إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

حزب الله يطلق للمرة الأولى صاروخا على منطقة تل أبيب؛ والجيش الإسرائيلي يعترضه دون وقوع إصابات

سماع دوي صفارات الإنذار في جميع أرجاء وسط إسرائيل، والمنظمة اللبنانية تزعم أنها استهدفت مقر الموساد بصاروخ بالستي من طراز "قادر 1"؛ إطلاق مسيّرات من العراق على وادي عربة والجولان والجليل

لقطة شاشة من مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر على ما يبدو آثار اعتراض فوق وسط إسرائيل، 25 سبتمبر، 2024.  (Screen grab/Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
لقطة شاشة من مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر على ما يبدو آثار اعتراض فوق وسط إسرائيل، 25 سبتمبر، 2024. (Screen grab/Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

أطلق حزب الله صاروخ أرض-أرض على تل أبيب في وقت مبكر من صباح الأربعاء، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في المدينة والمنطقة المحيطة بها، وهي المرة الأولى التي تطلق فيها المنظمة اللبنانية صاروخا على وسط إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض الصاروخ باستخدام نظام الدفاع “مقلاع داوود”. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار. وبعد ساعة، أعلن الجيش أنه ضرب منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله استُخدمت لإطلاق الصاروخ في منطقة النفاخية بجنوب لبنان.

وزعم حزب الله أنه استهدف مقر الموساد بالقرب من هرتسليا، وهي مدينة قريبة من تل أبيب، بصاروخ بالستي من نوع “قادر 1”.

وقالت المنظمة إن الهجوم جاء ردا على انفجار آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر ووكي توكي) بين صفوفها – التي نُسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل ولكن لم تتبنها الدولة اليهودية رسميا – والاغتيالات الأخيرة لكبار القادة في المنظمة في غارات جوية للجيش الإسرائيلي، في حين تصاعد العنف على الحدود بشكل كبير.

وعلى الرغم من أن الصاروخ أطلق صفارات الإنذار في منطقة واسعة من المدن والبلدات في وسط إسرائيل، إلا أن قيادة الجبهة الداخلية قالت إنه لم تكن هناك تغييرات في التعليمات لسكان المنطقة، وأن المدارس يمكن أن تعمل كالمعتاد.

وجاء الهجوم على منطقة تل أبيب وسط عدة أيام من العنف المكثف عبر الحدود في الشمال. وشد المسؤولون الإسرائيليون على أن القتال سيستمر حتى يتم ردع حزب الله، ويتمكن عشرات الآلاف من سكان الشمال الذين نزحوا منذ ما يقرب من عام من العودة إلى ديارهم.

أصدر الجيش الإسرائيلي رسالة باللغة العربية في وقت مبكر من صباح الأربعاء وجهها إلى المدنيين اللبنانيين الذين قاموا، بعد صدور الأوامر التي حثتهم على ذلك، بإخلاء منازلهم بسبب وجود أسلحة حزب الله، وحذرهم من أن العودة ليست آمنة بعد.

وجاء في الرسالة “من أجل سلامتكم، لا تعودوا إلى منازلكم حتى إشعار آخر”، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل ضرب أهداف تابعة لحزب الله.

وقال الجيش أنه نفذ موجة أخرى من الضربات ضد أهداف لحزب الله في لبنان خلال الليل، وأصاب عناصر تابعة لحزب الله وعشرات من مستودعات الأسلحة بما في ذلك مستودعات تم تخزين صواريخ كروز ومنصات إطلاق صواريخ دقيقة وبنى تحتية أخرى فيها.

وأشار الجيش إلى أنه يمكن رؤية انفجارات ثانوية تعقب الضربات في اللقطات، “مما يشير إلى أن العديد من الأسلحة كانت مخزنة في المنشآت”.

واصل حزب الله إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل في وقت متأخر من يوم الثلاثاء وصباح الأربعاء، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في بلدات من بينها زخرون يعكوف ويوكنعام.

وقال الجيش الإسرائيلي إن خمسة صواريخ أطلقت صباح الأربعاء من لبنان على منطقة الكرمل ووادي عارة في شمال إسرائيل جنوب حيفا.

وأضاف أن الدفاعات الجوية اعترضت بعض الصواريخ، وتم الإبلاغ عن سقوط صاروخ واحد على الأقل. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الهجوم.

بعد ذلك بوقت قصير، قال الجيش أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية قصفت منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في تبنين بجنوب لبنان، والتي استُخدمت في إطلاق الصواريخ، ونشر الجيش لقطات للضربة.

في غضون ذلك تم إطلاق طائرة مسيّرة على منطقة عتليت جنوب حيفا في وقت متأخر يوم الثلاثاء – وهو أبعد هجوم بطائرة مسيّرة لحزب الله منذ بداية الحرب – مما تسبب بأضرار طفيفة وإشعال حريق، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وزعم حزب الله أنه أطلق عدة طائرات مسيّرة مفخخة على قاعدة عتليت التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، والتي تضم وحدة الكوماندوز “شاييطت 13”. وبحسب الجيش، تم إطلاق ثلاث طائرات مسيرة في الهجوم، اعترضت الدفاعات الجوية اثنتين منها.

كما قال الجيش في بيان: “اندلع حريق نتيجة سقوط [صاروخ] في المنطقة، ووقعت أضرار طفيفة وتم إخماد الحريق”، مضيفا أنه لم تقع إصابات.

نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض الصواريخ التي تم إطلاقها من جنوب لبنان بالقرب من حيفا، 24 سبتمبر، 2024. (Jack Guez / AFP)

في هذه الأثناء، أطلقت “المقاومة الإسلامية في العراق” المدعومة من إيران عددا من الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل في وقت متأخر من يوم الثلاثاء وصباح الأربعاء، والتي اعترضها الجيش الإسرائيلي.

وتسببت إحدى الطائرات المسيّرة بتفعيل صفارات الإنذار بشكل نادر ليلا في بلدة سابير الصغيرة على الحدود مع الأردن في وادي عربة. وقال الجيش الإسرائيلي إن الطائرة المسيّرة، التي دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من الاتجاه الشرقي، سقطت في وادي عربة دون وقوع إصابات.

وأعلنت جماعة “المقاومة الإسلامية في العراق” المدعومة من إيران مسؤوليتها عن هجوم المسيّرة، قائلة إنها أطلقتها على “هدف” في غور الأردن.

كما سُمع دوي صفارات الإنذار في مرتفعات الجولان محذرة من طائرات مسيّرة قادمة، حيث أعلنت الجماعة العراقية ذاتها مسؤوليتها. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن طائرتين مسيرتين من العراق ضربتا مناطق مفتوحة في شمال مرتفعات الجولان، بعد إطلاق صفارات الإنذار في عين زيفان وميروم جولان. وأدى انفجار المسيّرتين إلى إشتعال حرائق في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات.

ثم صباح الأربعاء، أسقطت طائرات مقاتلة إسرائيلية طائرة مسيّرة دخلت المجال الجو الإسرائيلي في بحيرة طبريا، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي. وسُمع دوي صفارات الإنذار في بلدة إلعاد بمرتفعات الجولان وسط الحادث.

ووفقا للجيش، حلقت الطائرة المسيّرة باتجاه إسرائيل من الشرق، وربما تم إطلاقها من العراق، ودخلت المجال الجوي الإسرائيلي من سوريا. ولم تقع أي أضرار أو إصابات. وأعلنت نفس الجماعة العراقية مسؤوليتها عن الهجوم.

بعد أكثر من 11 شهرا من العنف عبر الحدود – بدءا من 8 أكتوبر، عندما بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل دعما لحليفته حماس، بعد يوم واحد من قيام حماس بارتكاب مذبحة في إسرائيل – والتي تم فيها تجنب حرب شاملة، كثف إسرائيل وحزب الله القتال في الأيام الأخيرة، مع إطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل وغارات جوية مكثفة للجيش الإسرائيلي على مواقع حزب الله في لبنان، فضلا عن الاغتيالات المستهدفة لعدد من قادة الجماعة.

دخان يتصاعد خلف منزل مدمر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على أهداف لحزب الله في قرية الخيام، كما يظهر من بلدة مرجعيون، جنوب لبنان، 24 سبتنمبر، 2024. (AP/Hussein Malla)

أكد حزب الله خلال الليل أن إبراهيم الكبيسي، قائد منظومة الصواريخ في المنظمة، قُتل في غارة إسرائيلية في بيروت يوم الثلاثاء.

وأعلنت المنظمة مقتل الكبيسي، إلى جانب عنصر آخر يعتقد أنه قُتل معه. وأشار حزب الله إلى قبيسي على أنه قائد. ونادرا ما يشير حزب الله إلى كبار عناصره الذين يُقتلون في الغارات الإسرائيلية على أنهم قادة، وقد فعل ذلك أربع مرات فقط في السابق.

ومنذ أن صعّدت إسرائيل هجماتها على المنظمة في الأيام الأخيرة، لم يذكر حزب الله اسم أي من العناصر الذين قُتلوا في الغارات، مما يجعل الإعلان عن مقتل قبيسي استثناء.

يوم الجمعة، أدت غارة جوية إسرائيلية في بيروت إلى مقتل إبراهيم عقيل، قائد العمليات العسكرية لحزب الله، والقائد بالإنابة لقوة “الرضوان” الخاصة في الحزب، كما أنه أشرف على خطة لغزو الجليل.

واستهدفت غارة جوية إسرائيلية في بيروت مساء الاثنين القيادي في حزب الله علي كركي، لكن المنظمة قالت إنه نجا من محاولة الاغتيال.

وقال وزير الصحة اللبناني فراس أبيض لقناة “الجزيرة مباشر”، إن الهجوم الإسرائيلي منذ صباح الاثنين أدى إلى مقتل 569 شخصا، بينهم 50 طفلا، وإصابة 1835 آخرين في لبنان. ولا يميز هذا الرقم بين المقاتلين والمدنيين.

ساهمت وكالات في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن