جامعة فلسطينية تطور نموذجا أوليا لجهاز تنفس صناعي
رئيس جامعة القدس يقول إنه، في حال تمت المصادقة عل الجهاز، ستقوم الكلية بتصنيعه لمساعدة الضفة الغربية وغزة، حيث يوجد أقل من 350 جهاز تنفس

نجح فريق من المهندسين والأطباء في جامعة القدس ببلدة أبو ديس في الضفة الغربية في تطوير نموذج أولي لجهاز تنفس صناعي، مما عزز الآمال في أن يتمكن الفلسطينيون من تصنيع آلات التنفس الحيوية محليا لعلاج حالات COVID-19 الخطيرة.
قد يمهد هذا التطور الطريق أمام الفلسطينيين لتقليل النقص الحاد في أجهزة التنفس الصناعي في المرافق الطبية الفلسطينية، جزئيا على الأقل، حيث يوجد حاليا 256 جهاز تنفس صناعي فقط في الضفة الغربية و 87 في قطاع غزة ، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. .
وقال جيرالد روكنشاوب، رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية لدى الفلسطينيين، الأحد، إن ما بين ثمانين وتسعين في المئة من أجهزة التنفس الصناعي الموجودة في مؤسسات الصحة الفلسطينية مُستخدمة بالفعل من قبل مرضى يعانون من مشاكل صحية لا علاقة لها بوباء كورونا.
وقال رئيس جامعة القدس، عماد أبو كشك، في مكالمة هاتفية، “لق قام فريق جامعتنا بصنع جهاز التنفس الصناعي هذا لأنه يريد إنقاذ الأرواح”.
شهد الطلب العالمي على أجهزة التنفس الصناعي ارتفاعا حادا في الشهر الماضي بسبب حاجة المرضى في حالات خطيرة جراء إصابتهم COVID-19 من حول العالم منهم إليها للبقاء على قيد الحياة.
في إيطاليا، لم تتمكن بعض المستشفيات من توفير جهاز تنفس صناعي لكل شخص احتاجه، في بلد سجل أكثر من 110,000 حالة إصابة بالفيروس حتى الآن.
وقالت السلطات الفلسطينية إن 161 شخصا أصيبوا بالفيروس في الضفة الغربية وغزة، والغالبية العظمى منهم لا تحتاج إلى دخول المستشفى للعلاج.

ومع ذلك، أعرب مسؤولون فلسطينيون عن خشيتهم من احتمال ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس في الضفة الغربية مع عودة عشرات آلاف العمال الفلسطينيين في إسرائيل إلى منازلهم في الأراضي الفلسطينية في الأسابيع المقبلة.
وقال هاني عابدين، عميد كلية الطب في جامعة القدس والذي شارك في تطوير النموذج الأولي، إنه لا يمكن مقارنة الجهاز بأجهزة التنفس الصناعي التي تنتجها شركات عالمية كبرى، لكنه أكد على أنه لا يزال بإمكانه مساعدة المرضى على التنفس.
وقال في مكالة هاتفية “لا يحتوي الجهاز على جميع الوظائف والأوضاع التي تصنعها شركات عالمية، ولكن بإمكانه مساعدة الأشخاص الذين يعانون من فشل تنفسي حاد على الشهيق والزفير ويعطيهم الأوكسجين”، وأضاف “يمكن أن يبقيهم على قيد الحياة”.

وقال حيدر حجة، رئيس مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية التي تمنح التراخيص للشركات لإنتاج السلع، إن أعضاء منظمته ووزارة الصحة الفلسطينية سيجتمعون يوم السبت لدراسة النموذج.
وقال في مكالمة هاتفية، “إذا وجدنا أن الجهاز يفي بمعاييرنا، فسوف نسمح له بالانتقال إلى مرحلة الإنتاج”، مشير إلى ان مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية ووزارة الصحة تقومان بفحص جهاز التنفس الصناعي بشكل أسرع مما هو متبع عادة.
وقال إن المسؤولين سيتأكدون من أن النموذج الأولي سليم كهربائيا وأنه تمت معايرته بشكل صحيح وسيراجعون كيفية أدائه في محاكاة طبية.
وقال أبو كشك إنه في حال حصل النموذج على الموافقة الرسمية لإنتاجه بكميات كبيرة، فإن الجامعة تدرس جديا تصنيعه داخليا.
وقال “اتصلت العديد من الشركات وطلبت عقد صفقات، ولكننا نعتقد أنه سيكون من الأفضل أن نقوم بتصنيع الأجهزة في الجامعة وبيعها بتكلفة الإنتاج”، وتوقع أن يبلغ سعر كل جهاز ما بين 500$-2000$، وأضاف “نفضل ألا يكون هذا المشروع بهدف الربح ونعتقد أن بإمكان طلاب الهندسة الممتازين لدينا لعب دور رئيسي في إنتاج الأجهزة”.
وقد حظي النموذج ، بحسب رئيس الجامعة، بالثناء من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسؤولين فلسطينيين آخرين.
وقال أبو كشك “لقد اتصل بنا الرئيس وهنأنا على الإنجاز، وشدد على أن البلاد بحاجة ماسة لهذه الآلة”.

وقال عابدين إن فكرة صنع جهاز التنفس الصناعي أتته هو وزملائه لأول مرة منذ نحو أسبوعين، لكن المشروع أصبح واقعا بعد أن عملوا عليه على مدار ثلاثة أيام متتالية.
وقال إن “الجزء الأكثر تعقيدا كان برمجه الجهاز بطريقة تتوافق مع الواقع الطبي”، مشيرا إلى أن فريق المهندسين والأطباء درس أيضا طريقة صنع نظرائهم في كندا والولايات المتحدة لأجهزة التنفس الصناعي.
وأضاف حجة أن جامعات ومنظمات وشركات فلسطينية أخرى تعمل على تطوير نماذج أولية لأجهزة تنفس صناعي، لكنه قال إنها لا تزال تعمل على تجهيز هذه النماذج للمراجعة الرسمية.