حزب الله يتوعد بالتصعيد بعد مقتل السنوار وإيران تقول “المقاومة ستصمد”
طهران تنشر صورة للحظات الأخيرة لزعيم حماس وتقول أنه "يواجه العدو"؛ حماس لم تعلق حتى الآن، بينما يحث نتنياهو الحركة على الاستسلام
قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة يوم الخميس إن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار في قطاع غزة “سيعزز روح المقاومة” في المنطقة، وذلك بعد ساعات من إعلان إسرائيل مقتل السنوار، في حين أعلن حزب الله اللبناني “الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعدية” في الحرب.
ونشرت الجمهورية الإسلامية صورة مأخوذة من لقطات طائرة مسيّرة للحظات الأخيرة في حياة السنوار، والتي يظهر فيها زعيم حماس مغطى الوجه ومصابًا، وهو يرمي عصا على المسيّرة الإسرائيلية.
وقارنت البعثة السنوار بالديكتاتور العراقي صدام حسين، عدو إيران القديم والذي ألقت القوات الأمريكية القبض عليه في عام 2003.
“عندما أخرجت القوات الأميركية صدام حسين من حفرة تحت الأرض، توسل إليهم ألا يقتلوه رغم أنه كان مسلحاً. وفي نهاية المطاف انهار أولئك الذين اعتبروا صدام نموذجاً للمقاومة”، قالت البعثة في منشور على موقع إكس.
“ولكن عندما ينظر المسلمون إلى الشهيد السنوار واقفاً في ساحة المعركة – بالزي العسكري وفي الخارج وليس في مخبأ، يواجه العدو – فسيعزز روح المقاومة”.
وعُثر بحوزة السنوار على نحو 40 ألف شيكل (10,770 دولارا أميركيا) نقدا، ووثائق من بينها جواز سفر أحد مدرسي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان يحاول على الأرجح “الهروب إلى شمال [غزة]، إلى مناطق أكثر أمانا” مع اقتراب القوات.
When U.S. forces dragged a disheveled Saddam Hussein out of an underground hole, he begged them not to kill him despite being armed. Those who regarded Saddam as their model of resistance eventually collapsed. However, when Muslims look up to Martyr Sinwar standing on the… pic.twitter.com/S1QUN47y83
— I.R.IRAN Mission to UN, NY (@Iran_UN) October 17, 2024
وتدعم إيران حركة حماس التي غزت إسرائيل من غزة في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وأشعل فتيل الحرب المستمرة.
وكان السنوار هو المهندس الرئيسي لهذا الهجوم، الذي شهد اقتحام آلاف المسلحين لجنوب إسرائيل، ومهاجمة مهرجان موسيقي، فضلاً عن استهداف القواعد العسكرية.
قتلت القوات الإسرائيلية يوم الأربعاء زعيم الحركة في اشتباك ناري بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأكدت السلطات الإسرائيلية هويته اليوم الخميس.
وقالت البعثة الإيرانية إن السنوار “سيصبح نموذجا للشباب والأطفال الذين سيواصلون الطريق نحو تحرير فلسطين. وطالما استمر الاحتلال والعدوان فإن المقاومة ستستمر”.
ولم تعلق حماس منذ انتشار أنباء مقتل السنوار، ولم تؤكد مقتل زعيمها علناً حتى صباح الجمعة.
حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أعضاء الحركة الذين يحتجزون الرهائن على الاستسلام، ووعدهم بالسماح لهم بالعيش إذا فعلوا ذلك. وقال أيضا إن الحرب يمكن أن “تنتهي غدا” إذا استسلمت حماس وأطلقت سراح جميع الرهائن.
وفي غضون ذلك، قال حزب الله اللبناني إنه تطلق مرحلة جديدة في حربها ضد إسرائيل، قائلة إنها استخدمت صواريخ موجهة بدقة لاستهداف القوات.
وأعلن حزب الله المدعوم من إيران في بيان صدر في وقت متأخر من الأربعاء “الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع العدو الإسرائيلي”، مؤكدا للمرة الأولى استخدام “صواريخ دقيقة”.
منذ الثامن من أكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول الجماعة إنها تفعل ذلك اسنادا لغزة وسط الحرب الدائرة هناك.
وقد تم إجلاء نحو 60 ألف إسرائيلي من سكان البلدات الشمالية الواقعة على الحدود اللبنانية بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، خوفا من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا.
بعد عام من المناوشات المتبادلة، شنت إسرائيل هجوما جديدا ضد حزب الله في سبتمبر، شهد تدمير قيادة الحركة ومقتل زعيمها منذ عقود حسن نصر الله.
شنت إسرائيل عملية برية محدودة في جنوب لبنان في وقت سابق من هذا الشهر. قتل خمسة جنود وإصيب آخرين الخميس، فيما تستمر العمليات ضد الحزب.