توجيه خطابات معادية للسامية إلى ايفانكا وجاريد في فيلم وثائقي
في مقابلة حول الاشتباكات العنيفة يوم السبت في شارلوتسفيل، حذر ناشط يميني متطرف، ’سوف يموت العديد من الاشخاص قبل انتهائنا هنا’
أماندا بورتشل دان هي محررة قسم أخبار الجالية اليهودية في تايمز أوف إسرائيل

أثناء اجتماع 40 شخصا في صلاة في بيت اسرائيل في شارلوتسفيل، فيرجينيا يوم السبت، وقف ثلاثة رجال يرتدون إزياء عسكرية ويحملون رشاشات لمدى نصف ساعة في الجهة المقابلة من الشارع.
وبالرغم من طلب رئيس الكنيس الآن زيمرمان من الشرطة حماية المصلين، رفضت الشرطة ذلك. مع توقع وقوع مظاهرات عنيفة في ذلك اليوم، لم يتوفر اي عناصر اضافيين.
ويبدو أن ذلك كان قرارا سليما، نظرا لقيام المنادي لتفوق العرق الأبيض جيمس فيلدز (21 عاما) يوم السبت، بقتل هيذر هيير (32 عاما) وإصابة 20 شخصا آخرا عندما دهس ناشطون متظاهرون ضد تجمع لليمين البديل في المدينة في ذلك اليوم. وكان هناك جيوب عنف أخرى في انحاء المدينة.
وكتب زيمرمان في مدونة اليهودية الإصلاحية يوم الإثنين أن “مواكب نازيين مروا أمام مبنانا يصرخون: ’هناك كنيس!’ تلتها هتافات ’زيغ هايل’ وعبارات أخرى معادية للسامية. ورفع بعضهم اعلام عليها صلبان معقوفة رموز نازية أخرى.
“لو حاولوا الدخول، لا أعلم ما كان يمكنني القيام به لوقفهم، ولكنني لم اتمكن صرف انظاري عنهم أيضا”، كتب زيمرمان. “ربما تواجد حارسنا المسلح ردعهم. ربما وجودهم كان مجرد صدفة، وانا مذعور. لا أعلم”.

أظهر فيلم وثائقي أعده موقع “فايس” وبثته قناة HBO حول الأحداث العنيفة في مظاهرات شارلوتسفيل في نهاية الأسبوع الماضي، أن اليهود هدفا واضحا للأصوات البارزة في حركات اليمين المتطرفة الموحدة.

ويبدأ الفيلم الوثائقي بالصور التي أصبحت شهيرة لرجال بيض يحملون الشعل ويهتفون، “اليهود لن يستبدلونا!” ينتقل الفيلم بسرعة لمقابلة مع كريستوفر كانتويل، ناطق متحمس جدا عن حركة توحيد اليمين، الذي يتحدث بصراحة عن اشمئزازه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي “قدم ابنته ليهودي”.

وسأل كانتويل مراسلة “فايس” السبيت ريف: “هل تعتقدين انه يمكنك أن تشعري اتجاه العرق مثلي وأن تشاهدي النذل كوشنير يتجول مع هذه الفتاة الجميلة؟” (بدون الذكر ان الفتاة الجميلة التي تزوجها مستشار ترامب جاريد كوشنير، ايفانكا ترامب، هي بذاتها يهودية الآن)
وفي مقابلة تلو الأخرى مع أشخاص عشوائيين ينادون لتفوق العرق الأبيض، سمعت ريفس ملاحظات مشابهة.
وقال مراسل موقع Daily Stormer روبرت “ازمادور” راي إن الغاء اجزاء من مظاهرة شارلوتسفيل “بسبب كون المدينة بإدارة الشيوعيين اليهود والزنوج المجرمين”. وقال منادي آخر لتفوق العرق الأبيض، ماثيو هايمباك، انه بسبب “كون اليسار المتطرف، الشركات والدولة في ذات الطرف اليهودي”.
وفي فيديو صدر على اليوتيوب، وقال قائد سابق للكلو كلوكس كلان ديفيد ديوك أيضا أن الإعلام الامريكي، النظام السياسي والمخزون الفدرالي “محكومين على يد اقلية صغيرة جدا – الحرس اليهودي الصهيوني، الذي يدعم اسرائيل، وهي دولة العرق اليهودي”.
https://youtu.be/GDizQPZMEhI
وفي مقال في صحيفة “اتلانتيك” حول استهداف اليهود في شارلوتسفيل، عرض المؤرخ من جامعة شيكاغو ديفيد نيرنبيرغ بعض الأسباب التاريخية لذلك.
“منذ القديس بولس، المسيحية وجميع الديانات التي صدرت عنها – الإسلام، الفلسفات العلمانية في أوروبا… الخ – تعلمت التفكير في العالم بمفاهيم تخطي مخاطر اليهودية”، قال نيرنبيرغ. “يوجد حجار بناء اساسية… للتفكير حول العالم ومشاكله… عبر التفكير باليهودية”.
ولكن بالنسبة لمنظمي مظاهرة اليمين الموحد في نهاية الأسبوع، حان الوقت لوقف التفكير، والبدء بالعمل. “نحن نتخطى الانترنت بشكل كبير… ونخرج. نحن نبدأ بكشف مستوى قوتنا، لم تروا شيء بعد”، قال راي، مراسل Daily Stormer، لـ”فايس”.
وقال كانتويل: “مستوى الانضباط الذي اظهره اعضائنا مذهل… اعتقد ان الكثير من الأشخاص سوف يقتلون قبل انتهائنا هنا… نحن نريد وطن”.

وقام المجتمع اليهودي في شارلوتسفيل بتوظيف حراس أمنيين خاصين واخراج مخطوطات التوراة الثمينة من مبنى الكنيس قبل مظاهرات نهاية الاسبوع. وكتب رئيس الكنيس زيمرمان أنه يبدو ان هذه التجهيزات كانت ضرورية.
“الفضل بعدم وقوع اي كارثة بحق المجتمع اليهودي في شارلوتسفيل يوم السبت لا يعود الى السياسيين، الشرطة، أو حتى مجهودنا، بل يعود لله”، كتب.
تعليقات على هذا المقال