إسرائيل في حالة حرب - اليوم 472

بحث

حداد وطني في العراق بعد مقتل 213 شخصا في اعتداء تبناه تنظيم “داعش”

تواصل عمليات البحث عن مفقودين في موقع التفجير الذي دمر ثلاثة مراكز تسوق في وسط الكرادة قبل ايام قليلة من عطلة عيد الفطر

امرأة عراقية تمشي امام مبنى تضرر في التفجير الانتحاري الذي وقع في اليوم السابق في حي الكرادة في بغداد، 4 يوليو 2017 (AHMAD AL-RUBAYE / AFP)
امرأة عراقية تمشي امام مبنى تضرر في التفجير الانتحاري الذي وقع في اليوم السابق في حي الكرادة في بغداد، 4 يوليو 2017 (AHMAD AL-RUBAYE / AFP)

أ ف ب – بدأ العراق الإثنين حدادا وطنيا يستمر ثلاثة ايام على أرواح ضحايا التفجير الإنتحاري الذي تبناه تنظيم “داعش” في حي الكرادة المكتظ في بغداد فجر الأحد، وأسفر عن سقوط 213 قتيلا على الأقل.

وتواصلت عمليات البحث عن مفقودين في موقع التفجير الذي دمر ثلاثة مراكز تسوق في وسط الكرادة قبل أيام قليلة من عطلة عيد الفطر.

ويعتبر التفجير من الإعتداءات الأكثر دموية في العراق، ويأتي بعد اسبوع على استعادة القوات العراقية السيطرة على كامل مدينة الفلوجة، معقل الجهاديين الواقع على بعد 50 كلم غرب بغداد.

واستهدف التفجير بسيارة مفخخة حي الكرادة الذي كان يعج بالمتسوقين قبيل عيد الفطر، وأثار غضبا لدى العراقيين إزاء عدم تمكن الحكومة من الحفاظ على الأمن، ما دفع برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الإعلان عن تعديلات في الإجراءات الأمنية.

وأعلن العبادي الحداد الوطني لثلاثة ايام، وتوعد بعد تفقده موقع التفجير الأحد “بالقصاص من الزمر الإرهابية التي قامت بالتفجير، حيث أنها بعد أن تم سحقها في ساحة المعركة تقوم بالتفجيرات كمحاولة يائسة”.

لكن الشارع في بغداد لا يزال غاضبا على تقصير الحكومة في حماية المدنيين، حتى مع تحقيق القوات العراقية انتصارات كبيرة ضد الجهاديين في المعارك.

وقالت أم علاء التي خسرت شقتها بالتفجير: “والله الحكومة فاشلة”.

من جانبه، قال رجل يقف في موقع التفجير: “تكتيك داعش متغير، فلماذا تكتيك الحكومة ثابت؟”.

وأضاف منتقدا الإجراءات الأمنية للحكومة: “الحواجز الأمنية الغبية لا تزال تستخدم أجهزة كشف المتفجرات”.

وقالت انعام الزبيدي أنها جاءت إلى موقع الإنفجار لتقديم التعازي لعائلات الشهداء الذين سقطوا في هذا المكان بسبب فشل الحكومة.

وأفاد مسؤولون أمنيون وأطباء الإثنين، أن 213 شخصا قتلوا وأصيب اكثر من 200 بجروح في حصيلة جديدة للإعتداء.

وأدى التفجير إلى اضرار مادية كبيرة واحتراق ثلاثة مراكز تسوق وعشرات المحلات التجارية الأخرى والمساكن المجاورة.

كما حاصرت النيران عشرات الشبان داخل المحال التجارية ونجا قسم منهم، في حين قتل آخرون بحسب مصادر أمنية بسبب صعوبة الوصول اليهم.

وقال أحد عناصر الدفاع المدني أن انتشال جثث الضحايا “سيستغرق عدة ايام”.

وقال حسين وهو جندي سابق، أن ستة موظفين في مخزن تملكه عائلته قتلوا وتفحمت جثثهم. مضيفا: “سألتحق مجددا بالمعركة، على الأقل هناك اعرف من هو العدو واستطيع قتاله. لكنني هنا لا أعرف من ينبغي قتالهم”.

وقام شبان بالحفر بين الركام بإستخدام المعاول وايديهم بحثا عن المفقودين.

وتدلت من المباني المحترقة لافتات سوداء تحمل اسماء الضحايا ومن بينهم أفراد من نفس العائلات، مع تواريخ وأماكن جنازاتهم.

’عمل جبان وشنيع’

أعلن تنظيم “داعش” في بيان مسؤوليته عن الهجوم، مؤكدا أن أحد مقاتليه فجر سيارة مفخخة مستهدفا تجمعا للشيعة، بحسب ما نقل موقع “سايت” الأميركي الذي يتابع المواقع الجهادية.

وندد مبعوث الأمم المتحدة الى العراق يان كوبيس، “بالعمل الجبان والشنيع” داعيا السلطات الى احالة المسؤولين عنه الى العدالة.

وقد تراجعت وتيرة التفجيرات في العاصمة العراقية منذ أن سيطر تنظيم “داعش” على مناطق واسعة في شمال وغرب بغداد في حزيران/يونيو 2014.

لكن التنظيم ضرب مجددا المدنيين العراقيين بعد النكسات التي مني منها فيما هزت بغداد في ايار/مايو سلسلة تفجيرات أدت الى مقتل اكثر من 150 شخصا في خلال سبعة ايام.

وتناقلت مواقع التواصل الإجتماعي لقطات تظهر الشبان الغاضبين يهاجمون موكب رئيس الوزراء العراقي اثناء تفقده موقع التفجير بالحجارة، تعبيرا عن غضبهم من عدم تمكن الحكومة من ضبط الأمن.

وردا على الحادثة، قال العبادي في بيان: “اتفهم مشاعر الإنفعال والتصرف الذي صدر في لحظة حزن وغضب من بعض أبنائي الأعزاء، والتي رافقت زيارتي لمنطقة الكرادة”.

وأضاف أن الزيارة تهدف الى الوقوف ميدانيا على “الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها ومواساة ابنائها ومشاطرتهم أحزانهم في هذه الفاجعة الأليمة التي جاءت لتسلب فرحة العراقيين بإنتصارات ابنائهم بهزيمة داعش المنكرة في الفلوجة”.

إجراءات أمن جديدة

كشف الإعتداء الإرهابي عن عجز السلطات عن تطبيق الإجراءات الأمنية اللازمة في بغداد، ما دفع برئيس الوزراء الى اعلان تعديلات على الإجراءات الأمنية.

واعلن العبادي الأحد تعديل الإجراءات الأمنية وخصوصا سحب أجهزة كشف المتفجرات المحمولة يدويا التي تم التشكيك بفاعليتها.

وأمرت وزارة الداخلية بالإسراع في نشر “أجهزة رابيسكان لكشف العربات” على جميع مداخل بغداد. كما منع استخدام أفراد الأجهزة الأمنية للهواتف الخلوية.

ويبدي كثيرون شكوكا في فعالية اجهزة الكشف عن المتفجرات، ووضع عوائق حول العاصمة والتفتيش والتدقيق في اوراق الهوية والمركبات.

لكن عناصر الشرطة والجيش لا يزالون يستخدمون هذه الاجهزة في الحواجز الأمنية في وسط بغداد، قائلين انهم لم يتلقوا تعليمات رسمية حتى الآن لايقاف العمل بها.

وتفجير الأحد يثبت أن التنظيم الإرهابي ما زال قادرا على ارتكاب اعتداءات رغم النكسات العسكرية التي لحقت به مؤخرا.

ويأتي بعد اسبوع على سيطرة القوات العراقية بالكامل على الفلوجة غرب بغداد. كما ترافقت هزيمة تنظيم “داعش” مع سلسلة غارات جوية مدمرة شنتها طائرات عراقية واخرى تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ما أدى إلى تدمير مئات من آليات الجهاديين خلال يومين من الضربات بعد انتهاء معركة الفلوجة، حسب قال مسؤولون.

اقرأ المزيد عن