إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

جنرال إيراني: بشار الأسد منع جهود طهران لفتح جبهة سورية ضد إسرائيل

بهروز إسباطي يقول إن الزعيم السوري المخلوع رفض طلبات متعددة للسماح للميليشيات المدعومة من إيران بمهاجمة إسرائيل من بلاده بعد 7 أكتوبر؛ ويقر بأن سقوط النظام يشكل "ضربة كبيرة جدا".

مقاتل من المعارضة يسير أمام صورة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في ثكنات الفرقة الرابعة للجيش السوري المنحل، في بلدة دمّر بالقرب من دمشق، في 23 ديسمببر، 2024. . (Sameer Al-DOUMY / AFP)
مقاتل من المعارضة يسير أمام صورة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في ثكنات الفرقة الرابعة للجيش السوري المنحل، في بلدة دمّر بالقرب من دمشق، في 23 ديسمببر، 2024. . (Sameer Al-DOUMY / AFP)

كشف الجنرال الإيراني السابق في سوريا أن طهران ضغطت على الزعيم السوري المخلوع بشار الأسد إلى فتح جبهة إضافية ضد إسرائيل أثناء محاربتها لجماعات مسلحة مثل حماس وحزب الله على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية.

في تسجيل نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” ما جاء فيه يوم الأربعاء، قال البريغادير جنرال بهروز إسباطي إن العلاقات مع الأسد كانت متوترة قبل انهيار النظام السوري في بداية ديسمبر، بسبب رفضه السماح للميليشيات المدعومة من إيران بفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل من سوريا.

وقال إسباطي إن إيران قدمت للأسد خططا مفصلة لاستخدام الموارد الإيرانية في سوريا لمهاجمة إسرائيل، لكن على الرغم من الطلبات المتعددة، رفض السماح للإيرانيين بالمضي قدما.

وكان إسباطي قد ألقى كلمة الأسبوع الماضي في مسجد بطهران، ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية تصريحاته يوم الاثنين، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”. وفي تصريحات أخرى، أقر إسباطي بأن الجمهورية الإسلامية “هُزمت بشدة” بسقوط الأسد، على الرغم من الجهود المتكررة التي بذلها القادة الإيرانيون للتقليل من أهمية الأمر.

كما ورد أنه قلل من أهمية فكرة قيام إيران بمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر مرة أخرى واتهم روسيا بإغلاق أنظمة الرادار في سوريا أثناء الهجمات الإسرائيلية المزعومة على الموارد الإيرانية.

جاء سقوط نظام الأسد في خضم حرب مستمرة في قطاع غزة بدأت في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت حركة حماس آلاف المسلحين لمهاجمة إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، واختطاف 251 آخرين.

في اليوم التالي، بدأ حزب الله في الهجوم على طول الحدود الشمالية لإسرائيل. كما تحول هذا الصراع إلى حرب مفتوحة انتهت بوقف إطلاق نار هش في نهاية نوفمبر بعد أن دمرت إسرائيل إلى حد كبير قيادة حزب الله وموارده.

بالإضافة إلى ذلك، أطلق وكلاء آخرون لإيران، مثل الميليشيات في العراق والمتمردين الحوثيين في اليمن، صواريخ ومسيّرات على إسرائيل منذ بدء حرب غزة.

وعلى الرغم من رفض الأسد الظاهري الموافقة على فتح جبهة سورية مع إسرائيل، فقد وقعت عدة هجمات صاروخية من قبل مجموعات مدعومة من إيران في سوريا على شمال إسرائيل في الأشهر الخمسة عشر الماضية، وإن لم تكن على النطاق الذي سعت إليه إيران على ما يبدو. وكانت مثل هذه الهجمات تحدث من وقت لآخر قبل بدء الحرب.

وأطلق حزب الله آلاف الصواريخ على إسرائيل خلال نفس الفترة. وقد أدى هذا، إلى جانب التهديد بهجوم ضخم محتمل عبر الحدود مماثل لهجوم حماس، إلى إجلاء 60 ألف إسرائيلي من سكان الشمال وتقييد الموارد العسكرية التي تم نشرها في المنطقة. وشنت إسرائيل هجوما ضد حزب الله في سبتمبر، والذي أدى في نهاية المطاف إلى اتفاق هدنة تم التوصل إليه بوساطة في نوفمبر.

بعد أيام من موافقة حزب الله المنهك على وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر، سقط نظام الأسد، مما يمثل نكستين استراتيجيتين رئيسيتين لإيران. كما تقلصت قدرات حماس بشكل كبير بسبب الحرب في غزة، حيث قُتل العديد من كبار الشخصيات، بما في ذلك اثنان من قادتها منذ فترة طويلة.

إيران وحماس وحزب الله جميعها منظمات ملتزمة بتدمير إسرائيل.

وقال إسباطي: “لا أعتبر خسارة سوريا أمرا يدعو للفخر (…) لقد هُزمنا وهُزمنا شر هزيمة. لقد تلقينا ضربة قوية للغاية وكان الأمر صعبا للغاية”.

لعقود من الزمان، كانت إيران وسوريا حليفين استراتيجيين رئيسيين. استخدمت طهران سوريا لتزويد جماعة حزب الله التابعة لها في لبنان بالأسلحة، كما ساعد المستشارون العسكريون الإيرانيون وكذلك حزب الله نظام الأسد في محاربة المتمردين خلال الحرب الأهلية الطويلة في البلاد.

ولكن في ديسمبر، أنهت قوات المتمردين في سوريا حكم نظام الأسد الذي استمر 50 عاما. منذ ذلك الحين، سعت الحكومة الجديدة إلى طمأنة العالم بأنها تسعى إلى الاستقرار الإقليمي وفتحت قنوات اتصال مع العديد من الدول الغربية، بينما تحدثت أيضا مع إيران.

الرئيس السوري آنذاك بشار الأسد (في الوسط) يلوح لأنصاره في مركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية في مدينة دوما، بالقرب من العاصمة السورية دمشق، 26 مايو، 2021. (AP Photo/Hassan Ammar, File)

واتهم إسباطي روسيا بالقول إنها تقصف قوات المتمردين في سوريا بينما كانت في الواقع تسقط ذخائر على حقول مفتوحة. كما زعم أنه على مدار العام الماضي، وبينما كثفت إسرائيل من قصفها المزعوم على الموارد الإيرانية في سوريا، “أغلق الروس أجهزة الرادار”، مما مكن الضربات.

ووفقا للتقرير، أشرف إسباطي على العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا وعمل عن كثب مع وزراء البلاد ومسؤولي الدفاع والجنرالات الروس. وكانت موسكو أيضا حليفة لنظام الأسد وقدمت الدعم العسكري لها، بما في ذلك قوة جوية كبيرة، خلال الحرب الأهلية.

وأقرت إسرائيل بتنفيذ مئات الغارات الجوية على أهداف إيرانية في سوريا لكنها لا تعلق عموما على هجمات محددة.

وفي ضوء الوجود الروسي المكثف في سوريا، أنشأت إسرائيل في سبتمبر 2015 آلية مع موسكو – تضم مجموعتي عمل يقودها نائبا رئيسي أركان الجيشين – لتجنب الصراعات وسوء الفهم المميت المحتمل.

وعلى الرغم من الإطاحة بالأسد، قال إسباطي إن طهران ستواصل البحث عن سبل لتجنيد مقاتلين في سوريا بغض النظر عن الجهة التي تدير البلاد.

وأضاف: “يمكننا تفعيل كل الشبكات التي عملنا معها على مر السنين، ويمكننا تفعيل الطبقات الاجتماعية التي عاش شبابنا بينها لسنوات، ويمكننا أن نكون نشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ويمكننا تشكيل خلايا مقاومة”.

وتابع قائلا: “الآن يمكننا العمل هناك كما نفعل في الساحات الدولية الأخرى، وقد بدأنا بالفعل”.

سوريون يحتفلون بأول صلاة جمعة منذ الإطاحة ببشار الأسد في الساحة المركزية في دمشق، سوريا، في 13 ديسمبر، 2024. (AP Photo/Hussein Malla, File)

وأشار التقرير إلى أن إيران تواجه معارضة شعبية وسياسية في سوريا، فضلا عن تحذيرات إسرائيلية من أنها ستتحرك لتدمير أي حشد عسكري إيراني.

وكان عنوان خطاب إسباطي في مسجد “ولي العصر” في طهران “الإجابة على أسئلة حول انهيار سوريا”.

خلال جلسة الأسئلة والأجوبة، قال إسباطي إن إيران لا تخطط لمهاجمة إسرائيل مرة أخرى، كما فعلت مرتين في العام الماضي.

ونقل التقرير عن إسباطي قوله إن “الوضع” في الوقت الحالي يعني أن شن هجوم آخر ليس واقعيا. في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تنتظر ساحات متعددة لمعرفة الخطوات التي ستتخذها الإدارة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد توليه منصبه في 20 يناير.

كما أوضح إسباطي سبب عدم قيام إيران بمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة بشكل مباشر، قائلا إن ذلك لن يجلب سوى رد مضاد أكبر من الولايات المتحدة وحلفائها. وأشار إسباطي إلى أن بعض الصواريخ الإيرانية لن تفلت من أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية.

ومع ذلك، فقد قدم لجمهور مستمعيه تطمينات بأن إيران لا تزال القوة المهيمنة في المنطقة، حسب التقرير.

رجل سوري يقف على تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد في ساحة الأمويين في العاصمة دمشق في 17 ديسمبر، 2024. (Sameer Al-DOUMY / AFP)

وقال عضو إيراني في الحرس الثوري الإيراني عمل في الماضي كخبير إستراتيجي في العراق، حيث تمارس إيران أيضا سيطرتها على ميليشيات قوية، لصحيفة نيويورك تايمز إن طهران عقدت اجتماعات لتشكيل استراتيجية لسوريا. ورغم عدم اتخاذ أي قرار بشأن أي سياسة، إلا أن هناك اتفاقا على أن الفوضى من شأنها أن تفيد إيران.

كما اجتذب القتال على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية إيران بشكل مباشر عندما أطلقت مئات الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل في أبريل وأكتوبر من العام الماضي. وتم إحباط كلا الهجومين إلى حد كبير من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.

في أعقاب الهجوم الثاني، نفذت إسرائيل ضربات واسعة على إيران لأول مرة، وقصفت أنظمة الدفاع الجوي وقدرات تصنيع الصواريخ.

اقرأ المزيد عن