إسرائيل في حالة حرب - اليوم 495

بحث

تم خداع عناصر حزب الله وإقناعهم بحمل جهاز النداء بكلتا اليدين، مما تسبب في إصابات أكبر

في الكشف عن تفاصيل عملية الموساد المزعومة، قالت مصادر لصحيفة واشنطن بوست إن إشارة التفجير كانت عبارة عن رسالة مشفرة تتطلب الضغط على زرين للكشف عن مضمونها

صورة التقطت في 18 سبتمبر 2024 في الضاحية الجنوبية لبيروت تظهر بقايا أجهزة بيجر معروضة في مكان غير معلوم. تم استخدام أجهزة البيجر من قبل حزب الله وتم إلقاء اللوم في الهجوم على إسرائيل. (AFP)
صورة التقطت في 18 سبتمبر 2024 في الضاحية الجنوبية لبيروت تظهر بقايا أجهزة بيجر معروضة في مكان غير معلوم. تم استخدام أجهزة البيجر من قبل حزب الله وتم إلقاء اللوم في الهجوم على إسرائيل. (AFP)

قالت مصادر في تقرير نُشر يوم السبت إن الإشارة التي فجرت آلاف أجهزة الاتصال “البيجر” الخاصة بحزب الله الشهر الماضي كانت عبارة عن رسالة مشفرة تطلب من المستخدمين حمل الأجهزة بكلتا اليدين، مما زاد من احتمالات التسبب في إصابات أكثر خطورة.

فجرت عملية إسرائيلية مزعومة أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي استخدمتها المنظمة اللبنانية يومي 17 و18 سبتمبر، لتبدأ سلسلة مستمرة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي وجهت ضربات هائلة لحزب الله، بما في ذلك مقتل زعيمه حسن نصر الله.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” يوم السبت أن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين وشرق أوسطيين يقدّرون أن ما يصل إلى 3000 من أعضاء حزب الله قُتلوا أو أصيبوا بسبب انفجار أجهزة الاتصال، بالإضافة إلى عدد غير معروف من المدنيين.

وذكر التقرير – الذي استشهد بمسوؤلي أمن وسياسيين ودبلوماسيين إسرائيليين وعرب وأمريكيين، وكذلك بمصادر لبنانية مقربة من حزب الله، وجميعهم مجهولون – أن أجهزة البيجر صُنعت في إسرائيل وأن وكالة التجسس “الموساد” هي من صممها.

وبعد أن كشف مسؤولو الموساد عن القدرة لمسؤولين منتخبين في 12 سبتمبر وتمت المصادقة عليها بحسب التقرير من قبل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حصل الآلاف من عناصر حزب الله على رسالة تبلغهم بأنهم تلقوا رسالة مشفرة تطلب منهم الضغط على زرين – مما أجبرهم عمليا على استخدام كلتا اليدين، والتعرض لإصابة في كلتا اليدين عند وقوع الانفجارات بعد أن ضغطوا على الزرين.

وأوضح أحد المسؤولين: “كان عليهم الضغط على زرين لقراءة الرسالة”، وبالتالي فإن الانفجار من المحتمل أن “يصيب كلتا اليدين”، مما يجعل المستخدم “غير قادر على القتال”.

كما كشف التقرير أيضا على أن المئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي (ووكي توكي) المفخخة – التي انفجرت في اليوم التالي – كانت تُستخدم من قبل حزب الله منذ عام 2015، مما اتاح لإسرائيل امكانية الوصول في الوقت الفعلي إلى اتصالات الجماعة لسنوات عديدة قبل أن يتم استخدام الأجهزة حرفيا كسلاح.

يُظهر مقطع الفيديو هذا جهاز اتصال لاسلكي تم تفجيره داخل منزل في هجوم على أعضاء حزب الله يُلقى باللوم فيه على نطاق واسع على إسرائيل، في بعلبك، شرق لبنان، 18 سبتمبر، 2024.(AP Photo)

وكان حزب الله قد اشترى أجهزة الاتصال لتجنب مراقبة إسرائيل لاتصالاته. في وقت سابق من هذا العام، أقنع عرض مبيعات الجماعة بشراء أجهزة بيجر ذات البطاريات الكبيرة AR924 من شركة “أبولو”، وهي علامة تجارية تايوانية مشهورة.

وجاء الاتصال من امرأة كانت في الماضي وكيلة مبيعات لشركة أبولو في الشرق الأوسط وكانت تحظى بثقة حزب الله. ورفض المسؤولون الكشف عن هويتها. ووفقا لتقرير “واشنطن بوست”، فقد أنشأت المرأة شركتها الخاصة لبيع أجهزة البيجر تحت العلامة التجارية أبولو.

وقد تعقبت تقارير إعلامية سابقة امرأة تدعى كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو، الرئيسة التنفيذية لشركة BAC Consulting ومقرها بودابست، والتي قال صاحب العلامة التجارية التايوانية لأجهزة البيجر إنها كانت مسؤولة عن تصنيع الأجهزة.

من بين المزايا التي تم الترويج لها لأجهزة البيجر كان تصميمها المقاوم للماء وبطارية كبيرة تتيح الاستخدام لعدة أشهر دون شحن.

اشترت الجماعة 5000 جهاز وتم الاستعانة بمصادر خارجية لتصنيعها. دون علم حزب الله – ودون علم شركة أبولو ومندوبة المبيعات على ما يبدو – تم تركيب الأجهزة في إسرائيل مع إضافة كمية صغيرة من المتفجرات في كل بطارية.

في النهاية، تم توزيع أجهزة البيجر على من وصفهم التقرير بأنهم “مقاتلون من المستوى المتوسط وأفراد الدعم”.

تم إخفاء المتفجرات الصغيرة في أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي بطريقة لا يمكن فيها من خلال تفكيك الجهاز – أو حتى تصويره بالأشعة السينية – الكشف عن الخطر على عناصر حزب الله، الذين سرعان ما تبنوا أجهزة الاتصال المصنعة في إسرائيل، حسبما قالت المصادر لواشنطن بوست. وقال التقرير إن المسؤولين الإسرائيليين يقدّرون أن بعض الأجهزة خضعت بالفعل لمثل هذه الفحوصات.

يُظهر مقطع فيديو رجلا (على اليسار)، قبل إصابته مباشرة بانفجار في أحد أسواق بيروت في 17 سبتمبر 2024، حيث انفجرت أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله في جميع أنحاء لبنان. (Screen capture: X)

وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه تم الكشف عن وجود مكيدة أجهزة البيجر لكبار أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي فقط في 12 سبتمبر، عندما عقد نتنياهو اجتماعا مع مستشارين أمنيين بشأن التعامل مع حزب الله.

وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن لم يتم إبلاغها بأمر أجهزة البيجر أو بشأن المناقشات حول تفجيرها.

وقال مسؤولون إنه إلى جانب استخدام أجهزة البيجر، ناقش المسؤولون الإسرائيليون أيضا استهداف الأمين العام لحزب الله نصر الله، الذي كانت إسرائيل على دراية بتحركاته وموقعه منذ سنوات على الرغم من أسلوب حياته الخفي.

وكان من المتوقع أن يؤدي مقتل نصر الله إلى اندلاع حرب مفتوحة مع حزب الله، وربما مع إيران. بالإضافة إلى ذلك، كانت الولايات المتحدة تضغط على نصر الله للموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان والذي من شأنه أن يلبي مطالبة إسرائيل بأن يسحب حزب الله مقاتليه من المناطق الحدودية.

وقال مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون إنه بينما أيدت إسرائيل الخطة الأمريكية، إلا أن نصر الله رفضها، وأصر على أن وقف القتال لن يأتي إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة.

في 17 سبتمبر، تم إرسال الإشارة لتفجير أجهزة البيجر وظهرت رسالة باللغة العربية على شاشات عناصر حزب الله كُتب فيها، “لقد تلقيت رسالة مشفرة”.

عندما ضعط العناصر على الزرين المطلوبين لقراءة الرسالة، انفجرت الأجهزة. وبعد أقل من 60 ثانية، وفقا لواشنطن بوست، انفجرت أجهزة بيجر أخرى أيضا حتى دون الضغط على الزرين.

في اليوم التالي، انفجرت أيضا المئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة لحزب الله، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

مبان منهارة في موقع اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأحد 29 سبتمبر، 2024. (AP Photo/Hassan Ammar)

قُتل نصر الله في 27 سبتمبر في هجوم ضخم على مخبأه في بيروت.

بدأ القتال مع حزب الله عندما بدأت الجماعة المدعومة من إيران بإطلاق الصواريخ والمسيرات عبر الحدود في 8 أكتوبر الماضي، بعد يوم واحد من قيام حركة حماس بقيادة هجوم مدمر على إسرائيل والذي أدى إلى اشعال فتيل الحرب المستمرة في قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، ينفذ حزب الله هجمات شبه يومية دعما لحماس.

وشهد القتال أيضا قصفا صاروخيا مباشرا من إيران. وفي الأسبوع الماضي، أطلقت الجمهورية الإسلامية حوالي 200 صاروخ على إسرائيل، مما تسبب في بعض الأضرار، على الرغم من أنه تم اعتراض معظمها أو أنها سقطت في مناطق مفتوحة.

وكان أحد الأهداف الواضحة للهجوم الصاروخي هو مقر الموساد بالقرب من تل أبيب.

اقرأ المزيد عن