إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

تقرير: وفد إسرائيلي في القاهرة لإجراء محادثات بينما يطرح الوسطاء هدنة طويلة الأمد

الوسطاء يُقترحون اتفاقا يمتد لعدة سنوات يشمل إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين؛ الدفاع المدني التابع لحماس يقول إن 7 فلسطينيين قُتلوا في غارات جوية

أكوام من النفايات في موقع سوق فراس السابق في مدينة غزة، الذي تحوّل إلى مكب نفايات خلال الحرب، 21 أبريل 2025. (Omar AL-QATTAA / AFP)
أكوام من النفايات في موقع سوق فراس السابق في مدينة غزة، الذي تحوّل إلى مكب نفايات خلال الحرب، 21 أبريل 2025. (Omar AL-QATTAA / AFP)

وصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة مساء الأحد لإجراء محادثات مع وسطاء في محاولة لتحقيق اختراق في المفاوضات مع حماس بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من غزة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام قطرية يوم الثلاثاء.

وبحسب صحيفة “العربي الجديد” القطرية، التقى الوفد يوم الإثنين بمسؤولين مصريين كبار، فيما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن الوسطاء طرحوا اقتراحًا لهدنة طويلة الأمد.

وأشار التقرير إلى أن مصر وقطر تقترحان وقفا لإطلاق النار يمتد من خمس إلى سبع سنوات، ونهاية رسمية للحرب، وانسحابا كاملا للجيش الإسرائيلي من غزة، وإطلاق سراح “جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية”، وهو ما يؤكد ما أوردته “تايمز أوف إسرائيل” سابقا حول اتفاق شامل تسعى حماس لتحقيقه.

لم يوضح تقرير BBC، الذي استند إلى مسؤول فلسطيني كبير مطّلع على المحادثات، ما إذا كانت الصفقة ستشمل أيضا الرهائن غير الإسرائيليين المتبقين – وهم اثنان يُعتقد أنهما على قيد الحياة (تايلاندي ونيبالي) ورفات اثنين من التايلانديين وتنزاني واحد.

وذكرت “تايمز أوف إسرائيل” يوم الأحد أن حماس مستعدة للموافقة على وقف جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك تطوير الأسلحة وحفر الأنفاق، مقابل هدنة طويلة الأمد.

ولفرض وقف الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل، أعرب بعض مسؤولي حماس عن استعدادهم لوضع جميع أسلحة الحركة في مستودع مع حراسة، وفقا لدبلوماسي عربي.

جنود إسرائيليون يصطحبون وسائل الإعلام إلى نفق عُثر عليه تحت مستشفى الشفاء في مدينة غزة، 22 نوفمبر، 2023. (AP/Victor R. Caivano)

كما أبدت حماس استعدادها للتخلي عن السيطرة على غزة لصالح هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط، كما تنص المبادرة المصرية لإدارة القطاع بعد الحرب، وفقا لمسؤولين تحدثوا إلى “تايمز أوف إسرائيل”.

وكانت حماس قد رفضت الأسبوع الماضي اقتراحًا إسرائيليًا بـ”وقف جزئي لإطلاق النار”، لكنها أبدت استعدادا لمناقشة اتفاق أوسع يشمل إنهاء الحرب.

ووفقا لتقرير BBC يوم الإثنين، لم تُعلق إسرائيل بعد على الاقتراح الشامل الجديد، ومن المتوقع أن يتوجه وفد رفيع من حماس إلى القاهرة للتشاور.

في غضون ذلك، تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث أعلن الدفاع المدني التابع لحماس مقتل سبعة أشخاص في غارات جديدة على أنحاء متفرقة من القطاع.

وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن “الاحتلال شن عدة غارات جوية عنيفة فجر اليوم الثلاثاء على مدينة غزة وبيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس، مما أدى لاستشهاد 7 مواطنين مدنيين”. ولا تميز حصيلة القتلى الصادرة عن حماس عادةً بين المدنيين والمقاتلين.

وأشار إلى أن أربعة قتلوا في منطقة حيّ الرمال قرب مدينة غزة، واثنين في حي الصبرة غرب المدينة، وواحد في خان يونس.

ولفت المتحدث إلى أن الجيش الإسرائيلي “نسف أكثر من عشرة منازل شرقي مدينة غزة وفي رفح”.

فلسطينيون في الشارع قرب مخيم نازحين في مدينة غزة، 21 أبريل 2025. (Omar AL-QATTAA / AFP)

ولم تُعلق إسرائيل على ضربات محددة، لكنها تؤكد أنها تسعى لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وتشدد على أن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية وتقاتل من داخل مناطق مأهولة، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

ويوم الإثنين، انتقد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إدارة الحرب الحالية، قائلًا إنه إذا لم يتم تصعيد القتال، فإن الحكومة “لا مبرر لوجودها”.

وفي تصريحاته على قناة “14” اليمينية، قال سموتريتش إنه عندما تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار السابق في يناير: “قلت بوضوح إننا سنعود للقتال بطريقة مختلفة تمامًا: بهدف الإخضاع، والهزيمة، وتدمير حماس، واحتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري عليه، وأخذ أراضٍ وإرسال رسالة داخلية وخارجية مفادها أن من يتحدى إسرائيل يُدمر”.

وأضاف: “لكن للأسف، هذا ليس ما يحدث. أعتقد أن الوقت قد حان للهجوم على غزة. وإذا لم يحدث ذلك، فلا مبرر لوجود هذه الحكومة”.

وفي إطار المرحلة الأولى من اتفاق يناير، أطلقت حماس سراح 30 رهينة – 20 مدنيا إسرائيليا، وخمسة جنود، وخمسة تايلانديين – بالإضافة إلى رفات ثمانية رهائن إسرائيليين قُتلوا.

وأرادت حماس الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق كما هو منصوص عليه، لكن إسرائيل سعت إلى تعديل الشروط بحيث تطلق سراح رهائن إضافيين دون التزام بإنهاء دائم للقتال، كما كانت تنص عليه المرحلة الثانية. وعندما رفضت حماس، استأنفت إسرائيل هجومها على غزة في 18 مارس.

وبعدما أثار ضجة في وقت سابق من اليوم بقوله إن إعادة الرهائن “ليست الأمر الأهم”، اتهم سموتريتش منتقديه بمحاولة “إسكات وإلغاء أكثر الآراء عدالة وصحة”.

عائلة وأصدقاء الرهينة الإسرائيلي ماتان أنغريست يشاركون في مسيرة للمطالبة بإطلاق سراحه، أمام مقر وزارة الدفاع، في تل أبيب، 21 أبريل 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

اندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، عندما اجتاح نحو 5000 مسلح من حركة حماس مناطق في جنوب إسرائيل، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 رهينة.

ولا تزال التنظيمات المسلحة في غزة تحتجز 59 رهينة – يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة، بينما تم التأكد من مقتل 35 – من بينهم 58 ممن اختُطفوا في 7 أكتوبر.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 50 ألف فلسطيني قتلوا منذ اندلاع القتال. ولا يمكن التحقق من هذه الحصيلة بشكل مستقل، كما أنها لا تميّز بين المدنيين والمقاتلين.

وتُقدّر إسرائيل أنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في غزة حتى يناير، بالإضافة إلى 1600 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم حماس.

أما حصيلة القتلى في صفوف إسرائيل نتيجة العمليات البرية في غزة والاشتباكات على الحدود فقد بلغت 410 قتلى.

اقرأ المزيد عن