إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

توسيع الجسر الجوي لإعادة الإسرائيليين إلى البلاد، مع عودة رحلات المغادرة يوم الإثنين

رهناً بموافقة لجنة استثناءات حكومية، سيتمكن الدبلوماسيون والسياح والمجموعات الشبابية والرياضية الأجنبية العالقة في إسرائيل من العودة إلى بلدانهم ابتداءً من الأسبوع المقبل

أول طائرة تشغلها شركة "إلعال" تقل إسرائيليين عائدين من لارنكا تهبط في مطار بن غوريون بتل أبيب، 18 يونيو 2025. (video screenshot/courtesy of Israel Airports Authority)
أول طائرة تشغلها شركة "إلعال" تقل إسرائيليين عائدين من لارنكا تهبط في مطار بن غوريون بتل أبيب، 18 يونيو 2025. (video screenshot/courtesy of Israel Airports Authority)

من المقرر أن تبدأ شركة “إل عال” تشغيل رحلات إعادة الإسرائيليين إلى الوطن يوم الجمعة من وجهات بعيدة، بما في ذلك نيويورك وبانكوك، وذلك بعد يوم من إطلاق مهمة جوية لإعادة أكثر من 100 ألف إسرائيلي عالقين في الخارج منذ اندلاع الصراع مع إيران يوم الجمعة.

وكان من المتوقع أن تقلع رحلتان من نيويورك وواحدة من بانكوك في وقت مبكر من صباح الجمعة (بتوقيت إسرائيل) متجهة إلى مطار بن غوريون في تل أبيب. وقالت “إل عال” أنه تم إخطار المسافرين المخصصين لهذه الرحلات.

وبدأت شركات “إل عال” و”أركياع” و”يسرائير” يوم الأربعاء نقل إسرائيليين من قبرص واليونان وإيطاليا وغيرها من الوجهات الأوروبية، بعد أن علقوا في الخارج بسبب الإغلاق المفاجئ للأجواء الإسرائيلية قبل ستة أيام، مع بدء الحملة العسكرية ضد إيران. وكان يُعتقد أن أكثر من 100 ألف إسرائيلي كانوا في الخارج دون وسيلة للعودة. في المقابل، هناك حوالي 32 ألف سائح وأجنبي يحملون جوازات سفر أجنبية عالقون حالياً في إسرائيل مع خيارات قليلة للمغادرة.

ويوم الخميس، شغّلت “إل عال” ثماني رحلات لإعادة الإسرائيليين من لارنكا وبودابست وأثينا وميلانو وروما ومطار لوتون في إنجلترا. وأطلقت “يسرائير” رحلتين من ميكونوس في اليونان إلى مطار بن غوريون، بينما شغلت “أركياع” رحلتين من لارنكا وأثينا. وبحسب وزارة المواصلات، يُقدر أن حوالي 2700 إسرائيلي وصلوا إلى مطار بن غوريون يوم الخميس.

وقالت “إل عال” إنها تعتزم تشغيل 14 رحلة عودة إلى إسرائيل يوم الجمعة من وجهات لم تُعلن بعد. وستعيد “يسرائير” إسرائيليين على ست رحلات من أثينا، لارنكا، باتومي، بودابست، براغ، وبالما دي مايوركا. وتخطط “أركياع” لتشغيل رحلات من باريس، أثينا، روما، لارنكا، فيينا، والجبل الأسود. وتتوقع وزارة المواصلات أن يعود حوالي 5500 إسرائيلي إلى البلاد يوم الجمعة.

وقالت وزيرة المواصلات ميري ريغيف: “إذا سمح الوضع الأمني وتمكنا من توسيع رحلات العودة، نأمل في إعادة ما بين 6 و7 آلاف إسرائيلي يومياً في الفترة المقبلة”.

ركاب إسرائيليون على متن أول رحلة إعادة تشغلها شركة “أركياع” من لارنكا إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، 18 يونيو 2025. (Courtesy Arkia)

بالتزامن مع رحلات العودة، تستعد إسرائيل لتشغيل رحلات مغادرة ابتداءً من يوم الإثنين لتمكين السياح والدبلوماسيين والإسرائيليين مغادرة البلاد — وذلك رهناً بموافقة لجنة استثناءات حكومية، بحسب ما أعلنت ريغيف.

في المرحلة الأولى، ستعطي لجنة الاستثناءات أولوية قصوى للسياح والدبلوماسيين والمجموعات الشبابية والرياضية الأجنبية، بالإضافة إلى من لديهم احتياجات إنسانية وطبية ملحة، ممن علقوا في البلاد منذ بدء الصراع مع إيران يوم الجمعة.

وقالت ريغيف: “في أسفل قائمة الأولويات سيكون الإسرائيليون الذين يرغبون في مغادرة البلاد لقضاء العطلات، إذ إن تركيزنا الأول هو إعادة 100 الف إسرائيلي من الخارج. ستدرس لجنة الاستثناءات أيضا الموافقات المتعلقة بالحالات الإنسانية والطبية العاجلة للمسافرين”.

وستقوم لجنة الاستثناءات التي أنشأتها وزارة المواصلات، والمكلفة بمراجعة وترتيب الأولويات للحالات الإنسانية والطبية للإسرائيليين الذين يحتاجون للعودة العاجلة إلى البلاد، بدراسة طلبات السياح والدبلوماسيين والمجموعات الأجنبية الراغبة في مغادرة البلاد خلال فترة الطوارئ. وأشارت ريغيف إلى أن شركات الطيران الإسرائيلية المشغلة لرحلات العودة ستخصص 15% من المقاعد للحالات الإنسانية والطبية العاجلة التي توافق عليها لجنة الاستثناءات.

وتضم اللجنة ممثلين عن وزارة الخارجية وقيادة الجبهة الداخلية وهيئة الطوارئ الوطنية.

وحتى الآن، لم تسمح إسرائيل بمغادرة الأجانب أو المواطنين الإسرائيليين عبر السفر الجوي، لتجنب الازدحام وتقليل الوقت الذي تقضيه الطائرات على الأرض في مطار بن غوريون لأسباب أمنية ووفق تعليمات الجبهة الداخلية. وكان المطار الدولي هدفا متكررا لهجمات صاروخية.

ويأتي هذا التحرك بعد أن دعا المدير العام لوزارة السياحة داني شاحر الحكومة للسماح للسياح بمغادرة البلاد جواً، بشرط موافقة لجنة الاستثناءات. ويُقدر أن حوالي 8 آلاف أجنبي تمكنوا حتى الآن من مغادرة البلاد برا أو بحرا، بحسب وزارة السياحة.

وفي رسالة أرسلها الخميس إلى دروريت شتاينمتس، المديرة العامة بالإنابة في مكتب رئيس الوزراء، دعا شاحر الحكومة إلى تمكين السياح العالقين في إسرائيل بسبب الحرب مع إيران من مغادرة البلاد عبر رحلات العودة الفارغة التي تشغلها شركات الطيران المحلية.

وكتب شاحر في الرسالة: “يجد السياح أنفسهم في حالة من عدم اليقين والضيق في ظل حرب ضارية. بعضهم يمكث هنا بعد انتهاء إقامته المخطط لها، أحياناً في ظروف مالية وشخصية صعبة، ويبلغون عن شعور بالتخلي وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة. نطلب أن تُستخدم رحلات العودة إلى إسرائيل أيضا للرحلات المغادرة للسياح الأجانب إلى بلدانهم، كما هو الحال مع السفن السياحية والمعابر البرية التي تشهد ازدحاماً شديداً”.

“تحديد الأولوية ليس فقط عملا إنسانيا وضروريا، بل له أيضاً قيمة سياسية وصورية كبيرة: هؤلاء السياح سيصبحون سفراء نوايا حسنة لدولة إسرائيل، أو العكس إذا يتم الاعتبار أنهم تُركوا من قبل الدولة التي اختاروا زيارتها”، بحسب ما ورد في الرسالة.

وأطلقت وزارة السياحة يوم الثلاثاء نموذج تسجيل رقمي للسياح العالقين في إسرائيل بسبب الحرب لتسهيل مغادرتهم عندما يُسمح بذلك. وقالت الوزارة إن حوالي 22 ألف سائح سجلوا حتى الآن رغبتهم في مغادرة إسرائيل على متن رحلات الطيران المغادرة.

إشعار للجمهور على موقع مطار بن غوريون، 13 يونيو 2025. (Screenshot)

ومن المتوقع، بدءا من الأسبوع المقبل وبموافقة سلطات الدولة والطيران، أن تشغل “إل عال” رحلات عودة من وجهات رئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا.

تشمل الوجهات الأوروبية التي يُتوقع أن تنطلق منها الرحلات لندن وباريس ولارنكا وأثينا وروما. ومن الولايات المتحدة، تأمل “إلعال” في تشغيل رحلات عودة من نيويورك ولوس أنجلوس، وفي الشرق الأقصى من بانكوك.

وقالت “إل عال” أنه سيُطلب من عملاءها يوم الخميس تحديث الوجهة التي يطلبون العودة منها، إذا اختاروا تغييرها، عبر بريد إلكتروني سيتم إرساله لهم.

صورة لصالة الوصول الخالية في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، 13 يونيو 2025، بعد إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي عقب ضربات على إيران. (Jack GUEZ / AFP)

وفي خطوة غير معتادة، أعلنت “إلعال”، التي لا تشغّل رحلات في أيام السبت عادة، أنها ستسيّر رحلات طوارئ طبية لإعادة الإسرائيليين يوم السبت بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الحاخامات الرئيسيين في إسرائيل.

وقالت الشركة: “في ظل العديد من الحالات المصنفة كـ’بيكوح نفش’، أو حالات إنقاذ حياة تتطلب وصولاً فوريا للركاب إلى إسرائيل، قررت ‘إل عال’ تشغيل رحلات خاصة في السبت المقبل”. وأوضحت أن “هذه الرحلات ستُعرّف كرحلات ‘بيكوح نفش’ أو رحلات طبية طارئة”.

وبعد موافقة الحاخامات الرئيسيين في إسرائيل، تخطط “إل عال” لتشغيل ثلاث رحلات يوم السبت، تقلع إلى إسرائيل من لارنكا (قبرص) وأثينا (اليونان).

ويُسمح بموجب الشريعة اليهودية بانتهاك حرمة السبت في قضايا تتعلق بإنقاذ الحياة، وهو مبدأ غالباً ما يُفسر بشكل واسع.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حكم الحاخام الأكبر للطائفة السفاردية دافيد يوسف بأنه لا يوجد خطر فوري على العالقين، وبالتالي لا يوجد مبرر لانتهاك حرمة السبت لتشغيل رحلات “إل عال”.

ومن المتوقع أن تشغّل “أركياع” و”يسرائير” رحلات من وجهات قريبة يوم السبت.

وقالت ريغيف: “إذا لم تسافر ‘إلعال’ أيام السبت، سنمنح الحصص لشركات الطيران الإسرائيلية الأخرى حتى تتمكن من تشغيل المزيد من الرحلات”.

اقرأ المزيد عن