حزب الله يطلق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل والجيش ينفذ ضربات في عمق لبنان
بحسب الجيش تم إطلاق 50 صاروخا، تم اعتراض عدد منها، والبقية وقعت في مناطق مفتوحة، دون أنباء عن إصابات؛ لبنان تتحدث عن إصابة ثلاثة أشخاص في هجوم إسرائيل في بعلبك
أطلقت منظمة حزب الله 50 صاروخا على الأقل باتجاه جنوب إسرائيل في ساعات فجر الأحد، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إسقاط عدد من الصواريخ وسقوط البعض الآخر في مناطق مفتوحة.
وجاء هذا الوابل من الصواريخ، وهو من بين الأعنف منذ بداية العمليات العدائية في شهر أكتوبر، في نهاية أسبوع قصفت فيها إسرائيل مواقع للمنظمة المدعومة من إيران، بما في ذلك موقع بعيد في الجزء الشمالي الشرقي من الأراضي اللبنانية بعيّد منتصف ليل الأحد، مما دفع حزب الله، بحسب المنظمة، إلى إطلاق الصواريخ ردا على ذلك.
تشن إسرائيل غارات جوية في مناطق أعمق بالأراضي اللبنانية ضد مواقع حزب الله منذ عدة أسابيع في الوقت الذي تصعّد فيه المنظمة اللبنانية هجماتها، مما يزيد من خطر الحرب المفتوحة وتوسيع الصراع المستمر في قطاع غزة إلى شمال إسرائيل.
وأكد الجيش صباح الأحد تقارير عن غارة جوية في مدينة بعلبك شمال لبنان، قائلا إن طائراته المقاتلة استهدفت مصنعا لتصنيع الأسلحة تابع لحزب الله.
كما أكدت ادعاءات حزب الله بإطلاق وابل من الصواريخ على شمال إسرائيل ردا عل الغارة الجوية، وقال إنه رصد دخول نحو 50 صاروخا الأراضي الإسرائيلية. وزعم حزب الله أنه أطلق 60 صاروخا، مما يشير إلى أن العديد من الصواريخ سقط في لبنان.
وأدى الوابل الصاروخي إلى إنطلاق صفارات الإنذار في بلدتي سنير وأودم بشمال البلاد.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نظام “القبة الحديدية” للدفاع الجوي اعترض عددا من صواريخ حزب الله، في حين سقط الباقي في مناطق مفتوحة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
وأظهرت لقطات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي نظام “القبة الحديدية” يعترض عددا من الصواريخ، بالإضافة إلى ما بدا أنها بعض الصواريخ التي ضربت إسرائيل.
יירוטים ברמת הגולןhttps://t.co/UZigCjcFV2 pic.twitter.com/mWGtuXQ9VU
— חדשות בזמן (@udimiz) March 23, 2024
وردا على ذلك، قال الجيش إن طائراته استهدفت على الفور بعض منصات إطلاق الصواريخ المستخدمة في الهجوم.
وفي وقت سابق، قال حزب الله في بيان إنه ردا على “قصف موقع في مدينة بعلبك [شمال شرق لبنان]” استهدفت المنظمة قاعدتين للجيش في شمال إسرائيل بأكثر من 60 صاروخ كاتيوشا.
وأصيب ثلاثة أشخاص في الغارات الإسرائيلية في بعلبك، التي استهدفت إحداها مبنى متعدد الطوابق، حسبما قال مراسل وكالة “فرانس برس” في وقت سابق الأحد.
وتقع بعلبك، وهي منطقة تم تحديدها في الماضي كمعقل لحزب الله، على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية. وكانت ضربة الأحد هي المرة الرابعة خلال الحرب في غزة التي تقصف فيها إسرائيل مواقع حزب الله في منطقة بعلبك.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته المقاتلة “قصفت موقعا لتصنيع أسلحة تابعة لحزب الله في منطقة بعلبك”.
ونشر تسجيلا يظهر الغارة.
وقال مراسل فرانس برس إن الغارات الإسرائيلية استهدف مركزا لحزب الله في العسيرة، على مشارف بعلبك المهجورة منذ فترة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة سكان في مبان مجاورة.
وقال المحافظ بشير خضر على منصة التواصل الاجتماعي X إن ثلاثة أشخاص أصيبوا.
عاجل| مراسل المنار: غارات جوية إسرائيلية تستهدف منطقة العسيرة في مدينة بعلبك شرق لبنان. pic.twitter.com/b9cJSLyxQ0
— Alhadath Newspaper|صحيفة الحدث الفلسطيني (@Alhadath_news1) March 23, 2024
وجاء هجوم بعلبك وصواريخ حزب الله بعد أن أعلن حزب الله في وقت سابق من يوم السبت أنه أطلق طائرتين مسيرتين محملتين بالقنابل على بطاريات “القبة الحديدية” في شمال إسرائيل. وبحسب الجيش الإسرائيلي، لم تحدث أي أضرار أو إصابات في الهجوم ويجري التحقيق في الحادث.
كما أطلق حزب الله عددا من الصواريخ والقذائف الصاروخية على مناطق جبل دوف ومرغليوت وشوميرا الحدودية، دون وقوع إصابات، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأعلن الجيش أيضا يوم السبت أنه قصف ثلاثة مواقع لحزب الله في جنوب لبنان.
منذ 8 أكتوبر، تقوم قوات بقيادة حزب الله بمهاجمة البلدات والنقاط العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، مما تسبب في خسائر في الأرواح وأضرار واسعة النطاق، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك. يُعتبر حزب الله وكيلا لإيران في لبنان، كما تدعم طهران حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
ورد الجيش الإسرائيلي بانتظام بضربات في لبنان، في حين حذر من أنه لن يتسامح بعد الآن مع وجود حزب الله على الحدود كما حذر من الحرب في الشمال إذا فشلت الجهود الدولية الجارية في إبعاد قوات المنظمة عن المنطقة الحدودية.
اندلعت الحرب في غزة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس، وشنت حملة عسكرية واسعة النطاق في غزة. ورد حزب الله، حليف حماس المدعوم من إيران، بضربات وهجمات على الجبهة الشمالية.
حتى الآن، أسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل سبعة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل عشرة جنود إسرائيليين. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وأدت غارتان جويتان إسرائيليتان في 12 مارس بالقرب من بعلبك إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة 20 آخرين، مما يمثل تصعيدا مستمرا بين إسرائيل وحزب الله بسبب الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس في غزة.
وأعلن حزب الله أسماء 244 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 41 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجندي لبناني، بالإضافة إلى 30 مدنيا على الأقل، ثلاثة منهم صحفيين.
وسط الهجمات المستمرة من لبنان، يؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن البلاد لن تقبل بعد الآن وجود حزب الله على طول الحدود، وهو ما يتعارض مع قرار الأمم المتحدة الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006. ويقول الإسرائيليون إن المسلحين يمكن أن يشنوا من تلك المواقع هجوما مشابها لهجمات حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل.
وتقول اسرائيل أيضا إن الوضع الذي تم بموجبه إخلاء عشرات الآلاف من سكان الشمال من منازلهم لعدة أشهر بسبب هجمات حزب الله، لا يطاق ولا يمكن تحمله.
وحذر وزير الدفاع يوآف غالانت في فبراير من أن الهدنة المحتملة في غزة لن تؤثر على “هدف” إسرائيل المتمثل في إبعاد حزب الله عن حدودها الشمالية بالقوة أو من خلال وسائل دبلوماسية.