جماعات حقوقية تقدم التماسا إلى المحكمة لإغلاق مركز احتجاز في النقب بسبب مزاعم تعذيب
المنظمات تستشهد بأدلة على أن فلسطينيين من غزة الذين تم احتجازهم هناك خضعوا لعمليات جراحية دون تخدير، واحتُجزوا في أوضاع مؤلمة؛ الدولة توافق على طلب تشريح جثة طبيب من غزة الذي توفي في الحجز
قدمت جماعات حقوق إنسان إسرائيلية يوم الخميس التماسا إلى محكمة العدل العليا لإغلاق مركز الاحتجاز في قاعدة “سديه تيمان” العسكرية في النقب بسبب مزاعم عن تعذيب معتقلين من غزة في المنشأة.
وجاء في الالتماس “لقد تزايدت الأدلة على ما يُزعم أنه يحدث في المنشأة، مما يكشف واقعا لا يمكن تصوره من عمليات جراحية تتم دون تخدير، واحتجاز المعتقلين في أوضاع مؤلمة لأيام، وتكبيل أيدي ينجم عنه بتر أطراف، وتعصيب العينين لفترات طويلة، وحتى عند تقديم العلاج الطبي وأثناء [قيام المعتقلين] يقضاء حاجتهم، واحتجاز المعتقلين في الحفاضات، وتعرضهم للضرب والإساءة”.
الالتماس قدمته جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، وأطباء من أجل حقوق الانسان، وهموكيد، واللجنة العامة لمناهضة التعذيب، من بين منظمات أخرى.
في وقت سابق من هذا الشهر، نشر تقرير لشبكة CNN تفاصيل مزعومة عن انتهاكات واسعة النطاق بحق المعتقلين، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقيود الجسدية، والضرب، وإهمال المشاكل الطبية، والعقوبات التعسفية، وأكثر من ذلك، نقلا عن كاشفيّ تجاوزات إسرائيلييّن وطبيب فلسطيني كان محتجزا في منشأة سديه تيمان.
معظم المعتقلين في المنشأة هم من نشطاء الفصائل المسلحة المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم خلال حرب غزة المستمرة منذ عدة أشهر، بما في ذلك خلال الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر.
يُسمح قانونا باحتجاز النشطاء المشتبه بهم بالإرهاب لمدة 45 يوما قبل أن يتم إطلاق سراحهم أو نقلهم إلى رعاية مصلحة السجون الإسرائيلية.
وقال المصدران الإسرائيليان إن السجناء أجبروا على الجلوس بشكل مستقيم لساعات طويلة، معصوبي الأعين معظم الوقت، ولم يُسمح لهم بالكلام. كان أحد أشكال العقاب الشائعة لأولئك الذين تحدثوا أو أزعجوا بطريقة أخرى هو إجبارهم على وضع أذرعهم فوق رؤوسهم لمدة ساعة. وكانت أذرع بعضهم مقيدة بأربطة بلاستيكية فوق رؤوسهم.
ونفى الجيش وقوع انتهاكات واسعة النطاق، وقال لشبكة CNN: “يضمن جيش الدفاع السلوك المناسب تجاه المعتقلين المحتجزين. ويتم فحص أي ادعاء بسوء سلوك جنود جيش الدفاع والتعامل معه على هذا الأساس. في الحالات الملائمة، يتم فتح تحقيقات لدى الشرطة العسكرية عندما يكون هناك اشتباه في سوء سلوك يبرر مثل هذا الإجراء”.
وأضاف “يتم تكبيل أيدي المعتقلين بناء على مستوى الخطورة والحالة الصحية. وحوادث التكبيل غير القانوني ليست معروفة للسلطات”.
في غضون ذلك، أبلغت الشرطة الإسرائيلية المحكمة المركزية في القدس يوم الخميس أن الدولة وافقت على إجراء تشريح لجثة الطبيب الكبير في غزة عدنان البرش، الذي توفي أثناء احتجازه في سجن “عوفر” الشهر الماضي.
وقال مصدر مهني لصحيفة “هآرتس” إن حقيقة مرور شهر على وفاة البرش قد تضعف نتائج الإجراء.
وكان البرش يتمتع بصحة جيدة وقت اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية في ديسمبر أثناء عمله بشكل مؤقت في مستشفى العودة في شمال غزة، وهناك “قلق شديد” من أن تكون وفاته ناجمة عن تعرضه للتعذيب من قبل قوات الأمن، وفقا للالتماس المقدم من قبل أطباء من أجل حقوق الانسان نيابة عن زوجة البرش، ياسمين.
شغل البرش منصب رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في غزة، وقد وصفت جمعيات الأسرى الفلسطينيين وفاته بـ”الاغتيال”.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن مصلحة السجون أعلنت وفاة البرش في 19 أبريل، حيث تم احتجازه لأسباب تتعلق بالأمن القومي في سجن عوفر. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي أي معلومات إضافية في ذلك الوقت.
وتصر إسرائيل على أن حماس تستخدم المستشفيات لأغراض عسكرية وأن عملياتها يبررها “وجود إرهابيين”.
كان مستشفى الشفاء مسرحا لعملتين منفصلتين للجيش الإسرائيلي عندما سعى الجيش للقبض على المسلحين الذين استخدموا المستشفى كمقر ونقطة انطلاق لهجماتهم. كما تم احتجاز رهائن اختطفهم المسلحون خلال هجوم 7 أكتوبر بشكل مؤقت في المستشفى.
في شهر مارس، نفذ الجيش عملية ثانية في المستشفى بعد أن أعاد آلاف المسلحين تجميع صفوفهم هناك بعد انسحاب للجيش الإسرائيلي من الموقع.
خلال العملية، التي بدأت في 18 مارس، قال الجيش إنه ألقى القبض على 900 مشتبه بهم، من بينهم أكثر من 500 تأكد أنهم نشطاء فصائل مسلحة، وقتل أكثر من 200 مسلح. من بين القتلى والمعتقلين قياديين كبار في حركتي حماس والجهاد الإسلامي. كما تم العثور على معلومات استخباراتية قيمة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأفاد بعض موظفي وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الذين تم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية في الأشهر الماضية عن تعرضهم لسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، بما في ذلك الحرمان من الطعام والنوم.
وتوفي 18 أسير على الأقل منذ بداية الحرب، بحسب جمعيات الأسرى، التي حضت إسرائيل على الكشف عن رقم وموقع ومصير المعتقلين من غزة.
ويتم بشكل روتيني إعادة المعتقلين في غزة الذين يتبين عدم وجود أي صلة لهم بالفصائل الفلسطينية إلى القطاع.
اندلعت الحرب عندما شنت حماس هجومها في 7 أكتوبر، والذي شهد اقتحام حوالي 3000 مسلح إسرائيل عبر الحدود، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 252 آخرين كرهائن.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 35 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا أو يُفترض أنهم قتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه تم التعرف على حوالي 24 ألف قتيل فقط في المستشفيات. وتشمل الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها، نحو 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة. كما تقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.
وقد قُتل 286 جنديا خلال الهجوم البري ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة. كما قُتل مقاول مدني في وزارة الدفاع في القطاع.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد ووكالة رويترز