إسرائيل في حالة حرب - اليوم 426

بحث

تقرير: نتنياهو طلب من الولايات المتحدة الضغط على مصر لاستيعاب لاجئي غزة، التي رفضت الطلب

مسؤول إسرائيلي ينفي ما ورد صحيفة "واشنطن بوست"، التي زعمت وجود "اختلافات صارخة" بين واشنطن واسرائيل حول ما يجب أن يحدث في غزة بعد الحرب ضد حماس

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، 18 أكتوبر 2023. (AP/Evan Vucci)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، 18 أكتوبر 2023. (AP/Evan Vucci)

في بداية الحرب في غزة، سأل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي جو بايدن عما إذا كان يمكنه الضغط على مصر لقبول بعض سكان القطاع في أراضيها طوال فترة الصراع، حسبما أفادت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الخميس.

وقال التقرير، دون ذكر مصادر، إن بايدن أبلغ نتنياهو أن القاهرة لا تعتبر ذلك خيارا.

لكن التقرير، نقل أيضا عن مسؤول إسرائيلي نفيه القاطع للطلب، وقال المسؤول إن “التأكيد بأن إسرائيل تحاول إخراج سكان غزة إلى مصر هو تأكيد كاذب”.

في وقت سابق من هذا الشهر، أفاد موقع “أكسيوس” أن مصر حذرت إسرائيل والولايات المتحدة من السماح بوضع يفر فيه النازحون الفلسطينيون من القطاع إلى شبه جزيرة سيناء. وحذرت القاهرة من أن مثل هذا الاحتمال يمكن أن يسبب “انقطاعا” في العلاقات بين مصر وإسرائيل.

وتخشى مصر، بحسب التقرير في أكسيوس، من أنه مع توسيع الجيش الإسرائيلي لعملياته في غزة، ستقوم إسرائيل بـ”دفع الفلسطينيين من غزة إلى مصر – وإلا تسمح لهم بالعودة بعد الحرب”.

ويسلط الطلب المذكور من نتنياهو، بحسب صحيفة واشنطن بوست، الضوء على “الاختلافات الصارخة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول ما يجب أن يحدث في غزة على المدى القريب والبعيد بعد أن تكمل إسرائيل حملتها العسكرية هناك”.

صورة تم التقاطها من جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في 21 ديسمبر، 2023، تظهر الدخان يتصاعد بعد غارات جوية للجيش الإسرائيلي. (JACK GUEZ / AFP)

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجمات الحركة في 7 أكتوبر، والتي قام خلالها نحو 3 آلاف مسلح بالتسلل عبر الحدود من قطاع غزة عبر البر والجو والبحر، وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا أكثر من 240 آخرين تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ التي تم إطلاقها على البلدات والمدن الإسرائيلية.

ردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وشنت هجوما واسع النطاق يهدف إلى تدمير القدرات العسكرية والحكومية للحركة. بحسب وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 20 ألف فلسطينيا قُتلوا في القطاع خلال الحرب، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذا الرقم، في حين تقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 8 آلاف من مقاتلي حماس.

مع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحملة العسكرية، تضغط الولايات المتحدة من أجل تشكيل سلطة فلسطينية “متجددة” لتتولى السيطرة على غزة إذا نجحت إسرائيل في الإطاحة بحركة حماس من السلطة هناك، وتقول إن السلطة يجب أن تخضع لإصلاحات لمكافحة الفساد وينبغي عليها اتخاذ خطوات لتعزيز حرية التعبير وإشراك المجتمع المدني.

في الأسبوع الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن “السلطة الفلسطينية بحاجة إلى تجديد وتنشيط، وتحتاج إلى التحديث فيما يتعلق بأسلوب حكمها، وتمثيلها للشعب الفلسطيني”، مضيفا أن “هذا سيتطلب الكثير من العمل من قبل كل من يشارك في السلطة الفلسطينية، بدءا بالرئيس محمود عباس”.

وتقول إسرائيل إن السلطة الفلسطينية غير قادرة على السيطرة على القطاع، مشيرة إلى رفضها إدانة هجوم حماس وكذلك استمرارها في دفع راوتب لعائلات الأسرى الأمنيين ومنفذي الهجمات الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال تنفيذهم لهجماتهم.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مارتين إنديك، الذي مثل الولايات المتحدة في محادثات السلام الفاشلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قوله إن السلطة الفلسطينية هي الخيار الواقعي الوحيد لحل “في ظل حكم فلسطيني بطريقة تربط الحكومة في الضفة الغربية مع غزة”.

ومع ذلك، نُقل عن الدبلوماسي الأمريكي المخضرم قوله إن نتنياهو “يرفض هذه الفكرة جملة وتفصيلا، لأن شركائه في الائتلاف عازمون على التخلص من السلطة الفلسطينية. إنهم يريدون ضم الضفة الغربية بدلا من أن تحكم السلطة الفلسطينية هناك، لذلك لا يريدون إحيائها من خلال دور جديد في حكم غزة”.

من اليسار إلى اليمين: رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال لقاء ثلاثي في نيويورك، 22 سبتمبر، 2009 (Avi Ohayon/GPO/Flash90)

في الأسبوع الماضي، قال نتنياهو إنه “فخور” بنجاحه في منع إقامة دولة فلسطينية ونسب الفضل لنفسه في “كبح” عملية أوسلو للسلام، مكررا معارضته لسيطرة السلطة الفلسطينية على غزة بعد انتهاء الحرب مع حماس.

ولكن هذا الأسبوع، بدا أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي يلمح إلى أن الحكومة قد تكون خففت معارضتها لسيطرة السلطة الفلسطينية على غزة بعد الحرب.

وكتب هنغبي في مقال رأي نُشر يوم الأربعاء في موقع “إيلاف” الإخباري السعودي: “إلى جانب الرغبة في ضمان أمن مواطنينا، وهو ما لن نتنازل عنه بعد الآن، ليس لإسرائيل مصلحة في السيطرة على الشؤون المدنية لقطاع غزة، وسيتطلب ذلك هيئة حكم فلسطينية معتدلة تتمتع بدعم شعبي وشرعية واسعة النطاق، ليس لنا أن نحدد من سيكون هذا العامل”.

وأشار إلى مسعى المجتمع الدولي لتولي السلطة الفلسطينية شؤون غزة، لكنه قال إن ذلك سيكون مستحيلا دون إصلاحات في المنظمة، وتحديدا وقف التحريض على العنف ضد إسرائيل.

وعكست تعليقات هنغبي موقف واشنطن على نطاق واسع، على الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ركز على إصلاحات مكافحة الفساد التي تحتاج السلطة الفلسطينية إلى القيام بها أكثر من تركيزه على الإصلاحات في مجال التعليم.

ومع ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين هذا الأسبوع خلال مؤتمر صحفي إن تصريحات هنغبي “أسيء فهمها”، وأن السلطة الفلسطينية لا يمكنها حكم غزة بعد الحرب.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد

اقرأ المزيد عن