جواسيس إسرائيليون يقفون وراء شركة مجرية ورد أنها زودت أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان – تقرير
بحسب صحيفة نيويورك تايمز، تم إنشاء شركات وهمية أخرى لإخفاء ملكية شركة BAC Consulting؛ ; بلغاريا تحقق في شركة أخرى مرتبطة بهذه القضية
زعم تقرير يوم الخميس أن الشركة المجرية التي زودت على ما يبدو أجهزة الاتصال “بيجر” التي استخدمها حزب الله قد أنشأها جواسيس إسرائيليون سرا كجزء من عملية واسعة النطاق يبدو أنها بلغت ذروتها هذا الأسبوع عندما انفجرت الأجهزة، مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وتشويه الآلاف من عناصر حزب الله وآخرين في لبنان وسوريا.
تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” هو الأحدث الذي يكشف على ما يبدو عما يُعتقد على نطاق واسع أنها عملية إسرائيلية سرية خرجت إلى العلن يوم الثلاثاء مع تفجير آلاف الأجهزة في معاقل حزب الله.
ثم انفجرت يوم الأربعاء المئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي التي تستخدمها المنظمة، مما أثار مخاوف جديدة في جميع أنحاء لبنان وسلط الضوء على مقدار ما لا يزال مجهولا بشأن المخطط المفترض.
نقلا عن ثلاثة ضباط استخبارات لم تذكر أسمائهم على علم بالعملية، ذكرت نيويورك تايمز أن شركة BAC Consulting كانت جزءا من جبهة أنشأتها شخصيات في المخابرات الإسرائيلية.
كما تم إنشاء شركتين وهميتين أخريين للمساعدة في إخفاء العلاقة بين شركة BAC والإسرائيليين، وفقا للتقرير.
حتى أبريل 2021، عرض الموقع الإلكتروني للشركة خدمات استشارية سياسية وتجارية، مع قيام الشركة بتغيير عناوينها وتوسيع عروضها ثلاث مرات على الأقل بحلول عام 2024، حسبما أظهر بحث أرشيفي أجراه “تايمز أوف إسرائيل”.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، قامت الشركة بتزويد شركات أخرى بأجهزة الاتصال أيضا، إلا أن الأجهزة التي تم نقلها إلى حزب الله فقط هي التي تم تزويدها ببطاريات تحتوي على مادة متفجرة تعرف باسم PETN.
بدأت الأجهزة في الوصول إلى لبنان لأول مرة في عام 2022، وفقا للصحيفة، مع زيادة الإنتاج بعد أن أدان الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله استخدام الهواتف المحمولة بسبب مخاوف من إمكانية تعقبها من قبل إسرائيل.
قال نصر الله لمؤيديه في شهر فبراير، حسبما أشار تقرير نيويورك تايمز، “الهاتف الذي بين بديك، وبين يدي زوجتك، وبين أيدي أولادك هو الجاسوس… ادفنه. ضعه في صندوق حديدي وأغلق عليه”، مضيفا “رأى مسؤولو المخابرات الإسرائيلية فرصة”.
ومع اعتماد حزب الله بشكل متزايد على الأجهزة المفخخة، اعتبرها ضباط المخابرات الإسرائيلية بمثابة “أزرار” يمكن الضغط عليها في أي وقت، مما أدى إلى الانفجارات التي هزت لبنان يوم الثلاثاء، بحسب نيويورك تايمز.
أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان كانت تحمل علامة شركة تايوانية تدعى “غولد أبولو”، التي قالت إن شركة BAC مخولة باستخدام علامتها التجارية. ومع ذلك، قالت الشركة التايوانية إن “تصميم المنتجات وتصنيعها يقع على عاتق شركة BAC وحدها”.
وقالت كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، الرئيسة التنفيذية المسجلة لشركة BAC، لشبكة NBC News إن الشركة، التي أغلقت موقعها الإلكتروني يوم الأربعاء، ليس لها علاقة بتصنيع أجهزة البيجر.
وقالت للشبكة الأمريكية يوم الأربعاء “أنا لا أقوم بصنع أجهزة البيجر. أنا مجرد وسيطة. أعتقد أنكم أخطأتم في فهم الأمر”.
كما قال متحدث باسم الحكومة المجرية أيضا أن أجهزة البيجر لم تكن موجودة في المجر مطلقات وأن شركة BAC Consultants عملت فقط كوسيط.
وقال زولتان كوفاكس يوم الأربعاء على منصة “اكس إن “السلطات أكدت أن الشركة المعنية هي وسيط تجارية، ولا يوجد لديها موقع تصنيع أو تشغيل في المجر. لديها مدير واحد مسجل في عنوانها المعلن، والأجهزة المشار إليها لم تكن يوما في المجر”. ولم يذكر المتحدث مكان تصنيع أجهزة البيجر.
في الوقت نفسه، قالت بلغاريا إنها ستحقق مع شركة ثالثة مرتبطة ببيع أجهزة البيجر. وقالت وكالة أمن الدولة DANS في بيان إنها تعمل مع وزارة الداخلية للتحقيق في دور شركة مسجلة في بلغاريا، دون تسميتها.
وزعمت تقارير إعلامية بلغارية أن شركة مقرها صوفيا تدعى Norta Global Ltd سهلت بيع أجهزة البيجر. ولم تتمكن وكالة “رويترز” من تأكيد الصلة بـ Norta على الفور، ولم يرد مسؤولو الشركة بعد على طلبات للتعليق، ولم يرد المحامي الذي سجل الشركة في مبنى سكني في صوفيا على أسئلة رويترز.
ورفضت إسرائيل التعليق على انفجارات أجهزة البيجر أو أجهزة اللاسلكي.
وقالت السلطات اللبنانية إن 12 شخصا قُتلوا وأصيب ما يقرب من 3000 آخرين جراء انفجارات أجهزة البيجر، التي استهدفت على ما يبدو حزب الله، ولكنها خلفت أيضا العديد من الجرحى الذين تصادف وجودهم في المناطق المجاورة لها. كما قُتل ما لا يقل عن 20 شخصا وأصيب مئات آخرون في انفجار أجهزة اتصال لاسلكية يوم الأربعاء، والتي يبدو أنها كانت تحتوي على كمية متفجرات أكبر.
وأظهرت صور أجهزة الاتصال اللاسلكي المنفجرة ملصقات تحمل اسم شركة الاتصالات اللاسلكية والهواتف اليابانية ICOM 6208.T وتشبه الجهاز من طراز IC-V82 الخاص بالشركة.
وقالت الشركة، التي تقول إنها تصنع جميع أجهزة اللاسليك الخاصة بها في اليابان، يوم الخميس إن الطراز تم تصنيعه وشحنه إلى الشرق الأوسط من عام 2004 إلى عام 2014، ولكن لم يتم شحنه من قبل الشركة منذ ذلك الحين. وقالت إن بطاريات الأجهزة لم تعد تُصنع أيضا.
وقال مصدر أمني إن حزب الله اشترى أجهزة اللاسلكي قبل خمسة أشهر، في نفس الوقت تقريبا الذي اشتراه فيه أجهزة البيجر.
وقالت الشركة، التي يقع مقرها في أوساكا، إن جميع منتجاتها اللاسلكية تم تصنيعها من قبل شركة فرعية واحدة في واكاياما، باستخدام أجزائها الخاصة فقط، دون إنتاج في الخارج.
وسبق أن حذرت الشركة من تداول نسخ مقلدة من أجهزتها في الأسواق، خاصة الطرازات التي توقف إنتاجها.
وقالت الشركة “ختم الهولغرام لتمييز المنتجات المزيفة لم يكن مرفقا، لذلك لا يمكن التأكد مما إذا كان المنتج مشحونا من شركتنا”، في إشارة إلى المنتجات التي انفجرت يوم الأربعاء.
ووعدت الشركة بتقديم مزيد من المعلومات أثناء التحقيق.
واتهم حزب الله إسرائيل بالمسؤولية عن الانفجارات، وتوعد بالانتقام. ومن المقرر أن يلقي نصر الله بيانا في وقت لاحق الخميس. وقال مسؤولون أمريكيون لم تذكر أسماءهم لوسائل إعلام أجنبية إن وكالات إسرائيلية تقف وراء الهجوم.
وزادت موجتا الانفجارات من المخاوف من أن إسرائيل وحزب الله قد يقتربان من حرب شاملة، بعد ما يقرب من عام من المناوشات المحدودة عبر الحدود التي أجبرت المدنيين على الفرار من شمال إسرائيل وجنوب لبنان.
وأصدر القادة الإسرائيليون سلسلة من التحذيرات في الأسابيع الأخيرة بأنهم قد يزيدون العمليات ضد حزب الله في لبنان، قائلين إنه يجب أن يكونوا قادرين على استعادة الأمن والسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بالقرب من الحدود.
بدأت إسرائيل في نقل المزيد من القوات إلى حدودها مع لبنان يوم الأربعاء كإجراء احترازي، بحسب متحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
متحدثا للقوات يوم الأربعاء، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل “في بداية مرحلة جديدة في الحرب – تتطلب الشجاعة والتصميم والمثابرة”.
ولم يشر إلى انفجار أجهزة الاتصال لكنه أشاد بعمل الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية قائلا إن “النتائج مثيرة للإعجاب للغاية”.
خلال زيارة إلى القيادة الشمالية يوم الأربعاء، حذر رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي بشكل غامض من أن إسرائيل لديها الكثير مما يمكنها فعله ضد حزب الله.
وقال هليفي: “لدينا قدرات كثيرة لم نستخدمها بعد. لقد رأينا بعضا من هذه [القدرات قيد الاستخدام]. يبدو لي أننا مستعدون جيدا ونقوم بإعداد هذه الخطط للمضي قدما”.