إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

“تكتيكات حماس تنطلي عليهم”: الجيش الإسرائيلي يعلن أسماء 9 من عناصر حماس الذين قُتلوا في غارة على مدرسة وينتقد وسائل الإعلام

بعد الهجوم على منشأة تابعة للأونروا والذي أسفر بحسب تقارير عن مقتل 33 شخصا وأثار إدانات دولية، المتحدث باسم الجيش يقول إن معلوماته الاستخباراتية لم تظهر وجود أي نساء أو أطفال في الغرف المستهدفة

هويات تسعة من نشطاء حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، الذين يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قُتلوا في غارة على مدرسة تابعة للأونروا في 5 يونيو، 2024، في هذا الرسم الذي تم نشره في اليوم التالي. (IDF)
هويات تسعة من نشطاء حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، الذين يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قُتلوا في غارة على مدرسة تابعة للأونروا في 5 يونيو، 2024، في هذا الرسم الذي تم نشره في اليوم التالي. (IDF)

انتقد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس المؤسسات الإعلامية الدولية لأخذها مزاعم سلطات حماس على محمل الجد بشأن قيام إسرائيل بتنفيذ غارة جوية قاتلة على مدرسة تابعة للأونروا دون الإشارة إلى أن المجمع المركزي في غزة استُخدم من قبل المسلحين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري خلال مؤتمر صحفي كشف فيه عن هويات تسعة من عناصر حماس الذين قُتلوا في الهجوم: “للأسف، رأينا أن تكتيكات حماس تنطلي على بعض وسائل الإعلام مرة أخرى قبل التحقق من الحقائق”.

المستهدفون كانوا أعضاء في قوة “النخبة” التابعة لحماس وفي حركة الجهاد الإسلامي الذين “وجهوا هجمات إرهابية من منطقة المدرسة، بينما استغلوها باعتبارها موقعا مدنيا وملجأ”.

وقال هغاري أنه كان هناك نحو 30 مسلحا في الغرف الثلاث التي تم استهدافها. وقال إن بعض القتلى شاركوا في الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر والذي قُتل خلاله حوالي 1200 إسرائيلي وتم اختطاف 251 آخرين. وقال هغاري إن الجيش الإسرائيلي يعمل على التحقق من هذه المعلومات بشكل أكبر قبل نشرها.

واعتمدت العديد من التقارير الدولية حول الغارة التي وقعت ليلة الأربعاء على ادعاء سلطات حماس بأن 33 فلسطينيا قُتلوا ولم تذكر سوى القليل أو لم تذكر بالمرة أي علاقة مزعومة بالنشاط العسكري.

وأفاد مستشفى “شهداء الأقصى” بداية أن تسع نساء و14 طفلا كانوا من بين القتلى في الهجوم على المدرسة التي استُخدمت كملجأ بسبب النزوح الجماعي للفلسطينيين أثناء الحرب.

وعدلت مشرحة المستشفى مساء الخميس تلك السجلات لتظهر أن القتلى هم ثلاث نساء وتسعة أطفال و21 رجلا. وقام مراسل وكالة “أسوشيتد برس” بإحصاء الجثث لكنه لم يتمكن من النظر تحت الأكفان.

وقال هغاري إن الغارة استهدفت نشطاء في حركتي حماس والجهاد الإسلامي الذين تجمعوا في ثلاث فصول دراسية في المدرسة تابعة للأمم المتحدة، وأشار إلى أن هذه هي المرة الخامسة خلال الشهر الأخير وحده التي يضرب فيها الجيش الإسرائيلي مسلحين عملوا من منشآت تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

رجل فلسطيني مصاب يتم نقله بعيدا عن مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي فلسطينيين نازحين تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات، وسط قطاع غزة، في 6 يونيو، 2024. زعمت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس أن هناك عشرات القتلى المدنيينK وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف ثلاثة فصول دراسية كان يتجمع فيه عناصر من حماس والجهاد الإسلامي، مما أسفر عن مقتل العديد منهم. (Bashar TALEB / AFP)

وتابع هغاري قائلا: “تشن حماس الحرب من المدارس والمستشفيات وتأمل أن يوفر القانون الدولي والتعاطف الشعبي درعا لأنشطتها العسكرية، ولهذا السبب تعمل بشكل منهجي من المدارس ومنشآت الأمم المتحدة والمستشفيات والمساجد”، مشددا على أن هذه جريمة حرب ينبغي على المجتمع الدولي إدانتها.

وأشار المتحدث العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي أجل الضربة مرتين بعد تحديد وجود مدنيين في المنطقة، التي راقبها لعدة أيام.

وأكد: “نفذنا الضربة بعد أن أشارت معلوماتنا الاستخباراية ومراقبتنا إلى عدم وجود نساء أو أطفال داخل تلك الفصول الدراسية”.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري يتحدث في 3 يونيو، 2024. (Video Screenshot)

ولم ينكر هغاري مع ذلك سقوط مدنيين في الغارة.

بالاعتماد ظاهريا على نفس التقارير الصادرة عن سلطات حماس، أصدرت الحكومات والمنظمات الدولية سيلا من الإدانات ضد إسرائيل يوم الخميس.

وقال المفوض العام للأونروا، فيلييي لازاريني، إن إسرائيل قصفت المدرسة “دون سابق إنذار”.

وكتب على منصة “اكس”، “لقد تعرضت مدرسة أخرى تابعة للأونروا تم تحويلها إلى ملجأ للهجوم. إن مهاجمة أو استهداف أو استخدام مباني الأمم المتحدة لأغراض عسكرية يعد تجاهلا صارخا للقانون الإنساني الدولي”.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ستيفان دوجاريك، إن الغارة “مجرد مثال مروع آخر على الثمن الذي يدفعه المدنيون، الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيون الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة”.

وأضاف: “يدين [غوتيريتش] بالطبع هذا الهجوم. ستكون هناك حاجة للمحاسبة على كل ما حدث في غزة”.

ودعا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى إجراء تحقيق في الغارة، وكتب على موقع X: “تُظهر التقارير الواردة من غزة مرارا وتكرارا أن العنف والمعاناة لا يزالان الواقع الوحيد لمئات الآلاف من المدنيين الأبرياء. يجب التحقيق بشكل مستقل في هذه الأخبار المروعة”.

في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى أن تكون “شفافة” فيما يتعلق بالضربة، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر للصحفيين.

وقال ميلر إن الولايات المتحدة تصدق التقديرات الإسرائيلية بأن حماس تختبئ في بعض الأحيان في البنية التحتية المدنية، لكنه قال إنها في انتظار معلومات عن الغارة الأخيرة.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 36 ألف فلسطيني قُتلوا في القطاع أو يُفترض أنهم قُتلوا حتى الآن. من بين هؤلاء، تم التعرف على هوية 24 ألف قتيل في المستشفيات أو من خلال بلاغات ذاتية من قبل العائلات، في حين أن باقي الرقم يعتمد على “مصادر إعلامية” تابعة لحماس. وتشمل هذه الأرقام، التي لا يمكن التحقق منها، حوالي 15 ألف مسلح تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. كما تقول إسرائيل إنها قتلت نحو 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس

اقرأ المزيد عن