطلق النار لاعتراض الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان، في شمال إسرائيل، 22 سبتمبر، 2024. (Baz Ratner/AP)

وسقطت شظايا كبيرة في مرج ابن عامر بعد عمليات الاعتراض، مما تسبب بوقوع أضرار لحظيرة في إحدى المناطق وإصابة رجل بجروح طفيفة في منطقة أخرى.

وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، مدعيا أنه استهدف قاعدة رمات دافيد الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، والتي تقع على بعد حوالي 50 كيلومترا من الحدود اللبنانية، بعشرات الصواريخ.

وبحسب شبكة “الميادين” المقربة من حزب الله، فقد تم إطلاق الصواريخ من قاعدة “عماد” الصاروخية تحت الأرض.

ووضع النطاق الموسع للهجمات الصاروخية حوالي مليوني إسرائيلي – خمس سكان الدولة – في نطاق الضربات. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني لوكالة “فرانس برس” بعد الهجمات الصاروخية التي وقعت ليلا وفي ساعات الصباح الأولى “اضطر مئات الآلاف من الناس إلى اللجوء إلى الملاجئ في جميع أنحاء شمال إسرائيل”.

وفي أعقاب إطلاق الصواريخ، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ موجة جديدة من الغارات على أهداف لحزب الله في لبنان بينما ظلت الدفاعات الجوية في حالة تأهب قصوى.

وقال الجيش إن “ضربات جيش الدفاع ستستمر وتتزايد ضد منظمة حزب الله الإرهابية”.

يوم السبت، نفذ الجيش الإسرائيلي موجة من الغارات الجوية ضد حوالي 110 أهداف لحزب الله في لبنان، بما في ذلك منصات لإطلاق الصواريخ، وقال الجيش إنه رصد استعدادات المنظمة لشن هجمات صاروخية كبيرة ضد إسرائيل.

الشرر يتطاير في موقع غارة جوية إسرائيلية على مشارف قرية زوطر بجنوب لبنان في 21 سبتمبر، 2024. (AFP)

وقال الجيش إن الغارات الجوية أحبطت على الأرجح غالبية عمليات إطلاق الصواريخ التي خطط لها حزب الله.

بالاجمال، أصابت الضربات آلاف فوهات الصواريخ، بحسب الجيش الإسرائيلي، الذي توعد بمواصلة ضرب حزب الله من أجل “تفكيك وإضعاف” قدراته.

في الوقت نفسه، أصدر المسؤولون قيودا جديدة على سكان منطقة حيفا وشمالا في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لاحتمال وقوع هجوم وشيك واسع النطاق من قبل التنظيم اللبناني بعد تعرضه لضربات قوية في هجمات متعددة في الأيام الأخيرة.

وسط القتال، أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت مشاورات أمنية مع وزراء وكبار مسؤولي الدفاع مساء السبت، وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي الميجر جنرال تومر بار إن سلاح الجو الإسرائيلي في أعلى مستويات التأهب.

وجاء التصعيد في القتال بعد أن اغتالت إسرائيل يوم الجمعة قياديين كبيرين في حزب الله، هما إبراهيم عقيل وأحمد وهبي، إلى جانب أعضاء بارزين آخرين في الجماعة، في غارة جوية على مبنى سكني في بيروت، حيث كان قادة المنظمة مجتمعين في غرفة تحت الأرض.

كان عقيل قائد العمليات العسكرية لحزب الله، والقائد بالنيابة لوحدة النخبة “الرضوان”، وقاد خطة طويلة الأمد لغزو الجليل، بينما كان وهبي، القائد السابق لوحدة الرضوان، قائدا لوحدة التدريب في المنظمة.

عمال الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض في موقع غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعا لقادة جماعة حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في اليوم السابق، مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ في 21 سبتمبر، 2024. (AFP)

وكانت الضربة المدمرة بمثابة ضربة أخرى للوكيل الإيراني وجعلت الجانبين أقرب إلى حرب شاملة، بعد 11 شهرا قاد فيها حزب الله هجمات شبه يومية على شمال إسرائيل.

منذ الثامن من اكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك.

حتى الآن، أسفرت المناوشات بين إسرائيل وحزب الله منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

وقد أعلن حزب الله أسماء 502 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 79 عنصرا آخر من فصائل مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

ساهمت وكالات في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن