إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

تقرير: نتنياهو قال إنه يفضل البقاء في محور فيلادلفيا على عودة الرهائن، مثيرا غضب غالانت

في مشادة كلامية خلال تصويت الحكومة على طلب رئيس الوزراء بإبقاء الجيش على حدود غزة ومصر، يقول نتنياهو إن الموقف الحازم وحده سيمكن من التوصل إلى اتفاق؛ غالانت يحذر أن الوزراء يحكمون على الرهائن بالموت

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يعقدان مؤتمرا صحفيا في وزارة الدفاع في تل أبيب، 16 ديسمبر 2023. (Noam Revkin Fenton/Flash90)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يعقدان مؤتمرا صحفيا في وزارة الدفاع في تل أبيب، 16 ديسمبر 2023. (Noam Revkin Fenton/Flash90)

ذكرت تقارير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الدفاع يوآف غالانت الخميس أنه يعطي الأولوية للحفاظ على القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا على إنقاذ حياة الرهائن المتبقين في غزة.

وتم التعبير عن هذا الموقف خلال اجتماع محتدم لمجلس الوزراء الأمني ​​مساء الخميس، حيث صوتت أعلى هيئة وزارية على موافقة على سلسلة من الخرائط التي رسمها الجيش الإسرائيلي، والتي تظهر كيف تهدف إسرائيل إلى إبقاء قواتها منتشرة في منطقة محور فيلادلفيا الضيقة خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي يجري التفاوض عليه.

وكان هذا أحدث دليل على الانقسام بين نتنياهو والمؤسسة الأمنية. فقد حث غالانت ورؤساء الأمن نتنياهو مرارا على تقديم المزيد من التنازلات في المفاوضات، وخاصة فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، خوفا من أن تؤدي مواقف رئيس الوزراء المتشددة إلى إفشال الصفقة.

وبحسب محضر الاجتماع الذي تم تسريبه إلى القناة 12 يوم الجمعة، لم يتم إطلاع الوزراء مسبقا على أنهم سيجرون تصويتا على خرائط الجيش الإسرائيلي، وطالب غالانت بمعرفة سبب ضرورة التصويت.

وأضاف غالانت للوزراء: “أهمية هذا الأمر أن حماس لن توافق عليه، وبالتالي لن يكون هناك اتفاق ولن يتم إطلاق سراح أي رهائن”.

ورد نتنياهو “هذا هو القرار”.

محور فيلادلفيا بين جنوب قطاع غزة ومصر، 15 يوليو، 2024. (Oren Cohen/Flash90)

وبعد ذلك، دفع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بالمضي قدما في التصويت على الخرائط التي قدمها الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي للوسطاء في القاهرة، لكن غالانت زعم أن نتنياهو فرض موقفه على المؤسسة الأمنية وأن الخرائط التي قدمها الجيش الإسرائيلي تتعارض مع موقفها.

“أنا فرضت؟ أنا فرضت؟” رد نتنياهو.

“بالطبع فعلت ذلك. كان لديهم خطتهم الخاصة. أنت تدير المفاوضات بنفسك منذ تفكك مجلس الحرب (في يونيو). لا نعلم بالقرارات إلا بعد وقوعها. لقد رسم المفاوضون الخرائط كما أردت، ولكن كان لديهم موقف مختلف”، قال غالانت.

وبعد ذلك، ضرب نتنياهو بيديه على الطاولة، مطالبا بالتصويت الفوري على خرائط فيلادلفيا.

وتدخل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ليعبر عن مخاوفه بشأن استراتيجية رئيس الوزراء “سوف يعرف جيش الدفاع الإسرائيلي كيف يدخل ويعود إلى محور فيلادلفيا في نهاية الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار. هناك ما يكفي من القيود في المحادثات، ولا حاجة إلى إضافة قيود أخرى”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (وسط)، ووزير الدفاع يوآف غالانت (الثاني من اليمين) وآخرون في المقر العسكري في تل أبيب، 25 أغسطس 2024. (Maayan Toaf/Defense Ministry)

وأضاف مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع، الذي قاد فريق التفاوض الإسرائيلي “لا يوجد منطق وراء هذا التصويت في الوقت الحالي. على أية حال، تركز المفاوضات حاليا على (قضايا أخرى) وليس على محور فيلادلفيا”.

غالانت يواجه نتنياهو

قال غالانت بعد ذلك لمجلس الوزراء إنهم يواجهون خيارا: البقاء في المحور أو إعادة الرهائن.

“انتم تقررون البقاء في محور فيلادلفيا. هل هذا منطقي بالنسبة لكم؟ هناك رهائن أحياء هناك!” صاح غالانت.

فأجاب ديرمر إن “رئيس الوزراء يستطيع أن يفعل ما يحلو له”، فرد عليه غالانت “رئيس الوزراء يستطيع بالفعل أن يتخذ جميع القرارات، ويمكنه أيضا أن يقرر قتل جميع الرهائن”.

ثم انتقد الوزراء الآخرون في الغرفة غالانت بسبب حديثه إلى رئيس الوزراء بهذه الطريقة.

وقال غالانت لنتنياهو إنه سوف يخضع في نهاية المطاف لمطالب السنوار على أي حال.

رسم بياني بعنوان “إسرائيل تدعي ’السيطرة العملياتية’ على محور فيلادلفي على حدود غزة ومصر” تم إنشاؤه في أنقرة، تركيا في 30 مايو 2024. (Elmurod Usubaliev / Anadolu via Reuters)

ورد نتنياهو بأنه لا يخضع لإملاءات من أحد.

واتهم غالانت الحكومة بالتخلي عن الرهائن باتخاذ القرار، مضيفا أنه سيصوت ضده. وقال “أنتم تتخذون قرارا يعني أنه إذا لم تقبله حماس، فإنكم تتخلون عن الرهائن”.

والتفت مرة أخرى إلى رئيس الوزراء وسأله “إذا وضعك السنوار أمام المعضلة: إما أن تخرج من فيلادلفيا أو تعيد الرهائن، ماذا تفعل؟”.

ورد نتنياهو بأن ضرورة إبقاء الجيش في المحور لها أهمية حيوية بالنسبة للدولة.

وقال غالانت إن هذا صحيح إذا كان القرار منعزلا. لكنه تساءل “ماذا يحدث عندما تكون حياة 30 شخصًا على المحك؟ ماذا تفعل؟”

“سأبقى في فيلادلفيا، المفاوضات الحاسمة فقط هي التي ستجبر [السنوار] على الاستسلام”.

وأقر غالانت بأنه خسر النقاش هذه المرة، لكنه توقع أن الوزراء سوف يقتنعوا بموقفه.

وقال وزير الدفاع “نأمل أن يحدث ذلك عاجلا وليس آجلا”.

جنود إسرئيليون في محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر في أغسطس 2024. (IDF)

وقال وزير في الحكومة لم يذكر اسمه لموقع يديعوت أحرونوت أنه على عكس المناقشات السابقة بين الرجلين، لم يأت أحد للدفاع عن جالانت ليلة الخميس، معتقدين أنه ذهب بعيدا في انتقاداته.

وقال أحد الوزراء: “كان هذا أكثر جدل حاد أتذكره بين نتنياهو وغالانت. لقد عزل نتنياهو غالانت تمامًا. في مثل هذه المواقف، من الأفضل لوزير الدفاع عن مفاتيحه”.

وبدا أن التصويت، الذي مر بأغلبية ثمانية أصوات مقابل صوت واحد وامتناع صوت واحد عن التصويت، رمزيا ويهدف إلى حد كبير إلى التأكيد على موقف إسرائيل بشأن ممر فيلادلفيا، حيث تم تقديم الخرائط بالفعل إلى حماس والوسطاء مصر والولايات المتحدة وقطر.

وكان غالانت هو من صوت ضد الاقتراح، وكان وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير هو الوحيد الذي امتنع عن التصويت. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر مقرب من بن غفير قوله إنه امتنع لأن الاقتراح يتضمن خفضا تدريجيا لعدد الجنود في حال التوصل إلى اتفاق، في حين أنه يؤيد الحفاظ على الوجود العسكري الكامل في المحور وفي كل أنحاء غزة.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عند الحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس، بعد زيارته للحرم القدسي، خلال ذكرى خراب الهيكل (تشعا بآف)، 13 أغسطس 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وقال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء مساء الخميس إن الولايات المتحدة قد اعتمدت الخرائط بالفعل، في إشارة على ما يبدو إلى “مقترح سد الفجوات” الذي قدمه البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر.

وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الجمعة أن القرار يدعو عمليا الجيش الإسرائيلي إلى تقليص وجوده تدريجيا على طول المحور خلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل، وبحلول نهاية هذه المرحلة لن يبقى على طول محور فيلادلفيا سوى جنود في أبراج مراقبة.

وقال مسؤول كبير للصحيفة إنه حتى مع تقليص وجود الجيش الإسرائيلي، فإن إسرائيل ستحافظ على السيطرة الفعلية على المحور، مضيفا أن الانسحاب التدريجي لن يبدأ إلا بعد أن يدمر الجيش جميع الأنفاق الحدودية في المنطقة ويضع أجهزة استشعار يمكنها اكتشاف بناء أنفاق جديدة.

وقال المسؤول للصحيفة “في كل الأحوال، فإن الاقتراب من المنطقة سيكون محظورا. ولن تكون هناك حاجة لفرقة ونصف من الجيش الإسرائيلي على الأرض طوال الوقت. وسوف يكون هناك جنود وحركة إسرائيلية على طوله طوال الوقت، سواء لاحتياجات عملياتية أو احتياجات لوجستية. سوف تكون السيطرة الإسرائيلية جوهرية وليست رمزية فقط”.

غضب منتدى عائلات الرهائن من تصريحات مجلس الوزراء

رد منتدى عائلات الرهائن والمفقودين على التصريحات المسربة من اجتماع مجلس الوزراء الأمني بالمطالبة بأن يعلن نتنياهو علناً أنه تخلى عن حياة الرهائن لصالح استمرار وجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا.

وقال المنتدى في بيان “الاقتباسات التي وردت من اجتماع مجلس الوزراء ينبغي أن تجعل كل مواطن إسرائيلي يفقد نومه. ويتعين على كل مواطن أن يعلم أنه إذا ما اختطف من فراشه وهو يرتدي بيجامته في صباح يوم السبت، فإن رئيس وزرائه سيبذل قصارى جهده للحفاظ على مقعده، حتى لو أدى ذلك إلى تركه ليموت في أنفاق حماس في غزة”.

عائلات الرهائن وأنصارهم يقفون بجوار صور الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، خلال احتجاج يطالب باتفاق لتأمين إطلاق سراحهم، خارج مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس، 30 أغسطس 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

وأصر نتنياهو على أن البقاء في محور فيلادلفيا ضروري لمنع تهريب الأسلحة، مما قد يسمح بإحياء حماس بعد الحرب. وهذا على الرغم من أن هذا المطلب لم يكن وارداً في اقتراح إسرائيلي سابق صدر في 27 مايو.

وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على التوصل إلى حل وسط بشأن هذه القضية، كما عرضت اقتراحا مؤقتا يسمح ببقاء عدد محدود من الجنود في المحور، وهو ما عارضته حماس والوسيط مصر حتى الآن، بحسب ما قاله مسؤولان عربيان لتايمز أوف إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وبحسب المسؤولين فإن مقترح سد الفجوات منحاز لمطالب إسرائيل، وقد تم تعديله منذ ذلك الحين.

وطالبت المؤسسة الأمنية الحكومة بمزيد من المرونة في قضية فيلادلفيا، خوفا من أن يؤدي موقف نتنياهو إلى إطالة أمد المحادثات، مما يعرض حياة الرهائن للخطر، وزعمت أن إسرائيل ستكون قادرة على العودة إلى المحور إذا لزم الأمر.

وذكرت قناة 12 الإخبارية الخميس أن غالانت قدم في الاجتماع الذي جرى فيه التصويت وثيقة تعرض رأي المؤسسة الأمنية بأن إسرائيل تواجه “تدهورا وشيكًا إلى حرب متعددة الجبهات” بدون اتفاق الرهائن.

وبحسب المسؤول في مكتب رئيس الوزراء الذي أبلغ نتائج التصويت، قال نتنياهو للوزراء خلال الاجتماع إن حماس تمكنت من تنفيذ هجومها في السابع من أكتوبر لأن إسرائيل لم يكن لديها سيطرة على محور فيلادلفيا.

وأكد نتنياهو أنه من خلال الحفاظ على السيطرة على المحور، ستمنع إسرائيل وقوع هجوم آخر من هذا النوع، لأن حماس لن تكون قادرة على إعادة تسليح نفسها.

وأضاف أن هذا الموقف يزيد من إحتمال التوصل إلى صفقة لأن حماس سوف ترى أنه ليس لديها خيار آخر سوى التنازل عن هذه القضية، تماما كما فعلت عندما وافقت على التنازل عن مطلبها بإنهاء الحرب بشكل دائم.

في الاقتراح الذي قدمته حماس في وقت سابق من هذا الشهر، وافقت الحركة على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع فقط، بينما يتفاوض الجانبان على شروط المراحل اللاحقة. وفي حين يتصور العرض حفاظ الوسطاء على المفاوضات مستمرة، فإنه يبدو أنه يوفر لإسرائيل القدرة على استئناف القتال إذا اعتبرت أن حماس تنتهك شروط الاتفاق ولا تتفاوض بحسن نية.

اقرأ المزيد عن