تقرير: هدنة نوفمبر انهارت بسبب زعم حماس أن الرهائن النساء اللواتي كان من المقرر إطلاق سراحهن لقين مصرعهن
التقرير أشار أيضا إلى أن نتنياهو "نسف" صفقة رهائن لأسباب سياسية مرارا؛ مكتب رئيس الوزراء ينتقد "الادعاءات الكاذبة... التي تعكس دعاية حماس"
زعمت قناة تلفزيونية إسرائيلية يوم الأربعاء أن اتفاق الهدنة مقابل إطلاق سراح الرهائن الذي استمر لمدة أسبوع في شهر نوفمبر انهار لأن حماس عرضت إعادة سبع جثث وثلاث رهائن أحياء – رجلين وامرأة – بدلا من الرهائن الأحياء العشرة الذين كان من المفترض ان تطلق سراحهم في اليوم الثامن من الاتفاق. في الواقع، نقل التقرير عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله إن إسرائيل علمت أن النساء من بين الرهائن السبع المزعومات ما زلن على قيد الحياة، وقدرت أن حماس ستقتلهن على الفور إذا قبلت إسرائيل تغيير الشروط.
تم تضمين التقرير في تحقيق مطول للقناة 12 زعم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عمل مرارا منذ ديسمبر على “نسف” صفقة رهائن محتملة أخرى مع حماس لأسباب سياسية – وهو ادعاء نفاه مكتب رئيس الوزراء على الفور وبشدة.
في الوقت نفسه، ألقت أخبار القناة 12 باللوم على حماس، وليس على نتنياهو، في انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار استمر لسبعة أيام وشمل إطلاق سراح 81 رهينة إسرائيلية و 24 مواطنا أجنبيا في شهر نوفمبر.
وحدد التقرير أن من بين الرهائن السبعي اللواتي زعمت حماس أنهن لم يعدن على قيد الحياة كانت نوعا أرغماني، التي أنقذها الجيش الإسرائيلي مع ثلاثة رهائن آخرين إحياء في يونيو. ونقلت القناة عن المسؤول الأمني الكبير تأكيده أنه لو قبلت إسرائيل عرض حماس المتغير، لكانت الحركة قد أطلقت النار على الرهائن اللاتي زعمت أنهن لم يعدن أحياء.
ونقلت القناة 12 عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله: “في الساعات التي سبقت [إطلاق سراح مجموعة الرهائن الذين كان من المفترض أن يتم الافراج عنها في ذلك اليوم]، أعلنت حماس عبر الوسطاء أن النساء اللواتي كان من المفترض أن يتم إطلاق سراحهن قد توفين”.
وتابع المصدر “لكننا كنا نعرف على وجه اليقين أنهن على قيد الحياة. قالت حماس إن نوعا أرغماني ماتت، لكن ليس هي فقط، وإنه لم يتم العثور على أخريات [من الرهائن الإناث]. وذلك على الرغم من أننا اتفقنا مسبقا على قائمة الأسماء الكاملة [للرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم]”.
وأضاف المصدر الأمني “بالنسبة لنا لم تكن هناك معضلة” بشأن كيفية المضي قدما. “لو لعبنا لعبتهم، كما أوضحنا للقيادة السياسية، فإن حماس ستقتل النساء. وبعد دقيقة كانوا سيطلقون النار على رؤوسهن. لو سمحنا لهم بالتلاعب بنا، لما رأينا هؤلاء النساء مرة أخرى”.
كما أصرت حماس على إدراج جميع النساء الأصغر سنا، بما في ذلك ميا شيم ورومي غونين وكرمل غات، كجنديات. تم إطلاق سراح شيم في 30 نوفمبر، أي قبل يوم واحد من انهيار الهدنة. ولا تزال غونين محتجزة كرهينة. وكانت غات إحدى الرهائن الست الذين قُتلوا على يد خاطفيهم من حماس الشهر الماضي.
فرص ضائعة
قال وزير كبير في الحكومة للشبكة التلفزيونية إن “التهديدات الإئتلافية” في ذلك الوقت من الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش هيمنت على مناقشات المجلس الوزراي بشأن إيجاد طريقة لمواصلة إطلاق سراح الرهائن على الرغم من ألاعيب حماس.
ونُقل عن الوزير الذي لم يذكر اسمه قوله “كانت هذه أكبر فرصة ضائعة. كان من الصواب أن نواصل العملية حتى النهاية، وأن ننتقل إلى الفئة التالية [من الرهائن]. كان من الممكن إعادة الرجال المسنين الذين ماتوا في وقت لاحق في الأسر، وكان من الممكن إعادة ياردن بيباس إلى الوطن لأسباب إنسانية”.
وفي مقابلة أجريت معه الشهر الماضي، قال عضو الكنيست غادي آيزنكوت (حزب الوحدة الوطنية)، وهو رئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي وكان مراقبا في كابينت الحرب في ذلك الوقت، إن إسرائيل كان من الممكن أن تضمن إطلاق سراح بعض الرجال المسنين لو لم تستأنف الحكومة القتال في غزة ردا على انتهاكات حماس للاتفاق، ولكن “بعد ذلك أصدر بن غفير بيانا قال فيه إنه سيطيح بالحكومة” إذا استمرت الهدنة.
وقال آيزنكوت إن “التهديدات من المتطرفين في الحكومة” تشكل “سحابة تخيم على كل عملية صنع القرار”.
وأضاف أن إسرائيل كانت محقة في إصرارها على إطلاق سراح النساء، “لكنني لم أعتقد أنه من الصواب الإصرار حتى النهاية… كنت أؤيد تفعيل الاتفاق بأي شكل من الأشكال، حتى لو انتقلنا إلى هذه الفئة من الرجال المسنين ثم عادوا إلى النساء”، مضيفا أنه كان وحده في كابينت الحرب في هذا الرأي.
وأشار التقرير مساء الأربعاء إلى قرار نتنياهو برفض الاقتراح المصري في 24 ديسمبر ومنع وزير الدفاع يوآف غالانت من إجراء مناقشة مع رئيس الموساد دافيد برنياع في اليوم التالي.
وذكر التقرير أنه كان هناك أيضا احتمال تحقيق انفراجة في يناير خلال قمة في باريس، ولكن بعد أن هدد بن غفير بإسقاط الحكومة، أكد نتنياهو خمس مرات خلال الأيام الأربعة التي تلت على وجود عقبات في المحادثات.
واستمر نتنياهو على هذا المنوال في شهر مارس، رافضا توسيع الصلاحية الممنوحة للمفاوضين. ونقل التقرير عن مساعد سابق لنتنياهو قوله إنه عندما يريد رئيس الوزراء التوصل إلى اتفاق، فإنه لا يتحدث علنا عن خطوطه الحمراء، كما فعل مرارا وتكرارا منذ أن قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن الاقتراح الإسرائيلي في 31 مايو. وقالت القناة 12 أيضا إن كبار المسؤولين الأمنيين قد فوجئوا بإعلان نتنياهو في يونيو عن وضع خطوطه الحمراء، بما في ذلك استمرار انتشار الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة.
وأصدر مكتب نتنياهو في وقت لاحق بيانا أدان فيه التقرير التلفزيوني وقال إن “الادعاءات الكاذبة” في وسائل الإعلام “تعكس دعاية منظمة حماس الإرهابية”.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن نتنياهو قبل جميع المقترحات الأمريكية، وهو ما “يدحض تماما الادعاء بأنه قام بتخريب أي اتفاق لأسباب سياسية”.
وأشارت إلى أن نتنياهو أرسل في 27 أبريل اقتراحا وصفه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأنه “سخي للغاية”. وأنه وافق على اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو؛ وأنه في 16 أغسطس وافق على “مقترح التجسير النهائي” الذي قدمته الولايات المتحدة، وهي اقتراحات رفضتها حماس كلها.
وأشار مكتب نتنياهو أيضا إلى أن المسؤولين الأمريكيين قالوا مرارا وتكرارا إنه لا يوجد اتفاق بسبب حماس – على الرغم من أنهم ألقوا أيضا بعض اللوم على إسرائيل في بعض الأحيان.
وقال مكتب نتنياهو “على أولئك الذين يريدون المساعدة في جهود إطلاق سراح رهائننا أن يضغطوا على القاتل [زعيم حماس يحيى] السنوار، وليس على رئيس وزراء إسرائيل”.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد تعليقا على التقرير: “ليس لدينا وقت للسياسيين الذين لا روح لهم”، مضيفا أن الرهائن “يموتون في غزة وسيعودون في نعوش، ولن تستطيع أن تقول: لم نكن نعرف”.
وندد منتدى عائلات الرهائن بنتنياهو، قائلا في بيان: “إن الأعمال الرامية إلى تخريب الصفقة التي أبرزها التقرير لا تترك مجالا للشك في أن رئيس الوزراء نتنياهو يتخلى عن علم وعمد ومنذ فترة طويلة عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة”، وقالت إن لجنة تحقيق حكومية سيتعين عليها ليس فقط فحص إخفاقات 7 أكتوبر، ولكن أيضا نسف الصفقة “التي أدت إلى مقتل أو قتل الرهائن الأحياء في الأسر والتخلي المستمر عن الرهائن الـ 101 الذين ما زالوا محتجزين”.
ويُعتقد أن 97 من الرهائن الـ 251 الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 33 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وإلى جانب 105 مدنيين أطلق سراحهم خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، أطلقت حماس سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأعادت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 37 رهينة، من بينهم ثلاثة قتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
وتحتجز حماس أيضا مواطنَين إسرائيليَين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.