تقرير: نتنياهو يستعد لإقالة وزير الدفاع غالانت واستبداله بساعر
يطالب أعضاء الحكومة بإقالة غالانت منذ أشهر، ويقول بن غفير إنه يجب إقالته "على الفور"؛ رئيس الوزراء وساعر ينفيان التقارير
يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، ويدرس تعيين رئيس حزب “الأمل الجديد” جدعون ساعر بديلا له، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية “كان” يوم الاثنين نقلا عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء.
وذكرت القناة 12 أنه في حال لم ينجح ساعر في الحصول على منصب وزير الدفاع، فقد يتولى منصب وزير الخارجية، بينما يتولى يسرائيل كاتس منصب غالانت. كما زعمت القناة أن أعضاء الكنيست من حزب “الأمل الجديد” زئيف إلكين وشارين هاسكل قد يُعرض عليهما منصبان وزاريان.
ونفى مكتب رئيس الوزراء إجراء مفاوضات مع ساعر، وزعم متحدث باسم ساعر أنه “لا يوجد شيء جديد” في هذه القضية.
وتسري شائعات منذ أشهر حول احتمال استبدال نتنياهو لغالانت، ونفى ساعر في وقت مبكر من شهر يوليو أنه تلقى عرضًا من شأنه أن يعيده إلى الائتلاف.
وعندما سئل في ذلك الوقت عما إذا كان على استعداد لتولي منصب وزير الدفاع في الحكومة الحالية، بدا ساعر وكأنه يلمح إلى أنه سينظر في هذا الخيار، حيث رد بأنه لن “أقيد يدي” في هذا الشأن.
وانضم النائب والوزير السابق عن حزب الليكود إلى الائتلاف في أعقاب غزو حماس لجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. وأعلن انسحاب حزبه في مارس بعد رفض طلبه بالانضمام إلى المجلس الحربي رفيع المستوى الذي لم يعد قائما الآن. وقد انتقد منذ ذلك الحين بشدة إدارة الحكومة للحرب في غزة وقال إنه على استعداد لتقديم “تنازلات” لإنشاء كتلة يمينية معارضة لنتنياهو.
وفي أغسطس، ذكرت القناة 12 أن المناقشات التي تهدف إلى تولي ساعر منصب وزير الدفاع انهارت بعد أن أشارت زوجة رئيس الوزراء ومستشاروه إلى أنهم لن يثقوا في تولي السياسي المتشدد السابق من حزب الليكود لمنصب وزير للدفاع.
وبحسب التقرير، طالب ساعر بحقيبة الدفاع، لكن طلبه قوبل بالرفض، وعُرضت عليه بدلا من ذلك مناصب أخرى مثل وزير الخارجية أو وزير العدل. ونفى متحدث باسم ساعر ذلك، وقال لصحيفة تايمز أوف إسرائيل في ذلك الوقت “لم تكن هناك مفاوضات، وبالتالي لم يحدث انهيار”.
وعادت الاتصالات بين الجانبين منذ ذلك الحين، حيث عقد ساعر ونتنياهو اجتماعا شخصيا حول هذا الموضوع، حسبما ذكر موقع “والا” الإخباري الأسبوع الماضي.
وذكر التقرير أن نتنياهو عرض على ساعر مقعدا في الحكومة وخصص أماكن لحزب “الأمل الجديد” على قائمة حزبه الليكود في الانتخابات المقبلة.
العلاقات بين غالانت ونتنياهو متوترة منذ أن أعلن نتنياهو أنه سيقيل غالانت في مارس 2023 بسبب انتقاداته للإصلاح القضائي للحكومة، قبل أن يتراجع بعد أسبوعين تحت ضغط شعبي شديد.
وانتقد ساعر نتنياهو بشدة لإقالته غالانت، وكتب في تغريدة أن رئيس الوزراء يدفع إسرائيل “إلى الهاوية”.
ويطالب أعضاء حكومة نتنياهو بإقالة غالانت منذ أشهر، بسبب غضبهم، من بين أمور أخرى، من معارضته لمشروع قانون تجنيد الحريديم الذي تدعمه الحكومة، ومعارضته العلنية لموقف رئيس الوزراء بشأن صفقة الرهائن والسيطرة على محور فيلادلفيا في غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان له اليوم الاثنين إن التقارير عن مفاوضات مع جدعون ساعر “غير صحيحة”، فيما قال متحدث باسم ساعر إنه “لا يوجد شيء جديد في هذا الأمر”.
ونفى ساعر أيضا التقارير اللاحقة عن إجرائه مفاوضات مع الأحزاب الحريدية في الكنيست من أجل التوصل إلى حل وسط بشأن تجنيد المجتمع الحريدي، مما يمهد الطريق أمام ضمه إلى الائتلاف.
وقال حزب “الأمل الجديد” في بيان “هلافا للتقارير الإعلامية، لم تكن هناك مفاوضات بشأن محتوى قانون التجنيد بين ساعر أو أي شخص نيابة عنه والأحزاب الحريدية أو أي حزب آخر”، وأضاف أن “موقف عضو الكنيست ساعر كان ولا يزال أن أي تشريع يجب أن يستند إلى احتياجات جيش الدفاع الإسرائيلي ويتم تنسيقه مع المؤسسة الأمنية”.
دعم ساعر للتوصل إلى تسوية مع الحريديم من شأنه أن يزيل أحد تحديات نتنياهو، حيث ورد أن رئيس حزب “يهدوت هتوراة” إسحاق غولدكنوبف هدد بالتصويت ضد الميزانية المقبلة بعد عدة أشهر من الآن إذا لم يتقدم القانون، ما قد يؤدي إلى انهيار الحكومة.
ورحب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بإمكانية إضافة ساعر إلى الائتلاف، حيث غرد قائلاً إنه يطالب بإقالة غالانت منذ أشهر “وقد حان الوقت للقيام بذلك على الفور”.
وكان بيني غانتس، رئيس حزب “الوحدة الوطنية” المعارض، أقل تفاؤلاً، حيث اتهم رئيس الوزراء بـ “خطط سياسية حقيرة واستبدال وزير الدفاع” بدلاً من التركيز على “النصر على حماس، وإعادة الرهائن، والحرب مع حزب الله، والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
كما رد منتدى عائلات الرهائن والمفقودين باستياء على هذه الأنباء، مشيراً إلى أن ساعر قال إن الاتفاق المقترح يعادل “الاستسلام” لحماس، ودعا بدلاً من ذلك إلى استخدام الضغط العسكري لتحرير الرهائن.
وقال المنتدى “رئيس الوزراء نتنياهو، هذا ليس الوقت المناسب للكراسي الموسيقية أو الانشغال بالبقاء السياسي”، وأضاف أنه بينما “يعاني رهائننا في أنفاق حماس، يجب تخصيص كل وقتك وجهودك لتحقيق أهداف الحرب وإعادة جميع الأسرى إلى ديارهم”.
ورد زعيم المعارضة يائير لابيد بتغريدة نشر فيها سلسلة من الاقتباسات من عام 2022 والتي انتقد فيها ساعر نتنياهو، قائلاً إن “مبادئي لا تسمح لي بدعم زعيم يضع مصلحته الشخصية فوق كل شيء”.
ونقل لابيد عن ساعر قوله: “أي حكومة يرأسها نتنياهو ستكون حكومة ستصمد بفضل الصفقات السياسية وليس بفضل المصلحة العامة. لن نشارك في هذا”.
وأبدى بعض أعضاء الائتلاف دعمهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية في الأيام الأخيرة.
وفي حديثه خلال فعالية الأسبوع الماضي، قال وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير من حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف إن الآن هو “الوقت المناسب لتوحيد القوى ومعرفة كيفية العمل معًا”.
وبحسب القناة 12، أجرى الرئيس إسحاق هرتسوغ محادثات مع سياسيين من كلا جانبي الطيف السياسي للدفع نحو الوحدة. ونقلت القناة أيضًا عن مسؤول من حزب “شاس” الحريدي قوله إن “هناك إرادة ودعمًا لتشكيل حكومة وحدة”.
وذكرت تقارير أن زعيم حزب “شاس” أرييه درعي يضغط على رئيس الوزراء لتوسيع تشكيلة الائتلاف من أجل تخفيف نفوذ بن غفير.
ورغم ذلك، قال رئيس لجنة المالية في الكنيست موشيه غافني لأعضاء الكنيست يوم الاثنين أنه بينما كان هناك اقتراح مطروح على الطاولة لتشكيل حكومة وحدة، إلا أنه لم يعد موجودا.