جنود احتياط يحثون ريغيف على إلغاء مشاركة رئيس كتيبة سابق في مراسم إيقاد المشاعل
جنود الاحتياط من لواء المظليين يقولون إن اللفتنانت كولونيل (د)، وهو الآن رئيس وحدة النخبة "دوفديفان"، ادعى زورا أنه أصيب في عينه خلال حرب غزة 2014؛ والجيش يدعم روايته للأحداث
حثت مجموعة من جنود الاحتياط المظليين يوم الخميس وزيرة المواصلات ميري ريغيف على التراجع عن اختيار قائد كتيبتهم السابق، وهو الآن قائد وحدة النخبة “دوفديفان” في الجيش الإسرائيلي، لإيقاد شعلة في احتفالات يوم الاستقلال السنوية، متهمين الضابط بالكذب بشأن حادثة أثناء القتال في قطاع غزة عام 2014.
وكتب القائد السابق للسرية، الذي عُرف عنه بالأحرف الأولى من اسمه (ش ر)، أن اللفتنانت كولونيل (د) زعم زورا أنه أصيب في عينه أثناء القتال، ثم انتظر حتى الصباح ليتم إخلائه من رفح أثناء عملية “الجرف الصامد”. وفقا للرسالة، أصيب (د) بشظية عندما “فجرت القوات، التي لم تشتبك حتى مع العدو في تلك المرحلة، مبنى”.
أيد الجيش الإسرائيلي رواية (د) للأحداث ونقل موقع “واينت” عن (د) رده على الاتهامات بأنها “كذب مطلق أسمع عنه للمرة الأولى الآن”.
بسبب لوائح أمن المعلومات العسكرية، لا يمكن تسمية رئيس وحدة النخبة “دوفديفان” أو إظهار وجهه، مما يعني أنه سيوقد شعلة ويلقي كلمة قصيرة مع إبقاء وجهه مغطى، كما حدث في الماضي.
وصفت الرسالة، التي وقّع عليها 15 جنديا، والتي كشف عنها موقع “واينت” الإخباري، الحادثة عندما صادفت القوة مدخل نفق بالقرب من مبنى خرساني جاهزة في 19 يوليو 2014. وفي تلك المرحلة، لم يكن (د) معهم. انقسمت الفرقة، حيث قامت مجموعة بحماية النفق بينما قامت المجموعة الأخرى بتمشيط المنطقة.
وكُتب في الرسالة “”فجأة، خرج إرهابي من المبنى الخرساني وبدأ بإطلاق النار. في إطلاق النار، أصيب الرقيب بنايا روبيل بجروح وتوفي في وقت لاحق متأثرا بجراحه. أول من وصل إلى الموقع كانت دبابة أطلقت النار على مبنى ودمرته”.
وصل قائد الكتيبة بعد ذلك، وانقسمت الفرقة مرة أخرى، حيث ساعدت إحدى المجموعات روبيل، فيما قامت المجموعة الأخرى بتمشيط المنطقة.
وجاء في الرسالة “عندما حددنا مبنى خرسانى آخر، أمرت الجميع بالانبطاح وإطلاق النار على المبنى بواسطة قاذفة قنابل يدوية. (د) لم ينبطح، وظل راكعا وفي اللحظة التي أطلقنا فيها النار على المبنى، تلقى إصابة في عينه وأصيب بشظية”.
وتابعت الرسالة أنه “في المقابلات التي أجريت معه بعد ذلك، قال إنه أخفى الإصابة عنا واستمر في القتال، ولم يتم إجلاؤه إلا في الصباح”، وأكدت الرسالة أن جميع الجنود سمعوا صراخه عندما أصيب.
زعم الجنود أنه من بين الأكاذيب التي رواها (د)، أن الخلية قتلت أربعة مسلحين قبل إجلائه، وأنهم سمعوا انفجارات، وأن مقاتلا فلسطينيا فجر نفسه أمام المبنى.
وقال (ش ر) إنه “بعد إصابته تم وضعه على متن ناقلة جند مدرعة وخلال عشر دقائق عاد إلى إسرائيل. الساعة لم تتجاوز التاسعة مساء، قبل الصباح بوقت طويل”، مضيفا أنه في الرواية الرسمية للأحداث، تم إضافة القنابل اليدوية والمقاتلين الفلسطينيين للأحدث كذبا.
عندما غادرت القوات غزة في استراحة للمرة الأولى، اتصل (د) بـ (ش ر)، وطلب منه أن يخبر المحققين الذين يحققون في الحادثه أنه كان حاضرا طوال مجرى الأحداث، وفقا للرسالة.
روى (ش ر): “بعد أسبوعين ونصف من القتال، تم تسريحنا إلى منازلنا، وتم استدعاؤنا للتحقيق حيث كان الضباط الذين لم يكونوا موجودين في المنطقة حاضرين. عندما فهموا أن روايتنا أنا وقائد سرية أخرى لا تتطابق مع روايتهم، توقفوا عن استدعائنا”.
وقال الجنود أنه لم تكن لديهم مشكلة في أن تتم ترقية (د) في الجيش، لكن منحه الدور الفخري في الحفل، الذي يختتم يوم ذكرى قتلى معارك إسرائيل والأعمال العدائية ويفتتح الاحتفالات بذكرى الاستقلال هو “خط أحمر”، ولذلك قرروا رفع أصواتهم، مضيفين أن عائلة روبيل الثكلى تستحق إجابات عن الحادثة.
وجاء في الرسالة “ليست لدي أي رغبة في إلحاق الأذى به أو منعه من التقدم في الجيش، لدي رغبة في أن يقول الشخص الذي تم اختياره ليكون أحد أهم 12 شخصا في البلاد هذا الأسبوع، الحقيقة وأن يعرف الجميع الحقيقة. وإذا قرروا السماح له بإيقاد شعلة، أو تعيينه رئيس أركان جيش الدفاع، فلا بأس بذلك. لكن كل شخص سيعرف الحقيقة”.
ردا على ذلك، زعم الجيش أنه لم يكن على دراية بالرسالة، وأشاد بـ (د) في بيان.
وقال الجيش إن “(د) هو قائد شجاع وأخلاقي عرّض حياته للخطر عدة مرات من أجل حماية سكان دولة إسرائيل في العديد من الأدوار القتالية، وسوف يوقد الشعلة باسم جنود جيش الدفاع وقوات الأمن”.
وقال قائدة المنطقة الجنوبية في الجيش، الميجر جنرال إليعزر توليدانو، الذي قاد لواء المظليين خلال عملية 2014، يوم الخميس أنه يحتضن عائلة روبيل “احتضانا قويا ودافئا” لكنه إنحاز إلى رواية (د) للأحداث.
وقال توليدانو إن “(د) أصيب بانفجار عدو، أو انفجار جراء إطلاق نار من قواتنا، وفقد عينه، واستمر في القتال حتى إجلائه الطبي. طوال مراحل التحقيق وبعده، لم يزعم اللفتنانت جنرال (د) خلاف ذلك ولم يكن هناك خطأ في سلوكه”.
كانت إسرائيل قد أرسلت قوات برية إلى غزة خلال الصراع الذي استمر سبعة أسابيع عندما اشتبك الجيش الإسرائيلي مع الفصائل الفلسطينية بقيادة “حماس” في القطاع الفلسطيني. وقُتل 74 شخصا – 68 جنديا، 11 منهم قُتلوا في هجمات أنفاق عبر الحدود، و6 مدنيين – على الجانب الإسرائيلي من النزاع. وفي غزة، قُتل أكثر من 2000 فلسطيني، وقدرت إسرائيل عدد المدنيين منهم بحوالي 50%، والباقين كانوا من المقاتلين.
وشابت مراسم إيقاد المشاعل جدلا بالفعل بعد أن أعلن زعيم المعارضة ورئيس حزب “يش عتيد” يائير لبيد أنه لن يحضر الحفل بسبب الانقسامات المجتمعية التي قال إن الحكومة أوجدتها بسبب برنامجها الراديكالي لإصلاح الجهاز القضائي.
ويأتي قرار لبيد بعد تقارير يوم الثلاثاء أفادت بأن ريغيف، المسؤولة عن الحفل، تخطط لقطع البث المباشر للحدث والتحول إلى تسجيلات للبروفة في حال قاطع محتجون مناهضون للحكومة مراسم إيقاد المشاعل الفعلية.