إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث

حداد في إيران بعد مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية

المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي يكلف النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتولّي مهام الرئاسة، وتعيين علي باقري وزيرا بالوكالة خلفا لوزير الخارجية الذي لقي مصرعه في الحادث

صورة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وهو يترأس اجتماعا لمجلس الوزراء في طهران، 2 أبريل، 2024. (Iranian Presidency/AFP)
صورة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وهو يترأس اجتماعا لمجلس الوزراء في طهران، 2 أبريل، 2024. (Iranian Presidency/AFP)

أ ف ب – أعلنت إيران يوم الاثنين الحداد خمسة أيام على رئيسها إبراهيم رئيسي الذي قتل في حادث تحطّم مروحية مع ثمانية أشخاص آخرين من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وذلك بعد ثلاث سنوات من وصول الرئيس المحافظ المتشدد الذي كان يعد أحد أبرز المرشحين لخلافة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الى السلطة.

وكلف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتولي مهام الرئاسة.

وينص الدستور الإيراني على أن يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية مهام الرئيس في حال الوفاة، على أن تُجرى انتخابات رئاسية في غضون 50 يوما بعد الوفاة.

وقال المرشد الأعلى في أول تعليق له بعد إعلان وفاة رئيسي رسميا “التزاما بالمادة الـ 131 من الدستور، يتولى مخبر رئاسة السلطة التنفيذية”، لافتا الى أنه يتوجب عليه، بحسب القوانين النافذة، العمل مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لإجراء انتخابات رئاسية جديدة “في مهلة أقصاها 50 يوما”، معلنا خمسة أيام حداد في البلاد.

وعُين علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيرا بالوكالة خلفا لحسين أمير عبداللهيان.

ونعت الحكومة الإيرانية الإثنين رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي (63 عاما) بعيد العثور على المروحية التي كان فيها وتعرضت لحادث الأحد في منطقة جبلية في شمال غرب البلاد.

صورة نشرتها الرئاسة الإيرانية تظهر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (في الوسط) في موقع قيز قلاسي، السد الثالث الذي بنته إيران وأذربيجان بشكل مشترك على نهر آراس، قبل حفل افتتاحه في 19 مايو 2024.(Iranian Presidency/AFP)

وقالت الحكومة في بيان أوردته وكالة “إرنا” الرسمية، “ارتقت الروح العظيمة لخادم الشعب الإيراني الى بارئها، وأصبح خادم (الإمام) الرضا آية الله رئيسي، رئيسا للشعب وحبيبا في السماء”.

كما نعت الحكومة مسؤولين آخرين كانوا برفقة رئيس الجمهورية لدى سقوط الطائرة في محافظة أذربيجان الشرقية، ومنهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وإمام الجمعة في مدينة تبريز آية الله علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.

وأكدت الحكومة للشعب الايراني أنه “لن يكون هناك أدنى خلل أو مشكلة في الإدارة الجهادية للبلاد”.

وأعلن الهلال الأحمر الإيراني صباح الاثنين أن فرق الإنقاذ انتشلت جثة رئيسي وثمانية أشخاص آخرين كانوا في المروحية، مشيرا الى أن الجثث نقلت الى تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية.

وبث التلفزيون الإيراني صورا لعدد من عناصر الهلال الأحمر الإيراني يسيرون وسط ضباب كثيف في مناطق جبلية، ويستخدمون مركبات وسيارات رباعية الدفع تتقدم على طرق ضيقة موحلة قبل الوصول الى مكان المروحية.

في هذه الصورة التي قدمتها وكالة أنباء موج، تظهر مركبات فرق الإنقاذ بالقرب من موقع حادث المروحية التي تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في فرزغان شمال غرب إيران، الأحد، 19 مايو، 2024 (Azin Haghighi/Moj News Agency via AP)

وأعلنت السلطات الأحد تعرّض مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني لحادث، وسط أحوال جوية سيئة وفي منطقة جبلية حرجية، وفقدان أثرها.

وبعد أن قال وزير الداخلية أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي الأحد إن المروحية، وهي من طراز بيل 212، “نفذت هبوطا صعبا بسبب سوء الأحوال الجوية”، ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي الاثنين أن المروحية “اصطدمت بجبل وتحطمت”.

وكانت ثلاث مروحيات من ضمن رحلة العودة من تدشين سد في ولاية أذربيجان الشرقية الإيرانية مشترك مع دولة أذربيجان. وشارك في الافتتاح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف. ووصلت المروحيتان الأخريات سالمتين الى تبريز حيث كان يفترض أن يستقل الرئيس طائرة ليعود الى طهران.

وشارك 73 فريقا في عمليات البحث عن المروحية، وفق وسائل إعلامية إيرانية، مستخدمين الكلاب المدربة والطائرات المسيرة.

وأعلنت تركيا إرسال 32 عامل إنقاذ وست مركبات للمشاركة في البحث، و”مسيرّة أقينجي ومروحية مزودة بتقنية الرؤية الليلية من طراز كوغار”.

“خسارة كبيرة” 

أمسك المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي بالسلطة التنفيذية في إيران، في خضم علاقات دولية متشنجة واحتجاجات داخلية، وعرف صاحب المسيرة الطويلة في النظام السياسي للجمهورية الإسلامية، بقربه من آية الله علي خامنئي.

وتوالت ردود الفعل على مقتل الرئيس الإيراني.

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيسي، معتبرا أنه كان “سياسيا مميّزا وصديقا فعليا” لموسكو، فيما قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن وفاة الرئيس الإيراني تشكّل “خسارة كبيرة للشعب الإيراني”.

في هذه الصورة التي وزعتها وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك في 7 ديسمبر 2023، يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (على يسار الصورة) نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي خلال اجتماعهما في الكرملين في موسكو. ( (Sergei Bobylyov/Pool/AFP)

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن “تعازيه الصادقة للشعب الإيراني والحكومة والأصدقاء والأشقاء، خصوصا للمرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية (آية الله) علي خامنئي”، قائلا إنه يقف “بجانب جارتنا إيران”.

كذلك، أعربت دول خليجية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عربية الإثنين عن تعازيها بوفاة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

ونعت رئيسي فصائل ومجموعات المسلّحة مدعومة من إيران في الشرق الأوسط.

فأشادت حركة حماس يوم الإثنين بموافق رئيسي “المشرّفة في دعم قضيتنا الفلسطينية”، فيما اعتبر حزب الله اللبناني أنه كان “حاميا لحركات المقاومة”.

أرشيف: الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (يمين) يرحب بزعيم حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في بداية اجتماعهما في مكتبه في طهران، إيران، في 20 يونيو، 2023. (Iranian Presidency Office via AP)

وتحدثت هيئة الحشد الشعبي العراقي عن “فاجعة أليمة”، بينما اعتبر المتمردون اليمنيون الحوثيون أن “فقدان” رئيسي “خسارة ليس لإيران فحسب بل وللأمة الإسلامية جمعاء ولفلسطين وغزة”.

وتولى رئيسي رئاسة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة منذ ثلاثة أعوام. ويُعد من المحافظين المتشددين، وانتُخب في 18 يونيو 2021 في الجولة الأولى من اقتراع شهد مستوى امتناع قياسيا عن التصويت وغياب منافسين أقوياء.

وخلف الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي كان هزمه في الانتخابات الرئاسيّة عام 2017.

وتعزّز موقف رئيسي في الانتخابات التشريعيّة التي أجريت في مارس، وهي أوّل انتخابات وطنيّة منذ الحركة الاحتجاجيّة التي شهدتها إيران نهاية عام 2022 بعد وفاة الشابّة مهسا أميني إثر توقيفها بتهمة عدم الامتثال لقواعد اللباس الصارمة في الجمهوريّة الإسلاميّة.

إضرام النار في دراجة نارية تابعة لميليشيا الباسيج الإيرانية الشبه عسكرية خلال مظاهرة بعد الشابة مهسا أميني (22 عاما) عندما احتجزتها شرطة الأخلاق في طهران، 10 أكتوبر، 2022.(AP Photo/Middle East Images)

وأشاد الرئيس الإيراني حينها بـ”الفشل التاريخي الجديد الذي لحق بأعداء إيران بعد أعمال الشغب” في عام 2022.

وُلد رئيسي في نوفمبر 1960 في مدينة مشهد المقدّسة لدى الشيعة (شمال شرق)، وقضى معظم حياته المهنية في النظام القضائي، وتولى مناصب أبرزها المدعي العام لطهران ثم المدعي العام للبلاد ورئاسة السلطة القضائية اعتبارا من العام 2019.

واسم الرئيس الإيراني مدرج في اللائحة الأميركية السوداء للمسؤولين الإيرانيين المتهمين بـ”التواطؤ في انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان”، وهي اتهامات رفضتها السلطات في طهران باعتبارها لاغية وباطلة.

أما حسين أمير عبداللهيان (60 عاما) فعينه رئيسي وزيرا للخارجية في يوليو 2021.

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في طهران، إيران، 23 يونيو 2022 (AP Photo / Vahid Salemi ، File)

ويؤيد المسؤول الدبلوماسي بشدّة الفصائل الموالية لإيران في الشرق الأوسط، وكان قريبا من اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري والذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية.

اقرأ المزيد عن