حزب الله أطلق 40 صاروخا على شمال إسرائيل بعد مقتل أحد عناصره في غارة جوية إسرائيلية
ورد أن المخابرات الأمريكية تتوقع حربا في الشمال في الأسابيع المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة
أطلق حزب الله مساء الخميس وابلا من نحو 40 صاروخا على شمال إسرائيل، فيما قال الحزب أنه ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في لبنان، بما في ذلك مقتل أحد عناصرها في وقت سابق من اليوم.
وذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن تبادل إطلاق النار جاء في الوقت الذي توقعت فيه المخابرات الأمريكية تصعيدا كبيرا بين إسرائيل وحزب الله في الأسابيع المقبلة في ظل الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة.
وقال مسؤول أميركي كبير لم يكشف عن اسمه للصحيفة إن خطر الحرب أعلى مما كان عليه منذ أسابيع. وأضاف أن هجوما كبيرا من أي من الجانبين، والذي قد يشعل فتيل حرب، قد يحدث “بإشعار قصير”.
وفي ظل تحذيرات السفر من واشنطن وعدة دول أوروبية، قال مسؤولان كبيران تحدثا إلى “بوليتيكو” إن موعد بدء الحرب غير واضح، لكن إسرائيل تجمع الأسلحة وتحشد قواتها بسرعة.
وقال الجيش إن نظام الدفاع الجوي القبة الحديدية أسقط معظم الصواريخ التي تم إطلاقها في الوابل الكبير على مدينة صفد الشمالية والبلدات المجاورة.
وقالت الشرطة إن بعض الصواريخ تسببت في أضرار في الممتلكات، وقالت خدمة الإطفاء والإنقاذ إنها تعمل على إطفاء الحرائق التي أشعلها الهجوم.
ودوت صفارات الإنذار في صفد وعدة بلدات في الجليل وسط القصف الذي أعلن حزب الله مسؤوليته عنه.
وقالت الحركة في بيان لها إنها أطلقت عشرات صواريخ الكاتيوشا على قواعد عسكرية إسرائيلية في الجليل.
وقالت إن الهجوم جاء ردا على الضربات الإسرائيلية الأخيرة في جنوب لبنان، بما في ذلك ضربة في وقت سابق من يوم الخميس في بلدة سحور والتي أسفرت عن مقتل أحد عناصر الحركة، وضربة مزعومة في النبطية مساء الأربعاء.
وأسفرت غارة بطائرة مسيّرة في منطقة سحمر، الواقعة في منطقة البقاع الغربي على بعد حوالي 20 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية، عن مقتل الناشط في حزب الله أحمد علاء الدين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن علاء الدين كان عضوا في القوات الجوية لحزب الله، المسؤولة عن هجمات الطائرات المسيّرة على شمال إسرائيل.
وأن غارة منفصلة بطائرة مسيّرة يوم الخميس أسفرت عن مقتل عنصرين من حزب الله في مدينة الطيرة بجنوب لبنان.
وأضاف الجيش أن طائراته المقاتلة قصفت مبنى يستخدمه حزب الله في رامية وحولا وعيترون بجنوب لبنان يوم الخميس. وأن القوات قصفت أيضا مناطق في جنوب لبنان بالمدفعية.
وأعلنت الحركة اللبنانية في وقت لاحق عن مقتل ثلاثة من أعضائها في غارات إسرائيلية في جنوب لبنان.
في وقت سابق من يوم الخميس، قصفت طائرتان مسيرتان مفخختان أطلقهما حزب الله باتجاه الجليل الغربي مناطق قريبة من رأس الناقورة، قال الجيش.
وأضاف أنه لم تقع إصابات في الهجوم. وأعلن حزب الله مسؤوليته عنه، مدعيا أنه استهدف قاعدة بحرية إسرائيلية.
ودوت صفارات الإنذار لتسلل المسيّرات في رأس الناقورة والعديد من البلدات المجاورة وسط الحادث.
في غضون ذلك، أجرت القوات الإسرائيلية تدريبات الأسبوع الماضي لمحاكاة القتال في لبنان، والتي قال الجيش إنها جزء من جهود القيادة الشمالية لزيادة الاستعداد وسط تصاعد التوترات على الحدود الشمالية.
وقال الجيش أن اللواء 12 من لواء غولاني، الذي يعمل في منطقتي جبل دوف وجبل الشيخ على الحدود الشمالية، نفذ مناورة تحاكي القتال في تضاريس معقدة.
وأضاف أن لواء المظليين الاحتياطيين 55 نفذ مناورة أخرى وتدرب على سيناريوهات قتالية مختلفة، بما في ذلك التحرك في التضاريس المعقدة والتقدم على طول “طريق جبلي”.
وتأتي التدريبات وسط الهجمات اليومية التي يشنها حزب الله على بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود منذ 8 أكتوبر، حيث تقول الجماعة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب هناك.
حتى الآن، أسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل 10 مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى 15 جنديا واحتياطيا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع أي إصابات.
وأعلن حزب الله أسماء 353 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 64 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجنديا لبنانيا، بالإضافة إلى عشرات المدنيين.
وقد حذرت إسرائيل من أنها لم تعد تقبل وجود حزب الله على طول حدودها، مع نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم في الشمال بسبب الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وحذرت من أنه في حالة عدم التوصل إلى حل دبلوماسي فإنها ستلجأ إلى العمل العسكري لدفع حزب الله شمالا.
وبينما لم يتخذ المستوى السياسي بعد قرارا بشأن شن هجوم في لبنان وتحويل قطاع غزة إلى جبهة ثانوية، قال الجيش إنه يواصل استهداف قادة حزب الله المسؤولين عن الهجمات على إسرائيل.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير