توقعات بمشاركة الآلاف في مظاهرة بتل أبيب بعد مرور 6 أشهر على تواجد الرهائن الإسرائيليين في أسر حماس
سيتم أيضا تنظيم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد للدعوة لإجراء انتخابات مع تزايد الغضب ضد الحكومة، التي يُلقى عليها اللوم بشكل متزايد لفشلها في تأمين إطلاق سراح المختطفين لدى حماس
من المتوقع أن ينضم آلاف الإسرائيليين إلى عائلات الرهائن في تل أبيب يوم السبت للمشاركة في مظاهرات ستحيي ذكرى مرور ستة أشهر على اختطاف الرهائن واقتيادهم إلى غزة خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر.
وسيحتشد المتظاهرون في شارع بيغن من أمام مقر وزارة الدفاع (الكرياه) في تل أبيب للمشاركة في المظاهرة الأسبوعية، ومطالبة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح 134 شخصا لا يزالون في أسر حماس.
بالإضافة إلى المظاهرة من أجل الرهائن، من المقرر تنظيم مظاهرة منفصلة تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة في الساعة 7:30 مساء عند تقاطع كابلان في تل أبيب. وسيتم تنظيم عدة احتجاجات أخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك احتجاج خارج منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية الساحلية.
وشهد الأسبوع الماضي تقاربا متزايدا بين احتجاجات العائلات والمظاهرات الحاشدة المناهضة للحكومة التي كانت حدثا أسبوعيا في الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر. وتتهم بعض العائلات نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق لأسباب سياسية.
وقال المنظمون في بيان “ستة أشهر يتعرض فيها 134 امرأة ورجلا للإيذاء والتجويع والاغتصاب يوميا، ونصف عام من التخلي الإجرامي من قبل نتنياهو وجميع الشركاء في حكومته الذين لا يفعلون أي شيء لإزالة العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق”.
ومن المتوقع أن يتوجه المفاوضون الأمريكيون والإسرائيليون إلى القاهرة في نهاية الأسبوع لمساع جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
قبل المحادثات، كتب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى قادة مصر وقطر يحثهم على زيادة الضغط على حماس “للموافقة على الاتفاق والالتزام به”، حسبما قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية ليلة الجمعة.
وتجري الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر محادثات خلف الكواليس للتوسط في وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن مع أسرى فلسطينيين، لكنها لم تحقق أي تقدم منذ الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر.
وأكد البيت الأبيض أن المفاوضات ستجرى نهاية هذا الأسبوع في القاهرة، لكنه لم يعلق على تقارير إعلامية أمريكية تفيد بأن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز سيحضر المحادثات، إلى جانب رئيس المخابرات الإسرائيلية دافيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
وتبادلت إسرائيل وحماس، اللتان تتفاوضان من خلال وسطاء، اللوم على عدم إحراز تقدم، وقد أعرب مسؤولون إسرائيليون عن تشاؤمهم من إمكانية تحقيق انفراجة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن الوسطاء في المفاوضات بشأن الرهائن بين إسرائيل وحماس فشلوا في ممارسة أي ضغط على الحركة.
وزعم المسؤول الإسرائيلي الكبير أن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار “يماطل ولا يريد اتفاقا، على الرغم من المرونة الهائلة التي تبديها إسرائيل”.
وأكد المسؤول الإسرائيلي أنه “لا يتم ممارسة ضغط [على حماس] بشكل مشترك من قبل الوسطاء الذين تقودهم قطر. لقد امتنعت قطر عن ترحيل قادة حماس الذين تستضيفهم، ولم تغلق حساباتهم المصرفية، التي تحتوي على مئات ملايين الدولارات التي تُستخدم للإرهاب”.
وأضاف: “السنوار لا يريد التوصل إلى اتفاق. لا تهمه معاناة شعبه في غزة. إنه ينتظر زيادة التوترات وأن يكون هناك المزيد من التصعيد”.
كما قال المسؤول الكبير إن القدس لم تتلق بعد أي رد من حماس بشأن اقتراح صفقة الرهائن الإسرائيلي الأخير، بعد أن ذكرت شبكة CNN في وقت سابق يوم الجمعة أن الحركة رفضت العرض.
ولكن مع استمرار المحادثات منذ عدة أشهر مع عدم وجود مؤشرات على تحقيق تقدم، يتركز الغضب في إسرائيل بشكل متزايد على الحكومة، التي تُتهم بممارسة الألاعيب السياسية واسترضاء العناصر اليمينية المتطرفة.
وتراجعت شعبية الحكومة منذ 7 أكتوبر، مما أدى إلى تزايد الدعوات لإجراء انتخابات. وقد واجهت الحكومة اللوم بسبب فشلها في منع الهجوم، في حين اتهمها البعض بأنها استمرت في التخبط منذ ذلك الحين عند التعامل مع المسائل الرئيسية المتعلقة بالحرب.
وشهد هذا الأسبوع سلسلة من الاحتجاجات في القدس استمرت على مدى أربعة أيام متتالية، وشارك في تنظيمها نشطاء مناهضون لنتنياهو ومنتدى عائلات المختطفين والمفقودين. وقد أعلن بعض أعضاء المنتدى أنهم سيتوقفون عن الاحتجاجات الأسبوعية المنفصلة ليلة السبت وسينضمون إلى النشطاء المناهضين للحكومة.
خلال مظاهرة يوم الثلاثاء، اخترق المتظاهرون الحواجز للوصول إلى منطقة قريبة من مسكن نتنياهو الخاص في شارع عزة بمدينة القدس بينما تواجد هو في المنزل.
اندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر، عندما اقتحمت حماس الحدود، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز 253 شخصا كرهائن.
ويُعتقد أن 129 رهينة ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. كما أنقذت القوات ثلاثة رهائن أحياء، وتم استعادة جثث 12 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 34 من أولئك المحتجزين لدى حماس، بالاستناد إلى معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى مواطنيّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا.
وتقول حماس إن 33 ألف شخص قُتلوا داخل القطاع منذ 7 أكتوبر، وهو رقم لم يتم التحقق منه ولا يميز بين المسلحين والمدنيين؛ وتقول إسرائيل إنها قتلت 13 ألف مقاتل؛ كما قُتل 250 جنديا إسرائيليا في غزة.