إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

حرب غزة تخيّم على أجواء عيد الميلاد في بيت لحم

بطريرك القدس للاتين بعد زيارته لغزة لسكان المدينة في الضفة الغربية: "لا ينبغي عليكم أن نستسلموا"، بينما يتحدث البابا في الفاتيكان عن "القنابل على المدارس والمستشفيات"

بطريرك القدس للاتين الكاردينال الإيطالي بييرباتيستا بيتسابالا يقود قداس صباح عيد الميلاد في كنيسة القديسة كاترين الكاثوليكية، في مجمع كنيسة المهد، في بيت لحم بالضفة الغربية، 25 ديسمبر 2024. (HAZEM BADER / AFP)
بطريرك القدس للاتين الكاردينال الإيطالي بييرباتيستا بيتسابالا يقود قداس صباح عيد الميلاد في كنيسة القديسة كاترين الكاثوليكية، في مجمع كنيسة المهد، في بيت لحم بالضفة الغربية، 25 ديسمبر 2024. (HAZEM BADER / AFP)

أ ف ب – تجمّع المئات في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم الفلسطينية الثلاثاء لإحياء عيد الميلاد وسط أجواء قاتمة للعام الثاني على التوالي في ظل الحرب المستعرة في غزة.

وفي الفاتيكان، افتتح البابا فرنسيس “السنة اليوبولية” للكنيسة الكاثوليكية لعام 2025 التي يتوقع أن يأتي خلالها أكثر من 30 مليون شخص من العالم بأسره إلى روما.

وأمام جمهور من الأساقفة والكرادلة والمسؤولين، فتح البابا الأرجنتيني “الباب المقدس” لكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، في خطوة ترمز إلى تدشين سنة “اليوبيل العادي”.

وقال في عظته خلال قداس عيد الميلاد: “دعونا نفكر في الحروب، والأطفال الذين يطلق عليهم الرصاص، والقنابل على المدارس والمستشفيات”، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية على غزة ما أثار احتجاجات من وزارة الخارجية الإسرائيلية.

في بيت لحم، لم توضع للسنة الثانية أي زينة في المكان في غياب السياح والحجاج الذين كانوا يتوافدون في عيد الميلاد في الماضي، وهي مظاهر تعكس أجواء الحزن السائدة في ظل الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحماس في غزة.

وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان لفرانس برس: “هذا العام قلصنا طقوس الفرح، نريد التركيز على الواقع الفلسطيني ونظهر للعالم أن فلسطين لا تزال تعاني من الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال تعاني من الظلم”.

مجموعة من الكشافة تحمل لافتة مكتوب عليها “نريد الحياة وليس الموت” في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، في 24 ديسمبر 2024. (AP Photo/Matias Delacroix)

تضاء عادة شجرة ميلاد كبيرة في ساحة المهد في وسط المدينة الفلسطينية حيث الكنيسة المقامة في الموقع الذي يؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح ولد فيه، لكن السلطات المحلية فضّلت الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية الكبرى للعام الثاني على التوالي.

وكسرت مجموعة من الكشافة في ساحة المهد الصمت الذي ساد خلال الصباح.

وكُتب على لافتة حملها أحدهم “يريد أطفالنا بأن يلعبوا ويضحكوا” و”أوقفوا الإبادة في غزة الآن”.

وسار خلفهم بطريرك القدس للاتين الكاردينال الإيطالي بييرباتيستا بيتسابالا الذي قال: “وصلت بالأمس من غزة. ورأيت كل ما تم تدميره، الفقر والكارثة. لكنني رأيت أيضا الحياة، إنهم لا يستسلمون. لذلك لا ينبغي عليكم أن نستسلموا أيضا”.

بطريرك القدس للاتين الكاردينال الإيطالي بييرباتيستا بيتسابالا بعد عبوره نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية من القدس لحضور احتفالات عشية عيد الميلاد في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية في 24 ديسمبر 2024. (AP Photo/Nasser Nazir)

في القطاع الصغير المدمر، تجمع مئات المسيحيين في كنيسة العائلة المقدسة الواقعة في مدينة غزة (شمال) لحضور قداس ليلة عيد الميلاد.

وقال جورج الصايغ (49 عاما) الذي نزح إلى كنيسة القديس برفيريوس العائدة إلى القرن الثاني عشر: “هذا العيد مكسو بالحزن ورائحة الموت والدمار والخراب، لا أجواء ولا بهجة. لا نعرف.. من سيبقى حيا للعيد القادم”.

“لنحافظ على وحدتنا”

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوجّه رسالة إلى المسيحيين حول العام شكرهم فيها على دعمهم معركة الدولة العبرية ضد “قوى الشر”.

وقال: “وقفتم إلى جانبنا بصمود وبشكل دائم وبقوة في وقت تدافع إسرائيل عن حضارتنا بمواجهة الهمجية”.

وفي سوريا، حيث تمت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، عملت السلطات الجديدة التي تقودها هيئة تحرير الشام الإسلامية على طمأنة المسيحيين في بلد غالبية سكانه من المسلمين.

وقالت سارة لوكالة فرانس برس: “كانت ثمة صعوبات في ظل الظروف الراهنة أن نجتمع مجددا ونصلي بسلام وفرح، لكن الحمدلله تمت الأمور بخير”.

المئات يتظاهرون في الأحياء المسيحية من العاصمة دمشق في 24 ديسمبر 2014، احتجاجا على إحراق شجرة لعيد الميلاد في مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية الأرثوذكسية في محافظة حماة أيام قبل ذلك. (AP Photo/Hussein Malla)

وتظاهر المئات في الأحياء المسيحية من العاصمة دمشق احتجاجا على إحراق شجرة لعيد الميلاد في مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية الأرثوذكسية في محافظة حماة.

وقال أحد المتظاهرين ويدعى جورج لفرانس برس: “إما أن نعيش في بلد يحترم مسيحيتنا وبأمان، كما كنا من قبل، أو افتحوا لنا باب اللجوء الكنسي حتى نغادر إلى الخارج”.

“جو ساحر”

في أماكن أخرى، تميزت ليلة عيد الميلاد بلحظات من الفرح والسكينة.

في الولايات المتحدة، تم اتباع التقليد السنوي لتعقب سانتا كلوز، للصغار والكبار على حد سواء. ومن الممكن متابعة مسيرته على موقع مخصص على الإنترنت.

وسعى قائد القوات الجوية الأميركية الجنرال غريغوري غيلوت إلى طمأنة السكان القلقين من رؤية طائرات مسيّرة تحلق على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وقال مازحا على قناة فوكس نيوز “لا أتوقع أن يواجه سانتا أي صعوبات مع الطائرات المسيّرة”.

وفي فرنسا، توافد العديد من المؤمنين لحضور قداسات الميلاد التقليدية في كاتدرائية نوتردام في باريس التي تحتفل بعيد الميلاد لأول مرة منذ حريق العام 2019.

وقال دانيال جيمس وهو مضيف طيران أميركي يبلغ 46 عاما: “أنا سعيد للغاية بالعودة إلى هنا، إنه جو ساحر للغاية”.

منذ الحريق الذي دمرها في 15 نيسان/أبريل 2019، لم تعد الكاتدرائية تستضيف قداسات الميلاد، لكن بعد خمس سنوات من الأشغال أعيد فتح أبوابها في 7 كانون الأول/ديسمبر.

اقرأ المزيد عن