جنرال سابق يشبّه السيطرة العسكرية على الضفة الغربية بألمانيا النازية
عميرام ليفين يتهم الجيش الإسرائيلي بأنه "شريك في جرائم حرب" عندما يقف جنوده مكتوفي الأيدي بينما يعتدي المستوطنون على الفلسطينيين، ويقول إن الوضع في الضفة الغربية هو "أبارتهايد مطلق"
اتفق جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي مع فكرة أن سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية لها أوجه تشابه مع السياسات التمييزية في ظل ألمانيا النازية، وأعرب عن خشيته من ألا يكون لدى الجنود حافز للدفاع عن الدولة إذا نجح الإئتلاف الحاكم في تقييد القضاء.
وقال عميرام ليفين، الذي شغل منصب قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي وقاد وحدة النخبة “ساييرت ماتكال” وشغل منصب نائب رئيس جهاز الموساد، لإذاعة “كان” صباح الأحد، إن الجيش لا يعاني من أضرار لحقت بجاهزيته بسبب رفض جنود الاحتياط الخدمة احتجاجا على التعديلات القضائية فحسب، بل أنه أيضا “فاسد في جوهره” بسب وجوده المستمر في الضفة الغربية.
وقال ليفين للإذاعة العامة “إنه [الجيش] يقف جانبا، وينظر إلى المستوطنين مثيري الشغب، ويبدأ في أن يكون شريكا في جرائم حرب”، مضيفا “هذا أسوأ بعشر مرات من مسألة جاهزية [الجيش]… وأنا أقولها صراحة، أنا لست غاضبا من الفلسطينيين، أنا غاضب منا نحن. نحن نقتل أنفسنا من الداخل”.
شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعا في عنف المستوطنين، حيث أفادت الأمم المتحدة في وقت سابق بوقوع 600 هجوم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الأشهر الستة الأخيرة. ولقد سجلت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أرقاما مشابهة خلال هذه الفترة.
بحسب معطيات رسمية حصل عليها “تايمز أوف إسرائيل”، كانت هناك 680 حادثة إلقاء حجارة أو اعتداء على فلسطينيين من قبل المستوطنين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023، مقارنة بـ 950 حالة في عام 2022 بأكمله.
سأل المحاور ليفين إذا كان يوافق مع ما ورد في خطاب ألقاه في مايو 2016 عضو الكنيست السابق عن حزب “ميرتس” يائير غولان، عندما كان نائبا لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك، والذي قال فيه إن ما يحدث في إسرائيل مشابه لبعض التطورات التي شهدتها أوروبا في السنوات التي سبقت الهولوكوست.
ورد ليفين بالقول: “نجد صعوبة في قول ذلك، ولكن هذه هي الحقيقة. أنظر من حولك في الخليل، انظر إلى الشوارع، الشوارع التي لا يمكن للعرب استخدامها، اليهود فقط، هذا بالضبط ما حدث في بلدان كهذه”.
بعد الضغط عليه ليقول ما إذا كان يرى صراحة أوجه تشابه مع ألمانيا النازية، قال ليفين: “بالطبع. هذا مؤلم وليس لطيفا، لكن هذا هو الواقع. من الأفضل التعامل معه، حتى لو كان صعبا، من تجاهله”.
كما هاجم ليفين قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعيين “متهربين من الخدمة العسكرية” أعضاء في الحكومة مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي رفض الجيش الإسرائيلي قبوله للخدمة العسكرية بسبب أنشطته المتطرفة.
رئيس الوزراء يتم استغلاله على أيدي “مجموعة مسيحانية من المجرمين و’شباب التلال’ السابقين، أشخاص لا يعرفون حتى ما معنى ديمقراطية”، على حد تعبير ليفين، في إشارة إلى نشطاء المستوطنين المتطرفين الشباب.
وقال الجنرال السابق: “لقد أتوا من مناطق لا توجد فيها ديمقراطية، من الضفة الغربية، حيث لا توجد هناك ديمقراطية منذ 56 عاما”، مضيفا “هناك أبارتهايد مطلق”.
وراى ليفين أنه في حين أن التحديات التي تواجه جاهزية الجيش الإسرائيلي وسط حركة احتجاج واسعة النطاق لجنود الاحتياط “مقلقة”، إلا أنه قال إن “الدافع والوحدة” أكثر أهمية. وقال إن الجيش تمكن من التغلب على عدم استعداده لحرب “يوم الغفران” عام 1973 عندما شنت الجيوش العربية هجوما مباغتا بسبب إرادة الجنود للقتال من أجل البلاد.
وقال: “لم يتم فعل ذلك من أجل دكتاتور”، مضيفا أنه ينبغي أن يكون الجنود مؤمنين بالدولة من أجل المحاربة من أجلها.
وأضاف: “اليوم يوجد هناك تصدع. الناس لا يؤمنون أن دولة تحت نظام دكتاتوري ستنجح في الصمود، وحتى لو صمدت، فهي لن تكون مكانا يرغب أناس طيبون العيش فيه. لذلك، علينا أن نقلق أكثر بشأن الانقلاب وهذه المجموعة المروعة”، في إشارة إلى مشاريع قوانين التعديلات القضائية.
ليفين تحدث ليل السبت أيضا في المظاهرة المركزية ضد التعديلات القضائية في تل أبيب، حيث انفجر بالبكاء مناشدا وزراء “الليكود” بالتدخل ووقف استمرار التعديلات القضائية.
تعليقا على المقابلة الإذاعية مع ليفين، أعرب عضو الكنيست داني دنون (الليكود)، وهو عضو في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، عن خيبة أمله من أن الأشخاص الذين ساهموا في الدولة في الماضي يتعاطفون مع مثل هذه المعتقدات، قائلا إن “عقولهم تشوشت قليلا”.
وقال دنون: “كل من يقارننا بألمانيا أو بالنظام النازي يجب أن يخضع لفحص”.
ردا على تصريحات ليفين، قال مكتب بن غفير في بيان إن الجنرال السابق “يدرك جيدا أن بن غفير لم يلتحق بالخدمة العسكرية بسبب ضغوط سياسية من اليساريين”.
يوم الجمعة، التقى قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الميجر جنرال تومر بار، بعشرات طياري الاحتياط الذين أعلنوا التوقف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية التطوعية احتجاجا على التعديلات القضائية، وحذرهم من أن حالة جاهزية القوة “تزداد سوءا”.
وأضاف تقرير لأخبار القناة 12 لم يتم تأكيده أن بار قال للطيارين: “بدلا من الاستعداد للحرب، أنا أتعامل مع هذا فقط”.
بعد أن مرر الإئتلاف أول تشريع رئيسي ذي صلة في الشهر الماضي، أعلن أكثر من 10 آلاف جندي احتياط الذين يلتحقون باستمرار بالخدمة العسكرية على أساس طوعي إنهم سيتوقفون عن فعل ذلك. ولقد حذر جنود الاحتياط، الذين نفذ بعضهم تهديداته، من أنه لن يكون بمقدورهم الخدمة في إسرائيل غير ديمقراطية، والتي يرى البعض بأنها ستصبح كذلك إذا تحققت خطة الحكومة لإصلاح القضاء.