جندي خارج الخدمة من بين المعتقلين في آخر هجوم للمستوطنين على قرية فلسطينية
يشتبه في ضلوع الجندي في هجوم يوم السبت على أم صفا في الضفة الغربية، حيث أضرم المستوطنون النار في المركبات والمنازل وأطلقوا النار على المدنيين
كان جندي إسرائيلي خارج الخدمة واحد من أربعة مشتبه بهم اعتقلوا بسبب هجوم عنيف شنه مستوطنون على قرية فلسطينية في الضفة الغربية يوم السبت.
اقتحم عشرات المستوطنين قرية أم صفا، وأضرموا النيران في مركبات ومنازل وأطلقوا النيران في اليوم الخامس على التوالي من الهجمات التي استهدفت عدة فلسطينيين منذ هجوم إطلاق نار نفذه مسلحان فلسطينيان يوم الثلاثاء وقتل فيه أربعة إسرائيليين خارج مستوطنة “عيلي”.
وبحسب الجيش، اعتقلت الشرطة الجندي بعد أعمال الشغب، وتم تسليمه لجهاز الأمن العام (الشاباك) لمتابعة الاستجواب. ولم يكن في الخدمة وقت الحادث.
في وقت سابق من اليوم، تم اعتقال ثلاثة مشتبه بهم آخرين، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية. وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود اعتقلوا أحد المشتبه بهم وسط أعمال الشغب في أم صفا، وتم تسليمه إلى الشرطة.
وفي أعقاب الهجوم القاتل يوم الثلاثاء الذي نفذه مسلحون تابعون لحماس في محطة وقود بالضفة الغربية، شهدت الأيام الأخيرة أعمال شغب لمئات من المستوطنين داخل البلدات والقرى الفلسطينية، حيث أضرموا النيران في المنازل والسيارات، وحتى أطلقوا النار في بعض الحالات، بما في ذلك في أم صفا يوم السبت.
وبحسب إذاعة الجيش فإن المستوطنين توجهوا بسياراتهم إلى القرية لتنفيذ الهجوم. اليهود المتدينون لا يقودون سياراتهم في أيام السبت، إلا إذا كان من الضروري القيام بذلك لإنقاذ الأرواح، بناء على مبدأ “بيكواح نيفش” – كما يُعرف بالعبرية – في الشريعة اليهودية والذي يتفوق تقريبا على جميع المتطلبات الدينية الأخرى.
Footage shows settlers, some masked, opening fire at Palestinians in the village of Umm Safa during the attack earlier. pic.twitter.com/TwLuJwUm8z
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) June 24, 2023
وفي وقت لاحق يوم السبت، أصدر قائد الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار ومفوض الشرطة كوبي شبتاي بيانًا مشتركًا يدين بشدة سلسلة هجمات المستوطنين الأخيرة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ووصفوها بأنها “إرهاب قومي في كل معنى الكلمة”.
وقال المسؤولون الثلاثة إن “قوات الأمن تعمل ضد مثيري الشغب، وتخاطر بحياة جنود الجيش الإسرائيلي وضباط الشرطة الإسرائيلية وضباط الشاباك. هذا العنف يزيد الإرهاب الفلسطيني ويضر بدولة إسرائيل والشرعية الدولية لقوات الأمن لمحاربة الإرهاب الفلسطيني، ويصرف قوات الأمن عن مهمتها الرئيسية ضد الإرهاب الفلسطيني”.
“الجيش الإسرائيلي، الشاباك وشرطة إسرائيل ملتزمون بمواصلة العمل بحزم وبكل الوسائل المتاحة لنا للحفاظ على الأمن والقانون في يهودا والسامرة. الجيش الإسرائيلي سيحول ويعزز القوات لمنع مثل هذه الحوادث في يهودا والسامرة، وسيقوم الشاباك بتوسيع الاعتقالات، بما في ذلك الاعتقالات الإدارية، ضد مثيري الشغب الذين يتصرفون بطرق عنيفة ومتطرفة داخل القرى الفلسطينية”، ورد في البيان.
واعترف الجيش بأنه “فشل” في وقف أعمال شغب أخرى للمستوطنين في الأيام الأخيرة.
بعد ساعات من الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء بالقرب من مستوطنة “عيلي” حيث قتل أربعة إسرائيليين بالرصاص في محطة وقود، اجتاح عدد غير معروف من المستوطنين العديد من البلدات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، بما في ذلك حوارة، التي شهدت أعمال شغب قاتلة أخرى للمستوطنين في وقت سابق هذا العام.
وفي اليوم التالي، قام مئات من المستوطنين أيضا باقتحام بلدتي ترمسعيا وعوريف الفلسطينيتين – بعد وقت قصير من دفن ضحايا الهجوم – حيث أطلقوا النار على السكان، وأضرموا النيران في المنازل والسيارات والحقول، وأرهبوا السكان.
وقُتل فلسطيني – عمر قطين (27 عاما) – في ظروف غامضة في بلدة ترمسعيا.
وقالت الشرطة الإسرائيلية يوم الجمعة إنها اعتقلت أربعة أشخاص لصلتهم بالعنف دون أن تذكر المزيد من التفاصيل. وتم استجواب المشتبه بهم من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك).
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث نفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية، وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية.
منذ بداية العام، أسفرت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية عن مقتل 24 شخصا، من بينهم ضحايا يوم الثلاثاء. واستهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر على مدار العام الماضي القوات أثناء تنفيذها مداهمات واعتقالات ومواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية ومدنيين على الطرق، خاصة في شمال الضفة الغربية.
ووفقا لحصيلة جمعتها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل ما لا يقل عن 134 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.