حزب الله يطلق عشرات الصواريخ في “رد أولي” على مقتل صالح العاروري
إطلاق أكثر من 40 صاروخا يتسبب بانطلاق صفارات الإنذار في 90 بلدة إسرائيلية؛ لا أنباء عن إصابات في الضربات التي استهدفت منطقة جبل ميرون؛ الجيش الإسرائيلي يرد باستهداف خلية
أطلقت منظمة حزب الله في لبنان وابلا من الصواريخ على إسرائيل يوم السبت في خطوة وصفتها بأنها “رد أولي” على اغتيال إسرائيل المزعوم للقيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري في لبنان الأسبوع الماضي. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 40 صاروخا أطلقت من لبنان على منطقة جبل ميرون شمال إسرائيل. وقال حزب الله إنه استهدف منشأة عسكرية إسرائيلية في المنطقة بـ 62 “صاروخا من مختلف الأنواع”.
وقالت االمنظمة المدعومة من إيران في بيان إن الهجوم “جزء من الرد الأولي على جريمة اغتيال القيادي الكبير الشيخ صالح العاروري”.
وأدى إطلاق الصواريخ إلى إنطلاق صفارات الإنذار محذرة من صواريخ وطائرات مسيرة قادمة في 90 بلدة في شمال إسرائيل، لكن الجيش الإسرائيلي قال إن منطقة جبل ميرون فقط هي التي تم استهدافها.
ويظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي دخانا في عدد من مناطق الحديقة الوطنية.
ولم يتضح ما إذا كان الدخان ناجم عن سقوط صواريخ أو اعتراض للصواريخ.
بعد ساعة من ذلك، سُمع دوي صفارات الإنذار في 40 بلدة بشمال إسرائيل. وأطلق حزب الله عدة قذائف أخرى على منطقتي المطلة ومرغليوت على الحدود.
???? Massive Rocket Alerts [08:06:30] – 94 Alerts:
• Southern Golan — Almagor#Israel #RocketAlert #RedAlert pic.twitter.com/TO4kmTNK8E
— ILRedAlert (@ILRedAlert) January 6, 2024
وقال الجيش إنه ضرب خلية في جنوب لبنان قال إنها مسؤولة عن بعض عمليات إطلاق الصواريخ.
في بيان لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارات جوية على سلسلة من مواقع حزب الله في لبنان ردا على الهجمات على شمال إسرائيل.
وشملت الأهداف في عيتا الشعب ويارون ورامية مواقع إطلاق صواريخ، ومواقع عسكرية، وبنى تحتية أخرى تستخدمها المنظمة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف خلية تقف وراء الهجوم على المطلة.
מטוסי קרב של חיל-האוויר וכוחות צה"ל נוספים תקפו מוקדם יותר היום שורת מטרות של ארגון הטרור חיזבאללה במרחבים עייתא א-שעב, ירון ורמיה בדרום לבנון.
בין המטרות שהותקפו: עמדת שיגור, מבנים צבאיים ותשתיות טרור. pic.twitter.com/v4sY4MA6p2— Israeli Air Force (@IAFsite) January 6, 2024
وجاء وابل الصواريخ، وهو من أكبر الهجمات الصاروخية منذ بدء المناوشات على الحدود الشمالية المرتبطة باندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، بعد أن هدد الأمين العام لمنظمة حزب الله، حسن نصر الله، في اليوم السابق بأن سكان شمال إسرائيل سيكونون “أول من سيدفع الثمن” إذا اندلعت حرب شاملة على طول الجبهة.
كما استخدم نصر الله خطابه لتكرار العديد من التهديدات التي أطلقها في وقت سابق من هذا الأسبوع ضد إسرائيل، حيث توعد مجددا بالانتقام لمقتل العاروري، الذي شغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في بيروت بينما ظل غامضا بشأن التفاصيل.
وقال نصر الله إن كل لبنان سيكون معرضا لمزيد من الهجمات الإسرائيلية إذا لم ترّد منظمته على اغتيال العاروري في بيروت، الذي زُعم أن إسرائيل نفذته.
وأضاف نصر الله “قتل الشيخ العاروري قطعا لن يكون بلا رد أو عقاب والقرار اليوم هو بيد الميدان وهو آت حتما”
وتابع قائلا “لا نستطيع أن نسكت على خرق بهذا المستوى من الخطورة وهذا يعني أن لبنان سيصبح مكشوفا والرد آت لا محال”، مضيفا أن السماح لإسرائيل في النجاح في عملياتها في غزة سيؤدي إلى أن يقوم الجيش الإسرائيلي بالشيء نفسه في لبنان.
وأثار الهجوم على العاروري المخاوف من اتساع النزاع على الحدود لأنه كان الشخصية الأبرز التي تُقتل منذ 7 أكتوبر ولأن اغتياله جاء في أول ضربة على العاصمة اللبنانية منذ بدء الأعمال العدائية.
وقدم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن مقتل العاروري، ووصف عملية اغتياله بأنها “أخطر مرحلة” من الهجمات الإسرائيلية على البلاد.
وجاء في الشكوى، المؤرخة في الرابع من يناير ولكن اطلعت عليها وكالة “رويترز” يوم الجمعة، أن إسرائيل استخدمت ستة صواريخ في الهجوم الذي قتل العاروري وأضاف لبنان أن إسرائيل تستخدم المجال الجوي اللبناني لقصف سوريا.
ويبدو أن الشكوى رمزية إلى حد كبير ومن غير المرجح أن تؤدي إلى اتخاذ أي إجراء ملموس ضد إسرائيل.
وزعم نصر الله يوم الجمعة أن حزب الله نفذ 670 عملية على الحدود منذ 8 أكتوبر، “حيث تم تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات” الإسرائيلية، فضلا عن المعدات التقنية ومعدات جمع المعلومات الاستخبارية.
وقال ” لم يبق موقع حدودي إلا واستهدف” في الهجمات، مضيفا أنه تم استهداف 48 موقعا إسرائيليا و 11 قاعدة خلفية.
وشكك بعض الخبراء في هذه المزاعم، معتبرين أن هذه الأرقام كانت موجهة إلى أنصار المنظمة في لبنان لتبرير خسائر المنظمة منذ أن بدأت في شن هجمات.
منذ هجوم حماس القاتل في 7 أكتوبر، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وتم اختطاف حوالي 240 رهينة، انخرط حزب الله والفصائل المسلحة الفلسطينية المتحالفة معه في اشتباكات يومية عبر الحدود اللبنانية مع القوات الإسرائيلية. كما استهدف المسلحون اللبنانيون المدنيين الإسرائيليين ومنازلهم، مما أجبر عشرات الآلاف على إخلاء المنطقة.
وأدى القتال على طول الحدود إلى مقتل أربعة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، فضلا عن مقتل تسعة جنود إسرائيليين.
وقد أعلن حزب الله أسماء 148 مقاتلا من عناصره قُتلوا بنيران إسرائيلية خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. وفي لبنان، قُتل 19 مسلحا آخر من الجماعات المسلحة الأخرى، وجندي لبناني، وما لا يقل عن 19 مدنيا، ثلاثة منهم صحفيون.
وأضاف نصر الله في كلمته أن عمليات منظمته الحالية على الحدود الجنوبية فتحت “فرصة تاريخية” للبنان لتحرير أرضه التي تحتلها إسرائيل.
وقد قال القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون مرارا وتكرارا منذ 7 أكتوبر إن حزب الله سيضطر إلى سحب قواته من المنطقة الحدودية إلى الشمال من نهر الليطاني، كما يتطلب قرار الأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006، وأن ذلك سيتم تحقيقه إما دبلوماسيا أو بالقوة.
وكرر وزير الدفاع يوآف غالانت هذا الموقف يوم الجمعة خلال زيارة إلى الحدود الشمالية وحذر من أن الوقت ينفد أمام التوصل إلى حل دبلوماسي.
وقال غالانت خلال تقييم للوضع في قاعدة القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي: “نحن نفضل طريق التسوية الدبلوماسية المتفق عليها، لكننا نقترب من النقطة التي ستنقلب فيها الساعة الرملية”.
الأراضي التي يدعي لبنان أنها لا تزال محتلة بعد انسحاب إسرائيل من جنوب البلاد في عام 2000 تشمل منطقة جبل دوف المتنازع عليها، والمعروفة أيضا باسم مزارع شبعا، وتلال كفر شوبا والجانب اللبناني من قرية الغجر.
وتقول إسرائيل والأمم المتحدة إن تلك المناطق تم الاستيلاء عليها من سوريا، وليس من لبنان.
وتشير التقديرات إلى أن حزب الله يمتلك نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك آلاف أو عشرات الآلاف من الصواريخ التي يصل مداها إلى وسط إسرائيل ومئات الصواريخ دقيقة التوجيه.