إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

جنود يطلقون النار في الهواء لإبعاد دبلوماسيين أجانب خلال جولة في جنين؛ الجيش يعتذر عن الحادثة

الجيش يقول إن الوفد انحرف عن المسار المتفق عليه؛ مقاطع فيديو تُظهر دبلوماسيين من بريطانيا وفرنسا وكندا وروسيا والصين وغيرهم وهم يهرعون للاختباء بينما تُسمع طلقات نارية

أظهرت مقاطع مصوّرة دبلوماسيين من نحو عشرين دولة وهم يفرّون للاختباء خلال زيارة لمدينة جنين في الضفة الغربية يوم الأربعاء، بعدما أطلق جنود إسرائيليون النار في الهواء لتحذيرهم.

ولم تُسجَّل إصابات في الحادث، وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن الوفد ضم دبلوماسيين من بريطانيا وكندا وفرنسا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي.

وقد اعتذر الجيش الإسرائيلي عن الحادث، الذي من المرجح أن يزيد من التوتر في العلاقات بين إسرائيل وجزء كبير من المجتمع الدولي، وسط انتقادات متزايدة لإدارة إسرائيل لحرب غزة وطريقة تعاملها مع الفلسطينيين.

وقال الجيش إنه فتح تحقيقا في الحادث، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن الوفد انحرف عن المسار الذي تم تنسيقه مسبقاً. وأضاف أن مسؤولين عسكريين سيُجرون محادثات مع ممثلي الدول المعنية لتوضيح ملابسات ما حدث.

وقال الجيش في بيان: “الجيش الإسرائيلي يأسف للإزعاج الذي سببه الحادث”.

ولم تصدر أي تعليقات فورية من السفارات الأجنبية المشاركة في وفد الأربعاء.

وفي مقاطع فيديو نشرتها السلطة الفلسطينية، يظهر جنود على طريق مغلق ببوابة صفراء وهم يوجهون بنادقهم، وتُسمع أصوات طلقات نارية بينما يظهر عشرات الأشخاص وهم يهرعون من المكان، بعضهم بدا عليه الذعر وهم يتجهون نحو سياراتهم.

وأكد دبلوماسي أجنبي كان ضمن الوفد، لفرانس برس أنه سمع “إطلاق نار متكرر” من داخل مخيم.

وضم الوفد أيضا ممثلين عن الأردن ومصر والمغرب وإسبانيا والهند ودول أخرى، وكان في جولة ميدانية بمدينة جنين، التي شهدت عدة عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة خلال السنوات الماضية. وشملت الجولة زيارة لمقر محافظة جنين، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان “الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثلة في الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد دبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين خلال زيارة ميدانية لمحافظة جنين”. وقد قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا النار في الهواء فقط.

أعضاء وفد دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي يقفون خلف بوابة عند المدخل الشرقي لمخيم جنين خلال زيارة للمدينة، 21 مايو 2025. (Mohammad MANSOUR / AFP)

وبحسب الجيش، وقع الحادث عندما انحرف الوفد عن المسار المتفق عليه مع الجيش “نظرا لأن المنطقة تُعد منطقة عمليات عسكرية نشطة”.

وأضاف أن المجموعة “انحرفت عن المسار ودخلت منطقة لم يُصرح لهم بدخولها”. ومؤكدًا أن الجنود المتمركزون هناك أطلقوا أعيرة تحذيرية في الهواء، دون أن تسفر عن أضرار أو إصابات.

ونقلت إذاعة الجيش عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله أن الجنود الذين أطلقوا النار لم يكونوا على علم بهوية المجموعة التي اقتربت من البوابة، وأنهم أرادوا فقط تحذيرها من دخول المنطقة.

وقال الجيش إن قائد فرقة الضفة الغربية العميد ياكي دولف بادر فوراً إلى فتح تحقيق في الحادثة بعد أن تبين أن المجموعة التي وصلت إلى المنطقة المحظورة كانت من الدبلوماسيين الأجانب.

كما أصدر العميد هشام إبراهيم، رئيس الإدارة المدنية — وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع تعمل ضمن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق — تعليمات لضباط الوحدة بالتواصل فوراً مع ممثلي الدول المعنية.

وقال الجيش إنه “سيجري قريبا محادثات شخصية مع الدبلوماسيين لإطلاعهم على نتائج التحقيق الأولي”.

قوات الأمن الإسرائيلية خلال عملية عسكرية في مدينة جنين، 25 فبراير 2025. (Nasser Ishtayeh/Flash90)

ويأتي الحادث بعد أيام من إصدار بريطانيا وفرنسا وكندا بياناً مشتركاً شديد اللهجة يوم الإثنين، قالوا فيه إن كمية المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة “غير كافية تماماً”، وهددوا باتخاذ “إجراءات ملموسة” ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض عقوبات، بسبب نشاطها في غزة والضفة الغربية.

ويوم الثلاثاء، علّقت بريطانيا محادثات بشأن التجارة الحرة مع إسرائيل بسبب تصعيد هجومها في غزة، وفرضت جولة جديدة من العقوبات على مستوطنين في الضفة الغربية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمام البرلمان: “أود أن أؤكد اليوم أننا مفزوعون من التصعيد الإسرائيلي”.

وفي المقابل، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مرموريشتاين العقوبات الجديدة بأنها “غير مبررة ومؤسفة”، وادعى أن إسرائيل وبريطانيا لم تكونا في محادثات رسمية بشأن التجارة الحرة.

وفي سياق منفصل، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء إن الاتحاد الأوروبي سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل على ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة.

اقرأ المزيد عن