“حان وقت انتهاء هذه الحرب”: بايدن يطلب من حماس قبول العرض الإسرائيلي لوقف إطلاق النار وعودة الرهائن
الرئيس يعرض الاقتراح الإسرائيلي، ويحث الحكومة على الالتزام به؛ يقول إنه يمكن إستئناف العمليات في غزة إذا خرقت الحركة الفلسطينية الاتفاق؛ مكتب رئيس الوزراء: الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع الأهداف
معلنا أنه “حان وقت إنتهاء هذه الحرب”، ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابا يوم الجمعة قدم فيه ما قال إنه أحدث اقتراح إسرائيلي لصفقة رهائن ووقف إطلاق النار لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، ودعا الحركة الفلسطينية لقبول العرض.
وكشف بايدن أنه تم تقديم الاقتراح الإسرائيلي إلى حماس عبر قطر يوم الخميس، قائلا إن العرض “سيعيد جميع الرهائن، ويضمن أمن إسرائيل، ويخلق يوما تاليا أفضل في غزة دون وجود حماس في السلطة، ويمهد الطريق لتسوية سياسية توفر مستقبلا أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.
وعرض بايدن تفاصيل المراحل الثلاث، مع التركيز بشكل خاص على المرحلة الأولى التي مدتها ستة أسابيع، والتي كانت مشابهة إلى حد كبير للإطار الذي تمت مناقشته في الجولات السابقة من المفاوضات ولكنه تضمن شروطا جديدة قام الرئيس بتفصيلها لأول مرة.
ووضع بايدن الكرة في ملعب حماس عدة مرات خلال الخطاب الذي ألقاه في غرفة الطعام الرسمية بالبيت الأبيض، وحث الحركة على قبول وقف إطلاق النار الذي طالب به قادتها ومؤيدوها مرارا.
وبينما قال أن إسرائيل صاغت الاقتراح الأخير، ومن ثم يفترض أن المجلس الحربي المصغر قد وافق عليه، فيبدو أنه يدرك أن هذا لا يشكل موافقة نهائية من اسرائيل وحث حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الكاملة على الالتزام بالعرض الذي قدمه مفاوضوها بشكل غير مباشر لحماس.
وقال بايدن إن الصفقة تحمل في طياتها أيضا فرصة لتحقيق مكاسب لاحقة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. وبالنسبة لإسرائيل، سيسمح الاتفاق بعودة الهدوء على حدود لبنان واتفاق تطبيع مع المملكة السعودية. وبالنسبة للفلسطينيين، فسيمكنهم من التقدم نحو تقرير المصير.
وأصدر مكتب نتنياهو بيانا مباشرة بعد خطاب بايدن، لكنه تجنب الرد بشكل مباشر على رسالة الرئيس.
وقال بدلا من ذلك إن الاقتراح الإسرائيلي الأخير يحقق أهداف الحرب الإسرائيلية المتمثلة في إعادة جميع الرهائن الـ 125 المتبقين والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية. ولم يحدد ما إذا كان الاقتراح الذي يشير إليه هو الاقتراح الذي قدمه بايدن بالتفصيل.
من جانبها، أصدرت حماس بيانا رحبت فيه بخطاب بايدن، وقالت إنها ستتفاوض بحسن نية من أجل ضمان وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب دائم للقوات الإسرائيلية من غزة.
وقال مسؤول أمريكي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتايمز أوف إسرائيل إن “كل من إسرائيل وحماس سيحاولان عرض الاقتراح بطريقة تناسبهما، لذلك من الأفضل الاستماع إلى الصياغة التي طرحها الرئيس”.
المرحلة الأولى
قال بايدن إن المرحلة الأولى من الصفقة ستتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، إطلاق سراح عدد من النساء والمسنين والمرضى من الرهائن لدى حماس، والإفراج عن مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، وأضاف أن الرهائن المفرج عنهم في هذه المرحلة الأولى سيشملون مواطنين أمريكيين.
كما قال بايدن إنه سيتم أيضا إطلاق سراح عدد من جثث الرهائن المتوفين، وكشف لأول مرة أن إسرائيل تراجعت عن مطلبها السابق بعدم قبول أي جثث خلال هذه المرحلة “الإنسانية” من الصفقة.
Israel has now offered a roadmap to an enduring ceasefire – and the release of all the hostages.
Yesterday, this proposal was transmitted by Qatar to Hamas.
Today, I want to lay out its terms for the world. pic.twitter.com/0cdypBP9wb
— President Biden (@POTUS) May 31, 2024
وطالبت إسرائيل خلال المفاوضات التي جرت في الأسابيع الأخيرة بالإفراج عن 33 رهينة من النساء وكبار السن والجرحى الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة. وزعمت حماس أنه ليس لديها هذا العدد من الرهائن الأحياء في تلك الفئات. وطالبت إسرائيل حماس بإطلاق سراح الرهائن الأحياء من الفئات الأخرى إذا كان الأمر كذلك. لكن رفضت الحركة الطلب، قائلة إنها مستعدة فقط للإفراج عن جثث إضافية.
كما قال بايدن أنه سيتم السماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم وأحيائهم في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك الشمال خلال المرحلة الأولى. وكانت إسرائيل قد رفضت في جولات سابقة من المفاوضات عودة الفلسطينيين دون قيود، خاصة إلى الشمال، خشية أن يؤدي ذلك إلى قيام حماس بإعادة تنظيم صفوفها هناك. لكن أفادت التقارير أن إسرائيل تخلت عن هذا الطلب أيضا في الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة.
وأنه سيتم إرسال 60 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من المرحلة الأولى. كما سيتم توفير مئات الآلاف من الملاجئ المؤقتة، بما في ذلك الوحدات السكنية، من قبل المجتمع الدولي.
وأضاف بايدن أنه خلال المرحلة التي تستمر ستة أسابيع، ستتفاوض إسرائيل وحماس على الترتيبات اللازمة للوصول إلى المرحلة الثانية، وهي نهاية دائمة للأعمال العدائية.
كما كشف عن تفاصيل جديدة حاسمة للمرحلة الأولى، وهي امكانية تمديد وقف إطلاق النار إذا استغرقت تلك المفاوضات المعقدة بشأن شروط المرحلة التالية أكثر من ستة أسابيع.
وقال: “ستعمل الولايات المتحدة ومصر وقطر على ضمان استمرار المفاوضات… حتى يتم التوصل إلى جميع الاتفاقات والتمكن من بدء المرحلة الثانية”.
ويبدو أن هذا البند يمثل محاولة من جانب الوسطاء لإقناع حماس بالموافقة على المرحلة الأولى من الاقتراح. وتصر الحركة على أنها لن توافق إلا على وقف دائم لإطلاق النار، بينما تصر إسرائيل على أنها لن توافق إلا على وقف مؤقت مقابل إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن.
ويبدو أن هذا البند الجديد يسمح بالتمديد إلى أجل غير مسمى لمرحلة الأسابيع الستة، طالما يُنظر إلى حماس على أنها تتفاوض بحسن نية.
وقال بايدن: “إذا فشلت حماس في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، فيمكن لإسرائيل استئناف العمليات العسكرية. لكن مصر وقطر أكدتا لي أنهما مستمرتان في العمل لضمان عدم قيام حماس بذلك. الولايات المتحدة ستساعد في ضمان وفاء إسرائيل بالتزاماتها أيضا”.
ولم يذكر بايدن وتيرة إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين خلال المرحلة الأولى. وسعت حماس في المفاوضات السابقة إلى إبطاء وتيرة إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين قدر الإمكان.
ولكن يبدو أن الإطار الذي وضعه بايدن يشجع حماس على إكمال المفاوضات فيما يتعلق بمواصلة الصفقة خلال المرحلة الأولى، حيث أن الاقتراح الكامل يسمح على ما يبدو بإستمرار الحركة بشكل ما.
وأقر مسؤول أمريكي كبير في حديثه للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته بعد وقت قصير من خطاب بايدن، بأن المفاوضات خلال المرحلة الأولى ستكون صعبة للغاية وتتطلب اتفاق الجانبين على عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذكور المتبقين في المرحلة الثانية.
وأوضح أنه “يمكننا أن نقول إنه إذا [وصلنا إلى] المرحلة الثانية والثالثة، سيكون لدى إسرائيل بعض الضمانات بشأن أمنها [حتى] لا يمكن لغزة أن تكون منصة للإرهاب والتهديدات ضد إسرائيل”.
المرحلتين الثانية والثالثة
ستقوم حماس في المرحلة الثانية بإطلاق سراح ما تبقى من الرهائن الإسرائيليين الأحياء، بما في ذلك الجنود الذكور. وفي المقابل، ستسحب إسرائيل قواتها بالكامل من غزة وتطلق سراح العدد المتفق عليه من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.
وقال بايدن: “طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح … دائما”.
ونفى مكتب نتنياهو عدة مرات حتى الآن أن تكون المقترحات التي وافقت عليها إسرائيل في الماضي تتضمن وقف دائم لإطلاق النار. لكن بايدن حدد ذلك كعنصر من عناصر المرحلة الثانية لما أكد أنه الاقتراح الإسرائيلي.
وأضاف: “وأخيرا، في المرحلة الثالثة، ستبدأ خطة إعادة إعمار كبرى في غزة. كما سيتم إعادة أي جثث متبقية للرهائن إلى عائلاتهم”.
وفي معرض توضيحه للمرحلة الثالثة، قال المسؤول الكبير في الإدارة إنها ستتضمن “برنامج إعادة إعمار واسع النطاق يستمر ثلاث إلى خمس سنوات في غزة… مدعوم بالكامل من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وآخرين”.
وقال المسؤول إن المرحلتين الثانية والثالثة ستستمران ستة أسابيع أيضا، مضيفا أن الاقتراح الإسرائيلي مفصّل للغاية ويبلغ طوله أربع صفحات ونصف.
نداء مباشر للإسرائيليين
خصص بايدن جزء من خطابه لمحاولة تسويق الصفقة مباشرة لقادة إسرائيل والجمهور، مؤكدا أن الالتزام بالاقتراح لن يعرض أمن البلاد للخطر.
وقال بايدن إن إسرائيل “دمرت [قوات] حماس خلال الأشهر الثمانية الماضية”، مؤكدا لأول مرة على أنه “في هذه المرحلة، حماس لم تعد قادرة على تنفيذ 7 أكتوبر آخر”. وأضاف أن “ذلك كان أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل في هذه الحرب – وبصراحة تامة، كان هدفاً صالحاً”.
وأضاف المسؤول الأمريكي: “لا أعتقد أن هذا العرض كان ممكناً قبل ثلاثة أشهر”.
وتناول بايدن في خطابه المعارضة المحتملة للاقتراح، مشيرا على ما يبدو إلى الفرق بين المجلس الحربي الذي سمح لفريق التفاوض من الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي بصياغة العرض الأخير، ومجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الأوسع، والذي يضم أعضاء من اليمين المتطرف الذين يعتمد نتنياهو عليهم لبقائه السياسي.
وقال بايدن في انتقاد لاذع: “أعرف أن هناك في إسرائيل من لن يوافق على هذه الخطة وسيدعو إلى استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى. وبعضهم حتى في الائتلاف الحاكم. لقد أوضحوا أنهم يريدون احتلال غزة، ويريدون مواصلة القتال لسنوات، والرهائن لا يمثلون أولوية بالنسبة لهم”. وتجنب ذكر اسم نتنياهو وشريكيه اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير في الخطاب.
“لقد حثثت القيادة في إسرائيل على الالتزام بهذه الصفقة، على الرغم من أي ضغوط”، في إشارة واضحة إلى نتنياهو.
وأضاف: “إذا جاءت حماس للمفاوضات وهي جاهزة للتوصل إلى اتفاق، فيجب منح المفاوضين الإسرائيليين تفويضا يتمتع بالمرونة اللازمة لإبرام هذا الاتفاق”، في إشارة إلى المجلس الحربي الذي يقوده نتنياهو، والمكلف بتحديد معايير التفاوض.
وتوجه بايدن إلى الشعب الإسرائيلي، وشدد على أنه يقدم هذا العرض “كشخص ملتزم طوال حياته تجاه إسرائيل، كالرئيس الأمريكي الوحيد الذي ذهب إلى إسرائيل في وقت الحرب، وكشخص أرسل للتو قوات أمريكية للدفاع بشكل مباشر عن إسرائيل عندما تعرضت لهجوم من قبل إيران”.
“أطلب منكم أن تأخذوا خطوة إلى الوراء والتفكير فيما سيحدث إذا ضاعت هذه اللحظة”.
“الحرب إلى أجل غير مسمى سعيا لفكرة غير محددة ’للنصر الكامل’ لن تؤدي إلا إلى تعثر إسرائيل في غزة، واستنزاف الموارد العسكرية والاقتصادية والبشرية وزيادة عزلة إسرائيل في العالم”، وقال الرئيس في انتقاد أكثر مباشرة لنتنياهو، الذي تعهد مراراً وتكراراً بتحقيق “النصر الكامل” في غزة.
“هذا لن يعيد الرهائن إلى ديارهم. وهذا لن يؤدي إلى هزيمة دائمة لحماس. وهذا لن يجلب لإسرائيل الأمن الدائم”، أكد بايدن.
وقف إطلاق النار هو مجرد البداية
مضى بايدن ليوضح أن الصفقة المطروحة على الطاولة هي جزء من نهج شامل يضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل.
“بمجرد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن، فإن ذلك يفتح المجال أمام إمكانية تحقيق قدر كبير من التقدم، بما في ذلك الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. ستساعد الولايات المتحدة في صياغة حل دبلوماسي… يضمن أمن إسرائيل ويسمح للناس بالعودة بأمان إلى منازلهم دون خوف من التعرض لهجوم”.
“مع الصفقة ستبدأ إعادة إعمار غزة. الدول العربية والمجتمع الدولي إلى جانب القادة الفلسطينيين والإسرائيليين [سيعملون معًا] لإنجاز ذلك بطريقة لا تسمح لحماس بإعادة التسلح”، قال بايدن.
“ستعمل الولايات المتحدة مع شركائنا لإعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات في غزة، للمساعدة في إصلاح المجتمعات التي دمرت في فوضى الحرب”.
وتابع “مع هذه الصفقة، يمكن تعزيز إندماج إسرائيل في المنطقة”، مسلطا الضوء على اتفاق التطبيع الذي يعمل للتوسط فيه بين إسرائيل والسعودية. “يمكن أن تكون إسرائيل جزءًا من شبكة أمنية إقليمية لمواجهة التهديد الذي تشكله إيران”.
“كل هذا التقدم سوف يعزز أمن إسرائيل، بحيث لا تعد العائلات الإسرائيلية تعيش في ظل هجوم إرهابي. كل هذا من شأنه أن يخلق الظروف لمستقبل مختلف، مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني، مستقبل تقرير المصير والكرامة والأمن والحرية”.
وأوضح المسؤول الأمريكي بعد وقت قصير من الخطاب: “علينا أن نعمل على إصلاح السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو ما نقوم به، وعلى وجود إدارة مؤقتة في غزة يمكنها المساعدة في تحقيق الاستقرار وطريق إلى الامام هناك”.
ومن الجدير الملاحظة أن بايدن لم يذكر “حل الدولتين” أو “الطريق إلى دولة فلسطينية مستقبلية”، والتي كانت الإدارة تشير إاليها بشكل متكرر عند عرضها لرؤيتها لما بعد الحرب. وكان المسؤولون السعوديون قد أكدوا في السابق أنهم لن يقوموا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ما لم تلتزم القدس بمسار لا رجعة فيه نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
ولا يمكن تجاهل غياب ذلك، كما لا يمكن تجاهل قرب خطاب بايدن من إعلان رئيس مجلس النواب مايك جونسون، بعد دقائق، بأن الكونجرس قدم دعوة رسمية لنتنياهو لمناقشة الحرب بين إسرائيل وحماس في خطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس.
وتم تأجيل الدعوة لأسابيع من قبل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو حليف مقرب من بايدن والذي ألقى خطابا في مارس دعا فيه إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل لاستبدال نتنياهو. وقال مساعد في الكونغرس لتايمز أوف إسرائيل إن مكتب شومر قام بالتنسيق مع البيت الأبيض بشأن هذه المسألة.
وأوضح بايدن أنه حتى بعد الحرب، “سيكون لإسرائيل دائما الحق في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات لأمنها وتقديم المسؤولين عن أحداث 7 أكتوبر إلى العدالة”، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستدعم مواصلة إسرائيل ملاحقة قادة حماس بعد الحرب.
ويبدو أن هذا جزء من نهج أوسع للولايات المتحدة تجاه حماس، حيث يبدو أنها تقبلت استمرار الحركة بصورة أضعف. وقد أكد مسؤولون أمريكيون لتايمز أوف إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر أن المبادرة الدبلوماسية الأوسع التي تتقدم بها واشنطن ستشهد تهميش الحركة في غزة بحيث لن تعد قادرة على تشكيل تهديد لإسرائيل.
“ستضمن الولايات المتحدة دائما أن يكون لدى إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها”، أضاف بايدن، في محاولته الأخيرة لطمأنة الإسرائيليين بأنه لن يتخلى عنهم، بعد أسابيع من احتجازه شحنة من القنابل الثقيلة وتهديده بمنع شحنات إضافية إذا شنت إسرائيل هجوما كبيرا على المناطق المأهولة بالسكان في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.
“على حماس أن تقبل بالاتفاق”
“لقد شهدت الأشهر الثمانية الماضية الألم المفجع لأولئك الذين ذبح إرهابيو حماس أحبائهم في 7 أكتوبر؛ الرهائن وأسرهم الذين ينتظرون في معاناة؛ الإسرائيليون العاديون الذين تأثرت حياتهم إلى الأبد بالحدث المدمر و العنف الجنسي ووحشية حماس”، قال بايدن.
وأضاف “لقد عاش الشعب الفلسطيني الجحيم في هذه الحرب. لقد قُتل عدد فائق من الناس، بما في ذلك آلاف الأطفال. وقد أصيب عدد كبير جدًا منهم بجروح بالغة. لقد رأينا جميعًا الصور الرهيبة لحريق مميت في رفح في وقت سابق من هذا الأسبوع في أعقاب غارة إسرائيلية استهدفت حماس”.
“هذه حقا لحظة حاسمة. وقد قدمت إسرائيل اقتراحها. وتقول حماس إنها تريد وقف إطلاق النار. هذه الصفقة فرصة لإثبات ما إذا كانوا يقصدون ذلك حقًا. على حماس أن تقبل بالاتفاق”، أضاف بايدن.
وقال المسؤول الأمريكي للصحفيين إن الاقتراح الإسرائيلي الأخير كان مطابقًا تقريبًا للمطالب التي طرحتها حماس سابقًا.
وقال المسؤول: “لقد وصلنا الآن إلى نقطة حيث قالت حماس إنها مستعدة لعقد الصفقة X، وما هو مطروح الآن على الطاولة هو تلك الصفقة بشكل أساسي، مع بعض التعديلات الطفيفة للغاية”.
وردا على سؤال حول بيان حماس يوم الخميس بأنها ترفض الاستمرار بالتفاوض مع إسرائيل ما لم يوقف الجيش الإسرائيلي كل القتال في غزة، قلل المسؤول الكبير في الإدارة من أهمية التهديد، مشيرا إلى أن هناك فرق بين ما تقوله الحركة علانية وما تقوله سرا.
وأشار المسؤول إلى أن حماس تلقت الاقتراح الإسرائيلي ليلة الخميس فقط ومن المرجح أن تحتاج إلى وقت لاتخاذ قرار.
“لكن [بايدن] مقتنع بـ… أن الوقت قد حان لتوضيح ما يتم طرحه في هذا الاقتراح بوضوح شديد، وخاصة في الأسابيع الستة الأولى”.
وقبل أن يختتم خطابه، توجه بايدن إلى المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والمناهضين لإسرائيل في جميع أنحاء العالم الذين تدفقوا إلى الشوارع منذ أشهر مطالبين بوقف إطلاق النار. وكانت هذه الدعوات موجهة إلى حد كبير إلى إسرائيل، دون الإشارة إلى حماس.
وحث بايدن على التصحيح. “حان الوقت الآن لرفع أصواتكم ومطالبة حماس بالقدوم إلى الطاولة والموافقة على هذه الصفقة وإنهاء هذه الحرب التي بدأوها”.
وفي إشارة إلى ضرورة ممارسة الضغط أيضًا على إسرائيل، أضاف بايدن “ليعلم القادة أن عليهم قبول هذه الصفقة”.
وخلص إلى القول “لقد حان الوقت لهذه الحرب أن تنتهي، وأن يبدأ اليوم التالي”.
إسرائيل غامضة، وحماس إيجابية
وفي بيان صدر مباشرة بعد خطاب بايدن، قال مكتب نتنياهو إن “الحكومة الإسرائيلية موحدة في الرغبة في إعادة مخطوفينا في أسرع وقت ممكن، وتعمل على تحقيق هذا الهدف”.
“ولذلك فقد كلف رئيس الوزراء الفريق المفاوض بتقديم اقتراح لتحقيق هذا الهدف، مع الإصرار على أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك عودة جميع مخطوفينا والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية”.
وأضاف البيان أن “الاقتراح الدقيق الذي تطرحه إسرائيل، بما في ذلك الانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى، يسمح لإسرائيل بالحفاظ على هذه المبادئ”.
ولم يوضح مكتب نتنياهو ما إذا كان اقتراحه هو نفس الاقتراح الذي وصفه بايدن خلال خطابه – ولم يشر إلى خطاب بايدن على الإطلاق.
وردا على سؤال عما إذا كانت الصفقة التي وصفها مكتب نتنياهو هي نفس الصفقة التي عرضها بايدن في خطابه، تجنب مسؤول في الإدارة في مؤتمر صحفي الإجابة مباشرة.
وقال “ليس لدي أدنى شك في أن الصفقة ستوصف من قبل إسرائيل وسستوصف من قبل بحماس، لكننا نعرف ما في الصفقة. نحن نعرف ما هي التوقعات”.
وقال المسؤول في وقت سابق من المؤتمر الصحفي “في كثير من الأحيان توصف هذه الصفقات من قبل أشخاص قد لا يرغبون في رؤية الصفقة”.
وقالت حماس في بيانها إنها “تنظر بإيجابيّة” إلى الاقتراح الذي قدمه بايدن، مشيرة خاصة إلى “دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى”.
وأضافت أنها “تؤكد على موقفها الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أيّ مقترح يقوم على أساس [هذه المكونات]”.
وأضافت الحركة أنها تعتبر تطور المفاوضات والتزام الولايات المتحدة بإنهاء الحرب في غزة الذي أثاره هجوم 7 أكتوبر “نتاج الصمود الأسطوري لشعبنا المجاهد ومقاومته الباسلة”.