إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

توجيه تهمة القتل للمشتبه به في إطلاق النار بواشنطن، قال للشرطة: “فعلتها من أجل غزة”

إلياس رودريغيز أطلق النار على الضحيتين من الخلف عن قرب، وفق وثائق المحكمة؛ مكتب التحقيقات الفدرالي يحقق في كتاباته المزعومة وانتماءاته السياسية اليسارية

يسار: يارون ليشينسكي وشريكته سارة ميلغريم، موظفا السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة اللذان قُتلا في إطلاق نار في واشنطن العاصمة في 21 مايو 2025، في صورة غير مؤرخة. (Israeli Embassy in Washington)؛ يمين: المشتبه به في إطلاق النار، إلياس رودريغيز، يهتف "فلسطين حرة" عند اعتقاله. (Screenshot: X; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
يسار: يارون ليشينسكي وشريكته سارة ميلغريم، موظفا السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة اللذان قُتلا في إطلاق نار في واشنطن العاصمة في 21 مايو 2025، في صورة غير مؤرخة. (Israeli Embassy in Washington)؛ يمين: المشتبه به في إطلاق النار، إلياس رودريغيز، يهتف "فلسطين حرة" عند اعتقاله. (Screenshot: X; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

تقدم إلياس رودريغيز، المتهم بقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، إلى الشرطة في موقع الحادث بعد إطلاق النار، وقال لهم: “فعلتها من أجل فلسطين، فعلتها من أجل غزة”، وفقًا لوثيقة قضائية قُدمت يوم الخميس.

ويُشتبه بأن رودريغيز قتل يارون ليشينسكي وسارة ميلغريم خارج فعالية في المتحف اليهودي في العاصمة مساء الأربعاء. وكان ليشينسكي يخطط لطلب الزواج من ميلغريم في القدس الأسبوع المقبل.

وقالت وزارة العدل الأمريكية إن رودريغيز وُجهت إليه تهمتان بالقتل من الدرجة الأولى، إلى جانب تهم أخرى، منها قتل موظفين أجانب.

وذكرت إفادة خطية قدمها عميل من مكتب التحقيقات الفدرالي لدعم الشكوى الجنائية أن رودريغيز هتف “فلسطين حرة” أثناء اقتياده من المبنى من قبل الشرطة.

وتُظهر وثائق المحكمة أن الشرطة راجعت تسجيلات كاميرات المراقبة التي وثقت رودريغيز وهو يمرّ قرب الضحيتين أمام المتحف، ثم يستدير، ويسحب سلاحًا ناريًا من حزامه، ويطلق النار عليهما من الخلف.

وبعد سقوط الضحيتين على الأرض، اقترب منهما وأطلق النار عليهما مجددًا، بينما كانت ميلغريم تحاول الزحف بعيدًا عنه. ثم جلست ميلغريم، بينما كان رودريغيز يعيد تعبئة سلاحه، فأطلق النار عليها مرة أخرى، بحسب الفيديو المشار إليه في الإفادة.

وقد عثرت الشرطة على 21 غلاف رصاصة ومسدس عيار 9 ملم في مكان الحادث، يتطابق مع سلاح اشتراه رودريغيز في ولاية إلينوي عام 2020. وكان قد نقل السلاح معه من شيكاغو إلى فرجينيا في حقيبته، وأعلن عنه رسميًا، بحسب الإفادة.

يارون ليشينسكي، إلى اليمين، وشريكته سارة ميلغريم، كلاهما موظفان في السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، قُتلا في هجوم إطلاق نار في واشنطن العاصمة في 21 مايو 2025، في صورة غير مؤرخة. (Israeli Embassy in Washington)

وأخبر رودريغيز المحققين لاحقًا بأنه يعجب بالناشط المناهض لإسرائيل آرون بوشنل، الذي أضرم النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية العام الماضي احتجاجًا، ووصفه بـ”الشهيد”. كما قال رودريغيز (30 عامًا) المنحدر من شيكاغو، إنه اشترى تذكرة لحضور الفعالية في المتحف قبل ثلاث ساعات من بدايتها.

وقالت المدعية العامة الأمريكية باميلا بوندي: “هذا العنف الوحشي والمعادي للسامية لا مكان له في بلدنا أو في أي مكان متحضر. سنتابع الحقائق ونسعى لأقصى عقوبة ممكنة ضد مرتكب هذه الجريمة البشعة التي سلبت شابين رائعين مستقبلهما معًا”.

ويتولى التحقيق في القضية كل من مكتب التحقيقات الفدرالي وشرطة العاصمة واشنطن، ويقوم بملاحقتها قضائيًا مكتب الادعاء الأمريكي في دائرة كولومبيا.

وقال سفير إسرائيل في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر إن المهاجم كان داخل الفعالية قبل تنفيذ الهجوم.

وأضاف: “كان يتجول داخل الفعالية. لا نعرف بعد ما الذي قاله بالضبط، لكنه قال ما يكفي ليتم إخراجه”. وتابع: “خرج، وانتظر خروج موظفي السفارة، ثم أطلق النار عليهم”.

وقال لايتر إن ثلاثة أشخاص آخرين نَجوا من الهجوم دون إصابات.

وأضاف: “الشخص الذي قتل هذين الشابين البارحة هتف ‘فلسطين حرة، حرة’. لقد فعل ذلك باسم أجندة سياسية تهدف إلى محو دولة إسرائيل”. وتابع: “دولة إسرائيل تخوض الآن حربًا على سبع جبهات. هذه هي الجبهة الثامنة في الحرب لشيطنة إسرائيل، وتجريدها من الشرعية، وإنكار حقها في الوجود”.

رسائل مكتوبة بخط اليد تُركت في موقع إطلاق النار الذي استهدف موظفين في السفارة الإسرائيلية خارج متحف ليلين وألبرت سمول اليهودي في 22 مايو 2025، واشنطن، العاصمة. (Tasos Katopodis/Getty Images North America/Getty Images via AFP)

ويُحقق عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي والشرطة في كتابات المشتبه به المحتملة وانتماءاته السياسية.

وقال نائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي دان بونجينو على وسائل التواصل الاجتماعي إن المحققين “على علم ببعض الكتابات المنسوبة إلى المشتبه به” ويأملون بتأكيد مصداقيتها قريبًا.

ويبدو أن تصريح بونجينو يشير إلى بيان منشور ومُوقّع باسم رودريغيز ونُشر على حساب مجهول على منصة إكس مساء الأربعاء، قبل وقت قصير من الهجوم.

وحمل المنشور عنوان “التصعيد من أجل غزة، جلب الحرب إلى الداخل”، وندد بقتل إسرائيل لعشرات الآلاف من الفلسطينيين منذ هجمات حماس في أكتوبر 2023، وناقش شرعية العمل “المسلح”.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل إن سفك الدماء يُعد “عملًا إرهابيًا”، إلا أن بوندي أكدت للصحفيين أن السلطات تعتقد أن المشتبه به تصرف بمفرده.

ويُحقق المحققون أيضًا في الانتماءات السياسية المحتملة للمشتبه به، الذي كان يعمل في منظمة غير ربحية للرعاية الصحية، ويُعتقد أن له صلات سابقة بجماعات يسارية متطرفة.

وخلال مثوله الأول أمام المحكمة يوم الخميس، تنازل المشتبه به عن حقه في جلسة استماع للاحتجاز، وتم تحديد جلسة تمهيدية للقضية في 18 يونيو.

ولم يقل رودريغيز سوى كلمات قليلة أثناء الجلسة، واكتفى بالإجابة “نعم” على أسئلة قاضي المحكمة الفدرالية حول ما إذا كان يفهم حقوقه.

وتم رصد عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي في وقت لاحق يوم الخميس في شقته في شيكاغو، حيث طوّق أفراد الشرطة المنطقة.

وكان رودريغيز على صلة في وقت ما بمجموعة يسارية متطرفة في شيكاغو تُدعى “حزب الاشتراكية والتحرير”، وفق منشور من المجموعة على منصة إكس. وأوضحت المجموعة أن علاقتها به كانت قصيرة وانتهت في عام 2017، ولم يكن هناك أي تواصل معه منذ أكثر من سبع سنوات.

كما ظهر اسم رودريغيز في تقرير إخباري محلي عام 2018 كعضو في فرع شيكاغو لمجموعة وطنية تُدعى ANSWER (اختصار لـ “تحرك الآن لوقف الحرب وإنهاء العنصرية”)، والتي نظمت تظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين.

وأكدت جمعية “الرابطة الأمريكية للمعلومات الخاصة بطب العظام”، وهي منظمة غير ربحية تعمل في مجال الصحة، أن رودريغيز كان يعمل لديها، وأصدرت بيانًا أعربت فيه عن تعاطفها مع الضحايا.

كما عمل رودريغيز كباحث في التاريخ الشفوي لدى منظمة “ذا هيستوري ميكرز”، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتوثيق قصص الأمريكيين من أصل إفريقي، بحسب سيرة ذاتية تم حذفها من موقع المنظمة.

وُلد رودريغيز ونشأ في شيكاغو، وتخرج من جامعة إلينوي في شيكاغو بدرجة في الأدب الإنجليزي. كما عمل سابقًا ككاتب محتوى لشركات تكنولوجية تجارية وغير ربحية، بحسب السيرة المحذوفة.

اقرأ المزيد عن