إسرائيل في حالة حرب - اليوم 534

بحث

جماعات يهودية ومسلمة تدين استخدام ترامب لكلمة ”فلسطيني“ كإهانة لشومر

مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية يقول إن استخدام المصطلح بهذه الطريقة ”يقلل من هيبة منصبه“؛والجماعات اليهودية تقول إن الرئيس الأمريكي لا يحق له أن يقرر من هو يهودي وأن تصريحاته تعد سلاحًا لمعاداة السامية

زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الديمقراطي من نيويورك، يتحدث مع الصحفيين بينما يعمل الجمهوريون على تمرير مشروع قانون إنفاق مؤقت من شأنه أن يتجنب الإغلاق الحكومي الجزئي ويحافظ على تمويل الوكالات الفيدرالية حتى سبتمبر، في مبنى الكابيتول في واشنطن، 11 مارس، 2025.  (J. Scott Applewhite/AP)
زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الديمقراطي من نيويورك، يتحدث مع الصحفيين بينما يعمل الجمهوريون على تمرير مشروع قانون إنفاق مؤقت من شأنه أن يتجنب الإغلاق الحكومي الجزئي ويحافظ على تمويل الوكالات الفيدرالية حتى سبتمبر، في مبنى الكابيتول في واشنطن، 11 مارس، 2025. (J. Scott Applewhite/AP)

واشنطن –   انتقدت جماعات مسلمة ويهودية في الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء لإشارته إلى كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر، بأنه ”فلسطيني“، حيث قالت المنظمات إن الرئيس استخدم هذا المصطلح كإهانة.

وكان ترامب، وهو جمهوري، قد سُئل من قبل الصحفيين في البيت الأبيض عن سياسة معدل ضريبة الشركات الأمريكية خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن، وردا على ذلك أعرب عن استيائه من عدم دعم الديمقراطيين في الكونغرس لأجندته. تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الأيرلندية مؤيدة بشدة للفلسطينيين.

وقال ترامب: ”شومر فلسطيني في رأيي. لقد أصبح فلسطينيًا. اعتاد أن يكون يهوديًا. لم يعد يهوديًا بعد الآن. إنه فلسطيني”، في إشارة على ما يبدو إلى أن السيناتور المخضرم من نيويورك أصبح شديد الانتقاد لإسرائيل.

شومر هو أعلى مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ليس من أصول فلسطينية.

وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي الوطني لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية: ”إن استخدام الرئيس ترامب لمصطلح ’فلسطيني‘ كإهانة عنصرية هو أمر مهين ويقلل من هيبة منصبه”.

وأضاف عوض، وهو من أصول فلسطينية، إن تعليقات ترامب تُظهر ”استمرار تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم“.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (على يمين الصورة) يلتقي رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في 12 مارس، 2025. (Photo by Mandel NGAN / AFP)

وانتقدت الجماعات اليهودية هذه التصريحات حيث قال البعض إنها ترقى إلى معاداة السامية.

وعلّقت هالي سويفر، الرئيسة التنفيذية للمجلس الديمقراطي اليهودي في أمريكا على منصة X: ”لا يحق لدونالد ترامب أن يقرر من هو اليهودي. هذه التعليقات بغيضة، ولكنها تكشف لماذا لم ولن تدعم الغالبية العظمى من الناخبين اليهود دونالد ترامب أبدا“.

وكتبت إيمي سبيتالنيك، الرئيسة التنفيذية للمجلس اليهودي للشؤون العامة، على منصة التدوين المصغر Bluesky: ”إن هدف هذه الإدارة ليس مواجهة معاداة السامية أو حماية إسرائيل، بل هو استخدام معاداة السامية كسلاح لملاحقة أعدائهم السياسيين، والدفع بأجندة متطرفة، وتقويض الديمقراطية – وهذا يجعل اليهود *أقل أمانًا*”.

إيمي سبيتالنيك، الرئيسة التنفيذية للمجلس اليهودي للشؤون التنفيذية، تحضر احتجاجًا على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصلاح القضاء، بينما يلقي رئيس الوزراء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مدينة نيويورك، 22 سبتمبر، 2023. (Rob Kim/Getty Images for New York Protest Movement/AFP)

كما قال جوناثان جاكوبي، الذي يقود Nexus Project، وهي منظمة ترصد معاداة السامية ”إن هجوم ترامب على شومر معادٍ للسامية وعنصري”، وأضاف: ”إنه يسلط الضوء على الهوية اليهودية، مستخدما فكرة الولاء المزدوج، ويلمح إلى أن الفلسطينيين أشرار. هذا تحريض خطير. يجب على الجماعات اليهودية أن تقولها بوضوح: الرئيس ينشر الكراهية ويستخدم معاداة السامية كسلاح“.

وفي الوقت نفسه، وصفت المجموعة الصهيونية التقدمية ”سرد يهودي جديد“ هذا التصريح بأنه ”سخيف ومهين“.

وأضافت المنظمة ”شومر يهودي، بغض النظر عن آرائه حول إسرائيل وفلسطين أو أي شيء آخر. وكلمة ’فلسطيني’ ليست إهانة. واستخدامها على هذا النحو هو محض عنصرية.“

كما أدانت رابطة مكافحة التشهير هي أيضًا هذه التعليقات، وقالت في بيان لها: ”يتمتع الرئيس بالعديد من الصلاحيات، ولكن ليس من بينها تحديد من هو يهودي ومن ليس يهوديًا. إن القيام بذلك، واستخدام كلمة ’فلسطيني’ كإهانة، كلاهما دون مستوى أي رئيس. وبدلًا من استخدام هوية الناس كسلاح، استخدم قوة منبر السلطة لتوحيد الشعب الأمريكي“.

وأثارت تصريحات ترامب أيضًا بعض الثناء. فقد كتب ديفيد فريدمان، سفير ترامب السابق لدى إسرائيل، على منصة X ”من الناحية المجازية، لم أكن لأقولها بشكل أفضل من ذلك“.

السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان يتحدث خلال فعالية للائتلاف اليهودي الجمهوري في فيلادلفيا، 17 أغسطس، 2022. (AP Photo/Matt Rourke)

بشكل عام، اختار ترامب مثل هذه اللغة للتقليل من شأن الديمقراطيين الذين يرى أنهم لا يدعمون إسرائيل بشكل كاف.

ولكن في هذه الحالة، أدلى ترامب بهذه التعليقات أثناء حديثه عن معدل ضريبة الشركات. فبعد أن قال إن الشعب الأمريكي سيلوم الديمقراطيين على الضرائب المرتفعة، شن ترامب هجوما على السيناتور من نيويورك، خصمه الأكبر في الكونغرس الذي عارض يوم الأربعاء مشروع قانون تمويل صاغه الجمهوريون.

وكان ترامب قد نفى في وقت سابق مزاعم ضده بالتمييز ومعاداة السامية. ولم يكن لدى البيت الأبيض وشومر أي تعليق فوري.

وقد شارك كل من مؤيدي ترامب ومعارضيه مقاطع من هذه التصريحات على الإنترنت.

وكانت تصريحات يوم الأربعاء أحدث مثال على استخدام ترامب لكلمة ”فلسطيني“ كصفة للإشارة إلى شومر، الذي وصفه ذات مرة زورًا بأنه ”عضو فخور في حماس“.

ولقد تحدث شومر، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، مرارًا وتكرارًا عن هويته اليهودية طوال حياته السياسية. وسيصدر قريبًا كتابًا عن مكافحة معاداة السامية.

واجه ترامب انتقادات من الجماعات الحقوقية خلال حملته الانتخابية العام الماضي عندما أشار إلى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على أنه فلسطيني خلال مناظرة رئاسية. كما قال ترامب العام الماضي إن اليهود الذين لم يصوتوا له يحتاجون إلى ”فحص رؤوسهم“.

شخص يرتدي قلنسوة يهودية كُتب عليها “ترامب 47 القيادة اليهودية” خلال اليوم الأخير من مؤتمر الحزب الجمهوري لعام 2024 في منتدى فيسيرف في ميلووكي بولاية ويسكونسن، في 18 يوليو، 2024. (Jim WATSON / AFP)

وقد لاحظ المدافعون عن حقوق الإنسان ارتفاعًا في كراهية الإسلام والتحيز ضد الفلسطينيين ومعاداة السامية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

وفي الآونة الأخيرة، واجه ترامب انتقادات بشأن خطته لاستيلاء الولايات المتحدة على غزة وتهجير الفلسطينيين من القطاع. وقد وصفت المنظمات الحقوقية والدول العربية والفلسطينيون والأمم المتحدة خطته بأنها مقترح للتطهير العرقي. ويبدو أن ترامب قد خفف من موقفه من الخطة.

وتسعى إدارة ترامب أيضا إلى ترحيل محمود خليل، وهو ناشط فلسطيني لعب دورا بارزا في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جامعة كولومبيا في نيويورك.

اقرأ المزيد عن