إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

توبيخ قائد في الجيش بعد أن سمح بأعمال ترميم غير مصرح بها في الحرم الإبراهيمي

الأعمال في الموقع المقدس بمدينة الخليل يجب أن يتم المصادقة عليه بالتشاور بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن؛بحسب تقرير، تم إبلاغ الضابط بأن تصرفه كان من الممكن أن يمس بالأمن في زمن الحرب

العقيد في الجيش لإسرائيلي يشاي روسيليو، في خطاب وداعي عند مغادرته منصب رئيس لواء يهودا الإقليمي، في الضفة الغربية، 1 أغسطس 2024. (Israel Defense Forces)
العقيد في الجيش لإسرائيلي يشاي روسيليو، في خطاب وداعي عند مغادرته منصب رئيس لواء يهودا الإقليمي، في الضفة الغربية، 1 أغسطس 2024. (Israel Defense Forces)

في الشهر الماضي، تم توبيخ قائد لواء إقليمي في الجيش الإسرائيلي لانتهاكه الأوامر والسماح للمستوطنين بإجراء أعمال ترميم غير مصرح بها في موقع الحرم الإبراهيمي المقدس الحساس في مدينة الخليل بالضفة الغربية.

بدأت الإدارة المدنية تحقيقا ضد العقيد يشاي روسيليو، الذي كان حتى يوم الخميس قائدا للواء يهودا الإقليمي، بعد أن طلبت الأوقاف الأردنية، وهي مؤسسة إسلامية تدير الموقع جزئيا، من إسرائيل توضيحا لمقاطع فيديو التقطها فلسطينيون لأعمال الصيانة في ليلة 10 يوليو، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” لأول مرة.

وأكد الجيش الحادثة لـ”تايمز أوف إسرائيل”.

وقد تم تنفيذ الأعمال – تركيب غطاء سقف في القسم اليهودي من الموقع – دون علم المسؤولين الحكوميين الأردنيين أو الإسرائيليين، في تناقض مع الشروط المتفق عليها التي تحكم الموقع.

الحرم الإبراهيمي مقدس للمسلمين وكذلك لليهود، الذي يطلقون عليه اسم “كهف البطاركة”. ولضمان الهدوء في الموقع، الذي تتقاسمه إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يجب تنسيق أعمال الصيانة بين الطرفين والمسؤولين الأردنيين.

وأثارت مقاطع الفيديو دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي في صفوف الفلسطينيين الى “منع اليهود من الاستيلاء” على الموقع المقدس، في حين اتهم محافظ الخليل في السلطة الفلسطينية، خالد دودين، إسرائيل بوضع “حقائق على الأرض”، واصفا أعمال الصيانة بأنها “عدوان”.

وحاول روسيليو إعطاء الانطباع بأنه فوجئ بإجراء أعمال الصيانة في تلك الليلة، رغم أنه كان على علم بنية تنفيذها، بحسب ما ذكرته مصادر لم يتم ذكر اسمها مطلعة على استجوابه لصحيفة “هآرتس”.

وقد ناقض قادة شرطة حرس الحدود، التي توفر الأمن للموقع، ادعاءات العقيد، حيث قالوا للمحققين أن روسيليو نفسه كان قد نسق العمل مع إدارة المستوطنين في الخليل، ووافق على دخول العمال والرافعة إلى الموقع.

وخلص التحقيق في النهاية إلى أن رواية روسيليو كانت معيبة وأنه وافق عن علم على أعمال الصيانة دون الحصول على موافقة قادته والمسؤولين السياسيين. وأمر قائد القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي اللواء آفي بلوث بتفكيك السقف بحضور ممثلي الأوقاف الأردنية ومسؤولين آخرين، بينما تواصل المسؤولون الإسرائيليون مع السلطة الفلسطينية والأردن من أجل احتواء التوترات.

وفقا لصحيفة هآرتس، أحضر بلوث روسيليو إلى مكتبه لحضور جلسة استماع، رافضا رواية الضابط  بأن الصيانة كانت جزءا من أعمال جارية، وانتقده لأنه تسبب في حادثة كان من الممكن أن يكون له عواقب وخيمة على أمن إسرائيل وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.

وقال قائد عسكري لم يكشف عن اسمه، مطلع على نتائج التحقيق، للصحيفة إن الحادث كان “فشلا قياديا خطيرا للغاية” و”محرجا للغاية”.

وقال القائد العسكري “كان من الممكن لحادث مثل هذا أن يشعل الخليل والضفة الغربية بأكملها في لحظة. لقد قرر [روسيليو] ببساطة تنفيذ العمل دون إخطار أي مسؤول. لقد اعتقد أننا كنا سنستيقظ في الصباح أمام أمر واقع ولن يلاحظ أحد ذلك”.

وقال مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “في ليلة العاشر من يوليو، تم تنفيذ أعمال لاستبدال السقف على الجانب اليهودي من كهف البطاركة. تم تنفيذ الأعمال … دون موافقة القادة، ودون تصريح رسمي للقيام بذلك، ودون أي من التصاريح المطلوبة لهذا الغرض من قبل جيش الدفاع والإدارة المدنية. عندما علم القادة بالأعمال، أمروا بإزالة البنية التحتية التي تم تركيبها على الفور”.

الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية، 3 يوليو 2024. (Yossi Aloni/Flash90)

في عام 2019، أدين روسيليو بتهمة “عدم الالتزام بأوامر الجيش الملزمة” في أعقاب غرق الجندي إيفياتار يوسفي أثناء جولة في الطبيعة، وتم استبعاده من منصبه كقائد لكتيبة استطلاع المظليين. بعد عامين، عينه رئيس الأركان آنذاك أفيف كوخافي قائدا للواء يهودا.

كما قال مصدر أمني لصحيفة هآرتس في يناير إن لواء روسيليو مسؤول عن إيذاء السكان الفلسطينيين في تلال جنوب الخليل، وأنه لم يتم اتخاذ إجراءات كافية لمنع الجنود من ارتكاب أعمال مدمرة.

سيكون المنصب التالي لروسيليو قائدا في كلية القيادة والأركان التابعة للجيش الإسرائيلي.

اقرأ المزيد عن